ﭽ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﭼ ( البقرة : ٢٣٣ )

المزايا العامة لهذه المرحلة: يوضع في هذه المرحلة والتي تليها أساس الشخصية. تسمى هذه المرحلة حسب نظرية أريكسون (النمو النفسي الاجتماعي) مرحلة الثقة مقابل عدم الثقة. كما تسمى هذه المرحلة عند جان بياجيه المرحلة الحسية الحركية. تعبر هذه المرحلة عن مرحلة انطلاق القوى الكامنة، فالنمو الحركي والجسمي والعقلي واللغوي السريع تحول الطفل من كائن مستسلم يقضي معظم وقته في النوم إلى طفل قادر على المشي والحركة والتفاعل مع مثيرات الحياة اليومية. تكون حياة الطفل حتى الأسبوع الرابع غير مستقرة إبان عمليات التكيف الجسمي، فيكون تنفسه ودرجة حرارته غير منتظمة، وقد يجد صعوبة في المص والرضاعة، وقد يبلع في الاتجاه الخاطئ.

مظاهر النمو الجسمي: الوزن والطول : متوسط وزن الطفل عند الولادة 3 كجم، ويزداد الطول بسرعة تتناقص نسبياً في نهاية المرحلة. فيكون طول الطفل المتوسط عند الولادة 50 سم، يصل إلى 60 سم عند 4 شهور، و 75 سم عند سن سنة، و 85 سم عند نهاية السنة الثانية. تختلف نسب الجسم فعند الولادة تكون الرأس والوجه ربع الجسم، وعند الرشد يصبح ثمن الجسم. وعلى العموم ينمو الرأس بمعدل أبطأ من الأطراف، ويسرع نمو الجذع ثم الذراعين ثم الساقين. تنمو العضلات في حجمها وليس عددها، بينما تزيد العظام حجماً وعدداً. كما تنمو القدرة في التحكم في العضلات الكبيرة. ويلتحم اليافوخ في السنة الثانية.

التسنين : يبدأ ظهور الأسنان بين سن (6-9) شهور تقريباً فتظهر القواطع السفلية ، ومن (9-12) تظهر 4 قواطع علوية ثم تتوالى ظهور الأسنان عند سن 30 شهر وآخر الأسنان ظهوراً الأنياب والأضراس الخلفية. يظل الذكور أكبر حجماً، وأطول من الإناث، وتظهر الأسنان مبكرة عند الإناث قبل الذكور. يتأثر نمو الطفل بالغذاء الجيد، والنوم المنتظم، والسلامة من الأمراض.

مظاهر النمو الفسيولوجي : ينمو الجهاز العصبي بسرعة كبيرة جداً يتمثل ذلك في سرعة نمو الرأس ( يصل وزنه إلى 75% من وزنه عند الراشد ). ويزداد الجهاز العصبي تعقيداً وتمايزاً وتفصيلاً مع النمو. ويزداد ارتباط الخلايا العصبية مع العضلات ويظهر ذلك في ازدياد تحكم الطفل في الحركات الإرادية. تتراوح ضربات القلب بين ( ) في الدقيقة الواحدة، وتتناقص مع النمو، كما تبلغ سرعة التنفس 30 مرة في الدقيقة الواحدة ويتناقص أيضاً مع النمو. وتزداد سعة الرئتين للهواء، ويكون الضغط أقل منه عند الراشدين ويزداد مع النمو. يحدث الفطام في نهاية السنة الثانية، و يستطيع الطفل الاستغناء تدريجياً عن الرضاعة وتناول الأغذية الجامدة. والاعتماد على نفسه في ذلك.

ضبط عملية الإخراج : يستطيع الطفل أن يتحكم في التبرز قبل التبول، ويستطيع الطفل ضبط التبول النهاري في منتصف العام الثاني، بينما التبول الليلي يتأخر إلى منتصف العام الثالث. يلاحظ كثرة النوم بداية حتى يصل إلى 20 ساعة، ثم يتناقص تدريجياً حتى يصل إلى 13 ساعة يومياً في نهاية العام الثاني. ويلاحظ أن الأطفال الأصح جسماً، وأثقل وزناً يكونون أهدأ وأعمق نوماً مقارنة بالأطفال الأضعف وزناً، وصحةً.

النمو الحركي : يولد الطفل بانعكاسات جاهزة مثل المص والقبض، والعطس، والكحة. يستطيع الطفل التحكم في حركة الرأس ثم الجذع ثم الأطراف. يرفع الرضيع أجزاء جسمه ثم يلي ذلك الجلوس ثم الوقوف. تطور قدرة الرضيع على القبض من انعكاس القبض إلى عدم القدرة على القبض، إلى القبض تدريجياً بحركات زائدة، ثم تختفي هذه الحركات تدريجياً. ثم يبدأ باستخدام الإبهام والأصابع في القبض على الأشياء، ثم السبابة، ثم يحدث التآزر بين الأصابع.

يلاحظ أن كثير من الأطفال يميل إلى استخدام يد على الأخرى والغالبية يميل إلى استخدام اليد اليمنى، بينما نسبة قليلة تميل إلى استخدام اليسرى، وهناك نسبة تستخدم كلتا اليدين. ملاحظات على النمو الحركي : يتجه النمو الحركي من الرأس إلى القدمين، ومن الوسط إلى الأطراف. يؤثر النمو الحركي على كافة مظاهر النمو، وبالذات النمو العقلي.

مظاهر النمو الحسي : السمع : يعتبر أقل الحواس اكتمالاً عند الولادة؛ نتيجة لوجود السائل الأمينوني في قناة استاكيوس، وعندما تزول هذه المادة نجد أن الطفل يستجيب للأصوات، فيستجيب للعالية بانتفاضة قوية، والضعيفة الهادئة كصوت غناء الأم ستجيب لها بإغماض عينيه. كما يتطور السمع عند الطفل فيستطيع الطفل إدراك الفرق بين الأصوات المتباينة، في الشهر الرابع، ويستطيع الرضيع تحديد مصدر الصوت في الشهر الخامس. حتى الشهر الثاني البؤرة البصرية المناسبة 22 سم، ونادراً ما يرى الطفل لمسافة أقل من 18 سم. وفي الشهر الرابع لدى الطفل قدرة بصرية كافية لكل احتياجاته الأساسية، أما القدرة البصرية العالية جداً التي عند الكبار فلا تكون إلا عند سن العاشرة. وفي الشهر التاسع يستطيع الطفل رؤية الأجسام الدقيقة كالدبابيس. ويستجيب للألوان الصارخة واللامعة أكثر من المثيرات المتجانسة. يدرك الطفل العمق عند الشهر السادس. ( راجعي المحاضرة لتوضيح التجربة التي تثبت ذلك ). من العوامل التي تساعد الطفل على ضبط عملية الإخراج نضج الحواس الحشوية بالامتلاء والاتجاه والتوازن، بالإضافة إلى عامل التدريب. فيضبط الطفل عملية التبرز ثم التبول النهاري في منتصف السنة الثانية ثم التبول الليلي في منصف العام الثالث.

يتطور الشم عند الطفل فيدرك المثيرات الشمية، والمختلفة على شكل ارتياح أو انزعاج، ولكنه يتأثر بعامل التقليد. يتطور الإدراك الحسي للطفل ( إضافة معنى للمثير الحسي ) تبعاً لتطور قدراته الحسية والحركية والعقلية.

النمو العقلي : النمو المعرفي في هذه المرحلة حسي حركياً ومن خصائص هذه المرحلة : تنمو معارف الطفل وتتطور من خلال تطور حواسه ومهاراته الحركية. يتعلم الطفل في هذه المرحلة فكرة دوام الأشياء. ( راجعي المحاضرة ). في نهاية المرحلة يستطيع حل المشكلات من خلال الاستكشاف الذاتي للطرق والوسائل وليس من خلال المحاولة والخطأ. كما يمكن للطفل في سن 18 شهر إدراك العلاقة بين الأشياء، فإذا طلب من الطفل وضع سلسلة في فتحة صندوق وكانت الفتحة أصغر من السلسلة فإن الطفل لا يضع السلسلة في الفتحة دون أن يجرب ذلك كما كان في المراحل السابقة. الذكاء : حدد أرنولد جيزل معايير للنمو العقلي تظهر فيما يلي : عند سن 4 شهور يستطيع إزالة ورقة بحجم الخطاب من وجهه عن طريق ذراعيه، كما يمكنه تتبع ضوء يتحرك ببطء من خلال عينيه. في سن 6 شهور يميز بين الوجوه الغريبة والمألوفة، وينظر إلى أسفل إذا وقع منه شيء. في سن 9 شهور يستجيب لصورته في المرآة، ويشد على حلقة مربوطة بخيط معلق إلى الأسفل.

في سن سنة يستطيع وضع مكعب في سلة إذا طلب منه ذلك. كما يمكنه بناء برج من المكعبات إذا رأى من يقوم بهذا النموذج. في سن سنة ونصف يميز بين الطبق والكوب، كما يمكنه الإشارة إلى جزأين من اجزاء جسمه، ويبني برج من أربعة مكعبات. عند سن سنتين يرسم خط إذا وجد من يقوم بذلك أمامه، ويبني برج من 6 مكعبات، يبني كوبري من 3 مكعبات، يردد اسمه، يكون جملة من 3 كلمات. التعلم : يتم من خلال أساليب التعلم البسيطة : الشرطي، المحاولة والخطأ، والملاحظة والتقليد. وفي أواخر المرحة يستطيع التعلم من خلال الاكتشاف. كما يعتمد على قدرته التعميم والتمييز. التذكر : يستطيع الطفل تذكر المثيرات المختلفة من سن أربعة شهور ونصف، وذلك تبعاً لتجربة بياجيه مع الرضع في هذا السن، ( راجعي المحاضرة لمعرفة التجربة التي تثبت ذلك ). ويقول علماء التحليل النفسي أن الطفل يمكنه تذكر الخبرات السارة التي حدثت في هذه المرحلة، بينما ينسى ويكبت المثيرات المؤلمة.

ملاحظات على النمو العقلي في هذه المرحلة : يتأثر ويؤثر النمو العقلي بمظاهر النمو الأخرى ( الحسية، الحركية، الانفعالية، الاجتماعية ). القيمة التنبؤية لاختبارات الذكاء في هذه المرحلة ضعيفة، ولكن يمكن الاستفادة منها في تمييز الأطفال المتخلفين عقلياً. يلاحظ ضعف ذكاء أطفال دور الرعاية الخاصة مقارنة بالأطفال العاديين، لضعف البيئة من المثيرات المنوعة، ولافتقار الأطفال للرعاية الخاصة الموجهة من الأم، أو الأم البديلة. يتأثر الذكاء المقاس للطفل بحالته الانفعالية التي يمر بها أثناء القياس. فكلما كانت حالته الانفعالية سيئة كلما كانت درجته على الاختبار المقاس أبعد عن الدرجة الحقيقية لذكائه. نتيجة لاعتماد اختبارات الذكاء في هذه المرحلة على مهارات الطفل الحسية والحركية، فإن تأثير عوامل الثقافة واللغة محدود مقارنة بمراحل النمو الأخرى. نسبة ذكاء الأطفال المتبنّون غالباً أعلى من الأطفال العاديين وهذا قد يعود لسببين : إما أنه لا يتم تبني المتخلفون عقلياً، أو لأن الأسر المتبنية تولي رعاية مضاعفة لهذا الطفل وتوفر بيئات أفضل للحاجة الخاصة لهذه الأسر لرعاية الطفل.

النمو اللغوي : اللغة : مجموعة من الرموز التي تعبر عن المعاني المختلفة. وتنقسم إلى نوعين : لفظية، وغير لفظية. يلاحظ أن الاستعداد للكلام فطري يعتمد على عوامل النضج، أما نوع الكلام واللغة التي يصب فيها فمكتسبة. من مطالب النمو في هذه المرحلة تعلم عدد من اللغات : لغة الكلام، تعبيرات الوجه، تعبيرات الجسم... مظاهره : تبدأ اللغة عند الطفل بالمناغاة التلقائية لنفسه وتظهر في نهاية الشهر الثاني. يبدأ الرضيع بنطق الحروف الحلقية ( أأ ) ثم تظهر الحروف الشفوية ( م م، ب ب ) ثم يجمع بين الحروف الشفوية والحلقية ( ماما، بابا ) ، ثم تظهر الحروف السنية ( د، ت ) ثم الحروف الأنفية مثل ( ن ) ويلاحظ أن هناك فروق فردية بين الأطفال في ترتيب هذه المراحل. كما أن الطفل ينطق هذه الحروف في البداية دون أن يكون لها معاني او رموز محددة. مرحلة المعاني فـ ماما ترمز للأم، وبابا ترمز للأب.

- يبدأ الطفل بتقليد لغة الكبار وأصواتهم البشرية في التاسع. وهنا تظهر الكلمة الأولى وقد تتأخر إلى 15 شهر وقد تتأخر عند المتخلفين عقلياً إلى ثلاث سنوات. تسمى السنة الأولى في حياة الطفل بمرحلة ( الكلمة الجملة ) أو ( الكلمة الواحدة ) فكلمة واحدة يعبر فيها الطفل عن المعنى الذي يريده فجملة ( ليلي كسرت لعبتي ) يعبر عنها بـ ( ليلى ). أما مرحلة الجملة المكونة من كلمتين فتكون في السنة الثانية، بالذات في المنتصف الأخير منها. ويبدأ الطفل باستخدام الأسماء، ثم الأفعال والضمائر، ثم حروف الجر. ملاحظات : تتفوق الإناث على الذكور في بداية اللغة، وغزارة المفردات. يتأثر النمو اللغوي بالنمو العقلي وسلامة الجهاز العصبي، وبثراء البيئة الاجتماعية والمادية وتنوعها واهتمامها به ومناسبته له. يستطيع الطفل فهم اللغة المحيطة به قبل أن ينطقها، فمحصوله اللغوي للكلمات المفهومة لديه أكبر بكثير من الكلمات المنطوقة عنده.

النمو الانفعالي : يتعلم الطفل بالتدريج والتقليد الكلمات المعيارية والتعبيرات الانفعالية التي يعبر فيها عن انفعالاته. في هذه المرحلة تتمايز الانفعالات وتختلف، ويوضع أساس مشاعر الحب والثقة والأمن. تتركز استجابات الرضيع الانفعالية بداية في أمرين: غذاؤه، وراحته الجسمية. كما تكون موجهة نحوا لأم أو من يحل محلها. تتميز انفعالات الطفل بما يلي: شدتها، وسرعة تغيرها وعدم استقراراها، وقصر مداها. يتوالى ظهور الانفعالات وتتمايز ففي البداية عند الميلاد تكون الاستثارة العامة، ثم يظهر الانشراح والانقباض عند سن 3شهور ، ثم يظهر الغضب والنفور والخوف عند سن 6شهور، ثم يظهر الحب للكبار والصغار عند سن سنة، ثم تظهر الغيرة عند سن سنة ونصف.

يكون الانشراح بداية نتيجة الراحة الجسمية ويعبر عنه بالابتسامة ثم يعبر عنه بالضحك إذا لاعبه الآخرون، ثم تتطور أسباب الفرح إلى تحقيقه الإنجازات المتنوعة مثل الوقوف لوحده أو تسلقه للأثاث. يكون الحب موجهاً نحو الأشخاص القريبون الذين يحققون له الراحة مثل الوالدين وأعضاء الأسرة ويكون محدوداً مؤقتاً ثم تتسع دائرة الحب لتشمل الغرباء. يعبر الرضيع عن الخوف بالبكاء أو الصياح أو الانسحاب والتوقف عن النشاط و اللجوء إلى ذراعي الأم. وتكتسب المخاوف عن طريق التعلم من خلال ارتباطها شرطياً بمثيرات مؤلمة او مخيفة في أساسها ( مثل السقوط أو الصوت العالي) أو من خلال التقليد للآخرين في مخاوفهم.

يوضع في هذه المرحلة أساس الشعور بالثقة حسب نظرية أريكسون والذي يكون نتيجة قدرة الأم على إشباع الحاجات الجسدية والنفسية للطفل. يزداد تعلق الطفل بالأم مما يجعله يقلق عند الانفصال عنها ومما يزيد مشاعر القلق لدى بعض الأطفال ما يلي: 1. الاستعداد المزاجي للاضطراب في مواقف الحيرة. 2. نوع التعلق بين الطفل في أمه فالطفل المتعلق تعلق آمن يكون أقدر على تحمل فترات الانفصال القصيرة. 3. الظروف التي يفصل فيها الطفل عن أمه (فلو ترك الطفل مع أشخاص مألوفين ومحبوبين له يكون قلقه أقل). 4. القدرات العقلية للطفل فالطفل في السنة الأولى قدرته العقلية لا تمكنه من إدراك أن أمه إذا غابت عنه يمكنها أن ترجع. من العوامل التي تجعل تعلق الطفل بالأم تعلقاً آمناً: شخصية الأم، مستوى الضغوط التي تتعرض لها الأم، مزاج الطفل وطريقة تعامل الأم مع هذا المزاج.

النمو الاجتماعي : في النصف الأول من العام الأول يبدأ الرضيع بالاستجابة للمحيطين به. في نهاية السنة الأولى تكون علاقاته مع الكبار أكثر من الصغار وتبدأ علاقاته بالأم ثم الأب ثم المحيطين به في الأسرة. في السنة الثانية يستطيع الطفل توسيع دائرة علاقاته الاجتماعية مع الصغار. اللعب في هذا المرحلة يتخلله الشجار والنزاع واللعب. يسمى لعباً انعزالياً أو فردياً غير تعاونياً.