بقلم: عبد الدائم الكحيل ظاهرة البرق تشهد بصدق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بقلم: عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com

حول مؤلف البحث المهندس عبد الدائم الكحيل هو باحث وداعية ومكتشف المنظومة السباعية في القرآن الكريم، وهو مؤلف لأكثر من عشرين كتاباً وثلاثين كتيباً في إعجاز القرآن والسنَّة. وهو من مواليد مدينة حمص بسورية عام 1966 ويحفظ القرآن الكريم ولديه طريقة إبداعية في حفظ القرآن، ويقدم من خلال هذا البحث كشفاً جديداً في السنَّة النبويَّة المطهَّرة.

ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين! يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين! رواه مسلم

ملخص البحث في هذا البحث سوف نرى أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم قد تحدّث عن أطوار البرق بدقة مذهلة، بل وحدَّد زمنها أيضاً، وربما نذهل إذا علمنا أن الزمن اللازم لضربة البرق هو الزمن ذاته اللازم لطرفة العين! فالزمن اللازم لكل طور من أطوار البرق يقدر بأجزاء من الألف من الثانية، وهذا يثبت أن الرسول الكريم يحدثنا عن أشياء لم نتمكَّن من رؤيتها إلا بأجهزة التصوير المتطورة والتي تلتقط أكثر من ألف صورة في كل ثانية، وهنا يتساءل المرء: لو لم يكن محمد صلى الله عيه وسلم رسولاً من عند الله تعالى، فمن أين جاء بهذه المعلومات الدقيقة التي تطلب اكتشافها أكثر من قرنين من البحث والدراسة؟

البرق ظاهرة مخيفة وجميلة ومحيّرة !!

البرق في الأساطير القديمة طالما نظر الناس إلى البرق على أنه حدث مقدس يرتبط بالآلهة التي تعاقب به كل من يعصي أوامرها. فقد كان الناس في القرن السابع الميلادي أي في العصر الذي عاش فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا يعتقدون أن هنالك إلهاً للبرق يسمى ”الإله زيوس“ !!! وقد كان أذكى رجل في العالم وقتها يعتقد هذا الاعتقاد.

الإله زيوس ... إله البرق !

أول من درس هذه الظاهرة علمياً عندما جاء القرن الثامن عشر، أي بعد زمن النبي بأحد عشر قرناً، بدأ العلماء ولأول مرة بدراسة ظاهرة البرق علمياً، فكان العالم فرانكلين أول من درس هذه الظاهرة من خلال طائرته الورقية الشهيرة. لقد ربط طائرة ورقية بسلك معدني وأرسلها عالياً بين الغيوم، حيث انتقلت الكهرباء من الغيوم عبر السلك، وعندما لامس السلك الأرض انطلقت شرارة قوية!

فرانكلين هو أول من أثبت أن البرق هو شرارة كهربائية 1752

إذن: البرق ببساطة هو التقاء للشحنات السالبة بالشحنات الموجبة الشحنات السالبة الشحنات الموجبة

حقيقة تاريخية بقيت المعرفة بالبرق متواضعة حتى أواخر القرن العشرين عندما اخترع العلماء آلات التصوير الرقمية التي تلتقط أكثر من 1000 صورة في الثانية. عندها تمكن العلماء من معرفة بعض أسرار البرق، ولكن التفاصيل الدقيقة لا تزال مجهولة حتى الآن!

والسؤال: أين يحدث البرق؟ يحتاج البرق لغيوم محددة تتشكل أثناء العواصف الرعدية

البرق في أرقام - في كل ثانية هنالك 100 ومضة برق في جو الكرة الأرضية. صورة بالأقمار الاصطناعية - في كل ثانية هنالك 100 ومضة برق في جو الكرة الأرضية. - في كل يوم هنالك أكثر من 8 مليون ومضة برق في العالم. - يقتل البرق كل عام 100 شخص في أمريكا.

التوتر الكهربائي: 1000 مليون فولت التيار الكهربائي: 200 ألف أمبير أرقام مذهلة! تبلغ درجة الحرارة داخل شعاع البرق 30 ألف درجة مئوية، أي خمسة أضعاف حرارة سطح الشمس!! التوتر الكهربائي: 1000 مليون فولت التيار الكهربائي: 200 ألف أمبير

صورة لومضة برق في منتصف الليل هكذا تبدو المنطقة التي أصابها شعاع البرق في منتصف الليل، حيث يصاب الشخص الذي يتعرض لهذه الومضة بالعمى المؤقت أو الدائم حسب بعده عن الشعاع.

هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ الرعد: 12

كيف يدرس العلماء البرق؟ تختلف ومضات البرق من غيمة لأخرى حسب بُعد الغيمة عن الأرض، وحسب كمية الشحنات الكهربائية في الغيمة وعلى سطح الأرض، وحسب درجة الحرارة وسرعة الرياح ونسبة الرطوبة وغير ذلك. لذلك يختار العلماء غيمة نموذجية يدرسونها نظرياً، لتحديد زمن ومضة البرق، وزمن كل مرحلة من مراحله.

غيمة نموذجية ترتفع عن الأرض 3 كيلو متر

كيف يحدث البرق؟

البرق يحدث على مراحل لقد تبين للعلماء أن البرق يحدث على مراحل متعددة، أي على أطوار، أهمها طور المرور وطور الرجوع، لقد تمكّن العلماء يقيناً من تصوير هذه الأطوار، وأيقنوا أن البرق ينزل من الغيمة ثم يرجع إليها !!

المرحلة الأولى ينزل شعاع كهربائي سالب من الغيمة باتجاه الأرض، وذلك خلال زمن قصير جداً، يبلغ عدة أجزاء من الألف من الثانية.

المرحلة الثانية يقترب هذا الشعاع من سطح الأرض حيث يلتقي مع الشحنة الموجبة الموجودة على سطح الأرض.

المرحلة الثالثة يصطدم الشعاع الموجب مع الشحنة السالبة وتتولد شرارة كهربائية عنيفة، تتجه باتجاه الأعلى.

المرحلة الرابعة يتولد أخيراً الشعاع الراجع الذي نراه وهو يحوي حرارة البرق وطاقته. وتتم كل هذه العمليات في 25 ميلي ثانية تقريباً. الميلي ثانية: هو جزء من الألف من الثانية

رسم مبسط يمثل آلية حدوث البرق

مخطط ضربات البرق رجوع البرق مرور البرق

بعد هذه الحقائق العلمية نتساءل: كيف تناول النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم هذه الظاهرة المعقدة، وكيف تحدث عنها؟ هل امتزج حديثه بخرافات عصره؟ وهل تأثر بثقافة ذلك العصر، حيث سادت الأساطير عن البرق؟ لنتأمل هذا الحديث الشريف:

يتضمن هذا الحديث العديد من الإشارات العلمية المذهلة! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سرعة مرور الناس على الصراط يوم القيامة: (فيمرّ أولكم كالبرق)، قال أبو هريرة: وأي شيء كمرّ البرق؟ قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين)؟ يتضمن هذا الحديث العديد من الإشارات العلمية المذهلة!

إشارة إلى سرعة البرق في قوله عليه الصلاة والسلام (فيمرّ أولكم كالبرق) إشارة إلى وجود سرعة محددة للبرق، وهي نصف سرعة الضوء، وهذا لم يكن معروفاً في العصر الذي عاش فيه النبي الكريم.

إشارة إلى أطوار البرق في قوله عليه الصلاة والسلام عن البرق: (كيف يمر ويرجع) إشارة إلى وجود أطوار للبرق أهمها طور المرور وطور الرجوع، وهذه الأطوار لم تتم رؤيتها إلا منذ سنوات قليلة فقط!

إشارة إلى زمن البرق في قوله عليه الصلاة والسلام عن زمن البرق: (في طرفة عين) إشارة إلى الزمن الذي تتم فيه ضربة البرق، وهو يساوي الزمن اللازم لطرفة العين! ويقدر بعشرات الميلي ثانية، وهذا التشبيه دقيق جداً من الناحية العلمية.

علماء وكالة ناسا يستخدمون التعبير النبوي!!

يقول أحد علماء وكالة NASA يشرح عملية البرق: A lightning strike can heat the air in a fraction of a second. When air is heated that quickly, it expands violently and then contracts, like an explosion that happens in the blink of an eye. [Steve Goodman, A Lightning Primer, www.nasa.gov] ومعنى هذا الكلام أن ضربة البرق تحدث في طرفة عين! وهذا ما قاله نبيّنا صلى الله عليه وسلم قبل 14 قرناً!!!

دلالة الحديث - إن هذا الحديث يدل على صدق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وأنه رسول من عند الله تعالى! - كما يدل الحديث الشريف على السبق العلمي النبوي في علم البرق، حيث سبق علماء الغرب للحديث عن أطوار البرق وزمنه والإشارة إلى وجود سرعة للبرق. - ويدل أيضاً على دقة التعبير النبوي في تشبيه زمن البرق بطرفة العين.

المراجع الأجنبية [1] Martin A Uman, All About Lightning, Courier Dover Publications, 1987. [2] G V Cooray, Vernon Cooray, The Lightning Flash, IET, 2003. [3] Richard Kithil, Fundamentals of Lightning Protection, National Lightning Safety Institute, www.lightningsafety.com [4] Martin A Uman, Lightning, Courier Dover Publications, 1984. [5] Hugh Christian, Steven Goodman, Observing Lightning from Space, www.nasa.gov, 1998. [6] The Lightning Process: Keeping in Step, www.noaa.gov, March 9, 2004. [7] Dan Breed, Bob Henson, Lightning: FAQ, UCAR Communications, www.ucar.edu [8] Niels Jonassen, Environmental ESD, http://www.ce-mag.com [9] Steve Price, Patrick Barry, Tony Phillips, Where Lightning Strikes, www.nasa.gov, Dec. 5, 2001. [10] Zeus, www.wikipedia.org [11] www.weathereye.kgan.com /cadet/lightning/thunder.html [12] Time Converter, www.csgnetwork.com. [13] Lightning, www.wikipedia.org [14] Lightning and Thunder, www.fma-research.com [15] Leslie Mullen, Spirits of Another Sort, www.thunder.msfc.nasa.gov, June 10, 1999. [16] How Lightning Forms, www.weatherimagery.com [17] Flash Facts About Lightning, National Geographic News, June 24, 2005. [18] Steve Goodman, A Lightning Primer, www.nasa.gov [19] Zeus and his Lightning Bolt, www.atheism.about.com [20] Susan Chollar, In the blink of an eye, Psychology Today,  March, 1988. [21] Dean R. Koontz, Lightning, Berkley Publishing Group, 2003. [22] www.csgnetwork.com/timemath.html [23] www.home.earthlink.net/~jimlux/lfacts.htm [24] lightning glossary, www.lightningeliminators.com [25] Leslie Mullen, Three bolts from the blue, www.nasa.gov, June 8, 1999.

وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ... بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ... لمزيد من الاطلاع نرجو زيارة الموقع الإلكتروني للمؤلف: www.KAHEEL7.com