لنعمـــل معـــــــا لنكافــــح تغيـــر المنــــاخ تغيـــر المنـــــــــــاخ: سيد القضايا البيئية العالمية Climate Change: The Master of Global Environmental Issues د. عبد الفتاح نظمي عبد ربه أستاذ العلوم البيئية المساعد قسم الأحياء – الجامعة الإسلامية بغزة

ما هو تغير المنــــــاخ (Climate Change)؟ هو اي تغير مؤثر و طويل المدى في معدل حالة الطقس يحدث لمنطقة معينة. معدل حالة الطقس يمكن ان تشمل معدل درجات الحرارة, معدل التساقط, وحالة الرياح. يمكن ان تحدث هذه التغيرات بسبب العمليات الديناميكية للارض كالبراكين، او بسبب قوى خارجية كالتغير في شدة الاشعة الشمسية او سقوط النيازك الكبيرة، و مؤخراً بسبب نشاطات الانسان.

ما هو مفعول الدفيئة (Greenhouse Effect)؟ مفعول الدفيئة هو ظاهرة يحبس فيها الغلاف الجوي بعضا من طاقة الشمس لتدفئة الكرة الارضية والحفاظ على اعتدال المناخ. يشكل ثاني أكسيد الكربون أحد أهم الغازات التي تساهم في مضاعفة هذه الظاهرة لإنتاجه اثناء حرق الفحم و النفط و الغاز الطبيعي في مصانع الطاقة والسيارات و المصانع و غيرها، اضافة إلى ازالة الغابات بشكل واسع. غازات الدفيئة المؤثرة الاخرى هي: الميثان المنبعث من مزارع الارز و تربية البقر و مكبات النفايات و اشغال المناجم و انابيب الغاز. مركبات الكلوروفلوروكربون (Chlorofluorocarbons) المسئولة عن تآكل طبقة الاوزون. أكاسيد النيتروجين.

غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) و تغير المنــــــاخ أدى التقدم الصناعي في القرن 20 إلى تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) و غازات الاحتباس الحراري الأخرى (CH4; NOX; CO; CFCs) في الغلاف الجوي مسببة ظاهرة البيوت البلاستيكية (Green House Effect) أي ارتفاع درجة حرارة جو الأرض (Global Warming). يعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) هو المسئول الرئيس عن ظاهرة تغير المناخ و ينتج من الكميات الهائلة من الوقود التي تحرقها المنشآت الصناعية و محطات الطاقة و وسائل النقل و المواصلات. تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكبر منتج لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون. كل جرام من المادة العضوية المحتوية على الكربون تعطي عند الاحتراق 1.5 – 3 جرامات من غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2). ينتج سنويا أكثر من 20 مليار طن من (CO2) و هي كمية تمثل 0.7 % من كمية هذا الغاز الموجودة طبيعيا في الهواء. ارتفعت مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) في الجو من 280 جزء من المليون في أواخر القرن 18 إلى 350 جزء من المليون في القرن العشرين و قد تزيد إلى 500 – 700 جزء من المليون في عام 2050.

كيفية حدوث تغير المنــــــاخ يتميز غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) و الغازات الأخرى المسببة للاحتباس الحراري بخاصية امتصاص الأشعة تحت الحمراء الحرارية (Thermal IR Radiation) غير المرئية و يعمل بذلك عمل البيت الزجاجي، حيث يسمح للطاقة الشمسية (الضوء المرئي) بالوصول إلى سطح الأرض و لديه القدرة على امتصاص الأشعة الحرارية ذات الموجة الطويلة الصادرة عن الأرض و بذلك تبقى الأشعة تحت الحمراء (IR) حبيسة جو الأرض، و بالتالي يتسبب في زيادة درجة الحرارة على سطح الأرض.

كيف يساهم استنزاف الأوزون في تغير المناخ؟ إن استنزاف الأوزون قد يؤدي إلى وصول كميات إضافية من الأشعة فوق البنفسجية (UV Radiation) إلى سطح البحر و بالتالي تقليل تجمعات العوالق النباتية (Phytoplankton) المثبتة لما يزيد عن نصف ثاني أكسيد الكربون المنتج على نطاق الكرة الأرضية سنويا. إن مقدارا قدره 10% من كمية ثاني أكسيد الكربون الذي تمتصه المحيطات سيترك في الغلاف الجوي و يؤدي إلى تسارع ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض (تغيــــــــــــر المنــــــــــــــاخ).

ذوبان الجليد بسبب تغير المنــــــاخ يؤدي ارتفاع متوسط حرارة جو الأرض إلى ذوبان غير عكوس للجليديات سواء في القطبين أو في قمم الجبال المرتفعة أو في المحيطين المتجمدين الشمالي و الجنوبي. يؤدي ذوبان الجليد على زيادة نسبة الإشعاع الشمسي الممتص من سطح الأرض، ذلك أن الجليديات تعكس 80-85% من كمية الإشعاع الشمسي الساقط عليها و بالتالي سيسرع من زيادة درجة حرارة الغلاف الجوي.

ارتفاع سطح البحر – Sea Level Rise ازدادت درجة الحرارة خلال 100 سنة الماضية حوالي 0.7 درجة مئوية و يعتقد أن مستوى سطح البحر قد ارتفع بين 10 – 15 سنتيمترا. تبين الأرقام التي قبلها المشاركون في المؤتمر العالمي للمناخ عام 1988 احتمال ارتفاع درجات الحرارة ما بين 1.4 – 4.5 درجة مئوية خلال المائة عام القادمة و ارتفاع مستوى سطح البحر ما بين 20 – 140 سنتيمترا.

Sharks waiting for global warming

ماذا نتوقع... نتيجة تغير المناخ؟؟!! على الرغم من صعوبة التنبؤ بآثار ارتفاع درجة الحرارة و ارتفاع مستوى سطح البحر في منطقة محددة، إلا أن هنالك العديد من التوقعات: غمر مساحات كبيرة من السهول الساحلية التي تعتبر من أفضل الأراضي الزراعية في العالم. اجتياح الفيضانات (Floods) لبعض المدن كما قد تختفي بعض الجزر و في بعض الأحيان الدول الجزرية و إلى الأبد. تهديد المنشآت الساحلية (Coastal Constructions) مثل الجسور و حواجز المياه و المرافق المرفئية، كما سيزداد تآكل الشواطئ. تسرب المياه المالحة (Saline Water Intrusion) إلى الخزانات الجوفية (Aquifers) و ندرة موارد المياه. سيرتفع عدد الاشخاص الذين يعانون من نقص في مياه الشرب في غضون 50 عاما من 5 مليارات إلى 8 مليارات شخص. صعوبة الزراعة في المناطق الجافة و تزيد درجات الحرارة المرتفعة من الطلبات على الري.

و ماذا نتوقع أيضا...؟؟!! تراجع المحصول الزراعي و بالتالي تقلص المخزون الغذائي. القضاء على الكثير من الغابات (Forests) كما ستجد بعض الأنواع أنها في بيئة غير بيئتها حيث لا يتوافر الوقت الكافي للتكيف. تراجع خصوبة التربة و تفاقم التعرية إذ أن تغير مواطن النباتات و ازدياد الجفاف و تغير انماط التساقط سيؤدي إلى تفاقم التصحر. اضطراب الكثير من النظم البيئية (Ecosystems) و التنوع البيولوجي (Biodiversity) فيها. انتشار الآفات (Pests) و الحشرات الناقلة للامراض كالبعوض (Mosquitoes) الناقل للملاريا. تواتر الكوارث المناخية المتسارعة مثل ارتفاع موجات الجفاف و الفيضانات و العواصف و غيرها مما يؤذي المجتمعات و اقتصادياتها.

و ماذا عن البلدان النامية...؟؟!! إن البلدان النامية (Developing Countries) أكثر عرضة لتغير المناخ من البلدان الغنية (Developed Countries)، حيث إن الفقراء في البلدان الفقيرة هم الذين سيتعرضون لمخاطر أكبر نتيجة زيادة التقلّبات السريعة و المفاجئة في الأنماط المناخية (مثل الفيضانات و نوبات الجفاف).

مقترحات لمكافحــة تغيـــر المنـــــــــاخ الحل المنطقي الأمثل لمعالجة تغير المناخ هو وقف الانبعاثات بشكل ملحوظ (الحل يتضمن أمورا لها علاقة بالاقتصاد العالمي). نصت اتفاقية كيوتو (1997) على المبادئ العامة لاتفاقية توقف انبعاثات الغازات الحابسة للحرارة. في اجتماع بون في 23/7/2001، وافقت أكثر من 180 دولة على اتفاقية كيوتو و جعلتها معاهدة قانونية و لكن الولايات المتحدة انسحبت من المفاوضات المناخية و لم توقع على اتفاقية كيوتو في اجتماع بون، و بقيت الولايات المتحدة تنتج أكثر من ربع تلوث العالم بثاني أكسيد الكربون. زراعة الغابات و تغيير الممارسات الزراعية. الاسترشاد في استغلال مصادر الطاقة التقليدية. تقليل الاعتماد على الوقود الاحفوري كمصدر أساسي للطاقة و السعي لتوفير مصادر الطاقة النظيفة (تنتج الطاقة المتجددة من الرياح و المياه و الشمس, كما يمكن إنتاجها من حركة الأمواج و المد و الجزر أو من حرارة الأرض الباطنية و كذلك من المحاصيل الزراعية و الأشجار المنتجة للزيوت). التدوير (Recycling) و المشي (Walking) و خفض الاستهلاك (Turning Down) و إطفاء الأضواء وقت المغادرة (Switching Off) و تغيير السلوكيات.

مقترحات لمكافحــة تغيـــر المنـــــــــاخ

قسم الأحياء – الجامعة الإسلامية شكرا لحسن متابعتكم د. عبد الفتاح عبد ربه قسم الأحياء – الجامعة الإسلامية