إعداد :- الدكتور عبد الفتاح الكيلاني نقيب الأطباء البيطريين التعاون بين الدول العربية في مجال تطبيق الرفق بالحيوان Cooperation between Arab countries regarding the implementation of animal welfare standards إعداد :- الدكتور عبد الفتاح الكيلاني نقيب الأطباء البيطريين
هناك العديد من المنظمات الدولية والإقليمية والعربية التي تشارك فيها الأقطار العربية وعلى النطاق العربي تعتبر الجامعة العربية المنظمة العربية الإقليمية التي تضم في عضويتها كافة الأقطار العربية وعلى المستوى السياسي تعقد قمة عربية سنوية للجامعة في عاصمة أحد الدول العربية بالإضافة للإجتماعات الدورية لمجلس الجامعة ، سواء كان ذلك
على مستوى وزراء الخارجية أو المندوبين الدائمين للدول العربية لدى الجامعة وهناك العديد من الإجتماعات الوزارية كاجتماع وزراء الصحة ووزراء الزراعة والعمل والداخلية وهي إجتماعات سنوية يبحث خلالها الوزراء في العديد من القضايا المشتركة وعادة ما تبحث الأمور التي تتعلق بالثروة الحيوانية في إجتماعات وزراء الزراعة العرب والذين يجتمعون دورياً من خلال منظمة عربية مشتركة للتنمية الزراعية مقرها الخرطوم بالسودان
ويتواجد في معظم الدول العربية نقابات أو جمعيات للأطباء البيطريين ومنذ منتصف الستينات تم تأسيس إتحاد للأطباء البيطريين العرب يضم في عضويته كافة النقابات والجمعيات والمنظمات المهنية البيطرية في الوطن العربي وأبقى النظام الأساسي للإتحاد الباب مفتوحاً
للدول التي لا يوجد فيها جمعيات أو نقابات للإشتراك إما لبعض الأطباء البيطريين او للمؤسسة الرسمية التي تقدم الخدمة البيطرية حيث يقبل إشتراكهم بصفة مراقب ويشارك إتحاد الأطباء البيطريين العرب في إجتماعات وزراء الزراعة العرب بصفة مراقب ( وهذا مثال واقعي على لشراكة بين منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية ، وأن هذه الورشة هي ثمرة تعاون وتنسيق بين الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية .
وتجتمع الأمانة العامة لإتحاد الأطباء البيطريين إجتماعات دورية خلال العام بالإضافة لإجتماع سنوي لمكتبها الدائم ويتم تنظيم مؤتمر علمي عربي كل عامين بإستضافة إحدى النقابات العربية يتم خلاله بحث العديد من القضايا التي تهم المهنة ومن ضمنها الرفق بالحيوان . كما تم تأسيس جمعية لكليات الطب البيطري في الوطن العربي مقر إقامتها الدائمة في كلية الطب البيطري في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
وتجتمع هذه الجمعية بحضور عمداء كليات الطب البيطري دورياً وتناقش العديد من القضايا ومن بينها تطور المناهج التي تدرس في هذه الكليات ، كما عمل إتحاد الأطباء البيطريين على إعتماد لجان إختصاص تابعة له بحيث تتولى كل لجنة الإهتمام بإختصاص محدد من الإختصاصات العلمية للمهنة كإختصاص أمراض الدواجن أو الصحة العامة البيطرية أو أمراض الخيول وأمراض الجمال ، والحيوانات الأليفة بحيث يكون في كل دولة لجنة محلية وطنية لهذا الإختصاص وتشكل فيما بينها لجنة إختصاص عربية يكون مقرها في إحدى دول الأعضاء
كما أننا ومنذ خمسة عشر عاماً قمنا بتأسيس الجمعية العربية الأوروبية للطب البيطري وبمشاركة عدد محدود من الدول الأوروبية وغالبية الدول الأعضاء في إتحاد الأطباء البيطريين العرب في هذه الجمعية حيث إجتمعت الجمعية عدة إجتماعات في أقطار عربية وأوروبية وناقشت العديد من القضايا العلمية ، ويشاركنا عدد من الزملاء الأوروبيين والعرب أعضاء الجمعية حضور هذه الورشة وإننا نستثمر هذا اللقاء لعقد إجتماع لأعضاء الجمعية وبحث كافة القضايا المشتركة ونتطلع أن يكون هذا الإجتماع إنطلاقة جديدة لعمل هذه الجمعية ونتطلع أيضاً إلى أن يكون هناك إرتباط بين الجمعية والمجموعة الأوروبية في لقاءاتنا المستقبلية ودعمها ونتطلع من خلال وجود ممثل عن إتحاد الأطباء البيطريين الأوروبيين إلى التعاون مع هذا الإتحاد
كما أن كافة الدول العربية ومن خلال الهيئات المعنية بخدمات الطب البيطري والصحة الحيوانية أعضاء في المنظمة العالمية لصحة الحيوان وتشارك في إجتماعاتها السنوية ، وأسست المنظمة مكتباً إقليمياً لها في بيروت يضم غالبية الدول العربية ومن حسن الطالع يتواجد مدير هذا المكتب الدكتور غازي يحيى معنا في هذه الورشة أيضاً كما أن كافة الدول العربية أعضاء في منظمة الأغذية والزراعة الدولية وتشارك في إجتماعاتها في روما وفي إجتماعات ولقاءات مكتبها الإقليمي في القاهرة وما يقوم به من نشاطات بناءً على ماتقدم يتضح أن هناك العديد من المنظمات العربية والإقليمية والدولية سواء كان ذلك على النطاق الرسمي أو مؤسسات المجتمع المدني أو الدولي
وهذا يسهل مهمة تطبيق معايير الرفق بالحيوان في هذه الأقطار من هنا كان مطلبنا من الزملاء المشاركين في هذه الورشة أن يكون الحضور ممثلاً لكافة قطاعات المهنية الحكومية والمهنية الخاصة . إننا في الأقطار العربية وعلى مر التاريخ نولي الحيوانات الرعاية التي تستحق ويعتبر ذلك من أهم تعليمات ديننا الحنيف ويلتزم به الكثير بإعتباره أمر رباني ورد في القرآن الكريم والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ذلك لا ينفي وقوع بعض الممارسات الخاطئة ومن بعض الأشخاص غير الملتزمين التي يجب علينا جميعاً العمل على الحد منها سواء كان ذلك بالتوعية والتثقيف أو مراجعة التشريعات القائمة وبما يتفق مع المعايير الدولية لتوفير الحماية والرفق بالحيوان
وهنا لا بد من الإشارة للدور الذي قامت وتقوم به سمو الأميرة عالية بنت الحسين في هذا المجال والتي تتابع هذه القضايا بشكل مكثف ومباشر وإننا في الأردن نتطلع إلى حدوث نقلة نوعية في الإرتقاء بمعايير الرفق بالحيوان وهوما يتم تطبيقه أيضاً في العديد من الدول العربية الشقيقة . وإننا في إتحاد الأطباء البيطريين العرب سنولي هذا الموضوع جل إهتمامنا وسوف يكون لموضوع الرفق بالحيوان حضور في كافة لقائاتنا المستقبلية كما سنعمل على تأسيس لجنة خاصة في الإتحاد تعنى بأمور الرفق بالحيوان وبحيث تكون لجنة مماثلة في كل نقابة أو جمعية عربية في نفس الوقت الذي سندعو فيه جمعية كليات الطب البيطري في الوطن العربي إلى مراجعة المناهج
التي تدرس في كليات الطب البيطري بحيث يتم إدخال مساقات خاصة تعنى بالرفق بالحيوان في مناهجها خصوصاً أن تطبيق معايير الرفق بالحيوان له آثار إيجابية ليس على الحيوان فقط وإنما على إنتاجيتةوجدواه الإقتصادية وجودة وسلامة الأغذية ذات الأصل الحيواني من لحوم ومنتجاتها ومنتجات الألبان المختلفة والبيض وبحيث يتم تأهيل الأطباء البيطريين الذين يتم تخرجهم من هذه الكليات لممارسة دورهم المهني الأساسي في تحقيق المعايير الدولية للرفق بالحيوان
في نفس الوقت الذي تتطلع فيه من المجموعة الأوروبية والمنظمات الدولية المتخصصة المتواجدة معنا في هذه الورشة إلى مساعدتنا في توفير وسائل التدريب للأطباء البيطريين في الميدان وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات وإرسال الخبراء لعقد المزيد من الدورات والندوات في دول المنطقة حول الرفق بالحيوان حتى نتمكن وخلال فترة وجيزة من مواكبة دول العالم التي حققت تقدماً في هذا المجال كما سنعمل على تفعيل و/ أو تعديل و/ أو إستحداث التشريعات ذات العلاقة بالرفق بالحيوان بالتعاون والتنسيق مع الجهات الأخرى ذات العلاقة كما سنعمل على تأسيس العديد من الجمعيات التطوعية المهتمة بالرفق بالحيوان وتقديم الرعاية له بالإضافة للجمعيات الموجودة .