عضو الجمعية الدولية لتاريخ الطب الإسلامي كلية الطب ـ مدينة الملك فهد الطبية محاضرات الأخلاقيات الطبية 4 ـ السنة الرابعة جراحات التجميل أحكامها الشرعية وضوابطها الأخلاقية د. خالد بن عبدالرحمن الشايع الأمين العام المساعد للبرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم محاضر الثقافة الإسلامية والأخلاقيات الطبية المتعاون بكلية الطب بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض مشرف التربية الإسلامية وعضو فريق تأليف المناهج الشرعية بوزارة التربية والتعليم عضو الجمعية الدولية لتاريخ الطب الإسلامي

يُعَرِّف المتخصصون جراحة التجميل فيقولون : تعريف جراحات التجميل يُعَرِّف المتخصصون جراحة التجميل فيقولون : جراحة التجميل (Cosmetic Surgery) : جراحةٌ تُجرى لتحسين منظر جزءٍ من أجزاء الجسم الظاهرة، أو وظيفته، إذا ما طرأ عليه نقصٌ أو تَلَفٌ أو تشوه “.

تعريف جراحات التجميل 2 فنٌّ من فنون الجراحة يرمي إلى تصحيح التشوهات الخَلْقية (Congenital Malformations) مثل قلع السِّن الزائدة ، أو قطع الإصبع الزائدة ، أو تعديل شكل الأعضاء المشوهة ؛ كتعديل الحَنَك المشقوق أو الشفة المشقوقة (Labium Bifidus) أو تعديل صوان الأذن ونحوه ، وقد تُجرى الجراحة التجميلية لتصحيح التشوهات الناجمة عن الحوادث المختلفة، كالحروق والجروح .

تعريف جراحات التجميل 3 أما المجلس الامريكى للجراحة التجميلية أو الجمالية (The American Board of Cosmetic Surgery) فقد عرَّف جراحة التجميل كما يأتي: " Cosmetic Surgery is a subspecialty of medicine and surgery that uniquely restricts itself to the enhancement of appearance through surgical and medical techniques. It is specifically concerned with maintaining normal appearance, restoring it, or enhancing it beyond the average level. Cosmetic Surgery is a multi-disciplinary and comprehensive approach directed to all areas of the head, neck and body. It is specifically concerned with maintaining normal appearance, restoring it, or enhancing it beyond the average level toward some aesthetic ideal. ,,

وسيتم مقارنته بالترجمة المختارة الآتية بإذن الله نشاط جماعي كل مجموعة تترجم التعريف السابق مع التركيز على المصطلحات الواردة وسيتم مقارنته بالترجمة المختارة الآتية بإذن الله ـ المدة 7 دقائق ـ

تعريف جراحات التجميل 3 أما المجلس الامريكى للجراحة التجميلية أو الجمالية (The American Board of Cosmetic Surgery) فقد عرَّف جراحة التجميل كما يأتي: أي : (الجراحة التجميلية هي تخصصٌ فرعي للطب والجراحة ، ومهمته تقتصر على تحسين المظهر من خلال التقنيات الطبية والجراحية. إنها تعني أيضاً : الحفاظ على المظهر الطبيعي ، أو تعزيزه ، أو استعادته لمستوى متناسب يقارب الجمال المثالي. والجراحة التجميلية تضم تخصصات متعددة تشمل جميع المواضع في الرأس والرقبة والجسم) انتهى.

تداخل مصطلحات جراحات التجميل مصطلحات هذه الجراحات بينها بعض التداخل إضافة إلى تفاوت التسميات الاصطلاحية ، وهي : (Reconstructive Surgery) و (Cosmetic Surgery) و (Plastic surgery) وكلها تطلق على عمليات وجراحات التَّجميل أو التجمُّل : 1/ أما مصطلح: (Reconstructive Surgery) ويراد بها عمليات الترميم أو التقويم أو إعادة البناء، وهي التي يتم من خلالها إصلاح الخلل وإعادة الوضع لطبيعته الأصلية، وقد يتم فيها استخدام بعض المواد والتركيبات المصنعة.

2/ وثمة مصطلح (Cosmetic Surgery) ويراد بها الجراحات التي يريد أصحابها تغيير الهيئة التقليدية لأغراض نفسية لدى أصحابها، تحملهم على اكتشاف ذواتهم وتوسيع ثقتهم في أنفسهم.

3/ ويرادف هذا الإطلاق إطلاقٌ شائعٌ جداً وهو: (Plastic surgery) أي الجراحة البلاستيكية ، ولكن أصل كلمة (Plastic)أتت من الكلمة اليونانية plastikos أوplasticos وهي فعل "يقولب" أو "يشكِّل" وبهذا فهي لا تمت بصلة إلى مادة البلاستيك كما قد يتبادر إلى أذهان البعض ، أو أن هناك شيئاً مزيفاً.

صنف الجراحات التجميلية التالية بحسب المصطلحات المتقدمة نشاط جماعي صنف الجراحات التجميلية التالية بحسب المصطلحات المتقدمة (Reconstructive Surgery) (Cosmetic Surgery) (Plastic surgery) 1ـ تكبير الشفتين. 2ـ إعادة بناء ثدي تم استئصاله. 3ـ تصغير الأنف. 4ـ شد الوجه 5ـ وصل إصبع مقطوع.

مبادئ في الاتجاه الشرعي والأخلاقي لجراحات التجميل ـ إنعام الله بتكامل الخِلقة الإنسانية ( وصوركم فأحسن صوركم ) ـ حرمة جسد الآدمي.

تاريخ جراحة التجميل 1/ تاريخ تطور جراحة التجميل: 2/ أثر علماء المسلمين في تطور الجراحة العامة وجراحة التجميل:

قواعد عامة تضبط أخلاقيات جراحات التجميل وآدابها الشرعية 1ـ الجراحة نوعٌ من تعذيب النفس ، وفيها إيلام واضح ، فلا تجوز إلا لحاجة أو ضرورة. 2 ـ أن يأذن المريض بفعل الجراحة ، 3 ـ أن تتوفر الأهلية في الطبيب الجراح والفريق الذي معه . 4ـ أن يلاحظ الترتيب في مداوات كل جنس لجنسه ، فالنساء يداويهن النساء ، والرجال يداويهم الرجال . 5ـ أن لا يكون فيها اطلاع على العورات ، ما دام أنه لا تدع إلى ذلك ضرورة . 6ـ أن لا يجد المرء سبيلاً للقيام بالعملية التجميلية الحاجية إلا هي ،

قواعد عامة تضبط أخلاقيات جراحات التجميل وآدابها الشرعية 7ـ أن يغلب على ظن الطبيب نجاح تلك العملية ، فلا يجوز له اتخاذ جسم الإنسان محلاً لتجاربه . 8ـ أن لا يكون فيها تغييرٌ للخلقة الأصلية المعهودة . 9ـ أن لا يكون فيها مُثلةٌ أو تشويه لجمال الخِلقة الأصلية المعهودة . 10ـ أن لا يكون فيها تدليس أو غش وخداع ، 12ـ أن لا تكون بقصد تشبه أحد الجنسين ( الذكر والأنثى ) بالآخر . 13ـ أن لا تكون بقصد التشبه بالكافرين ، 14ـ أن لا يكون إجراء العملية للتوصل لإيجاد الشبه بأهل الشر والفجور . 15ـ أن لا يكون القصد بإجراء الجراحة التجميلية التنكر للفرار من العدالة

أقسام جراحات التجميل بحسب المختصين

الحكم الشرعي للتخصص في جراحات التجميل الجراحة التجميلية فرع مهمٌّ من فروع الطب ، ويفترض في الممارس لهذا التخصص أن يكون قد تخرج من كلية طب معتمدة ، وأن يتمَّ بعدها على الأقل خمس سنوات كطبيب مقيم ، وهي عادةً ثلاث سنوات في الجراحة العامة أو ما يعادلها إضافةً لسنتين في جراحة التجميل. وحتى يحصل الطبيب على شهادة (البورد) في جراحة التجميل ينبغي أيضاً أن يزاول جراحة التجميل لمدة عامين أو نحوها وأن يجتاز اختبارات تحريرية وشفوية شاملة. وبحسب المجلس الامريكى للجراحة التجميلية فإنَّ المتقدم للتخصص في الجراحات التجميلية يطلب منه أن يقدم طلباً للحصول على شهادة في المجالات التالية في الجراحة التجميلية : ـ الجراحة التجميلية العامة General Cosmetic Surgery . ـ جراحة الوجه التجميلية Facial Cosmetic Surgery . ـ جراحة تجميل الجلد Dermatologic Cosmetic Surgery . ليس ثمة ما يمنع من دراسة هذا العلم، وأما عن العمل في نفس المجال فليس ثمة ما يمنع منه هو الآخر، لكن بشرط أن يبقى العمل قاصراً على ما أذن الشرع فيه من عمليات.

الحكم الشرعي لإجراء جراحات التجميل 1ـ يجوز شرعاً إجراء الجراحة التجميلية الضرورية والحاجية التي يقصد منها: أ/ إعادة شكل أعضاء الجسم إلى الحالة التي خلق الإنسان عليها ، لقوله سبحانه : (لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [العلق : 4]. ب/ إعادة الوظيفة المعهودة لأعضاء الجسم . ج/ إصلاح العيوب الخلقية مثل: الشفة المشقوقة (الأرنبية) واعوجاج الأنف الشديد والوحمات ، والزائد من الأصابع والأسنان والتصاق الأصابع إذا أدى وجودها إلى أذى مادي أو معنوي مؤثر . د/ إصلاح العيوب الطارئة (المكتسبة) من آثار الحروق والحوادث والأمراض وغيرها مثل : زراعة الجلد وترقيعه ، وإعادة تشكيل الثدي كلياً حالة استئصاله، أو جزئياً إذا كان حجمه من الكبر أو الصغر بحيث يؤدي إلى حالة مرضية ، وزراعة الشعر حالة سقوطه خاصة للمرأة . هـ/ إزالة دمامة تسبب للشخص أذى نفسياً أو عضوياً .

تابع الحكم الشرعي لإجراء جراحات التجميل 2ـ لا يجوز إجراء جراحة التجميل التحسينية التي لا تدخل في العلاج الطبي ويقصد منها تغيير خلقة الإنسان السوية تبعاً للهوى والرغبات بالتقليد للآخرين، مثل عمليات تغيير شكل الوجه للظهور بمظهر معين، أو بقصد التدليس وتضليل العدالة، وتغيير شكل الأنف وتكبير أو تصغير الشفاه وتغيير شكل العينين وتكبير الوجنات. 3ـ يجوز تقليل الوزن (التنحيف) بالوسائل العلمية المعتمدة ومنها الجراحة ( شفط الدهون ) إذا كان الوزن يشكل حالة مرضية ، ولم تكن هناك وسيلة غير الجراحة بشرط أمن الضرر .

تابع الحكم الشرعي لإجراء جراحات التجميل 4ـ لا يجوز إزالة التجاعيد بالجراحة أو الحقن ما لم تكن حالة مرضية شريطة أمن الضرر . 5ـ اختلف العلماء في حكم رتق غشاء البكارة الذي تمزق بسبب حادث أو اغتصاب أو إكراه، باعتبار ما سيترتب عليه ما بين مجيز ومانع. 6ـ لا تجوز جراحة رتق الغشاء المتمزق بسبب ارتكاب الفاحشة ، سداً لذريعة الفساد والتدليس . 7ـ على الطبيب المختص أن يلتزم بالقواعد الشرعية في أعماله الطبية وأن ينصح لطالبي جراحة التجميل ( فالدين النصيحة).

رأي سماحة الشيخ العلامة ابن باز سئل رحمه الله عن حكم عدد من الإجراءات الطبية التجميلية فقال: لا حرج في علاج الأدواء المذكورة بالأدوية الشرعية ، أو الأدوية المباحة من الطبيب المختص الذي يغلب على ظنه نجاح العملية ؛ لعموم الأدلة الشرعية الدالة على جواز علاج الأمراض والأدواء بالأدوية الشرعية أو الأدوية المباحة، وأما الأدوية المحرمة كالخمر ونحوها فلا يجوز العلاج بها. ومن الأدلة الشرعية في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : "ما أنزل اللهُ من داءٍ إلا أنزل له دواءً" ، وقوله صلى الله عليه وسلم : "لكل داءٍ دواءٌ ، فإذا أُصيبَ دواءُ الداء برأ بإذن الله" وقوله صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه"، وقوله عليه الصلاة والسلام: "إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرَّم عليكم" ، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

رأي الشيخ العلامة محمد ابن عثيمين التجميل المستعمل في الطب ينقسم إلى قسمين: أحدهما: تجميل بإزالة العيب الحاصل على الإنسان من حادث أو غيره، فهذا لا بأس به ولاحرج فيه، لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أذِنَ لِرَجُلٍ قطع أنفه في الحرب أذن له أن يتخذ أنفاً من ذهب ؛ لإزالة التشويه الذي حصل بقطع أنفه ، ولأنَّ الرجل الذي عمل عملية التجميل هنا ليس قصده أن يطور نفسه إلى حُسْنٍ أكمل مما خلقه الله عليه ، ولكنه أراد أن يزيل عيباً حدث. أما النوع الثاني: فهو التجميل الزائد الذي ليس من أجل إزالة العيب ، فهذا محرم ولا يجوز ، ولهذا لعن النبي صلى الله عليه وسلم النامصة والمتنصمة والواشرة والمستوشرة والواشمة والمستوشمة ، لما في ذلك من إحداث التجميل الكمالي الذي ليس لإزالة العيب.

دراسة ومناقشة حالات تطبيقية في مجال جراحة التجميل من الناحية الشرعية ـ ما الحكم الشرعي للجراحات التجميلية التالية: ـ تجميل الأنف. ـ شخص لديه اعوجاج في الأنف وطلب تجميله. ـ امرأة تطلب تكبير ثدييها. ـ شخص يطلب إزالة شعر لحيته بالليزر.

د.خالد بن عبدالرحمن الشايع khalidshaya@hotmail.com وفَّق الله الجميع لما فيه الخير ... وصلى الله وسلم على نبينا محمد د.خالد بن عبدالرحمن الشايع khalidshaya@hotmail.com ولتواصلكم المباشر 0505484966