التعليم المفتوح ونظام التعلم عن بعد أ. لافي العازمي الوحدة الثانية التعليم المفتوح ونظام التعلم عن بعد نظام التعليم المفتوح والتعلم عن بعد : مفاهيم أساسية التعليم المفتوح : ( open Education ). ” نظام التعليم يتيح فرص متابعة الدراسة والتعلم لكل راغب فيه قادر عليه عقليا وعلميا ومعرفيا , بغض النظر عن سنه ومكان إقامته ومدى تفرغه للدراسة المنتظمة , وعن قدرته على حضور الدروس والمحاضرات ومشاغل العمل في حرم الجامعة وعن سرعته وأسلوبه في التعلم .
التعلم عن بعد ( Distance Learning ) أ) تعريف منظمة اليونسكو . ” هو التعليم الذي يعطي أو يحدث عبر جملة من الخدمات والوسائط البريدية والإذاعية والتلفازية والمحوسبة والهاتفية والصحفية , مع نسبة محددة من التعليم وجها لوجه ( المباشر) بين المعلم والمتعلم ويجري إيصال التعليم بصورة أساسية , عبر وسط من المواد التعليمية المطبوعة المعدة خصيصا لهذه الغاية المدعمة بالوسائط السمعية والبصرية ” . ب) تعريف دليل المدربين للتعلم عن بعد . ” هو نظام التعلم الذي يفصل فيه الزمان والمكان بين المعلم والمتعلم وبين المتعلمين فيما بينهم وبين هؤلاء ومواد التعلم ويكون التفاعل بين هؤلاء جميعا عبر واحد أو أكثر من الوسائط المقروءة أو المسموعة أو المرئية أو الإلكترونية .
الهدف من التعلم عن بعد :- هو توفير الفرص لتطوير الطاقات البشرية , وزيادة سنوات الانتاج من عمر الفرد , حيث أن معظم طلبة التعليم والتدريب على رأس العمل ويتجهون إلى الدراسة مدفوعين بأهداف عملية مثل الحصول على عمل جديد أو الارتقاء في العمل الحالي , أو الحصول على قبول في الدراسات العليا , أو مدفوعين في اكتساب المعرفة ذاتها أي إنك تريد أن تتعلم شيئا يثير اهتمامك الذاتي ويلبى احتياجاتك الخاصة ويساعد على تحقيق أهدافك الشخصية والمهنية .
التطور التاريخي لنظام التعلم عن بعد :- في العقود الأخيرة من القرن العشرين كانت الأنظمة المذكورة أدناه الأكثر شيوعا :- أ) نظام التعليم بالمراسلة :- وهو لا يتطلب انتظام الطالب في الحضور إلى الحرم الجامعي لحضور المحاضرات وإنما يتلقى الطالب الكتب والمراجع عن طريق المراسلة البريدية , بالإضافة إلى استلام الامتحانات والإجابة عن أسئلتها وإعادتها عن طريق البريد , وهذا النظام أتاح المجال لأعداد كبيرة من الطلبة الذين هم على رأس عملهم أن يسجلوا في المؤسسة \ المعهد \ الجامعة دون الحاجة إلى الحضور يوميا أو أسبوعيا إلى الجامعة وقد أدى التقدم في مجال الاتصال إلى انحسار هذا النوع من التعليم . ب) نظام التعليم بالانتساب :- ” وفي هذا النظام يتابع الطالب الدراسة في منزله بعيدا عن مقر الجامعة وربما خارج دولة المقر ويجري تقييم تحصيله الأكاديمي في نهاية العام الدراسي عن طريق امتحان كتابي يعقد في الجامعة أو في مراكز أخري تحددها الجامعة ويعتمد الدارس على جهوده الذاتية ودوافعه الشخصية اعتمادا كليا من دون فرصة للقاء الأساتذة أو الطلبة للآخرين والتفاعل معهم في أي مستوى كان . ج) التعليم المفتوح :- هذا النظام التعليمي قائم على مبادئ التعلم عن بعد ويوظف الوسائط التعليمية المتاحة كافة وهو مفتوح للجميع ومن دون قيود . وهذا هو النظام المتبع في الجامعة العربية المفتوحة ويشمل الوسائط التعليمية المتعددة من كتب ووسائل اتصال تقنية وكذلك اللقاءات التعليمية المتبعة في الجامعة التي من خلالها يتفاعل المحاضر مع الطلبة ويناقشهم في محتوى المقرر .
مبررات أو مسوغات التعلم عن بعد :- المسوغات الاقتصادية :- في وقت تزداد فيه معدلات البطالة في أوساط خريجي الجامعات التقليدية وزيادة الحاجة للعمال المهرة والموظفين الأكفاء , بات الحصول على وظيفة في أية مرحلة عمرية من الأمور المهمة التي تساعد الفرد على بناء مستقبله ويعد أمر الاستثمار في سني العمر هو غاية الاستثمار. المسوغات العلمية :- يساعد التعلم عن بعد على توفير وسائط فعالة تساعد في تحديث المعارف والخبرات وإعادة التأهيل واكتساب مهارات جديدة تنسجم مع سوق العمل ومتطلبات العصر ومتابعة التطورات التي تحصل في ميدان تخصص الفرد فتزيد من ثقافته وإنتاجيته . المسوغات التربوية :- تشير البحوث والدراسات الحديثة إلى ضرورية توظيف طرائق جديدة ووسائط حديثة في نقل المعرفة إلى المتعلم وقد جاء التعلم عن بعد بخدماته ومميزاته لتعزيز مكانة نظريات التعلم التي تنادي بنقل المعرفة إلى المتعلم انسجاما مع المقولة التربوية الحديثة التي تؤكد أن المتعلم هو محور العملية التعليمية والتعلمية . المسوغات الوظيفية :- تتشكل الخبرة من خلال الممارسة العملية المباشرة لمهنة ما وممارسة التثقيف الذاتي المستمر حول المهنة ومجالاتها من خلال التعلم عن بعد وكذلك يساعد على تنوع الخبرات وكسر روتينيات الحياة .
الفروق بين نظام التعلم عن بعد ونظام التعليم التقليدي :- 1- في نظم التعليم التقليدية ينتقل الطالب إلى المؤسسة التعليمية لحضور المحاضرات بصورة مباشرة ومنتظمة , ولا يتم ذلك في نظام التعليم المفتوح إلا في حدود ضيقة تفرضها الظروف . 2- يتسم نظام التعلم عن بعد بأنه أكثر مرونة حيث يستطيع طلبة الجامعة العربية المفتوحة اختيار البرامج كل بحسب قدرته على التعلم واهتماماته وظروف حياته وعمله من دون أية شروط مسبقة تتصل بالفترة الزمنية المسموح بها للانتهاء من البرامج أما نظام التعليم التقليدية فهي تشترط الحضور وتلزم الطالب ببرنامج جاهزة ينبغي الانتهاء منها في فترة زمنية محددة . 3- تمتاز نظم التعلم عن بعد ومنها الجامعة العربية المفتوحة بأنها توظف وسائط عديدة لنقل الفرص التعليمية إلى مكان وجود المتعلم , إضافة إلى توفير فرص الالتقاء المباشر من خلال اللقاءات الفردية والجماعية والمحادثة الالكترونية والمؤتمرات الالكترونية في المقابل استخدام محدد للتقنيات الحديثة والاعتماد على التفاعل المباشر في نظام التعلم التقليدية.
4- يتمتع نظام التعلم عن بعد بمرونة كبيرة في مجال اللقاءات الدورية المحدودة والموسعة وفي مقدور الجامعة العربية المفتوحة تنظم هذه اللقاءات من خلال المراكز الدراسية التابعة لها وفي الأوقات التي تنسجم مع أوقات الطلبة كافة . 5- إن الجامعة العربية المفتوحة دور مهم في عملية تطوير المواد التعليمية حيث يتم إعدادها بصورة تنسجم مع أهدافها وغاياتها من جهة كما تنسجم مع خصائص المتعلم وسماته وظروفه وفي المقابل نظم التعليم التقليدية تتبنى المواد التعليمية التقليدية الموجهة للطلبة عامة دون النظر إلى عوامل التباين بينهم ولا توفر للطالب ما يعينه على التعلم الذاتي. 6- تمتاز نظم التعلم عن بعد بأنها تعني عناية خاصة بالعلاقة بين المعلم والمتعلم وهي توظف الوسائط المتاحة كافة للتغلب على التباعد بينها وبين طلبتها التي قد تنشأ بسبب ظروف الطالب.
أبعاد ديمقراطية التعلم :- هي توفير فرص متكافئة للتعلم للجميع , لكل مستعد له وقادر عليه بغض النظر إلى سنه وجنسيته ومعتقداته ومكان إقامته . أبعاد ديمقراطية التعلم :- البعد الاجتماعي : ” أن ترتبط التعليم ارتباطا مباشرا بديمقراطية المجتمع بحيث تنتفي أشكال التميز بسبب العرق أو اللون أو الوضع الاجتماعي أو الجنس أو السن أو مكان الإقامة بالنسبة لفرص التعلم ومواصلة التعلم ”. البعد الكمي :- ” تتسع النظم التعليمية لاستيعاب كل من هم في سن الدراسة من الصغار ومن هم بحاجة إلى مواصلة التعلم والتدريب من اليافعين والراشدين وذوي الاحتياجات الخاصة ”. البعد النوعي : ” بحيث تجدد البنى والمناهج والمضامين بهدف ربط التعلم بأشكاله ومستوياته المختلفة باحتياجات الدارسين ومستوياتهم من ناحية وبحاجات البيئة والسكان ومقتضيات التقدم والتطور والتغيرات الناجمة عن ثورة المعلومات وتقنيات التعلم والاتصال والتواصل من ناحية أخرى .
امكانيات التعلم عن بعد :- 1- قدرة نظام التعلم عن بعد على توفير فرص التخصص في ميادين المعرفة كافة وعلى مختلف المستويات من خلال قدرة الدارس الالتحاق بالتخصص الذي يرغب فيه واستكمال دراسته إلى مستوى يتفق وقدراته . 2- قدرة نظام التعلم عن بعد على مواجهة الطلب المتزايد على التعليم الجامعي بمستوياته المختلفة . إذ يتيح فرص التعلم واكتساب المعارف والمهارات والخبرات لكل الطلبة الراغبين في الدراسة . 3- امكانية توفير المادة التعليمية للطلبة من خلال الوسائط السمعية والبصرية والتقنية المتعددة أو من خلال تزويد طالب التعلم عن بعد بما يحتاج إليه بواسطة الحقائب المخبرية المصحوبة بدليل التعليمات والإرشادات والتدريبات. 4- أثبت التعلم عن بعد كفايته وكفاءته في تدريس الموضوعات وتحقيق الأهداف المتعلقة بالمهارات النفسية – الحركية حيث يمكن استخدام برمجيات المحاكاة simulation في تعليم الهندسة والطب وقيادة السيارات وغيرها من المهارات العملية
خصائص نظام التعلم عن بعد :- 1- قدرة نظام التعلم عن بعد على تلبية الاحتياجات الاجتماعية والوظيفية والمهنية للملتحقين به لما يتمتع به من مرونة وحداثة وتوفير الابدال من جهة وارتباطه باحتياجات سوق العمل للعمالة المؤهلة والمدربة من جهة أخرى . 2- قدرة نظام التعلم عن بعد على تحسين نوعية التعليم في الأقطار العربية من خلال التكامل مع المؤسسات التعليمية التقليدية في الوطن العربي . 3- انخفاض الكلفة التعليمية لهذا النمط من التعليم عما هو عليه في المؤسسات والجامعات التقليدية , من خلال دراسة مقارنة للنفقات في الجامعة المفتوحة في بريطانيا مع نفقات الجامعات الأخرى حيث بلغت متوسط التكلفة الجارية للطالب في مرحلة البكالوريوس في الجامعة المفتوحة 26.9 % من نظيراتها من الجامعات التقليدية 56.6 للطالب في مرحلة الدراسات العليا . 4- يوفر التعلم عن بعد الدافعية للتعلم والمرونة في بيئة التعلم , ومراعاة أساليب وأنماط التعلم عند الأفراد , وارتباط التعلم بحاجات الأفراد الوظيفية والمهنية والشخصية والاجتماعية وتساعد هذه السمة في جعل التعلم عملية مستمرة مدى الحياة , وبذلك يتحقق مبدأ التربية المستديمة . 5- يساعد نظام التعلم عن بعد في ترسيخ عادات تعلم جديدة لدى الدارسين تنمى فيهم قيم الاعتماد على النفس والتعلم الذاتي المستقل من خلال نظام دقيق تخططه مؤسسة التعلم عن بعد .
أولاً:- الوسائط التعليمية المباشرة :- يوظف نظام التعلم عن بعد عدة وسائط منها الوسائط المباشرة والوسائط الغير مباشرة :- أولاً:- الوسائط التعليمية المباشرة :- 1- الحلقات الدراسية والمحاضرات والندوات . 2- اللقاءات التوجيهية والتعليمية ( الفردية والجماعية ) . 3- اللقاءات الارشادية . 4- الورش والمشاغل التدريبية . 5- المشروعات والأنشطة العملية . 6- المؤتمرات الهاتفية . 7- المؤتمرات المتلفزة .
ثانياً :- الوسائط غير المباشرة :- ثانياً :- الوسائط غير المباشرة :- 1- المواد التعليمية المطبوعة . 2- أوراق العمل والمذكرات الدراسية . 3- أدلة الدراسة . 4- المصادر والمراجع والموسوعات . 5- الأفلام التعليمية والبرامج التلفازية . 6- تلفاز الدائرة المغلقة . 7- الأشرطة السمعية والبصرية وأقراص الحاسوب اللينة والمدمجة . 8- شبكات الحاسوب المحلية والدولية ( ومن ضمنها شبكة الإنترنت وشبكة الإنترانت ).