الفصل الثالث الاشراط الكلاسيكي والأساليب العلاجية القائمة على قواعده الفصل الثالث الاشراط الكلاسيكي والأساليب العلاجية القائمة على قواعده

تقع في حياتنا كثير من ردود الفعل التي ربما لا تعرف لها تفسيراً،فقد تدخل علي شخص ما فيقابلك بابتسامة تجعلك بالسرور و الارتياح في حين أنك تدخل علي شخص آخر فيطالعك بنظرة تبعث فيك شعورا بالضيق والكدر. كذلك فإننا عندما نشاهد صور الأطعمة فان لعابنا يسيل لرؤية هذه المناظر ، و ربما نجد أحدهم و قد اعتراه الفزع لرؤيته منظر ثعبان علي شاشة التليفزيون أولأن أحدهم نطق ثعبان ،أو يفزع عند رؤية السيارات إذا كان نجى من حادث مروع.

هذه الاستجابات كالسرور و الكدر و سيلان اللعاب و الضيق و الفزع ليست في الواقع استجابات للمواقف التي سبقتها مباشرة كالابتسامة و صورة الطعام و منظر الثعبان أو السيارات ، و بشكل طبيعي أو فطرى و إنما هي في الواقع استجابات متعلمة،مما يجعل هذا المثير (الابتسامة) فيما بعد تبعث فينا ذلك الإحساس السار كذلك فان مشاهدة منظر الطعام قد اقترن في وقت سابق مع مذاق الطعام ، ومع هذا المذاق يتولد اللعاب ومن ثم فان رؤية الطعام تولد استجابات سيلان اللعاب و هكذا.

هذا ما يطلق عليه الاشراط الكلاسيى classical conditioning أو إشراط المستجيبrespondent conditioning:- وهو نموذج للتعلم يقوم علي أساس من الأبحاث التي قام بها عالم الفيزيولوجيا الشهير إيفان بافلوف (1902)Pavlov في تجاربه الفزيولوجية علي الكلاب . وقد خلص بافلوف من تجاربه إلي القاعدة التالية: إذا كان من شأن مثير ما ، أن يولد فعلا منعكسا (استجابة) لدى الكائن أطلق علي هذا المثير "مثير غير مشروطة" و سميت الاستجابة المترتبة عليه "استجابة غير مشروطة” ،

فإذا اقترن مع هذا المثير غير المشروط مثير آخر ليس من طبيعته توليد الاستجابة المذكورة " مثير محايد" ، فانه بعد فترة مناسبة من المزاوجة ( الاقتران ) بين المثيرين " المثير المشروط و المثير المحايد" ، يصبح للمثير الجديد الذي أصبح الآن مثيرا مشروطا خاصية توليد الاستجابة التي يولدها بالاستجابة المشروطة.

وفي تجربة بافلوف الشهير علي الكلاب لاحظ أن الكلاب الخاصة بالتجارب تبدأ في إفراز اللعاب بمجرد سماعها لوقع أقدام العامل الذي يتولي تقديم الطعام لها بصفة منتظمة.وبذلك استنتج أن صوت أقدام العامل وهو مثير جديد،وليس له صفة المثير الأصلي وهو الطعام ،أصبح يقوم (أي صوت أقدام العامل ) مقام الطعام في استدرار اللعاب لدى الكلاب . وقد فسر بافلوف ذلك بأنه يرجع إلي اقتران صوت العامل مع رائحة الطعام لفترة من الزمن .

. وقد أطلق بافلوف علي المثير الأصلي أو الطبيعي وهو الطعام في هذه الحالة اسم المثير غير الشروط unconditioned stimulus (ucs) لأنه يؤدي إلي الاستجابة (إفراز اللعاب) دون شروط . كما أطلق علي المثير المحايد أو الاصطناعي (مثل قرع الجرس أو الضوء) اسم المثير المشروطconditined stimulus (sc) وذلك لأنه يشترط لكي يؤدي إلي الاستجابة (إفراز اللعاب) أن يقترن لفترة من الزمن مع المثير غير المشروط (المثير الطبيعي ) .

ويوضح الشكل هذه العملية :- في البداية : مثير غير مشروط (طبيعي)الطعام استجابة غير مشروطة (اللعاب) مثير محايد (اصطناعي)صوت الجرس لا يسيل اللعاب المزاوجة (الاقتران) : مثير غير مشروط (ucs) الطعام استجابة غير مشروطة (اللعاب) مثير محايد صوت الجرس بعد الاشراط : مثير مشروط (cs) صوت الجرس استجابة مشروطة (اللعاب)

وهناك نظريات عديدة لتفسير كيفية حدوث الاشراط الكلاسيكي ، ويمكن تلخيصها علي النحو التالي (ميكيولاس 1974mekulas) خلال الارتباط بين المثير المشروط يتيح معلومات عن حدوث المثير غير المشروط . وكلما زاد احتمال أن يقع المثير غير المشروط بعد المثير غير المشروط (عملية المزاوجة أو الاقتران) فان المثير المشروط يتيح معلومات عن حدوث المثير غير المشروط . كلما زاد احتمال أن يقع المثير غير المشروط بعدد المثير المشروط بعد المثير المشروط أكبر .

وبعد أن تبدأ الاستجابة المشروطة في الحدوث ، فإنها تكافأ (تثاب) أو تعاقب و هذا بدوره يؤثر في حدوث الاستجابة وبهذا التصور فان الاستجابة المشروطة تعبير في الغالب استجابة يقوم بها الكائن للإعداد للمثير غير المشروط. وفي الحياة ،نجد كثيرا من الاستجابات يمكن تفسيرها علي ضوء من نظرية الاشراط الكلاسيكي (الاستجابي) وبصفة خاصة ما يرتبط بالوجدان الانفعالي.

و لو نظرنا إلى كل الأشياء التي تبعث فينا السور أو الضيق ، وكل المواقف التي تولد الحالات الوجدانية مثل الغضب أو القلق أو الإحباط وكيف يختلفون عن غيرهم ي حضارات مخلفة و أزمنة مختلفة أيضا لتبين لنا أنه علي الرغم من أن هذه الاستجابات قد تكون فطرية بدرجة كبيرة (مثل الاستجابات للألم البدني) غير أن معظمها يكتسب بالتعليم و بصفة خاصة عن طريق الاشراط الكلاسيكي.

و الاشراط الكلاسيكي يحدث في البشر في وجود بيئة لغوية فإذا أخبرك صديق أن زيداً "عدوانيٌ " فربما يرتبط بعض من وجدانك الانفعالي لصفة العدوانية للمجموعة التخيلية أو الذاكرة الخاصة "بزيد " و الاشراط الكلاسيكي علي النحو الذي عرضناه في تجارب بافلوف يمثل صورة بسيطة من الاشراط . أما في واقع الحياة فانه يأخذ صورا أكثر تعقيدا إذ يشتمل علي أكثر من مثير مشروط و أكثر من استجابة غير مشروطة . و من هنا نجد شخصا ما لديه مشاعر سالبة بالنسبة للكبار الذين يمثلون سلطة في المدرسة الابتدائية و ربما يمتد ذلك أيضا لرجل الشرطة .

هناك بعض العوامل التي تؤثر في حدوث الاشراط الكلاسيكي وهي : الترتيب الزمني للمثيرات . الوقت الذي يمضى به بين ظهور المثيرات. سيطرة أو تغلب الاستجابة .

تطبيقات الاشراط الكلاسيكي ( الاستجابي ) :- استخدامه في علاج حالات التبول اللاإرادي : وهي مشكلة تشمل حوالي 10% من الأطفال الذين وصلوا إلي سن السادسة إلي كونه قامة بذاتها فانه أيضا يترتب عليه مشكلات أخري مثل القلق و الشعور بالذنب . وقد يرجع السبب في ذلك صغر حجم المثانة أو إلي ضعف عضلاتها مما يؤدي إلي كثرة التبول بالنهار و بالليل أيضا .

وبذلك التعزيز (التدعيم ) علي إطالة الفترة بين مرات ذهابه إلى دورة المياه خلال ساعات النهار و الاستيقاظ ليلاً، وقد يكون سببه القلق الزائد لدى الطفل . أما أكثر طرق علاج التبول اللاإرادي شيوعا فهي استخدام طريقة المرتبة و الجرس (طريقة مورد) . والفكرة وراء هذه الطريقة هي أن المنبهات أو المهديات الداخلية للمثانة و العضلات المرتبطة بها تكون ضعيفة جداً لدرجة لا تساعد علي استيقاظ الطفل بالليل ليذهب إلي دورة المياه قبل تبليله للفراش ..

ويستخدم في العلاج مرتبة خاصة موصلة بدائرة كهربائية (عن طريق بطارية ) و تنتهي هذه الدائرة بجرس فإذا نزلت قطرات البول الأولي من الطفل أثناء الليل عملت علي توصيل التيار فيحدث صوتا منبها يوقظ الطفل . فتوتر عضلات المثانة (مثير مشروط) يزداد قبل التبول و أن صوت الجرس يعمل كمثير غير مشروط (طبيعي ) يوقظ الطفل وبذلك يمتنع نزول المزيد من البول وبالتالي يستطيع الطفل منع البول الليلي ( التبول اللاإرادي) و أيضا التحكم بصفة عامة في التبول

وقد قام كل من أزرين و سنيد وفوكس (1974) بإدخال تحسينات علي هذه الطريقة بإضافة التدريب علي ضبط الكف و تعزيز التبول الصحيح ، و التدريب علي سرعة الاستيقاظ و زيادة أخذ السوائل لزيادة معدل الاستجابة ، وأسلوب التصحيح الذاتي للأحداث و التدريب علي التخلص من التبول . و قد حصل هؤلاء الباحثون علي نتائج مشجعة للغاية نتيجة لهذا التدريب المكثف و في وقت قياسي (ليلة واحدة ).

ومن الأمثلة التي أوردها ايفرون (1957) علي استخدام الاشراط الكلاسيكي (الاستجابى) في العلاج ، ما قام به في علاج فتاه تعاني من نوبات صرعية فمن المعروف أن معظم الذين يعانون من حالات الصرع المعروفة بالنوبات الكبرى grand mal تحدث لهم مجموعة من العلامات قبل حدوث النوبة مباشرة و هذه العلامات تعرف بالفوحة aura (حيث يمكن تمييز سماع بعض الأصوات أو رؤية لون معين أو شم رائحة معينة) .

وقد و جد أيفرون أن مريضته تستطيع أن تمنع النوبة بشم رائحة الياسمين خلال المرحلة الأولي للفوحة . فقام بأحداث عملية إشراط إستجابي بين شم الياسمين و بين رؤية زهرية و استطاعت هذه المريضة أن تكف (توقف) النوبات عن طريق التحديق في زهرية ثم بمجرد التفكير في الزهرية ، حتى شفيت المريضة . و لكن لا يمكن تعميم مثل هذه الطريقة فهناك مواقف تحتاج إلى أن نغير أو نزيل سلوكا غير مرغوب .

و يتعامل الاشراط الاستجابي بأسلوبين علاجيين للتعامل مع السلوكيات غير المرغوبة وهما : الانطفاء ، و الاشراط المضاد . وسوف نتحدث عنهما ثم عن التطبيق العلاجي لهما.

أولاً الانطفاء : Extinction و علي سبيل المثال إذا حدث و إن خدشت قطة طفلا صغيراً. حيث يكون الخدش هو (المثير غير المشروط) و القطة (المثير المشروط) .

ويوجد أسلوبان لاستخدام الانطفاء : أسلوب تدريجي و أسلوب غير تدريجي و في الأسلوب التدريجي: يكون التحرك خلال تتابع (سلسلة ) من الخطوات تعرف بالمدرج Hierachy نحو شيء أو موقف يولد أقوي استجابة مشروطة . أما في الأسلوب الثاني غير التدريجي: فإننا نتجاوز الخطوات الوسيطة و نواجه الموقف النهائي مباشرة .

وعلي سبيل المثال : إذا كان لدينا طفل يجلس علي الشاطئ ويجاف من الاقتراب كما يفعل باقي الاطفال، فإن الاسلوب التدريجي يشتمل على تقريبه من الماء بالتدريج .ففي البداية نجعله يلعب مثلا على بعد خمسة أمتار من الشاطئ ثم بعد ذلك على بعد مترين ثم حافة الماء ثم يضع قدمه فيها . أما في الطريقة الثانية غير التدريجية فإن الطفل قد يحمل و يوضع في الماء حتى ينطفئ الخوف .

خطوات استخدام الطريقة التدريجة لإطفاء القلق و المخاوف:- أولا:- من الضروري أن نعد مدرجا من الخطوات نحو الشيء أو الموقف المخيف . ثانيا:- من المرغوب فيه أن نشجع أو نحفز أونكافئ الشخص على المضي مع الخطوات التي يشتمل عليها المدرج خطوة خطوة على مسافات مناسبة ومريحة وأن يتم إطفاء القلق عند كل خطوة قبل الانتقال إلى الخطوة التالية . ثالثا:- وأخيرا فمن المفيد في الغالب أن نزود الفرد بطريقة للقضاء على القلق. وربما يتم ذلك من خلال تعليم الشخص كيف يسترخي rely relax أو نجعله يتخيل مناظر سارة أو أن يكون هناك شخص موجود لايثير القلق في الموقف .

أما الطريقة غير التدريجية في إطفاء المخاوف فإنها تعتمد على مواجهة الموقف المخيف بشكل مباشر. ويفضل كثير من المعالجين طريقة المواقف المتدرجة . وهناك طريقة الغمر وهي تعتمد على غمر الفرد بالمثيرات التي تولد لديه الخوف دون السماح له بالهرب . وفي الواقع فإن كثيرا من أساليب العلاج السلوكي يمكن أن يستخدم إلى حد ما من خلال عملية التخيل . وبذلك فإنه يمكن استخدام الانطفاء بالتخيل ويعرف في هذه الحالة بالانطفاء الضمني أو المستور .

وقد استخدم الباحثان جوتستام وميلين هذا الأسلوب مع أربع حالات من مدمني المخدرات كانوا يدمنون المواد النشطة (الامفيتامينات) ،حيث جعلوهم يتخيلون أنهم حقنوا أنفسهم بالمخدر وكذلك أنهم لم يحصلوا على تأثير له وبعد مضي أسبوع تم تكرار المحاولات (التخيل) حوالي مائة مرة لوحظ أن هناك انخفاض في تأثير المخدر للدرجة التي أصبح معها المرضى لايشعرون بأي تأثير للمخدر عند تناولهم له .

ثانيا:الاشراط المضاد counter conditioning يقصد به محاولات خفض الاستجابات (السلوكيات) غير المرغوبة من خلال تكوين استجابات مضادة للمواقف المثيرة لها عن طريق استخدام أسلوب الاشراط الاستجابي . الخطوة الأولى: فيه هي تحديد المواقف التي تولد الاستجابات غير المرغوبة مثال:- العناكب(مثير أو موقف)قد تثير قلقا بالغا لدى بعض الناس (استجابة غير مرغوبة). الخطوة الثانية : تشتمل على تحديد أو إعداد أساليب لتوليد استجابة مضادة (غير متوافقة) للاستجابة غير المرغوبة وتكون أقوى منها مثال:- استخدام الاسترخاء كاستجابة مضادة للقلق من العناكب .

أما الخطوة الثالثة والأخيرة : فإنه يتم فيها إشراط الاستجابة المضادة (الاسترخاء) للمثيرات التي تولد الاستجابة غير المرغوبة (العناكب). وفي العادة فإن العلاج يستمر إلى أن يختفي القلق تماما. ويستخدم الاشراط المضاد لخفض الاستجابات الانفعالية غير المرغوبة مثل القلق والغضب والغيرة .

وقد استحدث أسلوب التخلص المنظم من الحساسية systematic desesitizatin كنوع من الاشراط المضاد للقلق باستخدام الاسترخاء العضلي. ويعتبر اختبار الاستجابة المضادة المناسبة أمرا هاما في الاشراط المضاد، مثال: استخدام الصدمات الكهربائية (الخفيفة) في علاج بعض العادات السيئة عند الأطفال (خاصة المتخلفين عقليا) مثل قضم الأظافر إلى درجة إدماء الأصابع أو ضرب الرأس في الحائط بصورة متكررة فإن أثر الصدمات يكون أقوى وأكبر من الاحساس الذي يكتسبه الطفل من قضم أظافره .

ويفترض في الاشراط المضاد أن آثاره تعمم (أي تمتد إلى مثيرات مشابهة) صعودا مع المدرج ومن ثم تنخفض بالتدريج قوة الاستجابة غير المرغوبة التي تنشأ عن المواقف المختلفة . وبذلك فإذا كنا بدأنا باشراط مضاد لكلمة عنكبوت فإن هذا الاشراط المضاد يحمل صاعدا مع المدرج فينخفض القلق بالنسبة لصورة العنكبوت وكذلك للعنكبوت الحي ، وعندما نبدأ في الاشراط المضاد في وجود صورة العنكبوت فإن الاسترخاء يكون عادة أقوى من أي قلق باق والذي يصبح بوسعنا أن نزيله .

وفي عام 1958 عرض جوزيف ولبه مفهوم الكف المتبادل (الكف بالنقيض)peciprocal inhibition الذي استعاره من علم وظائف الأعضاء (الفيزيولوجيا) لتفسير مايحدث في الاشراط المضاد ويؤيد ميكويولاس ما ذهب إليه جاثري من أن الانطفاء الاستجابي هو:إشراط مضاد وذلك بافتراض أن الانطفاء ليس عملية إضعاف سلبي للسلوك وإنما هوتعلم استجابات جديدة ربما تكون أيضا مضادة . بينما في الانطفاء تعتمد على السلوك المضاد الذي يحدث في الطريق المعاكس ،وبذلك فإن الاشراط المضاد ربما يكون أكثر فاعلية .

الاسترخاء: يعتبر الاسترخاء أمرا مطلوبا في حد ذاته في مواجهة الضغوط النفسية وما ينشأ من قلق أو مخاوف أو تشتت وتزاحم في الأفكار أو أرق، بل وما ينتج عن هذه الضغوط من أمراض نفسية فيزيولوجية (سيكوسوماتية ) مثل قرحة المعدة وأمراض القلب بل أن البعض يرجعون مرض السرطان إلى هذه الضغوط .

لابد للمعالج أن يستخدم الاسترخاء في مرحلة مبكرة جدا من العمل معهم لأنه يعمل على تهدئة العميل ولأنه يتبين للمرشد أن المعالج بوسعه أن يساعده . أكثر طرق الاسترخاء شيوعا هي طريقة جاكوبسون والتي تشمل تبادل الشد والإرخاء لعضلات الجسم مع التركيز على مشاعر الاسترخاء .

وهناك أساليب متنوعة للاسترخاء بعضها يصحب بأحاديث ذاتية ، أو عن طريق استنشاق خليط من غازي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون . وقريب من هذا الأسلوب ما نراه في عاداتنا الإسلامية والعربية أثناء جلسات المصالحات وما يشوبها من غضب من طرف أو من طرفين حين يطلب أحد الحضور منهم أن يذكروا الله ون يصلوا على رسوله صلى الله عليه وسلم .

الاشراط المضاد للقلق :- القلق من المشكلات الأساسية و أكثر الانفعالات انتشارا ، وأكثرها استجابة الاشراط المضاد . يمكن للمعالج أن يستخدم استجابات مضادة للقلق:- الضحك : وهو من الأساليب الجيدة المضادة للقلق ويمكن للشخص أن يتعلم الضحك وهو منفرد بنفسه أوفي موقف. السلوك التوكيدي (توكيد الذات) : إن كثيرا من الناس يكون لديهم قلق في المواقف التي لايكونون فيها مؤكدين لذواتهم. يعتبر التدريب عليه جانب من جوانب التدريب على المهارات الاجتماعية .

الطعام : وقد استخدمته ماري مع الطفل الذي لديه خوف من الأرانب . أسلوب التخيل الانفعالي imotive imagery : حيث تستخدم التخيلات التي تثير مشاعر الفخر والحب وتأكيد الذات والمرح كاستجابات مضادة للقلق.وقد استخدم مع طفل يخاف من الظلام من خلال تخيله نفسه في قصة مع سوبر مان وكابتن سلفستر .

أنواع أخرى من الاشراط المضاد : التخلص المنظم من الحساسية استخدام الاستجابات المضادة التي سبق أن ذكرناها لإحداث الاشراط المضاد للاستجابات الانفعالية غير المرغوبة . وقد استخدم السرور مع المرأة التي لاتستطيع أن تضبط غضبها تجاه زوجها أو طفلها .

من الممكن أن نكون اشراطا مضادا لأي استجابة مشروطة غير مرغوبة (مثل القلق والغضب والخوف) وذلك باستخدام أي استجابة مضادة لها (مثل الاسترخاء أو المرح ) . يتوقف اختيار الاستجابة المضادة على : ما لدى العميل من مخزون من الاستجابات أو ما يستطيع أن يتعلمه منها . وكذلك على ماهية الاستجابة المرغوب تعلمها بصفة عامة في حياته .

هذا وبالله التوفيق تم بحمد الله