نظرية ثورندايك Edward Lee Thorndike ثورندايك من أوائل علماء علم النفس التربوي و له أسهامات كثرية في التعلم التدريس الاختبارات الذهنية اختبارات لقياس التعلم و الاستعدادات. بدأ تأثير أبحاثة في موضوع التعلم منذ أوائل القرن العشرين . قام بالعديد من التجارب على الفئران , الأسماك , الكتاكيت ,القطط . و كذلك أجرى تجارب على الإنسان تحدث فيها عن العقاب و ركز على الثواب في عملية التعلم . .
تسمى هذه النظرية أحيانا بمسميات عديدة مثل نظرية ثورندايك ارتباطا باسم العلامة ادوارد لي ثورندايك مسمى آخر نظرية الوصلات العصبية و السبب انتقال المثير أو المنبه من السطح الخارجي للكائن الحي الى الأطراف العصبية ثم الى المراكز العصبية وبالتالي الى الأعصاب المخ و ينتهي الأمر باستجابة معينة. نظرية المحاولة والخطأ و السبب هو تحديد عدد المحاولات وتعلم الحيوان عن طريق حذف الأخطاء و تقوية المحاولات الصحيحة اثناء التكرار .و نظرية الأرتباط و ذلك أن التعلم عملية تشكيل ارتباطات بين المثيرات و استجاباتها.
مفاهيم نظرية المحاولة والخطأ: 1- المثير: هو أي شيء يتعرض له الكائن الحي سواء أكان مصدره داخلياً أم خارجياً، أو هو أي حدث أو موضوع يعمل على إحداث السلوك. 2- الاستجابة: هي السلوك العضلي أو الغددي أو الكلامي أو الانفعالي أو الاجتماعي أو العقلي يرد به الكائن الحي على المثيرات. 3- الارتباط: ارتباط المثير بالاستجابة. 4- الاستعداد: ويقصد به القدرة على اكتساب أنماط من المعرفة أو المهارة. 5- الأثر: حالة الإشباع أو الضيق التي ترافق الاستجابة الناجحة أو الفاشلة.
تجارب ثورندايك: كانت تجاربة على أنواع عديدة من الحيوانات مثل الكتاكيت "الأفراخ" ,القطط , الأسماك .... نتيجة التجارب أن الحيوانات غير قادرة على العمليات العقلية مثلا الحيوانات لو تفهمت المشكلة لعرفت الحل في وقت قصير . و أيقن أن الحيوانات تعلمت بالتدريج عن طريق المحاولة و التكرار. واستخدم ثورندايك عدة أجهزة في تجاربه مثل المتاهات والصناديق والأقفاص
احدى تجارب ثورندايك (التحقيق التجريبي): * وضع قطاً جائعاً داخل قفص حديد مغلق، له باب يفتح ويغلق بواسطة سقاطة ، عندما يحتك القط بها يفتح الباب ويمكن الخروج منه * يوضع خارج القفص طعام يتكون من قطعة لحم أو قطعة سمك. * يستطيع القط أن يدرك الطعام خارج القفص عن طريق حاستي البصر والشم. * إذا نجح القط في أن يخرج من القفص يحصل على الطعام الموجود خارجه * تتسم المحاولات الأولى لسلوك القط داخل القفص بقدر كبير من الخربشة والعض العشوائي. * بعد نجاح القط في فتح باب القفص والوصول إلى الطعام وتناوله إياه كان يترك حراً خارج القفص وبدون طعام لمدة ثلاث ساعات ثم يدخل ثانية إلى القفص إلى أن يخرج مرة أخرى.
وهكذا تتكرر التجربة إلى أن يصبح أداء الحيوان وقدرته على فتح باب القفص أكثر يسراً و سهولة مما نتج عنه انخفاض الفترة الزمنية نتيجة لاستبعاد الأخطاء وسرعة الوصول إلى حل المشكلة. * بالتالي فقد تعلم القط القيام بالاستجابة المطلوبة إذ بمجرد أن يوضع في القفص سرعان ما كان يخرج منه أي وصل إلى أقل زمن يحتاجه لاجراء هذه الاستجابة وهذا دليل على أن الحيوان وصل إلى أقصى درجات التعلم.
الشروط التي راعاها في تجاربه : الشرط الأول : وجود مشكلة "القط جائع" "الفأر جائع والطعام في أخر متاهة ولا يستطيع الوصول بسهولة ،"السمكة تميل إلى الظلام" وهي في مكان مضيء ولا تستطيع الوصول. الشرط الثاني: وجود عائق :باب مغلق في حالة القطة، ممرات مسدودة "الفأر" حاجز زجاجي" سمكة الميمو" الشرط الثالث : وجود دافع يحرك الحيوان للاستجابة المراد تعلمها "مثل دافع الجوع كما في حالة القطة والفأر ودافع : الميل إلى تواجد في أماكن مظلمة. الشرط الرابع: صممت التجارب بحيث تسمح للحيوان بحرية الحركة ،أي أن الحل يحتاج إلى جهد. مثلا: يجب أن يكون القفص ذا اتساع مناسب يسمح بحرية الحركة للقط ولبد من وجود عائق وهو "يجب سحب الرافعة لكي ينفتح الباب"
كما يجب أن تكون الممرات تسمح بحرية الحركة ،كما يسمح الحاجز الزجاجي للسمكة بالحركة. إذا ظروف التجربة تسمح للحيوان بالحركة الشرط الخامس: على الحيوان أن يشعر بالمعزز، يجب أن يشعر الكائن الحي بالمعزز حتى تكون وجهه الاستجابة المحددة "الحصول على المعزز” الشرط السادس: تسجيل الاستجابات والنتائج بصورة رقمية، أي تسجيل عدد الحركات الخاطئة أو الزمن المستغرق حتى يصل إلى الحل.
ويمكن تلخيص النتائج الواردة في الجدول أعلاه بالرسم البياني التالي:
التطبيقات التربوية لنظرية ثورندايك: يعد ثورندايك أول من شغل منصب أستاذية علم النفس التربوي في تاريخ علم النفس، وقد اهتم ثورندايك بمسائل أساسية، تؤثر في استفادة المعلم منها في عمله داخل الصف، وهذه الأمور هي: - تحديد الروابط بين المثيرات و الاستجابات التي تتطلب التكوين أو التقوية أو الإضعاف. - تحديد الظروف التي تؤدي إلى الرضي أو الضيق عند التلاميذ . - استخدام الرضا أو الضيق للتحكم في سلوك التلاميذ.
أوجه استثمارات النظرية في الحقل التعليمي : أوجه استثمارات النظرية في الحقل التعليمي : النشاط الذاتي : هو أن المتعلم يتعلم عن طريق العمل , فالطفل يتعلم عن طريق التركيب ,الرحلات ,الزيارات. 2-الحرية : أن يتمتع المتعلم بقدر من الحرية في طريقة تعليمه وفي الطرق التي يصل بها لأهدافه بدون تقييد أو شروط . 3-الدافعية: ان وجود الدافعية شرط من شروط التعلم .كما أن تنمية الدافعية لدى المتعلم مهمة لحدوث التعلم .و في ضوء قانون الاستعداد على المعلم استثارة دافعية المتعلمين عن طريق اشراكهم في اختيار الأنشطة ,الأساليب المناسبة للأنشطة و التكييف معها بما يستثير دوافعهم و حب استطلاعاتهم وجعل بيئة التعلم جذابة و مشبعة لحاجاتهم و دوافعهم .
4- التدرج من السهولة الى الصعوبة: في التجارب عندما يتعرض الحيوان لمشكلات صعبة فأن الاستجابات العشوائية البعيدة و الخاطئة تكون سبب في البعد عن الهدف, و عندما تقدم مشكلات سهلة تتدرج في الصعوبة كانت الحيوانات تحها بسهولة . عند التخطيط للتعليم المراحل الأولى يجب أن تكون متطلباتها تتدرج من السهل الى الصعوبة في مواضيع الدروس و ذلك لكي تساعد الخبرات السابقة وما يسودها من شعور بالنجاح لحل المشكلات الجديدة و ما يحتاج الية من جهد و عناية.
5- المكافأة الفورية: يرى ثورندايك أن تطبيق قانون الأثر في عملية التعلم هو أكبر الفوائد من النظرية في الحقل التربوي . بحيث كان ناقدا للكثير من الممارسات التربوية السائدة ، خاصة العقاب، وطالب بأن تكون غرف الصف مصدر سعادة وتهيئة للبواعث المدرسية ،كما حدد الدور الايجابي للمتعلم المنبعث من موقف التعلم حيث أن حاجاته ورغباته هي التي تحدد استجاباته. و أن المكافأة بصورة فورية عند الوصول الى الاستجابة الصحيحة تساعد في عملية التعلم. وقد ظهر أن العقاب لا يجدي نفعا بعد أن تم التعديل في قانون الأثر بمعنى أن الثواب (المكافأة) تقوي الروابط دائما بينما العقاب يؤثر بشكل أقل بكثير من الثواب أو لا يؤثر أصلا أو قد يؤدي الى استجابات مخالفة أو خاطئة.
6- تقوية الاستجابات الصحيحة: أنه لابد من التأكد من ممارسة الاستجابات الصحيحة التي تؤدي للوصول الى الأهداف من التعلم و تكرارها , والقيام بالتصحيح الفوري للاستجابات الخاطئة حتى لا تقوى بالممارسة أو التكرار. وأن المكافأة تساعد في عملية تقوية الاستجابات الصحيحة و تؤدي الى تدعيمها و تطور استجابات جديدة أفضل من السابقة . وأن مجرد التكرار بدون تدخل عوامل مثل المكافأة أو توجيه للاستجابة الصحيحة فد لايؤدي التحسين في الموقف التعليمي أو الى الوصول النتائج المطلوبة . يرى ثورندايك على المعلم والمتعلم تحديد خصائص الأداء الجيد حتى يمكن تشخيص الأخطاء، كي لا تتكرر ويصعب تعديلها فيما بعد،لأن الممارسة تقوي الروابط الخاطئة كما تقوي الروابط الصحيحة.
مهمة المعلم استنادا للنظرية : هي استثارة رغبة التلميذ في الاستجابة والاندفاع في المحاولة والخطأ وذلك بالالتزام بالنصائح التالية : - أن يعطي التلميذ فرصة بذل الجهد في التعلم وذلك بالمحاولة. - تجنب تكوين الروابط الضعيفة وتقوية الارتباط بين الاستجابة الصحيحة والموقف. - ربط مواقف التعلم بمواقف مشابهة لحياة التلميذ اليومية. - التركيز على الأداء والممارسة وليس على الإلقاء. - الاهتمام بالتدرج في عملية التعلم من السهل إلى الصعب من الوحدات البسيطة إلى الوحدات المعقدة. - عدم إغفال أثر الجزاء و المكافأة لتحقيق السرعة في التعلم و الفاعلية والمحافظة على الدافعية.