تطوير أداء الأسر الحاضنة إعداد د/ أماني محمد رفعت

تركز ورقة العمل الراهنة على أهمية اهمية تطوير أداء الأسرة الحاضنة من خلال استثمار أكبر قدر مما لدى الأسرة من إمكانيات، للتعلم واكتساب المهارات اللازمة لتوفير الرعاية المتكاملة للطفل المحتضن والمشاركة بفاعلية في دمجه وتعليمه، والتعاون المثمر مع مصادر تقديم المؤسسات بما يحقق له أقصى إمكانيات النمو والتوافق .

محاور ورقة العمل تتناول الورقة ثلاثة محاور أساسية :- المحور الاول:- مفهوم وأهداف تطوير أداء الأسرة الحاضنة المحور الثاني:- فنيات تطوير أداء الأسر الحاضنة . المحور الثالث: - استراتيجيات إرشاد الأسر الحاضنة

المحور الأول: مفهوم تطوير أداء الأسرة الحاضنة تسمى عملية تحسين الأداء بتكنولوجيا الأداء الإنساني ، ويمكن تعريفها بأنها طريقة منظمة وشاملة لعلاج المشاكل التي تعاني منها الأسرة الحاضنة، وهي عملية منظمة تبدأ بمقارنة الوضع الحالي والوضع المرغوب للأداء ومحاولة تحديد الفجوة في الأداء، وهنا يأتي تحليل المسببات، ويتم اتخاذ الإجراءات والخطوات المناسبة لتطوير الأداء.

مبررات تطوير أداء الأسر الحاضنة توجد ثلاث مبررات توضح أهمية الاهتمام بتطوير أداء الأسر الحاضنة ويمكن تحديدها فيما يلي : - * المسئولية الشرعية :- حيث تتحمل الأسرة الحاضنة مسئولية رعاية الطفل المحتضن، وموافقة الأسرة على احتضان الطفل اليتيم من ذوي الظروف الخاصة فهي بذلك تعتبر مسئولة شرعية ستحاسب عليها أمام الخالق عز وجل، ومن ثم يجب الاهتمام بالعمل على تطوير أداء تلك الأسر لكي تستطيع القيام بمسئولياتها على أكمل وجه .

مبررات تطوير أداء الأسر الحاضنة * البيئة الكلية حول الطفل المحتضن :- فرعاية الطفل المحتضن لا تتكامل إلا بتكامل الخدمات حول الطفل الصحية والتربوية والاجتماعية والنفسية والتأهيلية والتشريعية وغيرها.. ، لذلك من مبررات تطوير أداء الأسرة الحاضنة العمل على تمكينها من الاستفادة مما توفره البيئة الكلية حول الطفل المحتضن من خدمات رعائية، والعمل على تكامل تلك الخدمات والاستعانة بما توفره المؤسسات المشرفة على احتضان الأسرة للطفل اليتيم سواء كانت خدمات مادية أو معنوية .

مبررات تطوير أداء الأسر الحاضنة * الاكتشاف المبكر لمشكلات الطفل المحتضن :- حيث أن تطوير أداء الأسرة الحاضنة، يركز على تنمية مهارات الأسرة الحاضنة وإرشادها للخطوات أو الاجراءات التي يجب اتباعها مع الطفل المحتضن من بداية تحملها مسئولية رعايته، وكيفية التعامل مع الضغوط والمشكلات النفسية التي غالباً ما يعاني منها الطفل المحتضن، خصوصاً مع تنامي إدراكه لظروفه التي وضعته تحت رعاية الأسرة الحاضنة، وكيف يمكن للأسرة الاكتشاف البكر لتلك المشكلات ومواجهتها بصورة صحيحة .

* أهداف تطوير أداء الأسرة الحاضنة :- ** تهدف عملية تطوير أداء الأسرة الحاضنة إلى تفعيل خدمات الرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية، ومن بين تلك الأهداف ما يلي :- 1- وضع وتنفيذ برامج توعية الأسرة الحاضنة من النواحي الثقافية والصحية عن طريق المحاضرات والندوات أو التدريب للأمهات البديلات . 2- مساعدة الأسرة الحاضنة على فهم الدور المتوقع منها فيما يتعلق بمساعدة الطفل المحتضن على النمو والتكيف والاندماج في الحياة الاجتماعية وعدم الانزواء والعزلة الاجتماعية بسبب ظروفه الخاصة .

* أهداف تطوير أداء الأسرة الحاضنة :- 3- مساعدة الأسرة الحاضنة على القيام بالأدوار الموكولة لها فيما يتعلق بتوفير خدمات الرعاية المختلفة للطفل المحتضن وتحديد مسئولياتها في ذلك وتقديم الدعم المناسب للقيام بها. 4- مساعدة الأسرة الحاضنة على فهم الحقائق والنتائج المرتبطة باحتضان الطفل اليتيم من ذوي الظروف الخاصة وكيفية مساعدته بشكل بناء .

* أهداف تطوير أداء الأسرة الحاضنة :- 5- مساعدة الأسرة الحاضنة على فهم مشاعرهم بعقلانية وتبني أفكار عقلانية نحو الطفل المحتضن . 6- مساعدة الأسرة الحاضنة في الحصول على المعلومات التي يحتاجونها فيما يتعلق بتربية الطفل المحتضن، وكيفية الحصول على المعلومات ومصادر الدعم المتوافرة في المجتمع المحلي . 7- وضع وتنفيذ البرامج الخاصة بتدريب العاملين بنظام الأسر الحاضنة وكذا عقد الندوات واللقاءات الخاصة، بدراسة الصعوبات التي قد تقابلهم في العمل من أجل أداء مسئولياتهم بأفضل صورة ممكنة .

المحور الثاني :فنيات تطوير أداء الأسر الحاضنة

بداية نوضح أن برامج تطوير أداء الأسر الحاضنة تركز على مساعدة الأسرة على تحديد واجباتها نحو الطفل المحتضن ومساعدتها للتغلب على المشكلات التي تواجهها في تقديم الرعاية المتكاملة للطفل المحتضن، سواء كانت تلك المشكلات راجعة للأسرة أو للطفل نفسه أو للبيئة المحيطة وستخدم في تحقيق ذلك عدة فنيات للعمل مع الأسرة الحاضنة كم سبق الايضاح ، ونتناول بإيجاز بعض تلك الفنيات :-

1- المحاضرة :- يتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في تقديم معلومات للأسرة الحاضنة عن سيكولوجية الطفل اليتيم من ذوي الظروف الخاصة، ودور الأسرة في التخفيف من حدة الآثار النفسية المرتبطة بالأفكار الغير سوية في النظر لليتيم من ذوي الظروف الخاصة، لزيادة استبصارهم بتلك القضايا بطريقة موضوعية مما يشجعهم على تلقي المعلومات بهدف تطوير أدائهم في رعاية الطفل المحتضن، ويتمثل الهدف الارشادي التطبيقي لهذه الفنية في إعادة البناء المعرفي للأسرة الحاضنة وتهيئة بيئة أسرية تسهم في النمو المتوازن والاستقرار النفسي للطفل المحتضن .

2- التغذية العكسية :- يتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في تقديم تعديل مباشر لاستجابات الأسرة الحاضنة، أي تقويم سلوك أفراد الأسرة الحاضنة تجاه الطفل المحتضن وذلك بهدف تدعيم السلوك المرغوب الذي ينمي شخصيته ، وتعديل السلوك الغير مرغوب الذي قد يؤدي إلى معاناة الطفل المحتضن من مشكلات نفسية أو سلوكية تؤثر على توازن واستقرار شخصيته، ويتمثل الهدف الارشادي لهذه الفنية في أن يتعرف أفراد الأسرة الحاضنة على مدى قبول أو عدم قبول استجاباتهم وسلوكياتهم المختلفة تجاه الطفل المحتضن .

3- التواصل :- يتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في العمل على تحسين التواصل بين أعضاء نسق الأسرة الحاضنة وذلك باستخدام عدة استراتيجيات، منها استراتيجية بناء التواصل الأسري بهدف بناء قنوات تواصل تزيد من فاعلية الأسرة الحاضنة من مواجهة المواقف المختلفة التي تمر بها، والتعامل بإيجابية مع ما يواجهها من مشكلات في رعايتها للطفل المحتضن، ويتمثل الهدف الارشادي لهذه الفنية في أن يتعرف أفراد الأسرة الحاضنة على أساليب التواصل الايجابية مع الطفل المحتضن مما يؤدي إلى تطوير أدائها في رعايته .

4- إعادة الصياغة :- يتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في إعادة تشكيل المواقف التي تواجه أفراد الأسرة الحاضنة في تعاملها لتقديم خدمات الرعاية للطفل المحتضن، وسبل حلها من زوايا مختلفة في ضوء الموارد المتاحة أو التي يمكن إتاحتها للأسرة الحاضنة، في ضوء توجيه مهني متخصص من خلال المتخصصين العاملين على متابعة الأسرة الحاضنة في رعايتها للطفل المحتضن، ويتمثل الهدف الارشادي لهذه الفنية في إعادة صياغة الأفكار اللاموضوعية للأسرة الحاضنة تجاه الطفل المحتضن، وتبني رؤية جديدة تجاهه مما يؤدي إلى تطوير أدائها في رعايته .

5- التدريب التوكيدي :- يتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في إعادة تنظيم نسق الأسرة الحاضنة وتدريب أفرادها على طرق جديدة للتعامل مع الاضطرابات الأسرية التي قد ترتبط برعايتها للطفل المحتضن، ويتمثل الهدف الارشادي لهذه الفنية في تدريب أفراد الأسرة الحاضنة على الايجابية في العلاقات الاجتماعية وزيادة الوعي بحقوق الطفل المحتضن من الناحية المجتمعية والاجتماعية، مما يؤدي إلى تطوير أدائها في رعايته .

المحور الثالث: استراتيجيات إرشاد الأسر الحاضنة لتطوير أدائها :- يُعد القول بوجود إستراتيجية أو طريقة محددة متفق عليها في إرشاد الأسر الحاضنة من الأمور الصعبة، وذلك لاختلاف الاحتياجات الارشادية لتلك الأسر من أسرة لأخرى وفقاً لعدة متغيرات أهمها:- ردود الفعل المتباينة لأفراد الأسرة الحاضنة تجاه الطفل المحتضن. الوضع الثقافي والاقتصادي والاجتماعي للأسرة الحاضنة . طبيعة المشكلات التي تواجه الأسرة الحاضنة في رعايتها للطفل المحتضن . الحاجات الخاصة المتنوعة التي يريد الطفل اليتيم من ذوي الظروف الخاصة إشباعها .

* استراتيجيات إرشاد الأسر الحاضنة لتطوير أدائها الارشاد الديني الارشاد الجماعي الارشاد غير المباشر الارشاد المباشر

* الارشاد الديني :- يُعد الدين عنصر أساسي في حياة الانسان، وأن مضمون وقوام الارشاد الدنيا هو مساعدة الفرد لتحقيق التوافق النفسي والصحة النفسية، وأن الصحة النفسية تشمل السعادة في الدنيا والدين، وبالتالي يساعد الارشاد الديني الأسرة الحاضنة على تحقيق الرعاية والحماية للطفل اليتيم من ذوي الظروف الخاصة وذلك ابتغاء السعادة في الدنيا والآخرة، وهنا يُسترشد بالآيات القرآنية التي تحث على تقبل ورعاية اليتيم من ذوي الظروف الخاصة، والصبر على مشقة رعايته حيث أن الصبر عون نفسي هائل يقي الانسان من الانهيار أمام الشدائد والأزمات والأخذ بالأسباب.. ، وكذلك الاعتماد على التفسير الديني في تبصير الأسر الحاضنة بظروف وسيكولوجية الطفل المحتضن وحثهم على التحكم في سلوكهم الانساني في تعاملهم مع الطفل المحتضن.

* الارشاد الجماعي :- ويقصد به تقديم المعلومات والخدمات الارشادية للأسر الحاضنة في جماعات، بحيث يتم تطوير أدائهم في رعاية الأطفال المحتضنين من خلال مساعدتهم لبعضهم البعض حيث يتبادلون الأفكار والآراء عن فاعلية الطرق المختلفة في رعاية الطفل المحتضن وكيفية التعامل مع الاحتياجات والمشكلات المختلفة سواء للطفل اليتيم أو الأسرة الحاضنة نفسها، وهنا يمكن أن تكون بعض الأسر الحاضنة بمثابة نماذج ناجحة يسترشد بها، مما يساهم في تخفيف مستوى وحدة التوتر التي تعانيه الأسرة الحاضنة في بداية علاقتها بالطفل اليتيم من ذوي الظروف الخاصة .

* الارشاد المباشر :- ويقصد به الأسرة الحاضنة لتنمية معارفها في كل الأمور التي تتعلق بالمجالات المختلفة المؤثرة على حضانتها للطفل اليتيم من ذوي الظروف الخاصة، وذلك من خلال ست خطوات توضح الأسلوب العقلاني لمشكلات الحياة:- * التحليل : ويتضمن جمع المعلومات من عدة مصادر لتوفيرها للأسرة الحاضنة. * التركيب: ويقصد به تلخيص المعلومات وتنظيمها، وذلك لتحديد مواطن القوة والضعف لدى الأسرة الحاضنة .

* الارشاد المباشر :- * التشخيص : ويتضمن الخلاصة التي توصلت إليها الأسرة الحاضنة فيما يتعلق بأسباب المشكلات وأعراضها. * التوقع : ويرتبط بمساعدة الأسرة على توقع التطور المستقبلي لرعايتها للمحتضن . * الارشاد : ويرتبط بتحديد الخطوات التي يجب أن تتبعها الأسرة الحاضنة لتطوير أدائها في رعاية الطفل المحتضن * المتابعة: أي متابعة تطور جهود الأسرة الحاضنة بعد انتهاء عملية الارشاد المباشر .

* الارشاد غير المباشر :- ويهدف إلى مساعدة أفراد الأسرة الحاضنة على النمو النفسي السوي، فهو يركز على المستوى الوجداني من الخدمات الارشادية للأسرة الحاضنة، وذلك بهدف تمكينها من حل مشكلاتها الانفعالية وتحقيق التوافق النفسي لأفرادها، وتمكينهم من فهم ما قد يكون لديهم من ردود أفعال ومشاعر سلبية نحو الطفل المحتضن وتحريرهم منها وزيادة تقبلهم الوجداني له، ومساعدتهم على عدم الاستسلام للضغوط ومشاعر الاحباط، ويستخدم في ذلك بعض الأساليب منها : الاصغاء التام – التعبير عن المشاعر – توضيح الاتجاهات – المناقشات المفتوحة .

معوقات تطوير أداء الأسر الحاضنة أساليب المواجهة يجب أن :- 1) ترتبط بأيدلوجية المجتمع . 2) أن تكون قادرة على استيعاب المتغيرات المعاصرة في التعامل اليتيم من ذوي الظروف الخاصة . الامكانات المادية الامكانات البشرية الأسرة

معوقات تطوير أداء الأسر الحاضنة : * الامكانات المادية :- وهي ترتبط بقلة الدعم الحكومي أو الأهلي – في بعض الدول – لبرامج التطوير والإرشاد للأسر الحاضنة . * الامكانات البشرية :- وهي ترتبط بقلة المتخصصين في برامج تطوير أداء الأسر الحاضنة وضعف مهاراتهم فيما يتعلق بالتشخيص وتطبيق البرامج الارشادية للأسر الحاضنة . * الأسرة :- حيث توجد بعض الأسر الحاضنة ليس لديها الوعي بأهمية التواصل مع المتخصصين بالمؤسسات المختلفة التي تشرف على الأطفال المحتضنين بتلك الأسر.

شكراً لحسن الاستماع