إنتقال العذراء إلى السّماء بالنفس والجسد
حوالي سنة 451 طلب الإمبراطور مارسيان من أسقف أورشليم القديس جوفنال جسد مريم العذراء.
فأجابه الأسقف أن مريم عندما ماتت كان الرسل مجتمعين حولها ما عدا الرسول توما.
وعند وصوله فتحوا قبرها بناءً على طلبه، فلم يجدوا جسدها. فتأكدوا أن يسوع نقلها بالنفس والجسد الى السماء.
آباء الكنيسة يتحدثون منذ العصور الأولى عن رقاد والدة الإله دون الإشارة إلى موتها وفساد جسدها كباقي الناس.
وفي سنة 1950 أعلن البابا بيوس الثاني عشر العقيدة وقال:
”مريم، والدة الله العذراء الكليّة الطهارة، من بعد ان أكملت حياتها الأرضية، نُقلت بالجسد والنفس إلى مجد السماء“
مريم راقدة على غطاء أحمر واللون الأحمر يشير الى ا لوهة.
وحتى في رقادها ما زالت تدلّ بيدها على ابنها.
ونراها كأنها على مذبح ترددّ مع ابنها : ما من حب اعظم من ان يبذل الإنسان نفسه في سبيل أحبائه
والى جانبها في منتصف الصورة تضيء شمعة تعطي نوراً.
هي التي اضاءت نور المسيح في حياتها تكمل إضاءته بعد رقادها
من حولها يجتمع الرسل، حزينون على فراقها.
بطرس يحمل مبخرة ويتقدّم الرسل في تلاوة الصلوات
بولس ينحني عند اقدامها
يوحنا يتذكر ليلة وداع حبيبه يسوع عندما أسند رأسه الى صدره
ووراء الرسل، يقف الم ئكة، شركاء في الخدمة،
يشاركونهم في وداعها على الأرض ويتحضّرون لاستقبالها في السماء
والإنجيليين الأربعة ينظرون الى من هي أول إنجيل حوى كلمة الله وأعطاها للناس
ووراءهم، يقف عدد لا يحصى من النساء أمام مريم، حواء الجديدة، كجماعة واحدة، يلتفتن الى بعضهن البعض. واحدة تبكي وأخرى تعزّي
ويرتفع على الطرفين، الهيكل المقدس الذي صار مسكن الإله الحيّ، والكنيسة التي بناها المسيح ويشارك في إعمارها الرسل وخلفاؤهم.
وفي نصف الصورة ينتصب المسيح حاملاً أمه بثوبها الأبيض اشارة الى وجود نفسها في السماء حيث يسكن.
كيف لا وهي التي حملته في أحشائها وعلى ذراعيها..
ومن حوله هالة تدلّ على الوهيته. وهالة أوسع ترمز الى السماء،
مع وجود الملائكة ميخائيل وجبرائيل والم ئكة ذوي الأجنحة الستة
وفي ا على ملاك الكروبيم الذي جعله الله حارساً على شجرة الحياة
حتى لا يأكل منها آدم بعدما أخطأ.
هوذا آدم الجديد، معطي الحياة، مع مريم باكورة الخ ئق التي ولدت من جديد.
الرسل على غيمة ترافقهم الم ئكة. أتوا من كل صوب للقاء مريم،
أتوا من كل صوب للقاء مريم، بعدما أرسلهم المسيح
الى أقاصي الأرض ليعلنوا البشارة.
كما أن الغيم كان يتقدم موسى وشعب اسرائيل ليدلّهم الى أرض الميعاد
هكذا يحمل الغيم شعب الله الجديد الى حضن مريم.
الملائكة تحمل جسد مريم وقد ارتفع عن الأرض، ولكنها ما زالت تنظر الى ا رض، الى من أوكلها ابنها بهم، الى أولادها.
الـ”نعم“ التي تقولها مريم دائماً لله رفعتها الى السماء، والإشعاع الذي يحيط بها يخبرعن قدسيتها.
ونقرأ في أعلى الأيقونة : الشعاع الثلاثي، د لة الى الثالوث الأقدس، يستقبل مريم بعد أن نُقلت بالجسد والنفس، ويفتح امامها ابواب السماء.
تعالي، ايتها النفس والجسد، لتفرحي بالمكافأة على حياتك المقدسة
إذا كانت عذاباتك كبيرة على الأرض، أكبر بكثير هو المجد الذي أعددته لكِ في السماء.
ادخلي الى الملكوت وخذي مكانك إلى جانبي. تعالي لأتوّجك ملكة على الكون. (تأمل للقديس الفونس دو ليغوري)
يسوع فتح الطريق الى السماء، ومريم كانت اول العابرين، والدعوة مفتوحة للجميع. طوبى لمن يقول ”نعم“ لله ويحبّ قريبه كنفسه، فهو الى هذا المجد سيصل، وملكاً يتوّج.
طوبى لمن يتحمّل العذابات ويبقى مخلصاً ليسوع، فهو سيرث مع مريم والقديسين ملكوت الله.
من حولها يجتمع الرسل، حزينون على فراقها. بطرس يحمل مبخرة ويتقدّم الرسل في تلاوة الصلوات بولس ينحني عند اقدامها يوحنا يتذكر ليلة وداع حبيبه يسوع عندما أسند رأسه الى صدره. ووراء الرسل، يقف الملائكة، شركاء في الخدمة، يشاركونهم في وداعها على الأرض ويتحضّرون لاستقبالها في السماء