1. الفصل الثانى
شروط التعلم
المحاضرة الثانية
النضج

2. يمكننا أن نستدل على حدوث التعلم من سلوك الكائن الحى فى الموقف التعليمى، وذلك بقياس الفرق بين أدائه كما يلاحظ قبل وبعد وجوده فى ذلك الموقف التعليمي. ويعني ذلك ضرورة وجود تغير في الأداء حتى يمكن الحكم على حدوث التعلم.
التعلم عملية أساسية تحدث في حياة الكائن الحي باستمرار، نتيجة احتكاكه بالبيئة الخارجية واكتسابه أساليب سلوكية جديدة تساعده على زيادة التكيف مع البيئة التى يعيش فيها، وان هذه العملية تصحب الكائن الحى منذ بدء حياته، فمنذ ولادته وهو يكتسب كل يوم أساليب جديدة ويعدل من أساليب سلوكه القديمة.

3. فالطفل الصغير حديث الولادة يبكى عندما يجوع، فتسرع أمه إليه لترضعه أو لتناوله وجبته الغذائية، ومن ثم يبدأ يتعلم البكاء لكي تحضر أمه له، ثم يتعلم بعد ذلك كيف يمد يديه في اتجاه الطعام، أو فى اتجاه الأشياء التى يريد أن يحصل عليها. ثم يحبو للغرض نفسه، ثم يبدأ في تعلم المشى والكلام، ويكبر وتزداد اتصالاته، فيبدأ في تعلم أساليب السلوك الاجتماعي، كيف يقابل الناس، وكيف يتصرف عند زيارتهم، وكيف يتعامل معهم، وغير ذلك من نواحي النشاط الإنسانى التى تزداد بمرور الأيام وتتعقد.

4. ويدخل الطفل بعد ذلك المدرسة ويجد أمامه برامج معدة مسبقا وعليه أن يدرسها وأن يتعلمها، ومناهج تتضمن العديد من المهارات والمعارف والمعلومات التى يجب أن يمارسها وينجح في أدائها. وحتى بعد دخوله المدرسة، لن يقف تعلمه عند حدود ما يأخذه بداخله، بل سيظل الطفل ثم الشاب بعد ذلك والراشد يتعلم داخل المدرسة وخارجها، وسيظل يتلقى كل يوم جديدا يضاف إلى ذخيرة ما تعلمه.
وبناء على ذلك فانه يتضح لنا أن التعلم عملية تمتد بامتداد الحياة، فهى تبدأ معها وتستمر إلى آخر لحظة فيها. ليس هذا فقط، بل وتضيف إلى حياة الطفل كل يوم شيئا جديدا يساعده على تحسين ظروفه وعلى حسن التوافق مع الظروف المادية والاجتماعية التي يعيش فيها.

5. شروط التعلم
الدافعية
الممارسة
النضج

6. أمثلة للتعرف على عملية التعلم والشروط اللازمة لها1
أمثلة للتعرف على عملية التعلم والشروط اللازمة لها
لا يمكن التعرف على عملية التعلم من خلال النظرة الشاملة السابقة، فمثلا :
الطفل فى تعلمه السباحة، لن يبدأ في تعلم هذه المهارة نتيجة خاطر خطر له أو من تلقاء نفسه، وإنما لابد من شىء يدفعه إلى تعلمها.
فيبدأ فى السؤال عن كيف يتعلم السباحة وحده ولكنه يجد الأمر صعبا، وأنه لابد من شخص يوجهه نحو الحركات التي يجب أن يمارسها.
وسيجد من الضروري أن يمارس هذه الحركات بنفسه عددا كبيرا من المرات.
وسيكون تعلمه في أول الأمر متعثرا.
ثم بزيادة التدريب تزداد سيطرته وتمكنه من هذه المهارة، وفي النهاية سيتعلم السباحة.

7. أمثلة للتعرف على عملية التعلم والشروط اللازمة لها2
أمثلة للتعرف على عملية التعلم والشروط اللازمة لها
مثال آخر للتعلم :
لنفرض أن المعلم قام بكتابة موضوع معين على الكمبيوتر أمام مجموعة من التلاميذ، فقد يثير هذا الموضوع عند احدهم الرغبة في تعلم الكتابة على الكمبيوتر، فيبدأ في تتبع ما يفعله المعلم، ثم يأخذ في سؤاله عن كيفية الكتابة على الكمبيوتر وقد يقوم بكتابة بعض الحروف، ولكنه من الواضح أن هذا التلميذ لن يتعلم الكتابة على الكمبيوتر من أول مرة بمجرد السؤال والحصول على الإجابة أو بمجرد كتابة بعض الحروف، بل أن الأمر سيتطلب منه أكثر من ذلك، قد يتطلب منه مثلا أن يذهب إلى المعلم أكثر من مرة ويقوم بتدريبه على كيفية الكتابة على الكمبيوتر وتوجيهه وإرشاده أو قد يحتاج الأمر منه أن يقوم بقراءة بعض الكتب عن كيفية تعلم الكتابة على الكمبيوتر أو غير ذلك من أوجه النشاط التي تساعده على تعلم الكتابة على الكمبيوتر، وفي النهاية يتعلم هذا التلميذ الكتابة على الكمبيوتر.

8. أمثلة للتعرف على عملية التعلم والشروط اللازمة لها3
أمثلة للتعرف على عملية التعلم والشروط اللازمة لها
مثال ثالث للتعلم:
هب أن تلميذا يريد أن يتعلم حل نوع جديد من التمارين الرياضية.
ــ فالمعلم سيقدم إليه الأفكار الأساسية حول هذا الموضوع.
ــ ثم يعطي هذا التلميذ مع بقية تلاميذ الفصل بعض التمارين ليفكروا فيها.
ــ وطبعا سيكون الأمر صعبا وتتحدى هذه التمارين قدرته فيحاول أن يستفيد مما قاله المعلم في حلها ولكنه سيجد نفسه بالإضافة إلى ما قاله المعلم انه في حاجة لان يبذل جهدا خاصا، فيحاول مرة ومرات، وفي النهاية يصل إلى حل بعض التمارين أو إلى حلها كلها.
وسيكون فى هذه الحالة قد تعلم هذا النوع الجديد من التمارين الرياضية.

9. من خلال الأمثلة الثلاثة السابقة نلاحظ أن المتعلم لا يمكنه أن يقوم بالنوع المعين من النشاط الذي يؤدى إلى الهدف النهائى ويحقق التعلم المطلوب، إلا إذا كان قد وصل إلى مستوى النمو أو مرحلة النضج اللازمة التي تمكنه من القيام بهذا النشاط، سواء أكان هذا النضج عضليًا أو فسيولوجيًا، أو كان نضجًا عقليًا أو اجتماعيًا..... الخ حسب نوع النشاط الذي يتطلبه الموقف المعين. وإلا أدى هذا الموقف إلى إحباط المتعلم.
فمثلا الطفل في المثال الأول لن يستطيع تعلم السباحة إلا إذا كانت عضلاته قد وصلت إلى مستوى معين من النضج يسمح لها بأداء الحركات المناسبة لتعلم هذه المهارة، فمهما كان الطفل مدفوعا نحو تعلم السباحة، ومهما بذل من محاولات لتعلمها، فانه سيفشل طالما انه لم يكن قد وصل إلى مستوى النضج المطلوب.

10. ومن الواضح أيضا في المثال الثاني أن طفل الخامسة أو السادسة لن يتمكن من الكتابة على الكمبيوتر وذلك لأن عضلاته وخاصة عضلات اليدين والأصابع لا تكون قد نمت بالشكل المطلوب، ولا يكون نموه العقلى بالمثل قد وصل إلى الدرجة التي يفهم فيها علاقة الضغط على حرف معين أو غير ذلك من العلاقات التى تتطلبها طبيعة هذا الموقف.
وكذلك فى المثال الثالث، يعتمد حل التمرينات الرياضية على مستويات مختلفة من النضج العقلى، فبعضها يعتمد على التفكير الحسي وعلى إدراك العلاقات الواضحة البسيطة، وهذه يستطيعها طفل المدرسة الابتدائية وبعضها لا يستطيع الطفل حلها إلا في أواخر مرحلة الطفولة وبداية المراهقة، وهو النوع من التمرينات التي تعتمد على التجريد وإدراك العلاقات الرمزية.

11. وتتضمن مواقف التعلم بصفة عامة عددا من العقبات لابد من أن يتغلب عليها المتعلم، أو يتصرف بالنسبة لها تصرفا معينا يحقق تعلمه.
ويظهر ذلك واضحا في الأمثلة التي ذكرناها فالسباحة بالنسبة للشخص الذي لم يتعلمه شيء صعب، وتبدو له فى أول الأمر شيئا بعيد المنال.
وكذلك الكتابة على الآلة الكاتبة أو حل التمرينات الرياضية الجديدة، أو غيرها فكل هذه المواقف تتضمن عددا من الصعوبات.
ولن يتمكن الفرد من التخلص من هذه العقبات والوصول إلى غرضه إلا إذا بذل مجهودا حقيقيا وقام بنشاط خاص يحقق الغرض المطلوب، وتخلص أثناءه من العقبات والصعوبات التي تحول بينه وبين الوصول إلى هذا الغرض.
فالتعلم بهذا الشكل عملية تقوم على الممارسة، وذلك لأن الفرد لا يتعلم إلا ما يمارسه بنفسه، والخبرة التي يقوم بها المتعلم نفسه هي التي تؤدى إلى نتائج تصبح جزءًا من ذاته وتعدل من سلوكه.

12. في المثال الأول لا يمكن أن يتعلم الطفل السباحة نتيجة أن يصف له فرد أخر الحركات المطلوب تعلمها، أو نتيجة أن يقرأ هذا الوصف في كتاب ، وإنما لابد من أن يبذل نشاطا حقيقيا في تعلمه لكل الحركات المطلوبة، وأن يمارس هذه الحركات مرة ومرات كثيرة يتحسن سلوكه أثناءه، وأخيرًا يسيطر عليها ويسبح بنفسه وحينئذ فقط نقول أنه تعلم السباحة.
وأيضًا تعلم الكتابة على الكمبيوتر لا يتم مرة واحدة، ولا يتم نتيجة مجرد سماع الشرح وحده من المعلم، وإنما لابد من أن ينشط المتعلم في سبيل تعلمه نشاطا حقيقيا وأن يقوم بكل الأعمال المطلوبة منه، فيقوم بنفسه ويمارس الكتابة على الكمبيوتر تحت إشراف المعلم ويمارس ذلك عدة مرات، وبطبيعة الحال سيكون متعثرا في أول الأمر ولكن لابد من أن يستمر ذلك الفرد في ممارسته وفي تدريباته وفي السعي وراء كل ما يفيد تعلمه، وكلما زادت مرات التدريب، وزاد نشاطه الهادف للتمكن من كل النواحي المتصلة بموضوع تعلمه، وزاد هذا التعلم، وعند الوصول إلى كتابة عدد معين من الكلمات في الدقيقة مثلا نقول أنه قد تعلم الكتابة على الكمبيوتر.

13. وبالمثل نجد أن تعلم حل التمارين الرياضية لن يتحقق إذا أملى المعلم على التلاميذ الخطوات التي يتبعونها في الحل، إذ سيقتصر التعلم الحادث في هذه الحالة على حفظ التلاميذ للخطوات التي شرحها المعلم وذلك إذا تيسر لهم حفظها، أما التعلم الحقيقي فيأتي نتيجة تفكير التلاميذ بأنفسهم في كيفية حل المسائل الرياضية، ونتيجة المحاولات التي يبذلها كل منهم في سبيل الوصول إلى حلها أي أن يمارسوا الموقف التعليمي بأنفسهم وهكذا يتضح لنا أن الممارسة تمثل شرطا ثانيا أساسياً من شروط التعلم.
وهناك شرط ثالث هام يجب أن يتوافر حتى تتحقق عملية التعلم بنجاح، فالفرد لا يبدأ من نفسه تعلم الموقف التعليمي المعين، وإنما لابد من وجود دافع يدفعه للقيام بالإعمال وأوجه النشاط التي يتطلبها تعلمه وحتى يحقق الغرض الذي يبغي الوصول إليه من هذا التعلم.

14. ويأخذ الدافع أشكالا متعددة يتضح بعضها من الأمثلة التي ذكرناها، ففي المثال الأول كان الدافع هو أن يمتع الطفل نفسه بالسباحة في الماء وأن يسبح كما يسبح الآخرون، وهذا ما دفعه لتعلم هذه المهارة، وفي المثال الثاني نجد أن رؤية التلميذ للمعلم وهو يكتب على الكمبيوتر ورغبته في أن يجرب الكتابة مثله هي التي دفعته إلى القيام بأوجه النشاط المختلفة التي أدت به في النهاية إلى الكتابة على الكمبيوتر. أو قد يكون الدافع هو وجود مشكلة تتحدى قدرات الفرد ويسعى للتغلب عليها كما في المثال الثالث.
ومن ثم فان الموقف التعليمي بما فيه المتعلم والمعلم يخضع لعديد من الشروط والعوامل التي تؤثر على عملية التعلم حيث أن عملية التعلم نفسها تخضع لمجموعة من الشروط والعوامل، بعضها يتعلق بالنواحي الداخلية للمتعلم، وبعضها الآخر يرتبط بالعوامل الخارجية التي تؤثر على المتعلم في الموقف التعلمي.

15. الدافعية الممارسة النضج
وفي مستوى التعلم الإنسانى تخضع عملية التعلم لعديد من الشروط التي تؤثر بشكل فعال على سلوك الفرد فى الموقف التعلمي، و أهم هذه الشروط التي تؤثر فى التعلم الإنسانى وغير الإنسانى أيضا ومن خلال الأمثلة الثلاثة السابقة والتى لا يمكن أن تتم عملية التعلم بدونها هى :
الدافعية
الممارسة
النضج
النضــــج : فلابد أن يصل المتعلم إلى مرحلة النضج اللازمة للقيام بأوجه النشاط التى يتطلبها تعلم الموضوع المعين .
الممارسة : لابد أن يمارس المتعلم نشاطا خاصا حتى يحقق هذا الغرض .
الدافعيــة : لابد من وجود دافع عند المتعلم يدفعه نحو موضوع التعلم ويهدف إلى التمكن من هذا الموضوع أو الوصول إلى حل بالنسبة له.

16. النضج الممارسة الدافعية
هى الشروط الأساسية الثلاثة التى يجب توافرها لكى تتم عملية التعلم، وسوف نتناول كلاً منها بالتوضيح فيما يلى :

17. أولا : النضج Maturation
التعلم ليس هو العملية الوحيدة التى يتغير السلوك بواسطتها ، إذ أن هناك عملية أخرى هامة تحدث تغيرات فى السلوك وهى النضج ، وهى عملية نمائية تحدث تغيرات فى السلوك نتيجة للنمو الجسمى.
النضج شرط ضروري لعملية التعلم، ويقصد بالنضج : التغيرات الداخلية في الكائن الحى التى ترجع إلى تكوينه الفسيولوجى والعضوى، وبخاصة الجهاز العصبى.
فالتغيرات التى ترجع إلى النضج هي تغيرات سابقة على الخبرة والتعلم، هى نتيجة التكوين الداخلى فى الفرد، ولا تلعب العوامل البيئية، أى الخارجية، دور العوامل البيئية على تدعيمها وتوجيهها.

18. فالنضج عملية نمو متتابع يتناول جميع نواحى الكائن الحى، وتبدو مظاهره فى جميع الكائنات الحية، فمثلا نلاحظ ذلك فى نمو الطفل فى الوزن وفى الطول حتى يصل تكوينه الجسمانى إلى مستوى معين يمكنه من القيام بوظائف جسمية معينة.
والواقع أن المسئول الأول عن النضج هو الجهاز العصبى للكائن الحى، الذي يبدو أثره في سلوك الفرد وقدرته على تمييز الأشياء وإدراكها والتصرف بالنسبة لها خلال مراحل نموه المتتالية ، وهناك مستويات معينة من النمو إذا وصلها الكائن الحى اعتبر ناضجا.
الطفل الذى لا يستطيع المشى بعد سنتين يعتبر غير ناضج من هذه الناحية الجسمية، وكذلك طفل العاشرة الذى يرفض الجلوس مع الزائرين ويخشاهم يعتبر تصرفه سلوكا اجتماعيا غير ناضج، والمراهق الذى يرفض صحبة الشباب من مثل سنه ويفضل الالتصاق بالأهل والاعتماد عليهم فى تصريف شؤون حياته يعتبر أيضا غير ناضج من هذه الناحية.

19. يقصد بالنضج : درجة نمو معينة فى بعض الأجهزة الداخلية فى الكائن الحى ، هذه الأجهزة تعتبر مسئولة عن نمط استجابى معين ، يحقق وظيفة معينة لدى الكائن الحى لا يستطيع أداء هذه الوظيفة إلا إذا وصل الجهاز الخاص بها إلى مستوى من النمو ... هذا المستوى هو الذى يطلق عليه النضج.
أنواع النضج
النضج الاجتماعى
النضج الانفعالى
النضج العقلى
النضج البيولوجى

20. النضج البيولوجى
يقصد بالنضج البيولوجى : أن يصل عضو ما أو نسيج ما أو غدة ما إلى درجة من النمو تؤهلها لأداء الوظيفة المطلوبة منها أو المهمة المراد أن تؤدى.
فمثلا لا يستطيع الطفل المشى إلا بعد أن تنمو عضلاته وتقوى رجلاه على حمل جسمه، ومن ثم فان النضج العضوى الجسمى شرط أساسى لعملية التعلم.
القشرة المخية هى الجزء المحيط بالمخ ويوجد تحتها ما يسمى بالأنوية تحت القشرية وهذه القشرة المخية مسئولة عن جميع العمليات الإرادية فى جسم الإنسان وعند ميلاد الطفل لا تكون هذه القشرة جاهزة التكوين وتبدأ فى التكوين وأداء وظيفتها تدريجيا مع النمو حيث يختص كل جزء منها بمهمة محددة.

21. حيث يوجد بالقشرة المخية أماكن محددة مسئولة عن التحكم فى السلوكيات المختلفة للفرد حيث توجد منطقة مسئولة عن سلوك المشى ، ومنطقة أخرى مسئولة عن التحكم فى سلوك الكلام إلخ
وعلميا : معروف أماكن هذه المناطق والسن المناسب لنمو كل جزء فيها حتى يؤدى المهام الموكلة إليه.
وبالتالى : فإن محاولة تعلم مهمة ما قبل نضج الجزء المسئول عنها يعتبر إضاعة للوقت ويسبب للمتعلم الكثير من المعاناة والفشل
كذلك فإن تأخير مهمة ما بعد نضج الجزء المسئول عنها يعتبر إهدارا وتعطيلا فى اكتساب مهام ومهارات تالية فى سلم التعلم.

22. النضج العقلى
هو أن يصل عقل الفرد إلى المستوى الذى يمكنه من أداء المهام المطلوبة .
ويقصد بالنضج العقلى : درجة النمو العامة فى الوظائف العقلية المختلفة المتعلقة بما يتعلمه الطفل.
حيث إن هناك علاقة قوية بين العمر الزمنى والقدرة على التعلم إذا كان النمو العقلى سائرا فى طريقه الطبيعى.
أى أن عملية التعلم مرتبطة بنمو الطفل العقلى.
لا يستطيع الطفل كتابة مقال أو حل مسألة حسابية إلا بعد مرحلة من النمو العقلى تؤهله إلى الوصول إلى مثل تلك العمليات العقلية.

23. النضج الانفعالى
يقصد بالنضج الانفعالى : أن تصل انفعالات الفرد (كالخوف والغضب والمحبة والكراهية والغيرة .... إلخ) إلى المستوى المناسب لعمر الفرد وتعليمه وثقافته فى بيئة معينة وثقافة خاصة
فالطفل فى عمر الثانية عندما يغضب ويصرخ إذا ما سحب أخاه لعبته منه لا يعتبر غير ناضج انفعاليا فى حين أن طالب الثانوى إذا سحب منه زميله كراسته أو كتابه فقام بالصراخ أو البكاء يعتبر غير ناضج.

24. النضج الاجتماعى
يقصد بالنضج الاجتماعى: أن تصل ممارسات الفرد الاجتماعية إلى المستوى المناسب لعمره وتعليمه وثقافته في بيئة معينة وفى ظل ثقافة مجتمعه.
أى تتوافق هذه الممارسات مع المعايير الاجتماعية بالنسبة للفرد ودوره الاجتماعى والتوقعات المنتظرة منه فى ضوء مركزه الاجتماعى.
إن التعلم والنضج عمليتان مسئوليتان عن نمو السلوك وترقيته، ولذلك فمن الصعب على المعلم أن يفرق تفريقاً دقيقاً بين ما يعزى من سلوك الفرد نتيجة التعلم وما يعزى إلى النضج، فنجد بعض أنماط من السلوك المعقد تكونت نتيجة لسنوات طويلة من النضج والخبرة مثل المشى والكتابة والقراءة.

25. عموما فإن النضج فى صوره المختلفة يعد شرطا أساسيا لعملية التعلم حتى تتم فى صورتها المنشودة حيث أن هناك علاقة قوية بين النضج والتعلم فكلاهما عبارة عن نمو وهما مظهران مختلفان للنمو فهما العمليتان المتكاملتان المسئولتان عن نمو السلوك وترقيته

26. التفرقة بين النضج والتعلم نظريا1
النضج هو عملية طبيعية متتابعة، تقدمية، تحدث حتى فى الحالات التي تكون فيها أعضاء الجسم فى حالة خمول تام، كالنوم مثلا.
أما التعلم فهو عبارة عن تغير في الأداء (نسبيا) يحدث نتيجة لنشاط يقوم به الكائن الحى.
أي أن النضج هو عملية نمو داخلى متتابع يتناول جميع نواحي الكائن الحى ويحدث بطريقة لا شعورية، بينما التعلم هو عملية إرادية فى الغالب وهو يعتمد أكثر من النضج على ظروف البيئة التي تؤثر فى الكائن الحى.

27. 2
يوجد النضج بمظاهره المختلفة عند جميع أفراد الجنس البشرى، كما أنه يظهر في نفس العمر وعلى نحو مماثل في الأطفال العاديين بالرغم من اختلافهم في الظروف التى ينشأون فيها ويتأثرون بها، بينما التعلم يؤدى إلى ظهور استجابات معينة من السلوك المكتسب لدى الفرد تميزه عن غيره أى تميز المتعلم من غير المتعلم والمجرب من عديم الخبرة.

28. 3
يعزى (يرجع) النضج إلى عوامل الوراثة، بينما يعزى التعلم إلى البيئة التى يعيش فيها الكائن الحى.
وبالرغم من أن هناك فروقا بين النضج والتعلم، إلا أن العلاقة بينهما قوية. فالتعلم يعتمد كثيرًا على النضج العضوى الجسمى العضلى والعقلى.
وهذا يفسر لنا أسباب الفشل الذى يتعرض له الكثير من صغار الأطفال الذين يجبرهم والداهم على تعلم أمر من الأمور، يحول بينهم وبين تعلمه نقص فى القدرة العقلية أو الحركية وغيرها .

29. ولذلك فان التعلم يعتمد اعتمادا كليا على النمو، بمعنى أن التعلم لا يتم دون أن يقابل ذلك تقدم فى عملية النمو، وهذا ما يدعونا إلى القول بأن :
التعلم والنمو عاملان متداخلان يؤثر كل منهما في الآخر. ذلك لان النمو وما يصحبه من نضج شرط أساسى من شروط التعلم.
النضج في كافة نواحيه العضوية والعقلية والانفعالية والاجتماعية من أسس وشروط التعلم الهامة لأنه :
يحدد إمكانيات سلوك الكائن الحى، ويحدد مدى ما يستطيع أن يقوم به من نشاط تعلمى وما يكتسبه من مهارة وخبرة فى مختلف المجالات المتعددة والتي تساعده على حسن التوافق معها.

30. شكرا Thank You Good Luck نصر محمود صبرى مع تحياتى دكتور
مدرس علم النفس التربوى بكلية التربية جامعة الزقازيق
Home page:
Good Luck