Download presentation
Presentation is loading. Please wait.
1
الفصل الثالث تعليم مهارات التفكير
2
الأهداف العامة: يرجى بعد دراسة الطالب لهذا الفصل أن يكون قادراً على:- أن يعرف الطالب أهمية تعليم مهارات التفكير . أن يدرك كيف يمكنه تنمية مهارات التفكير . أن يفهم أهمية التفكير فى النجاح الحياتى والدراسى. أن يدرك معوقات تعليم مهارات التفكير . أن يفرق بين تعليم التفكير والترتيب على مهارة التفكير .
3
تعليم التفكير: نتيجة للتطورات الهائلة والمتسارعة التى تتعرض لها المجتمعات العربية أسوة بالمجتمعات الغربية التي سبقتها في مجالات التطور دعت الحاجة إلى التركيز بطرق مختلفة كالمؤتمرات والندوات وورش العمل التدريبية على واحد أو أكثر من الموضوعات المتعلقة بالتفكير والإبداع والابتعاد عن التقليد والتلقين . ويمكن القول إن الانتقال من نموذج التعليم التقليدي إلى نموذج التعليم الإبداعي، أوـ تعليم التفكيرـ عملية صعبة و لكنها ممكنة إذا تم تضييق الفجوة بين المفاهيم النظرية والممارسات العملية على مستوى الصف والمدرسة بالدرجة الأولى . غير أن الأمر يحتاج إلى تطوير منظومة العلاقات الإدارية والفنية والإجرائية بين الأطراف ذات العلاقة بالعملية التعليمية والتربوية و لاسيما على مستوى المدرسة كوحدة تطوير أساسية
4
لماذا نتعلم مهارات التفكير؟
أولاً : التفكير ضرورة حيوية للإيمان واكتشاف نواميس الحياة . وقد دعا إلى ذلك القرآن الكريم ، فحث على النظر العقلي والتأمل والفحص وتقليب الأمر على وجهه لفهمه وإدراكه. ثانياً : التفكير لا ينمو تلقائيًا : وهذا يقودنا إلى التفريق بين نوعين من التفكير : 1 ـ التفكير اليومى المعتاد الذى يكتسبه الإنسان بصورة طبيعية ، وهو يشبه القدرة على المشى . 2 ـ التفكير الذى يتطلب تعليمًا منظمًا هادفًا ومرانًا مستمرًا حتى يمكن أن يبلغ أقصى مدى له ، وهذا النوع يشبه القدرة على تسلق الجبال ، أو رمي القرص وغيرها من المهارات التى تتطلب تفكيرًا مميزًا .
5
وعليه فإن الكفاءة في التفكير – بخلاف الاعتقاد الشائع – ليست مجرد قدرة طبيعية ترافق النمو الطبيعي للطفل بالضرورة ، فإن المعرفة بمحتوى المادة الدراسية أو الموضوع الدراسي ليست في حد ذاتها بديلاً عن المعرفة بعمليات التفكير والكفاءة فيه ، ومع أننا لا نشك في أن المعرفة في مجال ما تشكل قاعدة أساسية للتفكير في هذا المجال ، وأن أنجح الأشخاص في التفكير في موضوع ما هم أكثر الأشخاص دراية و معرفة به ولكن المعرفة وحدها لا تكفي ، ولا بد أن تقترن بمعرفة لعمليات التفكير ، وكفاية فيها حتى يكون التفكير في الموضوع حاذقاً ومنتجاً ، ومن الواضح أن التعليم الهادف يمكن أن يلعب دوراً فعالاً في تنمية عمليات ومهارات التفكير التي تمكن الأفراد من تطوير كفاءتهم التفكيرية.
6
ثالثا: التحديات التى تفرضها تكنولوجيا المعلومات.
رابعا: البحث عن مصادر المعرفة والمعلومات واختبارها واستخدامها فى معالجة المشكلات على أفضل وجه ممكن .
7
هل يمكن تعليم مهارات التفكير ؟
هناك اتفاق شبه تام بين الباحثين فى موضوع التفكير على أن تعليم مهارات التفكير وتهيئة الفرص المثيرة له أمران في غاية الأهمية ، وأن تعليم مهارات التفكير ينبغي أن يكون هدفاً رئيسياً لمؤسسات التربية والتعليم . ويذكر الباحثون في مجال التفكير أن مهاراته العليا يمكن أن تتحسن بالتدريب والمران والممارسة والتعليم ، وهى مهارة لا تختلف عن أى مهارة أخرى يمكن تعلمها .
8
2 ـ القول بعدم الحاجة لتعليم مهارات التفكير .
وليس هناك سند قوى للافتراض بأن مهارات التفكير سوف تنطلق بصورة آلية على أساس النضج أو التطور الطبيعى. ويشير أحد الباحثين إلى أن إهمال تعليم مهارات التفكير يعود إلى وجود افتراضين هما : 1 ـ أن مهارات التفكير لا يمكن تعليمها . 2 ـ القول بعدم الحاجة لتعليم مهارات التفكير . وهذان الافتراضان باطلان بالاستناد إلى الأدلة العلمية والعملية التي تراكمت عبر السنين ويجب التفريق بين تعليم التفكير ، وتعليم مهاراته
9
تعليم التفكير وتعليم مهارات التفكير
ويرى الباحثون وجوب التفريق بين تعليم التفكير ، وتعليم مهارات التفكير . فتعليم التفكير يعنى تزويد الطلبة بالفرص الملائمة لممارسته ، وحفزهم وإثارتهم عليه. أما تعليم مهارات التفكير فينصب بصورة هادفة ومباشرة على تعليم الطلاب كيف ولماذا ينفذون مهارات واستراتيجيات عمليات التفكير الواضحة المعالم، كالتطبيق و التحليل والاستنباط والاستقراء .
10
تعليم مهارات التفكير بين القول و الممارسة
يتفق الجميع على أن التعليم من أجل التفكير أو تعلم مهارته هدف مهم للتربية ، وعلى المدارس أن تفعل كل ما تستطيع من أجل توفير فرص التفكير لطلابها . ويعتبر كثير من المدرسين والتربويين أن مهمة تطوير قدرة الطالب على التفكير هدف تربوى يضعونه فى مقدمة أولوياتهم. إلا أن هذا الهدف غالباً ما يصطدم بالواقع عند التطبيق ، لأن النظام التربوى القائم لا يدعم تحقيق هذا الهدف.
11
إن مدارسنا نادرا ما تهيئ للطلبة فرصاً كي يقوموا بمهمات تعليمية نابعة من فضولهم أو مبنية على تساؤلات يثيرونها بأنفسهم ، ومع أن غالبية العاملين بالحقل التعليمي والتربوي على قناعة كافية بأهمية تنمية مهارات التفكير لدى الطلاب ، ويؤكدون على أن مهمة المدرسة ليست عملية حشو عقول الطلبة بالمعلومات ، بقدر ما يتطلب الأمر الحث على التفكير ، والإبداع ، إلا أنهم يتعايشون مع الممارسات السائدة في مدارسنا ، ولم يحاول واحد منهم كسر جدار المألوف أو الخروج عنه. ومن أمثلة السلوكيات السائدة والمألوفة في كثير من مدارسنا ويحرص عليها المعلمون جيلاً بعد جيل و لم يأخذوا بخطط التطوير التربوي الأتي :
12
سلوكيات تربوية تعرقل تعلم التفكير
1 ـ المعلم هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الصف . 2 ـ المعلم هو مركز الفعل ويحتكر معظم وقت الحصة والطلبة متلقون خاملون . 3 ـ نادراً ما يبتعد المعلم عن السبورة أو يتخلى عن الطباشير ، أو يستخدم تقنيات التعليم الحديثة . 4 ـ يعتمد المعلم على عدد محدود من الطلبة ليوجه إليهم الأسئلة الصفية . 5 ـ لا يعطي المعلم الطلبة وقتاً كافياً للتفكير قبل الإشارة إلى أحدهم بالإجابة على السؤال . 6 ـ المعلم مغرم بإصدار التعليقات المحبطة والأحكام الجائرة لمن يجيبون بطريقة تختلف عما يفكر فيه . 7 ـ معظم أسئلة المعلم من النوع الذى يتطلب مهارات تفكير متدنية .
13
إن تبني مؤسساتنا التربوية لأهداف تطوير قدرات الطلبة على التفكير يتطلب منها أن تطور آليات متنوعة لتقويم تحصيل الطلبة وذلك يتطلب منا تحولاً جزئياً في مفاهيمنا وفلسفتنا حول أساليب التقويم و هو أمر لا مفر منه لنجاح أي برنامج تربوي محوره تنمية التفكير لدى الطلاب .
14
تعليم مهارات التفكير كهدف تربوى
يعتقد التربية أنه "يمكن تنمية التفكير والتدريب عليه ، حيث تتوفر وسائل وبرامج عديدة لتفعيله وتنميتعلماء ه" لذلك أصبح من أهم أهداف التربية الحديثة تعليم التلاميذ كيف يفكرون وكيف يستدلون ، وكيف يواجهون مشكلات حياتهم ليحلوها ، لا فى المدرسة وحدها ، وإنما فى الواقع الحيوى خارج المدرسة لذلك تبنى مشروع إعداد المعايير القومية للتعليم فى مصر ضرورة أن تشمل المستويات المعيارية لطرق التعليم والتعلم أنشطة التعليم والتعلم ومهارات التفكير المختلفة ، وأن يوفر التقويم فرصًا لتنمية عمليات التفكير ومهاراته ، وأن توفر مصادر المعرفة والتكنولوجيا فرصًا لتنمية عمليات التفكير ومهاراتها ، وأن المستويات المعيارية للمتعلم تتضمن مجال : مهارات التفكير بحيث يستخدم المهارات العليا فى التفكير فى المواقف المختلفة .
15
لذلك يدعو التربويون إلى ضرورة تطبيق برامج مهارات التفكير ضمن مناهج المواد الدراسية، حتى يكتسب الطلاب الخبرة فى الجانب العملى لمهارات التفكير فى المنهج ، وأن يساعد الطلاب على أن يطوروا المهارات التفكيرية لديهم من خلال التدريب ، واستخدام مواد حقيقية ورمزية والتواصل مع الآخرين ، وكيف يكونوا أكثر دقة ، وتدريبهم على حل المشكلات ، وكيف يكونوا أكثر موضوعية وتقبل وجهات نظر الآخرين ، والمشاركة فى النشاطات الحرة ، والبحث عن الأدلة ، والنظر فى اختلاف وجهات النظر ، والتقييم ، والتصميم والحصول على التغذية الراجعة.
16
اتجاهات تعليم مهارات التفكير
اختلفت وجهات النظر بين العلماء والمفكرين حول الطريقة المناسبة لتعليم التفكير ونتج عن ذلك ظهور ثلاثة اتجاهات لتعليم مهارات التفكير هى: الاتجاه الأول : يرى أن تعليم مهارات التفكير يمكن أن يتم من خلال المواد الدراسية الأخرى. الاتجاه الثاني : يرى أن تعليم مهارات التفكير يمكن أن يتم كمنهج مستقل . الاتجاه الثالث : يرى أن تعليم مهارات التفكير يمكن أن يتم ضمن المواد الدراسية الأخرى ويعزز ببرامج مستقلة تدرس خارج المنهج أى أنه مزيج من الاتجاه الأول والثانى .
17
أما «حسن زيتون» فيؤكد على وجود اتجاهات ثلاثة فى تعليم مهارات التفكير وهذه الاتجاهات هى :
1. التعليم من أجل التفكير : أي تتم عملية تعليم مهارات التفكير بشكل ضمنى فى سياق تدريس محتوى المواد الدراسية . 2. الدمج فى تعليم التفكير : تتم عملية تعليم مهارات التفكير بشكل مباشر فى إطار محتوى المواد . 3. التعليم المباشر للتفكير: تتم عملية تعليم مهارات التفكير بشكل مباشر بعيدًا عن محتوى المواد.
18
تعليم التفكير وشخصية الطالب
تدريس التفكير هو أحد المجالات المهمة فى تكوين شخصية الطالب. إذ أن الهدف الأسمى للتربية هو بناء شخصية الطالب لك يصبح أكثر ملاءمة للقرن الحادى والعشرون. وعليه يمكن بناء الافتراضات التالية: التفكير وتطوره والعناية من حق الطالب. مهمة التربية توفير كل الإمكانات لزيادة فعالية تفكير الطالب. التفكير عملية ذهنية ومهارة، تحتاج إلى مدرس خبير. تنمية تفكير الطالب تحوله من عضو سلبى إلى إيجابى. الطالب كائن فريد، ومستقل، وله خصائص متميزة، وليس هناك رساله ذهنية واحدة تناسب كل طلاب الصف الواحد.
19
مما سبق نلاحظ أن : الاتجاهات التى يحملها المعلم تجاه الطالب تسهم بدرجة عالية فى تطوير تفكير الطالب، وتطور علاقة إيجابية فى التفاعل بينهم. وتسهم الاتجاهات الإيجابية تجاه التفاعل فى تحسن تكيف المعلم والطالب فى الصف، وبذلك تكون البيئة المدرسية بيئة ينطلق فيها الطالب نحو المجتمع مزودا بطرق تفكير سليمة.
20
نعيش اليوم عصر المعلومات الذى يتغير بسرعة فى معلوماته ونمط حياته لدرجة أن المواطنين أصبحوا بحاجة إلى اتخاذ قرارات حاسمة لمواجهة المشكلات التى تعترضهم فى حياتهم اليومية، سواء أكانت ذات طبيعة شخصية تتركز عادة على قضايا الأسرة، أو نتيجة للتغيرات فى الاقتصاد والسياسة والبيئة الطبيعية والاجتماعية. فهناك مشكلات كتلوث البيئة، واستنزاف الموارد الطبيعية، وسرعة النمو السكانى، والخصومات السياسية، هذه المشكلات كلها تحتاج إلى حلول من الأفراد بوصفهم أعضاء فى جماعات، وما لم يكن هؤلاء الأفراد مزودين بمهارات التفكير بطرق ابتكارية، لن يكونوا قادرين على حل المشكلات التى تعترضهم.
21
وتعتبر القدرة على التفكير من أكثر أهداف المدرسة العصرية إلحاحاً، وذلك نظرا للتفجير المعرفى الهائل الذى يشهده العصر الحالي ، ونظرا لازدياد المشكلات التى تبحث عن حلول لها، لذلك فقد أصبحت التربية الحديثة تهتم بتدريب المتعلمين على ممارسة مهارات حل المشكلات، ليصبحوا قادرين على التكيف مع متطلبات حياتهم الواقعية، وعلى التفكير الإبداعى البناء. غير أن التعليم فى معظم بلدان العالم، وعلى وجه الخصوص فى ما يسمى بالعالم الثالث، ما زال يركز على تلقين المعلومات، ويتجاهل أهمية توفير المناخ اللازم لجعل هذه المعلومات مفيدة. وهذا المناخ الصحى اللازم لتربية التفكير يتطلب:
22
متطلبات المناخ الصحى لتربية التفكير
توفير بيئة تعليمية جاذبة للمتعلمين. توفير مناهج ومواد دراسية تعتمد على الأنشطة الحافزة للتفكير، وملائمة لتدريس مهاراته، ولتحسين ميول وتوجهات المتعلمين نحو القيم والفضائل التربوية كالصدق والصبر والتسامح والتعاون والاحترام المتبادل وغيرها، وتوجيههم نحو التعلم الذاتى وحب الاستطلاع. توفير معلمين مؤهلين لممارسة أساليب التدريب على مهارات التفكير. توفير التقنيات الحديثة والوسائل المعينة المتطورة التى تساعد على تنفيذ الأنشطة المصاحبة. توفير نظام تقويم قادر على قياس التغير فى السلوك وفى طرائق التفكير. توفير استراتيجيات تلائم متطلبات تعليم التفكير.
23
ويذكر دي بونو ( De Bono ,1989 ) أن تعلم التفكير في المدارس ضرورة تربوية لا بد منها بقوله " إن إقرار تعليم التفكير وإدراجه في قائمة المواد الدراسية يعد ضرورة تربوية لا مفر من الأخذ بها إذا أردنا أن نبنى جيلاً مفكراً وننشئ مجتمعنا يتصف بالتماسك والوعي, ويلتزم الجدية في إنفاذ آرائها وأفكارها, وهذا نهج تربوي لا نراه مطبقاً في كثير من الأقطار في عصرنا الراهن ". من خلال ما سبق يتضح أن الاهتمام بتعليم مهارات موضوع دعا إليه الدين الإسلامي, وأكدته معظم الثقافات عبر التاريخ , إلا أن الحاجة إليه في القرن الحادي والعشرين أصبحت أكثر إلحاحاً وأهمية.
24
الحاجة لتعليم مهارات التفكير
برزت الحاجة لتعليم مهارات التفكير للمتعلمين لأنه: أ- يعدّ وسيلة الإنسان الصالح للتواصل مع الله الذي أبدع كل شيء خلقه، فتسمو روحه، وتتطور ممارساته، لذلك حث القرآن الكريم على التفكير والتبصر والتدبر في العشرات من الآيات البينات. ب- التفكير أداة صالحة لتحقيق الأهداف المتمثلة في جلب المنافع ودرء المفاسد، وذلك بتوظيف المعارف والمهارات والخبرات التي يملكها الفرد توظيفاً سليماً. ولا تستقيم حياة الإنسان بدون تفكير، لذلك يعد التفكير من حاجاته الرئيسة. وقد شبهه ميكلر (Meclure 1991)، بعملية التنفس التي لا حياة للكائن الحي بدونها.
25
جـ- التفكير السليم يمكّن الانسان من التكيّف مع الظروف المحيطة به، والتعامل مع المشكلات والصعوبات التي تواجهه، وذلك باستدعاء وتوظيف ما يملكه من معلومات ومهارات وخبرات، وكلما كانت الأدوات متطورة كلما كان مفعولها أقوى وأبقى. د- التفكير هو الضوء الساطع الذي ينير للإنسان طرق النجاح، وكلما كان أقدر على التفكير كلما كان نجاحه أعظم، لذلك فقد اهتمت التربية الجادة بتدريب عمليات التفكير وبصقل مهاراته؛ ليصبح المتعلم قادراً على توظيف المعلومات والمهارات التي يحصل عليها في تحقيق النجاح الذي يصبو إليه ويجعله قادراً على مواكبة التغيرات المتواصلة التي تحصل في ميادين الحياة.
26
هـ- وممارسة التفكير تشيع فى ثنايا الموقف الصفّى دفئًا، وتجعله أكثر حيوية، فيقبل المتعلمون عليه بحماس ليمارسوا الأنشطة، وليشاركوا فى النشاطات التربوية بإيجابية، فيتحسن أداؤهم، وتنمو قدرتهم على الاستفادة من الكتاب المدرسى، ويترتب على ذلك مخرجات تامة. لذلك كله فإن تعليم مهارات التفكير أصبح أمرا مهما وبناء، لذلك فقد أصبح شعار المدرسة في العصر الحديث هو: كيف نفكّر
27
أهمية تعليم مهارات التفكير
يشهــد العصر الحالى أحداثــا ومتغيـــرات متسارعة تجـــرى وسط تحــولات جذريـــة فى مجـــــالات الحيـــاة المختلفة ، تلك التغيرات تفرض علينا اعتبار العمليــة التعليميـــة عمليـــة لا يحدها زمان ولا مكان ، وتستمر مع الإنسان كحاجة ضرورية لتسهيل تكيفه مع المستجدات في بيئته . ومن هنا رفعت شعارات تعليم الطالب (كيف يتعلم) * (كيف يفكر) * (كيف يعيش) . واكتسبت تلك الشعارات أهمية خاصة لأنها تحمل مدلولات مستقبلية غاية في الأهمية .
28
ويسهل علي الإنسان في هذا العصر أن يحصل علي المعرفة بوسائل متعددة ومن مصادر مختلفة ، ولكن ليس من السهل عليه توظيف تلك المعرفة لتحقيق أهدافه دون تدريب وتفكير سليم ، إنه التفكير الذي وصفه ( دي بونو ) أحد أبرز علماء التفكير بأنه استخدام المعرفة لتحقيق هدف لا يمكن الوصول إليه مباشرة . وهو أيضاً (التفكير) كما عبر عنه المربي المعروف "جون ديوي" الأداة القادرة علي التغلب علي الصعوبات وقهرها ، فإذا استطاعت المؤسسات التعليمية أن تعلم التفكير لطلابها وتدربهم علي اكتساب مهاراته فإنه سيكون بمقدورهم التغلب علي المشكلات التي ستواجههم في مستقبل حياتهم .
29
ويعد التفكير من حاجات الإنسان الأساسية وله علاقة بالمجتمع حيث يتعين علي الإنسان أن يفكر ويتخذ قرارات سليمة تمكنه من التكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه ومن هنا يعتقد أن قرار تعليم التفكير يعد قراراً سياسياً فالمجتمعات المتقدمة تغرس في أبنائها صفة الثقة بالنفس والاعتماد عليها ، وتؤهلهم لاتخاذ قرارات سليمة وتمنحهم الفرصة الكافية للنظر فيها لذلك فإن حسن إدارة شؤون المجتمع تتطلب إعداد جيل من المفكرين الذين يحسنون تصريف أمور الأفراد علي أسس قوية من الوعي والفهم . وتبدو أهمية تعليم مهارات التفكير في النقاط الآتية :
30
أهمية تعليم مهارات التفكير في نقاط
1 - يجعل تعليم التفكير المواقف الصفية أكثر حيوية ومشاركة الطلاب فيها أكثر فاعلية وفهمهم لما تقدم إليهم أكثر عمقاً فتزداد ثقتهم بأنفسهم في مواجهة ظروف الحياة المتغيرة من حولهم 2 - يساعد الطلاب علي البحث عن المعلومات وتصنيفها واستخدامها في التعامل الواعي مع ظروف الحياة المتغيرة المحيطة بهم . 3 - يمكن الطلاب من اكتساب مهارات عديدة وتنمية اتجاهات مرغوبة وبالتالي معرفة ماذا يفعلون وكيف ولماذا .
31
أهمية تعليم مهارات التفكير في نقاط
4 - يساعد الطلاب علي ربط معلوماتهم بشكل أفضل ويمكنهم من رفع كفاءاتهم التفكيرية فى تصريف أمورهم على أسس قوية من الوعي والفهم . 5 - يساعد الطلاب علي ممارسة السلوك السوي حيث أن كثيرًا من أسباب الانحراف تعود إلى ممارسة السلوك دون تفكير سليم ، مما يؤثر على فرص نجاحهم الدراسى وعلى حياتهم اليومية . 6 - يؤدى فى النهاية إلي إعداد أجيال من المفكرين المبدعين القادرين على مواجهة تحديات المستقبل .
32
عناصر نجاح عملية تعليم مهارات التفكير
أساليب التقويم البيئة التعليمية الصفية المعلم المؤهل الفعال أولاً: المعلم المؤهل الفعال: وجود المعلم المؤهل والفعال يمثل أهم عناصر نجاح تعليم التفكير، ويجب على المعلم ان يتصف بمجوعة كبيرة من الصفات منها : · الإلمام بخصائص التفكير الفعال ومهارات التفكير المتنوعة . · استخدام تعبيرات وألفاظ مرتبطة بمهارات التفكير وعملياته . · تجنب استخدام الألفاظ التي تحد من عملية التفكير . · استخدام تعبيرات وألفاظ مشجعة مع الطلبة .
33
ثانياً: البيئة التعليمية الصفية:
حتى تأخذ المدرسة دورها الريادي والمهم في إيجاد البيئة التعليمية المدرسية الملائمة لإثارة التفكير لا بد من توفر ما يلي : · إيمان المعلم والمدير والمرشد والمشرف بأهمية دور المدرسة في تنمية التفكير . · أن تكون عملية التفكير هي المحور الهام في تنفيذ المنهج الدراسي . · ضرورة ممارسة الطلبة لعمليات التفكير بحرية تامة في مناخ تربوي سليم · توفير المصادر التعليمية المختلفة . ثالثاً: أساليب التقويم: ونعني به ضرورة قياس ما تعلمه الطلبة، ويجب أن ل تقتصر أساليب التقويم على الاختبارات بأنواعها المختلفة ، ولا بد من استخدام تقنيات تقويمية أخرى.
34
تنمية مهارات التفكير فى المدارس
ومن أجل تنمية مهارات التفكير فى المدارس اتباع ما يلى:- 1 . يمكن تسخير الجدل والنقاش الصفي والدفاع عن وجهات النظر لتعليم الطلاب مهارات التفكير خلال المواد الدراسية وخاصة التي تحتمل الرأي والرأي الأخر كالتاريخ والتربية الوطنية والصحة والبيئة. 2 . الاهتمام بإتقان الطالب للمادة العلمية بغض النظر عن منافسة زملائه الآخرين، وتنمية روح التعاون بين الطلاب. 3 . توجيه الأسئلة ذات المستويات العليا وإتاحة فترة زمنية أطول لسماع الإجابة.
35
4 . التفكير في طريقة تفكيرنا والتخطيط لها وتنظيمها أو ما يعرف الإدراك فوق المعرفي metacognition وتعديل أهدافنا التعليمية و مناهجنا بناء على ذلك. 5 . تقليل محتوى المادة الدراسية والبعد عن التفاصيل المملة وبث روح الاستمتاع، وإثراء الكتاب المدرسي بأنشطة واقعية. 6 . توفير المناخ التعليمي الملائم للتفكير الناقد والإبداع في المدرسة، بتنمية روح التسامح والاعتدال والحكم المنطقي وتشجيع البحث والاستطلاع والتعلم المستمر، وتوفير الإمكانيات المادية اللازمة لذلك.
36
معوقات تعليم مهارات التفكير
من أهم معوقات تعليم مهارات التفكير ما يلي : 1 . الاعتقاد السائد بأن المعلم هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الغرفة الصفية 2 . الاعتقاد بأن الكتاب المدرسي المقرر هو المرجع الوحيد للطالب والمعلم معا . 3 . الاعتماد الدائم على السبورة في أغلب الأحيان لتوضيح جوانب الدرس المختلفة 4 . عدم تقبل المعلم لوجهات نظر الطلبة المختلفة . 5 . تركيز المعلم على الأسئلة التي تقيس مهارات التفكير الدنيا . 6 . عدم فهم المعلم للسؤال الذكى أو الموضوع الجديد الذي يطرحه الطلبة . 7 . تجنب المعلم لطرح القضايا التى تثير التفكير في الغرفة الصفية.
37
متطلبات تعليم مهارات التفكير
أولاً : المعلم الأهداف التعليمية ثانياً : البيئة المدرسية مصادر التعليم والتعلم جماعات النشاط العلاقات المدرسية أساليب التقييم
38
متطلبات تعليم مهارات التفكير
لا جدال في أن نجاح تعليم مهارات التفكير يتوقف علي مدي توفر مجموعة من المتطلبات ، أهمها ما يلى : أولاً : المعلم يتفق المربون على أن المعلم هو المفتاح الرئيس لنجاح العملية التعليمية بأكملها ، فهو الذى يوفر المناخ الذي يقوى ثقة المتعلم بنفسه أو يدمرها ويقوي روح الإبداع فيه أو يقتله ، يثير التفكير الناقد أو يحبطه ، ويفتح المجال للتحصيل الدراسي أو يغلقه .
39
ولقد كان السؤال حول أهمية المعلم مثار اهتمام ودراسة دائما في مختلف بلاد العالم ، حيث عقدت مؤتمرات وندوات علمية وقدمت أوراق بحثية ورسائل جامعية حول المعلم وصفاته وأهميته وبرامج إعداده وتأهيله وتدريبه وأدواره المتجددة ، وما يهمنا في هذه الورقة يقتصر على دور المعلم فى تعليم التفكير. وقد أجريت دراسة مسحية في مجال تعليم الموهوبين وتبين من نتائجها "أن المعلم يحتل المركز الأول من حيث الأهمية بين خمسة عشر عاملاً أساسياً ذكرت من قبل الخبراء العاملين في مجال تعليم التفكير "
40
دور المعلم في تعليم التفكير
ويبدأ دور المعلم فى تعليم التفكير بـ : الاستماع إلي طلابه والتعرف علي أفكارهم، وتشجيعهم علي المناقشة والتعبير عن آرائهم ، ومناقشة وجهات نظرهم مع زملائهم مع القيام بدور نشط فى الموقف التعليمى ، وفى كل ذلك يحرص المعلم على منح وقت كاف طالب للتفكير والتأمل فى حل المشكلات. وعلي المعلم أن يعمل على تنمية ثقة الطلاب بأنفسهم ، وعلي اختيار أنشطة تفكيرية تنسجم مع مستوي قدراتهم ، وألا يتردد في الاعتراف بأى خطأ يرتكبه أو التصريح بأنه لا يملك إجابة فورية لسؤال ما ، فى الوقت الذى لا يتوانى فيه عن التنويه بقيمة الأفكار التى يطرحها الطلاب .
41
ويشير المختصون إلي مجموعة من الممارسات التى ينبغى أن يحرص عليها المعلمون ليوفروا لطلابهم بيئة صفية تساعد على التفكير وهذه الممارسات هي : 1- أن يطرح المعلم أسئلة محددة تقود إلي إجابات واضحة . 2- أن يستخدم ألفاظاً محددة في أي تواصل مكتوب أو منطوق مع طلابه 3- أن يحرص علي توجيه طلابه والتعقيب علي إجاباتهم عندما يستخدمون ألفاظاً غير دقيقة أو محددة . 4- أن يستخدم عبارات مرتبطة بمهارات التفكير وعملياته كأن يطرح أسئلة تقود إلى المناقشة وحل المشكلات واتخاذ القرارات .
42
5- أن يتجنب استخدام ألفاظ النقد والتجريح في ردوده علي الإجابات الخاطئة أو الناقصة .
6- أن يحترم مبادرات المتعلم ويقدر أفكاره ويستخدم أساليب التعزيز المناسبة وبخاصة مع المترددين أو الخجولين أو متدني الدافعية وذلك بهدف تنمية مستوي الدافعية وذلك بهدف تنمية مستوي الدافعية للتعلم . 7- أن يهيئ فرصاً عديدة للطلاب لكي يفكروا بصوت عال لشرح أفكارهم وحل مشكلاتهم . 8- أن يتجنب السلوكيات المعيقة للتفكير أو التي تحول دون مزيد من التعمق في المعالجة المعرفية للمهمات المطروحة علي الطلاب .
43
9- أن يحسن الظن بالمتعلم ويتوقع منه أن يتفوق مما يشكل حافزاً له علي العمل.
10- أن يمنح الطلاب حرية كاملة لاختيار النشاط الذي يفضلون ممارسته . 11- أن يصغي باهتمام إلي أفكار الطلاب وإجاباتهم وتعليقاتهم ويعززها بالألفاظ الملائمة ، ولا يسمح بمقاطعة المتحدث ، وإنما يعطي لكل فرد حقه في التعبير عن رأيه بحرية . 12- ألا يتردد في الإفصاح عن عدم معرفته الإجابة عن سؤال أمام طلابه . 13- أن يعطي المتعلم فترة زمنية كافية للتفكير قبل مطالبته بالإجابة عن سؤال بهدف توفير بيئة ملائمة للتفكير التأملي .
44
إلى هنا ونكمل المحاضرة القادمة بإذن الله
Similar presentations
© 2024 SlidePlayer.com. Inc.
All rights reserved.