1. الفصل السابع
النظريات المعرفية
Theories Cognitive
نموذج أوزوبل

2. النظريات المعرفية
Cognitive theories
كان ظهور الكمبيوتر بعد الحرب العالمية الثانية، والذي كان بمثابة القوة الدافعة لظهور المنظور المعرفي، حيث جسد العمليات العقلية التي تحدث في المخ البشري أثناء معالجة المعلومات. والنظر إلى تعامل الفرد مع المعلومات على غرار ما يحدث في أجهزة الكمبيوتر. فقد أصبح المثير Stimulus هو المدخل input والاستجابة response هي المخرج output وما يحدث بينهما هو عملية معالجة المعلومات information processing.

3. ويرى المعرفيون إن السلوك عبارة عن نمط معين له دلائل ومؤشرات معينة، فإذا ظهرت هذه الدلائل وجب إصدار السلوك ويظهر بوضوح عندما نأخذ الطيار الذي يتعلم قيادة الطائرة كمثال فهو متدرب على نمط سلوكي وراءه فكر عقلي، فأثناء تدريب الطيار تلتقط بنيته المعرفية هذا الموقف فالمتعلم قد يكون سلبيا في مرحلة التدريب ولكنه عندما يجلس على مقعد الطائرة فإن نتاج العمليات خاضع له والقرار نابع منه فهو يتحكم في الموقف التعليمي.

4. التعلم بالاكتشاف
يعرف الاكتشاف بأنه جميع أشكال المعرفة التى يكتسبها الفرد بنفسه وباستخدام قدراته العقلية الخاصة.
ويقصد بالتعلم بالاكتشاف أيضا تدريس المبادئ والقواعد وحل المشكلات بأقل توجيه ممكن من المعلم وأقصى جهد ممكن من جانب التلميذ حتى يتعلم عن طريق الاستكشاف بنفسه، مستخدما فى ذلك أساليب الاستبصار والمحاولة والخطأ وبذلك فهو يشبه نمط التعلم الجشطلتى.
طبقا لذلك تعلم الفرد مبدأ معين ليس معناه حشو ذهنه بالنتائج ، بل معناه تعلمه المشاركة فى عملية بناء المعرفة. ويشارك بفاعلية فى الحصول على المعرفة، فالمعرفة عملية وليست نتاجًــا.

5. خصائص التعلم بالاكتشاف
1- إيجابية المتعلم : يؤدى التعلم بالاكتشاف إلى أن يكون للمتعلم دور نشط وإيجابى ومشارك في عملية التعلم، كما أنه يزيد من استمتاع المتعلم بما يتعلم، وهذا من شأنه يساعد على تنمية الجوانب الانفعالية الأخرى للمتعلم .
2- تنمية المرونة الذهنية للمتعلم : يساعد التعلم بالاكتشاف المتعلم في تكوين تعميمات ومبادئ وعلاقات جديدة، كما يساعد على تنمية المرونة الذهنية للمتعلم .

6. 3 - بقاء التعلم : حيث تبقى نواتج التعلم بالاكتشاف داخل البناء المعرفي للمتعلم لمدة أطول من نواتج التعلم القائمة على الطرق التقليدية الأخرى قبل العرض.

7. مميزات التعلم بالاكتشاف
1 ـ يساعد الاكتشاف على انتقال أثر التعلم والتدريب بالنسبة للمتعلم.
2 ـ تؤدى طريقة الاكتشاف إلى زيادة الكفاءة العقلية للمتعلم، أي زيادة الفاعلية الذهنية للمتعلم ومساعدته على طريقة حل المشكلات.
3 ـ تؤكد طريقة الاكتشاف على استمرارية التعلم الذاتي، ودافعية التلميذ نحو التعلم، مما يعنى أن العملية التعليمية لا تنتهي داخل المدرسة إنما يمكن أن تمتد خارج المدرسة أيضا.

8. 4 ـ تمتاز طريقة الاكتشاف عن غيرها بأنها تزيد من ثقة المتعلم واعتماده على نفسه وشعوره بالإنجاز مما يزيد من طموحه وتطوير مواهبه.
5 ـ تنمى هذه الطريقة لدي التلاميذ مهارات الاستقصاء والاستكشاف والاستفسار العلمي.
6 ـ يتعلم التلميذ فيها الأساليب الخاصة بجمع المعلومات وتنظيمها، ومن ثم استخدامها في حل المشكلات التي تواجهه في الحياة.

9. 7 ـ تنمى مفهوم الذات، وتزيد من مستوى التوقعات لدى الطالب من حيث مدى قدرته على تحقيق المهمات العلمية المكلف بها.
8 ـ يساعد الاكتشاف على حفظ المعلومات في الذاكرة وتخزينها بطريقة يسهل استرجاعها.

10. الفرق بين النموذج والنظرية
النموذج : عبارة عن تصور نظرى له افتراضات ولم يخضع بعد للتجريب
النظرية : عبارة عن نموذج تجريبى يختبر ميدانيا ثم وصل إلى النظرية . لذلك فالنظرية أعم وأشمل من النموذج.
والنظرية لها أربع (4) أركان :
1 ـ افتراضات وأسس تستند عليها
2 ـ تجارب وإجراءات تجريبية يقوم بها الباحث
3 ـ استنتاج قوانين وقواعد
4 ـ تعميم القوانين

11. أما النموذج فإن له ركنين أساسيين وهما :
الركن الأول : (الافتراضات)
والركن الثالث : (قوانين)
لكن الركن الثانى وهو (التجارب) قد يوجد وقد لا يوجد
وأيضا الركن الرابع وهو (التعميم) فهو غير موجود
فالنموذج يمكن اعتباره مشروع نظرية فهو افتراضات وأسس لم يثبت صدقها بعد.

12. التعلم والتعليم والتدريس
التعلم Learning : نشاط يقوم به الفرد لاكتساب سلوك أو فكرة أو انفعال أو حركة ما ، فهو بذلك نشاط من جانب المتعلم.
التعليم Teaching : هو المهمة الملقاة على عاتق فرد أو موقف أو جماعة لمساعدة المتعلم على تحقيق هده.
التعليم قد يكون رسمى أو غير رسمى ، الرسمى هو الذى يلتحق فيه الفرد بمعلم أو هيئة، أما غير الرسمى يكتسب الفرد المعرفة من مواقف الحياة المختلفة ويطلق على التعليم الرسمى التعليم المقصود بينما يسمى التعليم غير الرسمى بالتعليم غير المقصود
التدريس Instruction : هو حالة خاصة من حالات التعليم فهو نشاط تعليمى مقصود لذاته تقوم به أجهزة ومؤسسات تهدف من ورائه اكتساب المتعلم معلومات ومهارات معينة

13. نموذج أوزوبل

14. يعد أوزوبل Ausubel من علماء النفس الذين اهتموا بتطبيق مبادئ علم النفس المعرفى ونتائج بحوث التعلم فى صياغة نظرية فى التعلم.
ولقد انتقد بشدة المبادئ التى بنيت عليها المدرسة السلوكية، ونادى بتطبيق المبادئ المستخدمة من دراسات التعلم اللفظى ذى المعنى والقائمة على افتراض هام وهو أن "العامل الذي يكون له أكبر الأثر في التعلم هو كم ووضوح ونوع وتنظيم المعرفة التي تقدم للمتعلم"
والفكرة الرئيسية في نموذجه هى مفهوم التعلم اللفظى ذا المعنى والذى يتحقق عندما ترتبط المعلومات الجديدة بوعى وإدراك من المتعلم بالمعرفة والمفاهيم الموجودة لديه قبل ذلك .

15. وقد قدم ”أوزوبل“ نموذجا للتعليم وظهرت بدايات هذا النموذج فى مجموعة مقالات علمية نشرها عام 1960 ثم أصدر كتابا عام 1963 بعنوان سيكولوجية التعلم اللفظى ذو المعنى ، وفى عام 1969 نشر تلميذه ”روبنسون“ كتاب يصف النموذج بعنوان التعلم المدرسى.
ويعتمد هذا النموذج على افتراض أساسى وهو ما يسمى بالبنية المعرفية.
والبنية المعرفية هى : إطار يتضمن مجموعة منظمة من الحقائق والمفاهيم والتعميمات والقوانين والنظريات التى تعلمها الفرد ويستطيع تذكرها.
ويفترض ”أوزوبل“ أن هذا التنظيم (البنية المعرفية) له طبيعة هرمية متدرجة يوجد فى قمته الأفكار العامة وفى قاعدة الهرم الأفكار الأقل عمومية أو الأكثر خصوصية.
ومن هنا يرى أن المادة تنظم عادة من القمة إلى القاعدة أى من الأكثر شمولا أو عمومية إلى الأكثر تخصيصا وبذلك فإن التدريس يجب أن يقدم من العموميات إلى الخصوصيات.

16. حقائق (أكثر خصوصية أو أقل عمومية)
نظرية
قوانين
مبادئ وتعميمات
مفاهيم
حقائق (أكثر خصوصية أو أقل عمومية)
يوجد فى القمة المفاهيم الأكثر عمومية (نظرية ـ مفهوم عام .. مجموعة القوانين تكون نظرية ـ مجموعة المبادئ تكون قانون وهكذا.

17. وضع (ديفيد أوزوبل) نظريته التى تبحث فى التعلم اللفظي القائم على المعنى ، وكانت الفكرة الرئيسة فى نظريته هى التعلم القائم على المعنى، والذى يتحقق عندما ترتبط المعلومات الجديدة بوعى وإدراك من المتعلم بالمفاهيم والمعرفة الموجودة قبلاً.
وتعتمد هذه النظرية فى التعلم على أن للفرد تركيب عقلى من نوع ما للخبرات التعليمية، وعندما يمر بخبرة جديدة فإن ذلك يساعد على دخول معلومات جديدة إلى التركيب سالف الذكر ونتيجة ذلك فإن هذا التركيب يُعاد تشكيله من جديد من خلال دمج المعلومات الجديدة لتصبح جزءًا لا يتجزأ منه.
وهكذا يكون التعلم سلسلة من إعادة التركيب العقلى ، يتغير مع كل تعلم جديد.

18. ويعد ”أوزوبل“ من أصحاب المدرسة المعرفية بناءً على ما تحمله نظريته من تركيز على الجانب المعرفى للمتعلم.
لذلك يعد من أصحاب المدرسة المعرفية. فديفيد أوزوبل يعتبر أن العامل الأكثر أهمية فى التأثير على المتعلم هو مدى وضوح ومدى تنظيم المعرفة الحاضرة لدى المتعلم والتى تكون حاضرة عنده فى حينها.
والمعرفة عند أوزوبل هى : الإطار الذى يتألف من الحقائق والمفاهيم والمعلومات والتعميمات والنظريات والقضايا التي تعلمها الفرد ويمكن استدعائها واستخدامها فى موقف التعلم المناسب وهى ما تسمى بالبنية المعرفية.

19. و تتكون المعرفة عند أوزوبل عبر مجموعة من الأنشطة التى يجب أن يقوم بها المتعلم وهى :
1 ـ ربط الأفكار الجديدة بالمعلومات المعروفة سلفاً.
2 ـ تخزين هذه المعلومات والاحتفاظ بها.
3 ـ تطبيق المعلومات الجديدة في مواقف الحياة المختلفة.
ولذلك يرى أوزوبل أن الصعوبة التى يواجهها الطلاب فى أى مادة دراسية هى بسبب عدم تأكد المعلم من الخلفية المعرفية لطلابه مما يسبب لهم شيئاً من الإحباط والتثبيط والاضطراب فى المعرفة التى اكتسبوها سابقاً

20. وذلك بناءً على مبدأ أوزوبل الموحد للتعلم وهو "أنني إذا أردت أن اختصر كل علم النفس المعرفي في مبدأ واحد فسأقول ”إن أعظم عامل مؤثر فى التعلم هو ما يعرفه المتعلم بالفعل".
ويرتكز هذا النموذج على الفكرة القائلة "بأن التعلم يصبح سهلاً إذا ما وجد المتعلم معنى في المعلومات الجديدة".

21. وبذلك يؤكد أوزوبل على أهمية العرض المنظم للمعرفة عندما يراد تقديمها للمتعلم، وأن ذلك لابد وأن يقدم بالتتابع المنظم الدقيق للخبرات المتعلمة بحيث ترتبط الوحدة المراد تعلمها ارتباطا واضحا بالوحدات التى سبقتها وبالوحدات التى سيتم تعليمها مستقبلا، وهذا الاتصال يجعل المادة الجديدة ذات معنى ويبتعد بها عن الحفظ والصم، ويدعم ما أسماه "بالبنية المعرفية".

22. التعلم ذو المعنى (المعنوى)
هو إدماج مواد ذات معنى فى البنية المعرفية للفرد، فالمواد غير المألوفة لا معنى لها لأنه لا يوجد ما يشبهها فى البنية المعرفية.
أما المواد المألوفة تكون ذات معنى لوجود ما يشبهها فى البنية المعرفية أو ترتبط بها
مثال : إذا قاد شخص سيارة فى طريق غير مألوف له فيصادف منحنيات جديدة ، إلا أنه قد يكون لديه فكرة سابقة عن هذه المنحنيات وعرفها من قبل وبالتالى مدمجة فى بنائه المعرفى فسيكون من السهل تعلم هذه المنحنيات بسرعة لأنها ذات معنى بالنسبة له، أما إذا صادف منحنيات مختلفة مثل منحنى يضيق ويرتفع فى نفس الوقت مثل شخص يعيش فى بيئة مستوية وينتقل فجأة إلى بيئة جبلية فسوف يكتسب معنى بالنسبة له أيضا ولكن بطريقة مختلفة.

23. البنية المعرفية Cognitive Structure
البنية المعرفية فى ضوء نظرية أوزوبل تتألف من جميع الحقائق Facts والمفاهيم Concepts والنظريات Theories والمعطيات الإدراكية الخام المنظمة بدرجة أو بأخرى فى وعى المتعلم.
ويفترض أوزوبل أن هذا التنظيم له طبيعة هرمية متدرجة، لذلك فإن أغلب الأفكار العامة والمفاهيم تكون فى قمة الهرم، ويمكن أن يكون هناك عدة مستويات فى هذا الهرم.
ويتوقف هذا على عدد الظواهر التى تتواجد في البناء المعرفى في شكل متدرج يبدأ من العام إلى الخاص. ويهتم أوزوبل في نموذجه بكيفية تكوين البنى المعرفية للمتعلمين والتى تفيدهم فى التغلب على مشاكل الحياة الواقعية، وذلك لاعتقاده بأن التعلم الفعال والاستبقاء الوظيفى للأفكار والمعلومات يعتمد على كفاية البنية المعرفية.

24. أنماط التعلم عند أوزوبل
تحتوى العديد من كتابات ”أوزوبل“ على مناقشة التعلم بالاستقبال أو التلقى فى مقابل التعلم بالاكتشاف، والتعلم ذى المعنى في مقابل التعلم بالاستظهار أو الحفظ. وتم التوصل إلى أنماط التعلم بناء على البعدين التاليين:
البعد الأول : يرتبط بأسلوبين من أساليب تعلم الفرد المعرفى وله نمطان:
( 2 ) أسلوب التعلم بالاكتشاف
( 1 ) أسلوب التعلم بالاستقبال
البعد الثانى: يرتبط بأسلوبين يستطيع المتعلم بواسطتها أن يدخل معلومات جديدة إلى بنائه المعرفى وهما :
( 2 ) التعلم القائم على الحفظ أو الاستظهار
( 1 ) التعلم القائم على المعنى

25. أنماط التعلم التعلم بالاكتشاف التعلم بالاستقبال
ويذكر ”أوزوبل“ أن كلا من البعدين مستقل عن الآخر إلى حد ما وبالتالى يصبح لدينا أربعة أنماط من التعلم :
أنماط التعلم
التعلم بالاكتشاف
التعلم بالاستقبال
القائم على المعنى
القائم على الحفظ
القائم على المعنى
القائم على الحفظ
ومن ثم فإن هناك أربعة أنماط للتعلم عند أوزوبل وهى :

26. أنماط التعلم عند أوزوبل
1 ـ التعلم بالاستقبال القائم على الحفظ
2 ـ التعلم بالاستقبال القائم على المعنى
3 ـ التعلم بالاكتشاف القائم على الحفظ
4 ـ التعلم بالاكتشاف القائم على المعنى
وقد قام أوزوبل بتفسير وتوضيح أنماط التعلم بالاستقبال القائم على المعنى فقط ، بينما قام ”برونر“ بتفسير أنماط التعلم بالاكتشاف

27. 1 ـ التعلم بالاستقبال القائم على الحفظ : ويشير إلى عملية تقديم المعلومات للمتعلم بصيغتها النهائية، وبأي أسلوب كان، فيقوم بحفظها عن ظهر قلب، دون ربطها أو دمجها في بنيته المعرفية.
2 ـ التعلم بالاستقبال القائم على المعنى : ويشير إلى عملية تقديم المعلومات للمتعلم بصيغتها النهائية، وبأى أسلوب كان، فيقوم بربط وإدماج هذه المعلومات والمعارف بالمعلومات الموجودة لديه فى البناء المعرفى.

28. 3 ـ التعلم بالاكتشاف القائم على الحفظ : فى هذا النمط يصل المتعلم إلى أسلوب حل المشكلة وإلى المعلومات التي يستخدمها في الحل بشكل مستقل عما يعرض عليه، ومن ثم قيامه بحفظها عن ظهر قلب دون ربطها أو دمجها فى بنيته المعرفية.
4 ـ التعلم بالاكتشاف القائم على المعنى : وفيها يصل المتعلم إلى حل المشكلة أو إلى المعلومات التى يصل إليها بشكل مستقل مما يقدم إليه من معارف ومعلومات، ولكن يربطها أو يدمجها على المعلومات والمعارف الأخرى التى تكون لديه فى بناءه المعرفى.

29. التطبيقات التربوية لنموذج أوروبل
ركز أوزوبل فى نموذجه التعليمى على ثلاثة أمور مهمة وهى :
1 ـ طرق تنظيم المعرفة والمادة الدراسية (المحتوى الدراسى).
2 ـ أساليب العقل في معالجة المعلومات الجديدة (عملية التعلم).
3 ـ أساليب تقديم المادة الجديدة للمتعلمين (طريقة التدريس).

30. لقد أحبط المعلمون عندما زودهم التربويون بتفسيرات حول أساليب حدوث التعلم ولم تزودهم بأساليب تعليم الخبرات، وتنظيم المنهاج
ولذلك فقد جاءت نظرية التعلم اللفظي ذو المعنى بما تتضمنه من نموذج تطبيقي هو نموذج المنظم المتقدم، لتقدم أساليب واضحة للمعلمين لاختيار المعلومات الجديدة وتنظيمها وتقديمها وعرضها.
فمن حيث تنظيم المعرفة والمادة الدراسية يقترح أوزوبل مبدأين أساسيين هما:
مبدأ التمايز التدريجى progressive differentiation
مبدأ التوفيق التكاملى Integrative reconciliation

31. مبدأ التمايز التدريجى progressive differentiation يشير إلى عملية تحليل الأفكار الرئيسية إلى الأفكار الأقل فالأقل ويكون بإظهار الفروق والتمييز بين الأفكار والبدء بتقديم أكثر المفاهيم عمومية وتجريدا، والانتقال تدريجيا إلى الحقائق والتفصيلات المحددة.
مبدأ التوفيق التكاملى Integrative reconciliation ويقصد بها عملية تحديد التشابهات بين الأفكار والمفاهيم المتعلمة بعد أن أظهرت مرحلة التمايز التدريجي الاختلافات بينهم مما يؤدي إلى فهم العلاقة بين الأفكار والمفاهيم المتنوعة وضرورة ربط الأفكار الجديدة بمضمون التعلم السابق على نحو شعوري وغير عشوائي، أي يجب أن يكون المحتوى منظما بطريقة تسلسلية.

32. Advanced organizer model
نموذج المنظم المتقدم
Advanced organizer model

33. ويعني أوزوبل بالمنظم المتقدم هو:
فيما يتعلق بتقديم المادة الجديدة للمتعلمين. فلقد اقترح أوزوبل ما يسمى بالمنظمات المتقدمة
ويعني أوزوبل بالمنظم المتقدم هو:
ما يزود به المعلم طلابه من مقدمة أو مادة تمهيدية مختصرة، تقدم فى بداية الموقف التعليمى، حول بنية الموضوع والمعلومات المراد معالجتها بهدف تعلم المفاهيم المتصلة بالموضوع، من خلال ربط المسافة وردمها بين ما يعرف المتعلم من قبل، ويحتاج معرفته.
وأيضاً قيل بأن أوزوبل قصد بالمنظمات المتقدمة هي : ما يقدم للطلبة من مواد ممهدة مختصرة في بداية الموقف التعليمى عن بناء الموضوع المواد الدراسية التي يراد معالجتها بهدف تسهيل تعلم المفاهيم والأفكار والقضايا المرتبطة بالموضوع.

34. الأسس السيكولوجية للمنظم المتقدم
هناك عدد من الأسس النفسية يفترضها أوزوبل في تحديده لاستخدام المنظم المقدم:
1 ـ يكون ذهن المتعلم نشطا عادة في موقف التعلم. حيث يقوم بتخزين المعلومات بطريقة هرمية مسلسلة من العام إلى الخاص المحدد.
2 ـ حتى يتسنى للمتعلم معالجة المعلومات ذهنيا فإنه لابد من أن تقدم له المعلومات بطريقة مناسبة.
3 ـ يتضمن المنظم المتقدم تقديم المعلومات ملخصه ومجردة وشاملة في بداية الموقف التعليمي.

35. 4 ـ المنظم المتقدم الأكثر فاعلية هو الذي يستخدم مفاهيم ومصطلحات وقضايا مألوفة لدى المتعلم. ويتضمن توضيحات وتشبيهات مناسبة.
5 ـ يتضمن المنظم المقدم معلومات مهمة يحتاج إليها المتعلم، يمكن أن تتضمن جملا خبرية تصف علاقة بين مفهومين أو أكثر

36. تقديم المفاهيم وتوضيحها
أنواع المنظم المتقدم
مقارن
شارح
خريطة المفاهيم
التعميمات والمبادئ
تقديم المفاهيم وتوضيحها

37. أ – المنظم الشارح Expository organizer
يستخدم هذا النوع من المنظمات المتقدمة عندما تكون المادة الجديدة المراد تقديمها مألوفة بالنسبة للمتعلم وتشتمل على المزيد من التفاصيل والأفكار التوضيحية ويتضمن هذا المنظم ما يلي:
1 – تقديم المفاهيم وتوضيحها: ويتم في هذه الحالة تقديم المفاهيم بصورة واحدة تتضمن خصائص المفهوم وأصوله وميزاته وتعريفه. ويهدف ذلك إلى مساعدة الطلبة على ربط هذه المفاهيم بالبنية المعرفية الموجودة لدى الطلبة.
2 – التعميمات والمبادئ: يرى أوزوبل أن العموميات التعليمية هي التي تبقى وتدوم فترة طويلة لدى الطالب ولذلك فإن المعلم يحرص على مساعدة الطالب على تحديد كل المفاهيم المتضمنة في التعميم ليفهمه التلاميذ ثم يتبع ذلك مناقشة التلاميذ من خلال أمثلة. وكذلك توضيح المعرفة ووضعها وفق علاقات مفاهيمية لأن ما يتم إدماجه من هذه العلاقات يسهل استيعابه وتعلمه لمواقف تعلم جديدة.

38. 3 – خريطة المفاهيم: عبارة عن تنظيم هرمي لمفهوم عام على شكل شجري يوضح المفاهيم المصنفة والمتدرج تحت المفهوم العام وتوضح العلاقات بينهم جميعا.
المادة
غازية
سائلة
صلبة
مركب
مخلوط
محاليل
محلول حقيقى
رغوى
معلق

42. ب ـ المنظم المقارن Comparative organizer :
يستخدم هذا النوع عندما تكون المادة الجديدة غير مألوفة لدى المتعلم وتهدف إلى تسهيل عملية ربط المعلومات الجديدة بالمعلومات المتشابهة لها في بنائه المعرفى وتسعى أيضا إلى تطوير قدرات المتعلم على مقارنة المعلومات الجديدة السابقة وتحديد أوجه الشبه والاختلاف.
مثال :
يتم تشبيه المعلومات غير المألوفة بالنسبة للمتعلم بشىء حسى مألوف له وموجودة فى بنائه المعرفى فمثلا : لشرح موضوع عن شدة التيار والمقاومة يمكن شرح ذلك باستخدام شىء ملموس بالنسبة للفرد كخرطوم المياه فعندما يكون الخرطوم مفرود فإن اندفاع المياه فى الخرطوم يكون شديدا أما لو كان هذا الخرطوم به أجزاء ملتوية على بعضها أو معقودة مثلا فإن تيار المياه يجد مقاومة فيقل اندفاعه داخل الخرطوم

43. أهمية المنظم المتقدم
1 ـ يساعد على اكتساب كميات كبيرة من المعلومات بطريقة فعالة ومعقولة.
2 ـ يساعد الطلاب على وضع أفكارهم حسب طريقتهم الخاصة.
3 ـ ينمي الاستقلالية والنقد الذاتي لدى التلاميذ.
4 ـ يزود التلاميذ بمخطط عام للمادة التي سيتم تعلمها.

44. أهمية المنظم المتقدم
5 ـ الانتباه للجوانب المهمة في المادة التعليمية القادمة.
6 ـ تلقى الضوء على العلاقات القائمة بين الأفكار التي سيتم تقديمها.
7 ـ ويفيد استخدام هذه المنظمات بوجه خاص مع الأطفال ومع المتعلمين غير العاديين ومع الطلاب الذين يكون تحصيلهم منخفضا.

45. دور الطالب وفق هذا النموذج:
دور الطالب ودور المعلم
ومن أبرز التطبيقات التربوية لهذا النموذج أنه حدد دور كل من الطالب والمعلم.
دور الطالب وفق هذا النموذج:
1 ـ استقبال المعرفة واكتشافها.
2 ـ تخزين المعرفة وإدماجها وتكاملها.
3 ـ ربط المعارف والخبرات الجديدة بالخبرات السابقة.
4 ـ إيجاد أوجه الشبه والاختلاف بين الخبرات التي يواجهها.

46. دور المعلم وفق هذا النموذج:
1 ـ توضيح أهداف الدرس والمادة التعليمية في أذهان المتعلمين.
2 ـ تقديم المنظم المتقدم المناسب الشارح أو المقارن.
3 ـ تقديم خبرات التعلم الجديدة بصورة مرتبة ومتسلسلة وواضحة.
4 ـ تدعيم النظام المعرفي الذي يطوره المتعلم عن طريق عمليات الربط التي يجريها ثم الخبرات السابقة والخبرات الجديدة وتقويته.

47. تقويم نموذج أوزوبل وتطبيقاته التربوية
من أهم الانتقادات التي وجهت إلى نموذج أوزوبل:
1 ـ نظرية التعلم عند أوزوبل نظرية محددة المجال، لأنها تهتم بالتعلم اللفظى فقط وتؤكد على استخدام اللغة وسيلة لعرض الأفكار. ولذلك فإن النموذج يهتم أساسا بالتطبيق على الطلاب الذين يستطيعون القراءة ولديهم قدر لا بأس به من المفاهيم الأساسية فى مجالات الدراسة المختلفة وبالتالى يمكنهم أن يكتسبوا معلومات أكثر من خلال التعلم بالاستقبال.
2 ـ قسمت النظرية التعلم إلى نوعين، هما التعلم الاستقبالى والاكتشافى ولكنها أعطت الأولوية والاهتمام الشديد للاستقبالى.

48. وبالتالى لا يستخدم هذا النموذج إلا فى المراحل التالية للمرحلة الابتدائية لأن أطفال المرحلة الابتدائية يعتمدون فى تعلمهم على الاكتشاف لعدم وجود القدر الكافى من المعلومات لديهم والتى تساعدهم على التعلم بالاستقبال.
3 ـ يمثل المتعلم في نموذج التعلم الشرحى بالسلبية وعدم الفاعلية بسبب عدم مساهمته في اكتساب المادة التعليمية، غير أن أوزوبل يؤكد على ضرورة قيام المتعلم بنشاطات عديدة كالتذكر والمقارنة والتعرف والتمييز والتحليل والنقد.
4 ـ تقوم نظرية أوزوبل على تكوينات فرضية (البنية المعرفية) يصعب ملاحظتها ويصعب تعريفها إجرائيا واختبارها بالدراسات العلمية.

49. 6 ـ لم يظهر أوزوبل دور لتعزيز في عملية التعلم.
5 ـ يرتبط بهذا النموذج مشكلة اختبار المنظمات المتقدمة التي يقوم عليها التعلم ذو المعنى والتخطيط لها ولذا يجب أن تتوافر لدى المعلم خبرات ومهارات خاصة ومحددة.
6 ـ لم يظهر أوزوبل دور لتعزيز في عملية التعلم.
7 ـ لم تعط أهمية لتعلم المهارات الحركية.
فهو لم يعطى أهمية لتعلم المهارات الحركية وما يرتبط به من تطبيقات فى مجال التعلم الحركى وذلك لاهتمام النظرية أساسا بالتعلم المعرفى.