1. مشاكل البحث العلمي في مصر
تقديم
أ. د. يحيى حليم زكي
رئيس القطاع الأكاديمي و الثقافي
مكتبة الإسكندرية

2. التقدم العلمي التقدم العلمي يأتي عادة بالطرق الآتية:
١- القفزات الفردية لأشخاص ملهمين و منهم في القرن الماضي أينشتين، واتسون و كريك، ستيفن هوكينز، أو سابقهم إسحق نيوتن
٢- الصدف لأشخاص لهم بصيرة مثل اكتشاف ألكسندر فليمنج للبنسلين
٣- العمل الدءوب خلف فكرة معينة مثل إديسون أو فورد بالطرق الحرفية
٤- العمل الجماعي المدروس

3. البحث العلمي
فأمثال الشخصيات السابق ذكرها معدود، إنما البحث العلمي لا يجوز أن يبنى على هؤلاء و إنما على العمل المتواصل الدءوب.
و هذا مثل ما فعلته الحملة الفرنسية في كتاب ”وصف مصر“، فهي موسوعة نادرة بكل المقاييس.
و جدير بالذكر أن الثورة الفرنسية التي بعثت بعلمائها مثل ”لافوازيه“ عام ١٧٨٩إلى المقصلة هي التي أرسلت علماء إلى مصر لعمل كتاب ”وصف مصر“

4. عوامل نجاح البحث العلمي
و هذه الموسوعة تبرهن على الآتي:
رؤية واضحة
استراتيجية و هدف محددين
الامكانيات البشرية
لوجيستية متوفرة

5. عوامل نجاح البحث العلمي
رأينا في القرن الماضي أثناء الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية و اتحاد الجمهوريات الروسية السباق للسيطرة على الفضاء، و استعداد الولايات المتحدة لقبول التحدي عندما أعلن الرئيس الراحل جون كينيدي: ”سوف نضع رجل على سطح القمر عام ١٩٦٢ و قد تم هذا عام ١٩٦٩.
تم تجنيد ٢٠,٠٠٠مصنع لهذا الغرض و لكن الأدهى من ذلك أن البنية التقنية أو التكنولوجية الأمريكية قد تغيرت إلى الأبد و سبقت جميع دول العالم حتى الآن.

6. عوامل نجاح البحث العلمي
نلاحظ أيضا:
الرؤية الواضحة
الاستراتيجية
الامكانيات البشرية
اللوجيستية
هذه العوامل لا تأتي من فراغ و لكن تأتي من العمل الجماعي في منظومة متكاملة.

7. عوامل نجاح البحث العلمي
في عام ١٩١٦ انتهت الولايات المتحدة الأمريكية من بناء الإمباير ستايت بيلدينج ”Empire State Building“ ، أطول مبنى في العالم حينذاك و هو ليس فقط مجرد مبنى آخر و لكن ...
حلول مستحدثة مبنية على دراسات مستفيضة، و أهم من ذلك، على قاعدة ثابتة من الصناعات المغذية التي يمكن الاعتماد عليها.
هل كان ذلك ممكنا بدون أبحاث علمية راسخة؟
إن دراسة الذين سبقونا واجبة
كان في مصر مدارس مقاربة للمدارس العالمية حتى وقت قريب و لكن ماذا جرى؟

8. التعليم الأساسي من هنا البداية ... ١- التعليم الأساسي و هو أهم تعليم
لقد لاحظنا في الآونة الأخيرة أن التعليم أصبح يعتمد أكثر على المنزل و ليس على المدرسة؛ فالمدارس تعمل من الساعة ٨ صباحا حتى ٢ ظهرا فقط. و هناك مدارس تعمل فترتين من ٨-١١ و من ١١- ٢ ، و القلة تعمل ٣ فترات.
هذا بالإضافة إلى أن التعليم ينمي قدرات الاستذكار و ليس الابتكار

9. مشاكل طلبة التعليم الأساسي
و تفتقر المدارس إلى الملاعب و الأنشطة و المعامل بالكامل، فهناك المشاكل الآتية:
1- الطلبة الذين يدرسون ٣ ساعات فقط لا يمكنهم المواصلة في الدراسة أو العمل ٧ ساعات أو أكثر كما يجب و يرهقون بسرعة حسب ما تعودوا
2- هناك إدمان من نوع جديد يسمىAtari , Play Station أو Television Serials و هذا إدمان حقيقي، فإذا لم يأخذ الطالب جرعته من هذا أو ذاك فيصبح عصبيا الخ ....

10. تصور لحلول مشاكل طلبة التعليم الأساسي
لا بديل من العودة بالمدارس إلى اليوم الكامل ٨ صباحا – ٥ ظهرا و لا بديل أن تكون الملاعب و الوسائل الترفيهية داخل المدارس كما كانت عليه من قبل في زمن مضى و أنجبت الأجيال التي بنت مصر. كما ستحقق الآتي:
١- تعود المدرسة لمكانتها الحقيقية
٢- تعليم روح الفريق و العمل الجماعي و ذلك من خلال التنافس و الرياضة
٣- تشجيع الابتكار مع تخفيف العبء على الذاكرة بالحفظ (الصم)
٤- منع الإدمان الإلكتروني السابق ذكره
و هنا ... رجاء للمسئولين عن وسائل الأعلام في الوطن العربي بالنهوض بالمستوى الثقافي و ليس كما نراه الآن.

11. الجامعات
٢- الجامعات
أصبحت الجامعات امتداد للمدارس الثانوية و الدروس الخصوصية و ليست جامعات بالمعنى المتعارف عليه دوليا (حتى لو حصلت على شهادات الجودة). أين الابتكار فيها – و هي بها نفس مشاكل المدارس - ؟ أين روح الفريق؟ أين هي من خدمة المجتمع؟
هل دورها التعليم؟
هل دورها البحث العلمي؟
هل دورها خدمة المجتمع؟
هل هي مؤهلة لفعل ذلك؟

12. الجامعات لماذا الجامعة؟
لقد أصبح المؤهل الجامعي الأول (بكالوريوس أو ليسانس) ما هو إلا المرحلة الأولى من التعليم الجامعي، و هل يفي هذا المؤهل و يؤدي إلى المطلوب؟

13. حلول لمشاكل البحث العلمي
من هنا نبدأ ...
لقد سردت بعض المشاكل على سبيل المثال و ليس الحصر، و كانت هذه المقدمة ضرورية لكي نرى عمق المشكلة، فالحلول ممكنة و لكن تحتاج إلى:
رؤى واضحة
استراتيجيات قصيرة – متوسطة – طويلة الأجل
نقل حلول تصلح لمجتمعاتنا، خصوصا الأمثلة الناجحة في المجتمعات التي تشبهنا من حيث العادات و التقاليد

14. و من المواضيع التي يجب طرحها هي البعد السياسي كجزء لا يتجزأ من الاستراتيجية، فلم يعد هناك مكانا للشعارات الرنانة

15. كيف يمكن تصحيح أخطاء و مشاكل التعليم الأساسي
١- المدارس
إنشاء - على الأقل - عدد محدود من المدارس للطلاب البارزين

16. كيف يمكن تصحيح أخطاء و مشاكل التعليم الجامعي
٢- الجامعات
أ- الأعداد هي التي قطعت الصلة بين الأساتذة و الطلبة
ب- اختيار أعضاء هيئة التدريس و وضع معايير للترقي
ج- الاهتمام بمرتبات المدرسين بالمدارس و الجامعات
و ان كان مهمتهم البحث العلمي، كيف يمكن الإنتاج العلمي مع وجود المشاكل اليومية و المعيشية؟

17. كيف يمكن تصحيح أخطاء و مشاكل التعليم الجامعي
د- تهيئة المناخ المناسب للبحث العلمي
هـ- وضع استراتيجية واضحة للبحث العلمي بما يتماشى مع الاحتياجات المطلوبة للدولة
و – إيجاد مبالغ للباحثين الجادين عن طريق منح إضافية بالجامعات
ز – إرسال بعثات إلى الخارج للتخصصات التي تقع ضمن الاستراتيجية

18. كيف يمكن تصحيح أخطاء و مشاكل التعليم الجامعي
*فنحن نحتاج إلى بناء الكفاءات Capacity building و ليس فقط إلى نقل التكنولوجيا Technology transferلبناء القواعد البحثية الملائمة
*إشراك المجتمع المدني و إشعاره بالمسئولية مع تحفيزه.
مثال: عن طريق خصم ضرائب المؤسسات التي تعمل مع الجامعات و تساندها في البحث العلمي
*عمل قاعدة بيانات Data Base على المستوى الوطني و الإقليمي للتعاون بين الباحثين في المواضيع المماثلة

19. و جدير بالذكر أننا لدينا خبرات عديدة من العلماء و لكنهم يعملون في جزر منعزلة و من المحبط لديهم أن لا أحد يريد الاستفادة من خبراتهم؛ لا الوزارات و لا الصناعة
على الجامعات أن تتعلم كيفية تسويق نفسها Marketing Policy لكسر هذا الجمود.

20. شكرا على حسن استماعكم