د. عماد الدين الفاضل عبد الكريم

د. عماد الدين الفاضل عبد الكريم
321 قصر اقتصاديات استهلاك الغذاء Economics of Food Consumption د. عماد الدين الفاضل عبد الكريم

سلوك المستهلك Consumer Behavior
مقدمة: المشكلة الاقتصادية للمستهلك تتمثل في قصور امكانياته الحقيقية بالنسبة لاحتياجاته غير المحدودة من السلع والخدمات وحيث لا يستطيع أن يشبع جميع احتياجاته فإننا نفترض بداهة أنه سوف يسعى إلى إشباع أكبر قدر ممكن من هذه الاحتياجات تقوم دراسة سلوك المستهلك على تفسير ذلك السلوك بانه عقلاني ورشيد، أي تفترض بان المستهلك عند توزيعه لدخله على السلع و الخدمات فانه يقوم بذلك بطريقة واعية و رشيدة و مخططة بحيث يحقق أكبر قدر من الإشباع Satisfaction أو أكبر منفعة Utility ممكنة في حدود ذلك الدخل المخصص للانفاق. 2

نظرية المنفعة Utility Theory مفهوم المنفعة: المنفعة هي مقدار الإشباع المتحقق نتيجة لإستهلاك كمية محددة من سلعة ما، أي قدرة السلعة على إشباع حاجة و رغبة المستهلك عند إستهلاكة لكمية محددة من تلك السلعة ينظر الإقتصاديون للمنفعة عند دراسة سلوك المستهلك بانها مقدار الإشباع النفسي الحاصل من إستهلاك سلعة معينة. وحسب هذه النظرية فان المستهلك يحاول توزيع دخله على شراء السلع و الخدمات بطريقة تضمن له الحصول على أكبر قدر من المنفعة أي الإشباع. إذاً هدف المستهلك هو الحصول على أكبر قدر من المنافع الإجمالية Maximizing Total Utility في حدود دخله. 3

يختلف المفهوم الاقتصادي للمنفعة عن المفهوم الشائع بين الناس (حيث يعني ما فيه فائدة بالنظر لمفاهيم العادات والتقاليد والقيم والأخلاق). مثال: التدخين من وجهة نظر المجتمع تصرف لا نفع فيه لأنه يضر بالصحة ولكن الاقتصاديون ينظرون إلى المنفعة نظرة أخرى يقصد بها الاشباع النفسي الحاصل من استهلاك السلعة. منفعة السلعة تختلف من شخص الي اخر وهناك العديد من العوامل التي تؤثر علي هذه المنفعة: الكمية المستهلكة من السلعة الكميات المستهلكة من السلع الاخري الاذواق والظروف الجوية والعوامل النفسية والمكان والزمان وغير ذلك 4

هناك نظريتان رئيستان في تحليل سلوك المستهلك، الاول وهو المدخل التقليدي ويعرف باسم نظرية المنفعة الكمية او القياسية (Cardinal Utility)، والثاني هو المدخل الحديث ويعرف باسم نظرية المنفعة الترتيبية (Ordinal Utility). كلا النظريتين يقوم علي فكرة المنفعة ولكنهما يختلفان في الافتراضات والادوات التحليلية المستخدمة. نظرية المنفعة الكمية اداتها التحليلية هي ما يعرف بالمنفعة الكلية والمنفعة الحدية، بينما نظرية المنفعة الترتيبية اداتها التحليلية هي ما يعرف بمنحنيات السواء. 5

المنفعة بالمفهوم التقليدي او الكمي Cardinal Utility: إفترض الإقتصاديون التقليديون ان للمنفعة مقياس (مثل الاوزان والكميات والاطوال) اطلق عليه وحدات المنفعة ( UTILS) يستطيع ان يقيس المنفعة التي يحصل عليها المستهلك نتيجة لإستهلاكه كمية محددة من سلعة ما. وهذا القياس يختلف من شخص لأخر فالسلعة لاتحدث نفس الإشباع عند المستهلكين المختلفين فمقدار الإشباع الذي يحصل عليه شخص ما من إستهلاكه لكمية محددة من السلعة يختلف من اخر يستهلك نفس الكمية من السلعة. 6

المنفعة بالمفهوم الترتيبي Ordinal Utility: المفهوم الترتيبي للمنفعة يؤكد ان المنفعة ترتيبية وليست ظاهرة كمية وبالتالي لا يمكن قياسها مثل الكميات والاطوال، وعليه فان الارقام التي تعطي للمنفعة تعكس ترتيب منفعة السلعة من حيث كونها اكبر او اصغر او تساوي منفعة سلعة اخري، اي ان هذا المفهوم يهتم بترتيب ارقام المنفعة للسلع المختلفة علي اساس الاول والثاني والثالث .. مثال: اذا كانت منفعة مستهلك ما من استهلاك ثلاث سلع هي علي التوالي 10، 20، 30 ، يمكن ترتيب منافع السلع من اسفل لاعلي كالتالي: السلعة الاولي (10)، السلعة الثانية (20)، السلعة الثالثة (30). بافتراض ان هذ الارقام تغيرت لتصبح 10، 11، 18فان ترتيب السلع لا يتغير علي الرقم من اختلاف القيم اذا هذا المفهوم للمنفعة يهتم فقط بترتيب مستويات الاشباع من استهلاك السلع المختلفة من دون اعطاء اي اعتبار لحجم هذه الارقام او الفروقات التي بينها. 7

دالة المنفعة: Utility Function عادة ما يتم استخدام الرسم البياني لتوضيح مفهوم المنفعة وذلك عندما يكون هناك فقط سلعة او سلعتين متاحتان للاستهلاك. عندما تكون خيارات المستهلك تتضمن اكثر من سلعتين يتم استخدام ما يعرف بدالة المنفعة. دالة المنفعة عبارة عن دالة رياضية بين متغير تابع هو المنفعة الكلية (U) وعدد من المتغيرات المستقلة اهمها كميات السلع المختلفة التي يتم استهلاكها. بافتراض ثبات العوامل الاخري التي تؤثر في المنفعة بخلاف الكميات يمكن كتابة دالة المنفعة بالصيغة التالية: حيث X1..Xn تشير الي عدد وكميات السلع 8

يلاحظ ان هذه الدالة تفترض ان المنفعة التي يحصل عليها المستهلك من كل سلعة ليست مستقلة عن منفعة السلع الاخري، بل تتاثر بالكميات المستهلكة من السلع الاخري. اي ان المنفعة الكلية تعتمد علي الكميات المستهلكة من كل سلعة في كل فترة، وليست مجموع المنافع التي يحصل عليها المستهلك من كل سلعة علي حدة. 9

عند دراسة نظرية المنفعة في تفسير سلوك المستهلك يجب التفريق بين مفهوم المنفعة الكلية والمنفعة الحدية المنفعة الكلية Total Utility: تعرّف المنفعة الكلية ( U) بانها مجموع المنافع أي (الإشباع) التي يحصل عليها المستهلك من جراء إستهلاكه كميات متتالية من السلعة خلال فترة زمنية محددة. على سبيل المثال نفترض ان المستهلك قد إستهلك كمية من التفاح فان المنفعة الكلية (U) لكمية التفاح هي مجموع وحدات المنفعة التي حصل عليها المستهلك بعد ان تناول تلك الكمية، المنفعة الكلية تاخذ في الزيادة مع إستمرار المستهلك تناول التفاح حتى تصل حدها الأعلى، وعندها يكون المستهلك قد وصل الي ما يعرف بنقطة التشبع (Saturation Point) إذا إستمر المستهلك في تناول كميات إضافية من التفاح فان المنفعة الكلية تبدأ في التناقص. 10

المنفعة الحدية (MU) Marginal Utility: تعرف المنفعة الحدية على انها مقدار التغير (بالزيادة أو النقصان) في المنفعة الكلية المتحقق من زيادة الإستهلاك من السلعة بمقدار وحدة إضافية واحدة وتقاس من خلال العلاقة التالية: MU = U(Q) – U(Q-1) MU= المنفعة الحدية للوحدة المستهلكة Q، U(Q)= المنفعة الكلية للوحدة المستهلكة Q U(Q-1)= المنفعة الكلية للوحدة المستهلكة التي تسبق Q ولكن عادة ما يستخدم الاقتصاديون في حساب المنفعة الحدية الصيغة التالية: المنفعة الحدية = التغير في المنفعة الكلية التغير في الكمية المستهلكة = 11

هناك علاقة وثيقة بين المنفعة الكلية والمنفعة الحدية لسعلة معينة، حيث ان المنفعة الكلية الناتجة عن استهلاك عدد معين من التفاح يجب ان يساوي مجموع المنافع الحدية الناتجة عن استهلاك كل تفاحة. المنفعة الكلية التي يتم الحصول عليها من استهلاك n وحدة من السلعة (التفاح مثلا) يمكن كتابتها كالتالي: الجدول التالي يوضح سلوك كل من المنفعة الكلية والمنفعة الحدية والعلاقة بينهما من خلال ارقام افتراضية 12

يتضح من الجدول التالي بان المستهلك يحصل على منفعة كلية نتيجة لإستهلاكه الحبة الأولى تقدر بوحدتين منفعة و يحصل على خمس وحدات منفعة عند إستهلاكه للحبة الثانية ثم تبدأ المنفعة بزيادة متناقصة عند إستهلاكه التفاحة الخامسة و السادسة بينما لا تضيف التفاحة السابعة أي منفعة في حين تؤدي التفاحة الثامنة إلى نقصان المنفعة الكلية أي تحقق منفعة سالبة. عدد حبات التفاح المنفعة الكلية (وحدات المنفعة) المنفعة الحدية 1 2 5 3 9 4 14 17 6 18 7 8 16 -1 13

بيانيا يمكن تمثيل المنفعة الكلية (U) والمنفعة الحدية (MU) كما يلي: نقطة التشبع 18 Uمنحني المنفعة الكلية المنفعة الكلية الكمية 6 MU منحني المنفعة الحدية 14

بيانيا يمكن تمثيل المنفعة الكلية (U) والمنفعة الحدية (MU) كما يلي: 15

من الشكل البياني نلاحظ ان ميل منحني المنفعة الكلية = التغير في المنفعة الكلية = التغير في الكمية المستهلكة هذا التعريف الرياضي للميل هو نفسه التعريف الاقتصادي للمنفعة الحدية، لذلك يمكن قياس المنفعة الحدية عن طريق استخدام ميل المنفعة الكلية، حيث ان عند كل مستوي استهلاكي فان المنفعة الحدية تساوي ميل منحني المنفعة الكلية عن ذلك المستوي من الاستهلاك. 16

ويتضح من المثال والشكل السابق ان العلاقة بين المنفعة الكلية و الحدية كما يلي: عندما تكون U متزايدة بمعدل متزايد تكون MU متزايدة كذلك (1- 4). عندما تبدأ U بالزيادة بمعدل متناقص فان MU تكون متناقصة (5- 6). عندما تصل U حدها الأقصى تكون MU مساوية للصفر بين (6-7). عندما تبدأ U بالتناقص فان MU تصبح سالبة بعد (7). 17

قانون تناقص المنفعة الحدية Law of Diminishing Marginal Utility يعتبر قانون تناقص المنفعة الحدية احد الافتراضات الاساسية في نظرية المنفعة التقليدية وينص هذا القانون علي انه كلما زادت الكميات المستهلكة من سلعة معينة قلت منفعة الوحدة الاضافية من السلعة. تبدأ المنفعة الحدية بالزيادة التدريجية وبعد حد معين تبدأ بالتناقص التدريجي ثم تصبح صفراً ثم سالبة، وهذا مايعرف بقانون تناقص المنفعة الحدية. والذي ينص على أنه إذا قام شخص ما باستهلاك كميات متتالية من سلعة معينة، فإن الإشباع الإضافي الذي يحصل عليه هذا الشخص يأخذ بالتناقص بعد استهلاك عدد معين من الوحدات ، وتفسير ذلك ان الوحدات الأولى المستهلكة من السلعة تعطي منفعة أكبر للمستهلك وإذا إستمر المستهلك باستخدام السلعة فان الوحدات الإضافية تقل منفعتها لان المستهلك يقترب من الإشباع من تلك السلعة. وإذا إستمر المستهلك بالإستهلاك فان المنفعة تبدأ بالتناقص حتى تصل إلى الصفر و يكون المستهلك في هذه الحالة قد أشبع حاجاته ورغباته لتلك السلعة بالكامل. إذا إستمر في إستهلاك وحدات إضافية من تلك السلعة فان المنفعة الحدية تصبح سالبة، وهذا يعني انفاق غير مبرر وغير رشيد مما يسبب الألم للمستهلك وحرمانه من إشباع حاجات و رغبات أخرى . 18

توازن المستهلك وتعظيم المنفعة Consumer’s Equilibrium (المفهوم التقليدي للمنفعة) من المعروف ان هدف المستهلك هو الوصول إلى أعظم منفعة ممكنة عن طريق إستهلاك كميات من السلع و الخدمات في حدود إمكاناته المتاحة (دخله) وعندما يحقق هذا الهدف يكون المستهلك في حالة توازن وهو الوضع الأفضل في حدود إمكانياته. ويتغير وضع التوازن إذا تغيرت الظروف المحيطة بالمستهلك. 19

لتحليل و فهم سلوك المستهلك سنفترض مايلي: 1. ان المستهلك عقلاني و رشيد ويحاول الوصول إلى أكبر قدر من المنفعة من خلال إستهلاكه لكميات مختلفة من السلع و الخدمات في حدود دخله. 2. نفترض ان ذوق المستهلك و أذواقه ثابته. فإذا فضل السلعة (أ) على السلعة (ب) فانه يستمر في ذلك ولو في المدى القصير. 3. ان دخل المستهلك محدود و أنه سينفق دخله بالكامل على شراء السلع و الخدمات دون ان يوفر شيء من دخله. 4. ان المستهلك لايؤثر في الأسعار و لا في الكميات المطلوبة او المعروضة وان الأسعار تتحدد نتيجة لقوانين العرض و الطلب في السوق. 20

مثال: إفترض ان أحد المستهلكين يخصص دخله للانفاق بالكامل على شراء سلعتين هما (Y,X) وكانت أسعارهما هي (Py,Px) على التوالي وفي ضوء ذلك فان مشتريات المستهلك من السلعتين لا تتجاوز القيمة النقدية لدخله و الذي يرمز له بالرمز (I) أي انه: Qx.Px+Qy.Py ≤ I ) (الكمية من سلعة X)*سعرها + (الكمية من سلعة Y)*سعرها ≤ الدخل ) 21

والسؤال هو ماهي الكميات التي يستطيع المستهلك شراؤها من السلعتين وتحقق هدفه في الوصول إلى أكبر منفعة في حدود دخله؟ يجب ان يتحقق شرطان أساسيان ليكون المستهلك في حالة توازن : أن تكون المنفعة الحدية للريال الأخير المنفق على شراء السلعة x تساوي المنفعة الحدية للريال الأخير المنفق على شراء السلعة y. - ان ينفق المستهلك دخله المخصص للانفاق على السلعتين بالكامل أي : I=Qx.Px+Qy.Py ملحوظة: المنفعة الحدية للريال = المنفعة الحدية للسلعة سعر السلعة 22

مثــــال: افترض ان الدخل = 10 ريال ، سعر السلعة (X) = 2 ريال ، سعر السلعة (Y) = 1 ريال الجدول التالي يوضح تفضيلات المستهلك الافتراضية من استهلاكه للسلعتين: MUX / PX MUX U(X) X MUY / PY MUY U(Y) Y 12 24 1 15 10 20 44 2 13 28 8 16 60 3 11 39 6 66 4 47 70 5 50 -1 -2 68 51 -3 -6 62 7 48 3 4 23

السؤال هو كيف يقوم المستهلك بتوزيع ذلك الدخل علي شراء السلعتين ويحقق منها اقصي منفعة ممكنة؟. يكون المستهلك في وضع توازن او تحقيق اقصي منفعة ممكنة في حدود دخله عند استهلاك: عدد 3 وحدات من السلعة (X) و عدد 4 وحدات من السلعة (Y) عند هذا الاستهلاك يتحقق شرط تساوي المنفعة الحدية للريال الخير المنفق علي السعلتين (يساوي 8) ويتحقق ايضا الشرط الثاني وهو الاستهلاك في حدود الدخل المتاح حيث ان (3 وحدات من X سعرها يساوي 6 ريال (3×2) و 4 وحدات من Y سعرها يساوي 4 ريال (4×1) ومجموع الانفاق = 10 ريال. 24

اسئلة للنقاش: بالنظر للجدول نجد ان هناك مجموعة اخري من السلعتين تتساوي عندها منفعة الريال الحدية؟ ماهي هذه المجموعة؟ وهل يعتبر هذا وضعا توازنيا للمستهلك؟ اذا قرر المستهلك صرف اجمالي دخله علي شراء وحدتين من X و 6 وحدات من Y، ما هو رايك بخصوص هذا القرار وهل هو قرار رشيد استنادا لمنفعة الريال الاخير؟ 25

علي الرغم من تعاملنا مع سلعتين فقط في المثال الا ان هذه النتيجة وشروط التوازن تنطبق علي اي عدد من السلع، اي ان المستهلك في الحالة العامة يعظم منفعته عندما تكون: المنفعة الحدية لكل ريال منفق متساوية لجميع السلع حيث n تشير الي عدد السلع المشتراة او المستهلكة اجمالي الانفاق علي السلع يساوي اجمالي دخل المستهلك 26

منحني طلب المستهلك: من الافتراضات الاساسية للمدخل التقليدي والتي تتمثل في قابلية المنفعة للقياس الرقمي وقانون تناقص المنفعة الحدية تم التوصل الي الشرط الرئيس لتوازن المستهلك وهو تساوي المنفعة الحدية للريال المنفق علي كل سلعة. من شرط التوازن هذا يمكننا التوصل الي تفسير لقانون الطلب ومعرفة سبب وجود علاقة عكسية بين السعر والكمية المطلوبة منها. اي انه يمكن اشتقاق منحني طلب المستهلك لي سلعة. 27

للحصول علي منحني الطلب للسلعة X ، افترض ان الاسعار الاصلية للسعلتين X و Y كانت Px0 و Py0 ، شرط التوازن في هذه الحالة يصبح: اي ان المستهلك عند السعر Px0 سوف يشتري كمية محددة من السلعة X ولتكن X0 وعندها طبعا تكون المنفعة الحدية للريال المنفق متساوي للسلعتين. يمكن توضيح هذه العلاقة بين السعر والكمية من خلال النقطة A في الشكل 28

للحصول علي الكميات التوازنية المختلفة التي سيشتريها المستهلك عند الاسعار المختلفة وبافتراض ثبات الدخل وسعر السلعة Y، سوف نقوم بتغيير سعر السلعة X مرة بالارتفاع ومرة اخري بالانخفاض. افترض ان سعر السلعة X ارتفع الي Px1 ، سوف يؤدي هذا التغيير الي اختلال شرط التوازن ليصبح: المستهلك الان ليس في وضع توازني حيث ان المنفعة الحدية للريال المنفق علي Y اكبر من X، وبالتالي يمكن للمستهلك زيادة منفعته بتحويل انفاقه من X الي Y. سيترتب علي ذلك انخفاض الكمية المشتراة من السلعة X من X0 الي X1 وزيادة الكمية المشتراة من Y ، وبالتالي نحصل علي شرط التوازن الجديد للمستهلك: 29

في الشكل البياني يمثل التقليل من الكمية المشتراة من X0 الي X1 نتيجة الي ارتفاع الاسعار بالنقطة B. بنفس طريقة التحليل يمكن اثبات انه في حالة انخفاض سعر السلعة X من Px0 الي Px2 فان المستهلك في سبيل تحقيق التوازن سيقوم بزيادة الكمية المشتراة الي X2 والانتقال من النقطة A الي C (HW) بتوصيل النقاط التي تبين الكميات التوازنية من السلعة X عند الاسعار المختلفة نحصل علي منحني طلب المستهلك علي السلعة X والذي ينمثل علاقة عكسية بين السعر والكمية المطلوبة منها. لاشتقاق منحني طلب السوق تجمع من منحنيات طلب المستهلكين عند المستويات السعرية المختلفة 30

Px B Px1 A Px0 C Px2 Q X1 X0 X2 اشتقاق منحني طلب المستهلك حسب المدخل التقليدي 31

عيوب نظرية المنفعة Criticism of Utility Theory بالرغم من اهمية نظرية المنفعة الحدية في تفسير سلوك المستهلك، وجّهت لها العديد من الانتقادات منها: عدم قابلية بعض السلع للتجزئة تجعل عملية مقارنة المنفعة الحدية للوحدات المتتالية المستهلكة من السلعة عملية غير ممكنة و عدم القدرة على تحديد المنفعة الحدية للريال المنفق على شراء هذه السلعة. تفترض نظرية المنفعة الحدية إمكانية قياس المنفعة الناتجة عن إستهلاك سلعة ما بوحدات قياس محددة، إلاّ ان ذلك غير ممكن في الحياة العملية، لان الشعور بالإشباع أو الألم أو الرضى لا يمكن قياسها بقياس مثل المسافة و الوزن ، ويختلف هذا المقياس من شخص لآخر. * بالرغم من هذه الانتقادات فان نظرية المنفعة الحدية تبقى أساسية و مقبولة في تفسير سلوك المستهلك. 32

المدخل الحديث لتحليل سلوك المستهلك (نظرية المنفعة الترتيبية)
المدخل الحديث لتحليل سلوك المستهلك (نظرية المنفعة الترتيبية) تنطلق نظرية المنفعة الحديثة من حقيقة ان المنفعة غير قابلة للقياس كما في النظرية التقليدية، ولكن من الممكن قياس المنفعة ترتيبيا، اي ان المستهلك بامكانه ان يقرر ما اذا كانت هذه السلعة تحقق له مستوي اشباع اكبر او اقل من او يساوي مستوي الاشباع الذي تحققه اي سلعة اخري غيرها. تفترض نظرية المنفعة الحديثة ان: المستهلك يحصل علي منفعة من كل سلعة يستهلكها خلال فترة زمنية هدف المستهلك هو تحقيق اقصي اشباع ممكن في حدود دخله النقدي المتاح المستهلك لديه القدرة علي مقارنة السلع او مجموعات السلع المختلفة وتحديد الافضل منها 33

المدخل الحديث لتحليل سلوك المستهلك (نظرية المنفعة الترتيبية) تحليل سلوك المستهلك حسب نظرية المنفعة الحديثة سوف يتم من خلال ثلاث مراحل: المرحلة الاولي: التعرف علي تفضيلات المستهلك باستخدام منحنيات السواء المرحلة الثانية: التعرف علي القيود التي يواجهها المستهلك من خلال قيد الميزانية المرحلة الثالثة: تحديد كميات او مجموعات السلع والخدمات التي يختار المستهلك شراؤها وتحقق له اقصي منفعة ممكنة 34

المدخل الحديث لتحليل سلوك المستهلك (نظرية المنفعة الترتيبية) تفضيلات المستهلك: Consumer preferences يتم دراسة تفضيلات المستهلك من خلال مقارنات يقوم بها المستهلك لمجموعات سلعية تسمي السلات السوقية (Market basket). السلة السوقية يمكن ان تحتوي علي انواع مختلفة ومتعددة من السلع والخدمات لغرض التبسيط في التحليل سوف يتم افتراض ان كل سلة سوقية تحتوي علي سلعتين فقظ هما الملابس (X) والطعام (Y) 35

سلوك المدخل الحديث لتحليل سلوك المستهلك (نظرية المنفعة الترتيبية) المستهلك
منحنيات السواء Indifference Curves منحنى السواء هو أداة التحليل الرئيسية التي يعتمد عليها المنهج الحديث تعريف منحنيات السواء: "هي تمثيل بياني لكل المجموعات من السلع و الخدمات التي تعطي المستهلك، نفس القدر من الإشباع، أي انها المجموعات التي يعتبرها المستهلك متساوية أو سواء Indifference من ناحية المنفعة . 36

المدخل الحديث لتحليل سلوك المستهلك (نظرية المنفعة الترتيبية) منحنيات السواء Indifference Curves منحنى السواء هو أداة التحليل الرئيسية التي يعتمد عليها المنهج الحديث لاستخدام منحنيات السواء في نظرية المنفعة الحديثة وضعت بعض الافتراضات : التفضيلات تامة ومتكاملة الترتيب (Completeness): هذا الافتراض يعني ان المستهلك يستطيع مقارنة وترتيب جميع المجموعات السلعية المختلفة حسب مستوي الاشباع لكل مجموعة (مثلا المجموعة A افضل من المجموعة B). - المقارنة والترتيب يتم بصرف النظر عن التكاليف والاسعار ، لانه قد يفضل المستهلك المجموعة A علي B ولكنه قد يختار المجموعة B لانها ارخص ثمنا او اقل تكلفة 37

سلوك المستهلك المدخل الحديث لتحليل (نظرية المنفعة الترتيبية)
سلوك المستهلك المدخل الحديث لتحليل (نظرية المنفعة الترتيبية) التفضيلات متناسقة (Consistent) هذا الافتراض يعني ان المستهلك اذا كان يفضل المجموعة السلعية A علي المجموعة السلعية B وكذلك يفضل المجموعة B علي المجموعة C ، فهذا يعني ان المستهلك لا بد ان يكون يفضل المجموعة A علي C. اذا كانت A>B و B>C اذاٌ A>C يسمي ذلك قاعدة التحويل Law of Transitivity والذي يؤكد ان تفضيلات المستهلك وخياراته عقلانية من حيث كونها متسقة وغير متناقضة. 38

المدخل الحديث لتحليل سلوك المستهلك (نظرية المنفعة الترتيبية) التفضيلات تتميز بعدم الاشباع (Nonsatiation) هذا الافتراض يعني ان المستهلك يرغب دائما في الحصول علي المزيد من السلعة او السلع التي تتكون منها المجموعة السلعية، اي انه يفضل الكثير علي القليل او المجموعة الاكثر علي المجموعة الاقل. * يمكن وصف المجموعة السلعية بانها اكثر من الاخري اذا كانت تحتوي علي عدد وحدات اكبر من سلعة واحدة علي الاقل. 39

المدخل الحديث لتحليل سلوك المستهلك (نظرية المنفعة الترتيبية) تعريف منحنيات السواء: "هي تمثيل بياني لكل المجموعات من السلع و الخدمات التي تعطي المستهلك، نفس القدر من الإشباع، أي انها المجموعات التي يعتبرها المستهلك متساوية أو سواء Indifference من ناحية المنفعة. لعرض مفهوم منحنيات السواء نستخدم مفهوم دالة المنفعة الثابتة علي المنحني الواحد لسلعتين X و Y مع افتراض ان المنفعة ثابتة عند المستوي U. يمكن تمثيل دالة المنفعة في هذه الحالة بالدالة الاتية: ويعني ذلك انه عند المستوي الثابت U هناك توليفات مختلفة لهاتين السلعتين تعطي كل منهما قدر متساوي من المنفعة. بتمثيل هذه التوليفات بيانيا ينتج منحني السواء كما في الشك التالي: 40

المدخل الحديث لتحليل سلوك المستهلك (نظرية المنفعة الترتيبية) منحني السواء Indifference curve Y Y1 Y2 Y3 X X1 X2 X3 41

المدخل الحديث لتحليل سلوك المستهلك (نظرية المنفعة الترتيبية) خواص منحنيات السواء: هناك خريطة او عدد لا نهائي من منحنيات السواء: Density Property بناءا علي فرضية ان تفضيلات المستهلك تامة ومتكاملة الترتيب والتي تتضمن المقارنة بين المجموعات السلعية، فانه لا بد لاي مجموعة سلعية ان يكون هناك منحني سواء يمر بها، لذلك فانه من الممكن توضيح تفضيلات المستهلك بخريطة تحتوي علي عدد لا نهائي من منحنيات السواء، ويكون كل منحني سواء لمستوي معين من الاشباع (انظر الشكل). * يلاحظ انه كلما انتقلنا الي جهة اليمين كلما زاد الاشباع اي ان U4>U3>U2>U1 42

المدخل الحديث لتحليل سلوك المستهلك (نظرية المنفعة الترتيبية) Y U2 U4 U3 U1 خريطة السواء Indifference map X 43

المدخل الحديث لتحليل سلوك المستهلك (نظرية المنفعة الترتيبية) 2. منحنيات السواء لا تتقاطع: Non-intersecting Property فرضية ان تفضيلات المستهلك انتقالية (متسقة وغير متناقضة) تتضمن ان منحنيات السواء لا يمكن ان تتقاطع . من الشكل: A و C تقعان علي منحني السواء U1(نفس مستوي الاشباع)، ايضا A و B تقعان علي منحني U2 (نفس مستوي الاشباع). اذا طالما ان A = B = C فمن فرضية الانتقالية لا بد ان تكون المجموعتين B و C لهما نفس التفضيل هذا يتناقض مع الموجود في الرسم البياني حيث B تقع في منحني سواء اعلي من C . ايضا يتناقض هذا مع فرضية عدم الاشباع حيث ان المجموعة B تضم او تحتوي علي كميات اكبر من السلعتين. 44

المدخل الحديث لتحليل سلوك المستهلك (نظرية المنفعة الترتيبية) منحنيات السواء لا تتقاطع Y A B U2 C U1 X 45

المدخل الحديث لتحليل سلوك المستهلك (نظرية المنفعة الترتيبية) 3. منحنيات السواء ذات ميل سالب : Negativity sloped property اذا تخلي المستهلك عن جزء من السلعة Y فانه يجب ان يعوض هذا باخذ جزء من X والعكس صحيح، اي ان الحركة علي منحني السواء الواحد تتضمن كمية اقل من سلعة ما وكمية اكبر من سلعة اخري وهذا ما يجعل ميل منحني السواء سالبا. تعتبر منحنيات السواء سالبة الميل علي الاقل في المنطقة الهامة (انظر الشكل): عند النقطة A وB يتساوي الاشباع مع ملاحظة ان الكمية X2 اكبر من الكمية المناظرة للنقطة A. السؤال هنا لماذا يقوم المستهلك بانفاق دخل اكبر عند النقطة B رغم انه سيحصل علي نفس القدر من الاشباع عند النقطة A؟. المنطقة الهامة تقع بين E و D. 46

المدخل الحديث لتحليل سلوك المستهلك (نظرية المنفعة الترتيبية) Y D E A B X X2 X1 47

المدخل الحديث لتحليل سلوك المستهلك (نظرية المنفعة الترتيبية) ميل منحني السواء يقيس ما يعرف بمعدل الاحلال الحدي بين سلعتين (Marginal Rate of Substitution) ويختصر بالرمز MRS ويعرف بانه المعدل الذي يقوم فيه المستهلك باستبدال سلعة محل اخري مع المحافظة عل نفس مستوي الاشباع. معدل الاحلال الحدي بين سلعتين (X و Y) هو عبارة عن مقدار الوحدات التي يتخلي عنها المستهلك من Y (-ΔY) في مقابل الحصول علي وحدات اضافية من X (ΔX): تاخذ القيمة المطلقة لميل المنحني ، وبالتالي ينظر الي معدل الاحلال الحدي بين سلعتين كقيمة موجبة 48

المدخل الحديث لتحليل سلوك المستهلك (نظرية المنفعة الترتيبية) معدل الاحلال الحدي بين سلعتين المجموعة السلعة X السلعة Y ΔX ΔY MRSyx A 2 32 - B 4 20 +2 -12 6 C 8 -8 D -4 E 10 -2 1 يلاحظ من الجدول ان معدل الاحلال الحدي بين السلعتين يتجه الي التناقص وهذا ما يعرف بمبدأ تناقص معدل الاحلال الحدي الذي يعكس مبدا انه كلما قلت الكمية المستهلكة من السلعة زادت اهمية الوحدة الاضافية منها، اي ان الاهمية النسبية للسلعة التي يتم التخلي عنها تتزايد بينما الاهمية النسبية للسلعة التي يتم الحصول عليها تتناقص 49

المدخل الحديث لتحليل سلوك المستهلك (نظرية المنفعة الترتيبية) اشتقاق المعدل الحدي للاحلال رياضيا: افترض ان دالة المنفعة : U = f (X, Y) بالتفاضل الكلي لهذه الدالة: بما ان و (المنفعة الحدي ل X و Y ) اذا يقيس التفاضل الكلي مقدار التغير في دالة المنفعة U، وبما ان التغير في المنفعة الكلية ثابتا علي طول منحني السواء تكو dU =0 اي ان: باعادة ترتيب المعادلة نحصل علي معدل الاحلال الحدي وميل منحني السواء: 50

المدخل الحديث لتحليل سلوك المستهلك (نظرية المنفعة الترتيبية) 4. منحنيات السواء محدبة باتجاه نقطة الاصل : Convexity property ذكرنا ان معدل الاحلال بين السلعتين يتجه باستمرار الي التناقص وبما ان معدل الاحلال الحدي يقاس باستخدام ميل منحني السواء، لذا فان ميل منحني السواء ايضا يتجه الي التناقص كلما انتقلنا من اعلي الي اسفل باتجاه اليمين 51

منحنيات السواء واختلاف التفضيلات
من شكل منحنيات السواء يمكننا مقارنة تفضيلات المستهلكين بعضهم ببعض تجاه نفس السلعة وكذلك معرفة مدي تقييم كل مستهلك لسلعة مقابل سلعة اخري، بمعني اخر مدي استعداد كل مستهلك لاحلال سلعة محل سلعة اخري. 1. تفضيل المستهلك لسلعة اكثر من الاخري: Y المستهلك 2 Y المستهلك 1 ΔY ΔY X X ΔX ΔX المستهلك الاول لديه الاستعداد للتخلي عن كمية قليلة نسبيا من السلعة Y مقابل الحصول وحدة اضافية من X وذلك لانخفاض معدل الاحلال الحدي (انخفاض الميل) . اي ان المستهلك لديه تفضيل اكبر للسلعة Y المستهلك الثاني لديه الرغبة للتخلي عن كمية اكبر نسبيا من السلعة Y مقابل الحصول وحدة اضافية من X وذلك لارتفاع معدل الاحلال الحدي (ارتفاع الميل) . اي ان المستهلك لديه تفضيل اكبر للسلعة X 52

2. تفضيل المستهلك لسلعة واحدة فقط دون الاخري: منحنيات السواء تكون في شكل خطوط مستقيمة راسية او افقية المستهلك 2 المستهلك 1 Y U1 Y U2 U2 ΔY U1 ΔX X X المستهلك الاول لديه تفضيل مطلق للسلعة Y والسلعة X تعتبر سلعة محايدة (Neutral good) بالنسبة له (الحصول علي كمية قليلة او كثيرة من السلعة ليس له تاثير علي المستهلك) المستهلك الثاني لديه تفضيل مطلق للسلعة X والسلعة Y تعتبر سلعة محايدة بالنسبة له 53

3. الاحلال او التبادل التام بين سلعتين: منحنيات السواء تكون في شكل خطوط مستقيمة بميل سالب او ذات زاوية قائمة علي شكل حرف L المستهلك 2 المستهلك 1 سلع تامة التكامل Y سلع تامة التبادل Y B D U2 U1 A U1 U2 X X المستهلك الاول : معدل الاحلال الحدي بين السلعتين ثابت (الميل ثابت) وبالتالي لا تخضع لفرضية تناقص معدل الاحلال الحدي وهذا يعني ان هناك احلالا او تبادلا تاما بين السلعتين (Perfect substitute) المستهلك الثاني : بالنسبة له هناك نقطة وحيدة علي كل منحني سواء يمكن ان يختارها، مثلا لو اختار المجموعة A فان اي كميات اضافية من احدي السلعتين لن تعطي المستهلك اي اشباع اضافي 54

تفضيلات المستهلك (الثاني) التي يوضحها هذا النوع من المنحنيات لا تخضع لفرضية عدم الاشباع لان زيادة الاستهلاك من احدي السلعتين لا تجعل المستهلك افضل (النقطة D) للانتقال الي منحني سواء اعلي لا بد من زيادة الكميات المستهلكة من السلعتين معا وبنفس النسبة وهذا يعني ان هناك تكاملا تاما بين السلعتين (Perfect complement goods) يلاحظ ايضا ان تفضيلات المستهلك في مثل هذه الحالة لا تخضع لفرضية تناقص معدل الاحلال الحدي حيث يساوي ما لا نهاية في الجزء الراسي ويساوي صفرا في الجزء الافقي. 55

امكانات المستهلك لقد بينت نظرية طلب المستهلك، على ان المستهلك يحاول توزيع دخله المخصص للإستهلاك على السلع والخدمات بهدف تحقيق أقصى قدر من الإشباع بحدود ذلك الدخل، وذلك من خلال الوصول إلى أعلى منحنى سواء و الذي يمثل أقصى مايمكن الوصول إليه من إشباع في حدود الدخل المتاح، حيث ان الدخل يتحكم بسلوك المستهلك ويمثل قدرة المستهلك على الطلب الفعّلى. يهدف المستهلك إلى تحقيق أقصى إشباع وأكبرمنفعة، و يعتمد تحديد الكميات التي تحقق للمستهلك أقصى إشباع على إمكانات الفرد وقدرته المادية والمتمثلة بكل من الدخل النقدي للفرد المخصص للإنفاق على مختلف السلع و الخدمات و أسعار السلع و الخدمات التي يرغب الفرد باستهلاكها. و يتم التعبير عن إمكانات المستهلك بخط الدخل و الذي هو عبارة عن خط مستقيم ذو ميل سالب يساوي النسبة بين سعري السلعتين التي يرغب الفرد باستهلاكها. بما أن إمكانات المستهلك تتحدد بالدخل و الأسعار فإن إمكانات المستهلك تتغير بتغير الدخل و الأسعار و الذي سيتبعها تغير في الكميات المستهلكة من السلع و الخدمات. 56

خط الدخل او قيد الميزانية: Budget Line (Income)
إذا انفق المستهلك كل دخله على السلعة X دون ان يشتري أي وحدة من السلعة Y فانه يحصل على الكمية وكذلك الأمر اذا انفق كل دخله على السلعة Y دون ان يشتري وحدة واحدة من السلعة X فانه يحصل على كمية وبتوصيل هاتين النقطتين فاننا نحصل على خط مستقيم يمثل خط الميزانية، وهو يمثل أقصى مايمكن الحصول عليه من السلعتين. يوضح خط الميزانية جميع المجموعات الممكنة من السلعتين التي يستطيع المستهلك شراءها بافتراض دخل نقدي معين واسعار معينة للسلعتين. فالمستهلك لايستطيع الحصول على أية نقطة خارج خط الميزانية مثل النقطة M لان هذا يتطلب دخل أكبر من دخله، بينما أي نقطة داخل خط الميزانية مثل النقطة N تعني ان المستهلك لا ينفق كامل دخله كما هو موضح في الشكل التالي: 57

امكانات المستهلك خط الدخل Budget line
QY Qx *N A B *M 58

للحصول علي ميل خط الميزانية نقوم بحل معادلة الميزانية كالاتي: ميل خط الميزانية هو النسبة بين سعري السلعتين، ومقدار هذا الميل يبين لنا المعدل الذي يمكن فيه استبدال او احلال السلعتين بدون اي تغيير في الدخل النقدي المنفق عليهما، بمعني اخر كمية السلعة Y التي يجب ان يتخلي عنها المستهلك في سبيل الحصول علي كميات اضافية من السلعة X. 59

التغيرات في الدخل والاسعار: يعتبر السعر والدخل العاملان الرئيسيان المؤثرين والمحددين لخط الميزانية ولامكانات المستهلك. التغيرات في الدخل والاسعار تؤدي الي انتقال خط الميزانية تغير السعر: اذا تغير سعر أحد السلعتين مع ثبات سعر السلع الأخرى وثبات دخل المستهلك، فان خط الميزانية ينتقل إلى اليمين او اليسار من جهة السلعة التي تغير سعرها مع ثباته في نفس النقطة من جهة السلعة التي بقي سعرها ثابت. تغير الدخل: إذا إرتفع الدخل من I إلى I2 فان خط الميزانية ينتقل إلى أعلى ونحصل على كميات من السلعتين أكبر من قبل أما إذا انخفض الدخل من I إلي I3 فان خط الميزانية ينتقل إلى اليسار ونحصل على كميات أقل من السلعتين QY Qx QY Qx 60

توازن المستهلك Consumer’s Equilibrium
إتضح مما سبق ان دخل المستهلك يبين قدرة هذا المستهلك على شراء السلعتين y,x وإتضح أيضاً ان منحنيات السواء تبين رغبة و تفضيل المستهلك. الفرضية الأساسية في توازن المستهلك هي ان يحاول المستهلك تحقيق أقصى منفعة ممكنة في حدود دخله، وانه سيختار أفضل مجموعة من السلعتين على منحنى السواء الذي يتطابق مع دخله. بيانياً نقطة التوازن تتحقق عند نقطة التماس بين اعلي منحنى للسواء وخط الميزانية والشكل التالي يبين هذه الحالة " حالة التوازن" 61

توازن المستهلك QY Qx U3 U2 U1 X* Y* توازن المستهلك E 62

تمثل النقطة E توازن المستهلك حيث يتساوى عندها ميل خط الدخل مع ميل منحنى السواء U2 وعندها فانه يتحقق شرط التوازن وهو : اي ان هذا هو الشرط الاول لتعظيم المنفعة (تساوي المنفعة الحدية للنقود)، أيضاً فان المستهلك في هذه النقطة يكون قد انفق كامل دخله و يتحقق بذلك الشرط الثاني وهو: وبذلك يكون المستهلك قد انفق دخله بالكامل وحصل على أقصى منفعة في حدود دخله ” هذه نفس النتيجة التي توصلنا اليها باستخدام الطريقة الكلاسيكية غير ان المنفعة هنا غير مقيسة . 63

تجدر الاشارة الي انه قد يحدث ان يكون ميل منحني السواء اكبر من ميل خط الميوانية، وهذا يعني ان معدل الاحلال الحدي بين السلعتين x و Y اكبر من النسبة بين سعري السلعتين عند جميع المجموعات السلعية كما في الشكل التالي: Y U2 U1 U3 X B 64

في هذه الحالة يواجه المستهلك ما يعرف بالحل الركني (A corner solution) ، وعنده تكون المجموعة او النقطة B هي الوحيدة التي تحقق التوازن وتعظم الاشباع، اي ان من مصلحة المستهلك ان ينفق جميع دخله علي شراء السلعة X. العكس صحيح في حالة كون معدل الاحلال الحدي اقل من النسبة بين سعري السلعتين عند جميع المجموعات السلعية، فان المستهلك سيواجه ايضا حلا ركنيا عند النقطة A ويكون من مصلحته انفاق جميع دخله علي شراء السلعة Y. 65

حل معادلة الميزانية رياضيا: افترض ان دالة المنفعة المراد تعظيمها هي: عرضة الي قيد الدخل اي ان الطريقة هي حل معادلة الميزانية او الدخل لاي متغير من الكميات كالتالي: باحلال هذه المعادلة في دالة المنفعة نحصل علي : 66

لتععظيم هذه الدالة نطبق القواعد التالية: 1. توضع المشتقات الاولي لدالة المنفعة مساوية للصفر: 2. اذا كانت المشتقة الثانية للدالة اقل من الصفر فان هذا يشير الي ان دالة المنفعة معظمة: مثال: للبيان كيفية الحصول علي منفعة معظمة في حالة سلعتين : مقيدة ب الخطوة الاولي: ،وباحلال هذه المعادلة في دالة المنفعة نحصل علي: 67

لايجاد نقطة معظمة المنفعة نجعل المشتقة الاولي = صفر والمشتقة الثانية يجب ان تكون اقل من صفر. بحل المعادلة (1) نحصل علي قيمة X2 وبالتالي يمكن ايجاد قيمة X1. يمكن حساب معدل الاحلال الحدي ايضا من المعادلات السابقة واثبات ان تعظيم المنفعة يتم عندما يتساوي معدل الاحلال الحدي مع نسبة اسعار السلعتين كما ذكرنا في السابق. 68

مثال: اذا فرضنا ان دالة المنفعة يمكن تمثيلها بالمعادلة التالية: اذا كان سعر الوحدة من X1 = 6 ريال وسعر الوحدة من X2= 3 ريال، وكان الدخل = 180 ريال ، كيف يمكن لهذا المستهلك ان يعظم منفعته من استهلاك السلعتين في حدود دخله؟ الحل: 69

لتعظيم المنفعة نضع المشتقة الاولي لهذه الدالة مساوية للصفر: اذا باحلال هذه القيمة في معادلة X1، نحصل علي X1: ونظرا لان المشتقة الثانية لهذه الدالة سالبة فان استهلاك المجموعة السلعية المكونة من 15 وحدة من X1 و 30 وحدة من X2 تعظم المنفعة. 70

اوضحنا سابقا ان نقطة معظمة المنفعة هي النقطة التي تتساوي عندها المنافع الحدية للنقود للسلع المختلفة وكذلك عند هذه النقطة يتساوي معدل الاحلال الحدي مع نسبة الاسعار للسلعتين: 1. المنفعة الحدية للنقود متساوية: 2. معدل الاحلال الحدي = النسبة السعرية 71

تحليل طلب المستهلك Consumer Demand Analysis
فيما سبق عرضه - وبالتحديد أثناء دراستنا لسلوك المستهلك من خلال نظرية المنفعة الترتيبية - تعرفنا على المكونات الرئيسية الثلاثة لهذه النظرية : الأول ويتمثل في تفضيلات المستهلك (Consumer preferences ) التي تعكس ما يرغبه أو يتمناه المستهلك من سلعتين وتم تمثيلها بيانيا باستخدام خريطة من منحنيات السواء (Indifference Curves)، والثاني يتمثل في إمكانات المستهلك التي تعكس ما يقدر أو يستطيع شراءه من سلعتين ، وتم تمثيلها بيانيا باستخدام خطوط (قيود) الدخل والميزانية (Budget constraints)، والمكون الثالث لهذه النظرية يتمثل في خيارات المستهلك التوازنية ،وهذه تم تحديدها بالجمع بين تفضيلات المستهلك (ما يرغبه أو يتمناه ) مع إمكانيات المستهلك (ما يستطيع الحصول عليه ) ، ووضحت تلك الخيارات المجموعات المختلفة من السلع التي سوف يختارها أو يشتريها المستهلك حتى يحصل علي أقصي إشباع أو منفعة ممكنة في حدود دخله (أي المجموعات الاستهلاكية المثلي). 72

تعتبر هذه المكونات الثلاثة لنظرية سلوك المستهلك أنها الأدوات التحليلية الأساسية في دراسة وتحليل نظرية طلب المستهلك فمثلا كيفية تاثير التغيرات في أسعار السلع ومستويات الدخل على خط دخل المستهلك والآن يمكن أن نطور ذلك التحليل لمعرفة كيف توثر تلك التغيرات في الأسعار والدخل علي الأوضاع التوازنية للمستهلك او أقرارات الشراء المثلي للسلع المختلفة ، بالتالي سوف نحصل علي بعض العلاقات التي تلخص لنا كيف يتغير طلب المستهلك مع تغير كل من سعر السلعة والدخل إلي غير ذلك من العلاقات الاخري 73

أولا : أثر التغيرات في الأسعار والدخل: 1. منحني السعر –الاستهلاك (PCC) يمكن تعريف منحني السعر- الاستهلاك (Price-Consumption Curve) بأنة الخط الذي يصل بين المجموعات المختلفة من أي سلعتين (x وY مثلا ) التي سيقوم المستهلك بشرائها عند الأسعار المختلفة للسلعة (X) بافتراض ثبات الدخل وثبات سعر السلعة الاخري (Y). ولتوضيح ذلك بيانيا نفترض أن هناك مستهلكا يحقق التوازن عند الوضع E0 (كما هو موضح بالشكل ادنا) هومن ثم حدث ارتفاع في سعر السلعة X من (PX0)ألي (PX1) مع بقاء كل من سعر السلعة (Y) والدخل النقدي للمستهلك ثابتين، فسيؤدي ذلك إلي تحرك خط الدخل على اليسار باتجاه السلعة (x ) ومن ثم فان المستهلك سينتقل إلي وضع توازني جديد هو E1 74

وبافتراض أن السعر ارتفع مرة أخرى إلي PX2 فإن ذلك سيدفع المستهلك للانتقال إلي وضع توازني آخر هو E2وهكذا ، إن الخط الذي يصل بين نقاط التوازن المذكورة أعلاه هو ما يسمى بمنحنى السعر – الاستهلاك، وحيث إن هذا المنحنى يمكن اشتقاقه بافتراض مستويات مختلفة من الأسعار لسلعه ما وثبات الدخل وأسعار السلعة الأخرى، لذلك فإن الحركة من نقطة إي أخرى على نفس المنحنى تمثل ما يعرف بالأثر السعري . 75

Price-consumption Curve منخني السعر - الاستهلاك M/Pyo Eo E1 E2 M/Pxo M/Px2 M/Px1 76

2. منحنى طلب المستهلك (Consumer Demand Curve ): باستخدام منحنى السعر – الاستهلاك يمكننا اشتقاق منحني الطلب العادي للسلعة (x) والذي يوضح الكميات المختلفة من السلعة X التي سيشتريها المستهلك عند الأسعار المختلفة ،وذلك بافتراض بقاء العوامل أو ظروف الطلب الأخرى ثابتة (ومن ضمنها الدخل وسعر السلعة ) ، ويوضح الرسم (a) في الشكل التالي أنه عندما يكون السعر للسلعة x مساويا Px0 فإن الوضع التوازني للمستهلك سيكون عند النقطة E0 وبالتالي فإن المستهلك سيشتري الكمية X0 ،وعندما يرتفع السعر إلي PX1 فإن الوضع التوازني الجديد سيكون عند E1 وعلية فإن المستهلك سيشتري كمية اقل من السلعة X وليكن X1 ....وهكذا . 77

وبرسم هذه العلاقة بين السلعة X والكمية المطلوبة منها نحصل على منحنى الطلب العادي للسلعة X وذلك كما يوضح الرسم (b) في الشكل حيث يمثل المحور الرأسي سعر السلعة X والمحور الأفقي الكمية المطلوبة منها ،ويتبين من الرسم أن هناك علاقة عكسية بين سعر السلعة و الكمية المطلوبة منها ، فعندما يرتفع سعر السلعة تقل الكمية المطلوبة. 78

Y (a) X Px (b) منحني الطلب للسلعة X X X2 X1 Xo M/Pyo Eo E1 E2 M/Pxo
79

3. منحنى الدخل – الاستهلاك (Consumption-Income Curve (ICC) : يمكن تعريف منحنى الدخل – الاستهلاك بأنه الخط الذي يصل بين المجموعات المختلفة من أي سلعتين (X،Y ) التي سيقوم المستهلك بشرائها عند المستويات المختلفة للدخل النقدي وذلك بفرض ثبات أسعار هاتين السلعتين . ولتوضيح ذلك بيانيا نفترض أن الوضع التوازني الذي بحقيق أقصى أشباع للمستهلك هو عند نقطة التماس E0 كما في الشكل التالي وذلك عند مستوى الدخل M0 والأسعار (Px0) و(PY0) لكل من السلعتين (x) و(Y) علي الترتيب ، وبافتراض حدوث زيادة في دخل المستهلك إلي M1 مع ثبات أسعار كلا السلعتين ، فإن ذلك سيؤدي إلي انتقال خط دخل المستهلك إلي اليمين بميل يساوي ميل الخط القديم وبناء علية سينتقل المستهلك إلي وضع توازني جديد هو E1 80

وعلية فأنة سيكون لدينا ثلاثة خطوط دخل متوازية ،وثلاث نقاط تماس (توازن) هي E2، E1، E0وكل هذه النقاط توضح مجموع السلع (X وY) التي سوف يختارها المستهلك لتعظيم منفعته عند مستويات الدخل المختلفة إن الخط الذي يصل بين نقاط التوازن المذكورة أعلاه يسمى منحنى الدخل –الاستهلاك ،حيث إن المنحنى يتم اشتقاقه بافتراض مستويات مختلفة من الدخل وثبات أسعار جميع السلع ، لذلك فلن الحركة من نقطة إلي أخري على هذا المنحنى تمثل ما يعرف بالاثر الدخلي 81

منحني الدخل - الاستهلاك
Income-consumption Curve منحني الدخل - الاستهلاك M2/Pyo M1/Pyo Mo/Pyo E2 E1 Eo X Mo/Pxo M1/Pxo M2/Pxo 82

يوضح الشكل السابق إن منحنى الدخل –الاستهلاك يمثل علاقة طردية بين الدخل والكميات المشتراة من السلعتين وذلك لكون المنحنى ذا ميل موجب، إن هذه العلاقة بين الدخل والكميات المشتراة من السلعة (x) مثلا تعنى أنه كلما ارتفعت مستويات الدخل زادت الكميات المشتراة من السلعة والعكس صحيح وعلية فإن السلعة أو السلع التي تتمتع بهذه الخاصية تسمى السلع العادية ،وهي السلع التي يزيد الطلب عليها والكمية المشتراة منها عندما يزيد دخل المستهلك. 83

ومن ناحية أخرى فإن منحنى الدخل –الاستهلاك قد يكون ذا ميل سالب كما يوضح الرسم في الشكل (التالي) ، وهذا يعني أن هناك علاقة عكسية بين الدخل والكمية المشتراة من إحدى السلعتين (x) مثلا ،وعلية فإن السلع التي تتمتع بهذه الخاصية تسمى السلع الرديئة ،وسبق وهي السلع التي يقل الطلب عليها أو الكمية المشتراة منها عندما يزيد دخل المستهلك. 84

منخني الدخل - الاستهلاك
Income-consumption Curve منخني الدخل - الاستهلاك M2/Pyo E2 M1/Pyo Mo/Pyo E1 Eo X Mo/Pxo M1/Pxo M2/Pxo 85

4. منحنى أنجل (Engel Curve): يوضح هذا المنحنى العلاقة بين مستويات الدخل المختلفة والكميات المطلوبة من سلعة معينة عند ثبات السعر ،ويبين الرسم (a ) في الشكل (التالي) أنه عندما تكون السلعة عادية فإن المستهلك يشتري الكمية (X0) عند مستوى الدخل (M0) وعندما يزيد دخلة إلي (M1) فأنة سيشتري كمية اكبر( X1 ) ،وعندما يكون مستوى الدخل (M2) فأنة سيشتري الكمية (x2) وهكذا من ذلك نستنتج أن المنحنى الذي بربط بين مستويات الدخل المختلفة و الكميات المطلوبة من السلعة x وهو ما يعرف بمنحنى أنجل سيكون ذا ميل موجب وذلك لأن السلعة عادية ،ولكن قد يحدث أن تكون السلعة ( x ) رديئة وبالتالي فإن منحنى أنجبل يكون ذا ميل سالب لأن الكمية المشتراة من السلعة سوف تقل مع زيادة الدخل وهذا ما يوضحه الرسم (b) في الشكل. أخيرا لاحظ أنة قد يحدث التحرك على نفس المنحنى نتيجة لتغير الدخل ،وقد يحدث انتقال للمنحنى لليمين أو اليسار نتيجة تغير عوامل أخري مثل أسعار السلع أو تفضيلات الاستهلاك 86

منحني انجل لسلعة عادية منحني انجل لسلعة رديئة
(a) (b) M M منحني انجل لسلعة عادية منحني انجل لسلعة رديئة M1 M1 Mo Mo X X X1 Xo Xo X1 87

تحليل مكونات الأثر السعري(The Price Effect) عند اشتقاق منحني السعر -الاستهلاك (pcc) تم ذكر أن الأثر السعري يتمثل بالحركة من نقطة إلي أخري على ذلك المنحني ، وتم تعليل ذلك بكون ان اشتقاق منحنى السعر –الاستهلاك تم بتغيير سعر سلعة ما وتثبيت الدخل النقدي وأسعار السلع الأخرى. وعليه يمكن القول أن الأثر السعري يوضح لنا إجمالي الأثر الذي يحدث نتيجة تغيير سعر سلعة ما علي الكمية المطلوبة أو المشتراة من هذه السلعة عند التوازن، وذلك بافتراض ثبات الدخل النقدي وسعر السلعة أو السلع لأخرى ويعتبر الأثر السعري هو الأساس الذي تقوم علية عملية اشتقاق منحني طلب المستهلك الفرد في نظرية سلوك المستهلك. 88

عادة ما يتم تجزئة الأثر السعري أو أثر تغير سعر سلعة ما على الكمية المطلوبة إلي أثرين مختلفين هما أثر الإحلال وأثر الدخل. فمثلا عندما يرتفع سعر سلعة ما وذلك بفرض ثبات أسعار السلة الأخرى والدخل النقدي فان المستهلك عادة ما يقوم بشراء كمية اقل من السلعة التي أصبحت غالية الثمن وذلك لسببين: 1. أن المستهلك سيقوم باستبدال أو إحلال سلع أخرى محل هذه السلعة لأن تلك السلع الأخرى أصبحت رخيصة نسبيا في نظره (على الرغم أن سعرها أم يتغير ) وهذا ما يعرف بأثر الاحلال. 2. أن المستهلك عندما يرتفع سعر السلعة وبافتراض ثبات العوامل الأخرى فإن القوة الشرائية لدخل المستهلك أو الدخل الحقيقى له سوف ينخفض ، و بافتراض أن السلعة عادية فإن ذلك سيدفع بالمستهلك إلي التقليل من استهلاكه لهذه السلعة وهذا ما يعرف بأثر الدخل 89

وحتى نتعرف على الأثر السعري وكيف يمكن الحصول عليه بيانيا سنفرض أن هناك سلعتين XوY ،وأن سعر السلعة الأولي (Px0 ) ،وسعر السلعة الثانية (PYO) ، ودخل المستهلك الأصلي يبلغ (M0) وعلية فان خط دخل المستهلك يتمثل في الخط (MOMO) كما في الشكل (التالي) ،ووضع التوازن الأصلي للمستهلك يتمثل في نقطة مماس خط الدخل مع منحنى السواء U وذلك عند النقطة E0 حيث الكميات التوازنية بالنسبة للمستهلك هي (XOوYO). والآن افترض حدوث ارتفاع في سعر السلعةX ليصبح Px1 (الدخل وسعر السلعة الأخرى ثابت لم يتغير) ، هذا سيؤدي إلي اانتقال خط الدخل من جهة السلعة X التي تغير ثمنها لنحصل على خط دخل جديد يتمثل في (M1MO) وتكون الكميات التوازنية الجديدة (X1Y1). لاحظ أنة في البداية كانت النقطة المثلي التي تحقق التوازن للمستهلك هي (E0) على منحنى السواء (U) ولكن بعد الارتفاع في سعر السلعة (X) أصبحت النقطة المثلى التي تحقق التوازن هي (E1) وذلك على منحني السواء (U1) لهذا فان الأثر الكلي (السعري) نتيجة لتغيير سعر السلعة (X) يتمثل في الحركة من الوضع (E0) إلي (E1) على منحني السعر –الاستهلاك ،او التغيير في الكمية المطلوبة للسلعة من XO إلي X1 . 90

منخني السعر - الاستهلاك Mo E1 Eo Y1 Yo X X1 M1 Mo Xo الاثر السعري (الكلي) 91

اثر كل من الدخل والاحلال نظريا إن تغيير سعر سلعة ما بالارتفاع أو الانخفاض سوف يؤثر على قرارات الشراء بالنسبة للمستهلك من هذه السلعة وذلك لسببين: أ/ إن تغيير سعر السلعة سيجعلها في نظر المستهلك إما أكثر أو اقل جاذبية ، ففي حالة ارتفاع سعرها فإن ذلك سيدفع بالمستهلك إلي العزوف عنها ، وبالمقابل يزيد من استهلاك السلع الاخري وهذا يعني أنة سوف يحل السلع الاخري التي أصبحت الآن رخيصة نسبيا في نظره محل هذه السلعة ،أما في حالة انخفاض سعرها فإن ذلك سيشجع المستهلك على الإقبال عليها ، وبالتالي فأنة سيفكر في استخدام كميات أكبر من هذه السلعة علي حساب السلع الاخري، وهذا يعني أنة سيوف يحل هذه السلعة مكان سلعة أخري أصبحت غالية نسبينا في نظره 92

نخلص من ذلك أنة في حالة تغيير سعر السلعة فأنه سيكون هناك عملية إحلال لهذه السلعة بدلا من سلع أخرى في حالة انخفاض سعرها ،أو إحلال سلع أخري محل السلعة الأصلية في حالة ارتفاع سعرها ،ولذلك يسمى التغيير في الكمية المطلوبة الناتج عن ذلك بأثر الإحلال (Substitution effect). فلو افترضنا أن هناك شخصا يستهلك سلعتين فقط هما XوY وأنه حصل ارتفاع في سعر السلعة (X) إن ذلك سيؤدي إلي أن يقلل المستهلك استهلاكه من السلعة (X) ويزيد استهلاكه من السلعة الأخرى (Y) التي أصبحت في نظره رخيصة نسبينا وهذا هو أثر الإحلال . ويلاحظ أن أثر الإحلال دائما سالب فهو يتحرك في اتجاه معاكس لحركة السعر ، وهذا يعنى أنة يمثل علاقة عكسية بين سعر السلعة و الكمية المطلوبة منها ، ففي حالة ارتفاع السعر فإن الكمية المطلوبة تنخفض وفي حالة انخفاض السعر فإن الكمية المطلوبة تزيد. 93

ب/ إن تغيير سعر السلعة سيؤدي إلي تغيير القوة الشرائية لدخل المستهلك أو بمعنى أخر إلي تغيير دخله الحقيقي. - ففي حالة ارتفاع سعر السلعة فإن ذلك سيقلل من القوة الشرائية لدخل المستهلك ،أو يقلل من دخله الحقيقي ، فعلي الرغم من أن الدخل النقدي أو مقدار النقود التي يمتلكها لم يتغير فإن الكمية التي تستطيع هذه النقود شراءها من السلعة قد انخفضت ،وفي حالة انخفاض سعرها فإن ذلك سيزيد من قوة دخله الشرائية أو يزيد من دخله الحقيقي وهذا ما يسمى بأثر الدخل (income effect). - وباستخدام نفس مثال السلعتين السابق فان ارتفاع سعر السلعة X سوف يقلل من قوة دخل المستهلك الشرائية ، وبالتالي سيدفع المستهلك إلي أن يقلل استهلاكه منها وذلك لأن دخله الحقيقي قد انخفض نتيجة لارتفاع سعرها حيث إن عدد الوحدات من السلعة X التي يستطيع دخله شراءها من هذه السلعة أصبح أقل مما كان عليه. 94

إن أثر الدخل يعتمد علي نوع السلعة محل الدارسة ، فإذا كانت السلعة عادية فإن ذلك يعني ان هناك علاقة طرديه بين الكميات المطلوبة من السلعة ومستوى الدخل ، فارتفاع سعر السلعة مثلا سيؤدي الي انخفاض الدخل الحقيقي للمستهلك وبالتالي ستقل الكمية المطلوبة من السلعة (لأن السلعة عادية) والعكس صحيح في حالة انخفاض سعر السلعة ، لذلك فإن أثر الدخل سيكون سالبا في حالة السلعة العادية ،ونقول هنا أن أثر الدخل سالب لأننا نربط بين اتجاه السعر(ارتفاع مثلا ) وأثر ذلك على الكمية المطلوبة (انخفاض) من خلال التأثير على الدخل ، أما إذا كانت السلعة رديئة فإن هذا يعني أن هناك علقة عكسية بين الكمية المطلوبة من السلعة ومستوي الدخل وبالتالي فإن أثر الدخل سوف يكون موجبا بالنسبة للسلعة الرديئة ، فارتفاع سعر السلعة مثلا سيؤدي إلي انخفاض الدخل الحقيقي للمستهلك وبالتالي سيزبد الكمية المطلوبة من السلعة (لأن السلعة رديئة ) والعكس صحيح في حالة انخفاض سعر السلعة. 95

مما سبق توضيحه يتبين لنا أنه عندما يتغير سعر سلعة ما فإن ذلك سيؤدي إلي تغيير الكمية المطلوبة من السلعة ،وذلك بفعل كل من التأثيرين السابقين :أثر الأحلال وأثر الدخل ،ومجموع هذين التأثيرين هو ما اصطلح على تسميته بالأثر الكلي أو الأثر السعري (وذلك لأنه ناتج عن تغيير سعر السلعة ) ففي حالة السلعة العادية فإن كل من أثر الإحلال وأثر الدخل يعمل في نفس الاتجاه فعند ارتفاع سعر السلعة فإن كلا الأثرين يعمل على تخفيض الكمية المطلوبة من السلعة ،وبالتالي فإن الأثر الكلي (السعري) لارتفاع السعر هو تخفيض الكمية المطلوبة من السلعة، وعند عند انخفاض سعر السلعة فإن كلا الأثرين يعمل على زيادة الكمية المطلوبة ،وبالتالي فإن الأثر الكلي (ألسعري) ينتج عنة زيادة الكمية المطلوبة من السلعة 96

أما في حالة السلعة الرديئة ، فإن كلا من أثر الإحلال وأثر الدخل يعمل في اتجاهين متعاكسين ، فمثلا عند ارتفاع سعر السلعة فإن أثر ألإحلال يعمل كما ذكرنا على تخفيض الكمية المطلوبة من السلعة بينما يعمل أثر الدخل على زيادة الكمية المطلوبة منها (لأن الدخل الحقيقي انخفض والسلعة رديئة ) والأثر الكلي (ألسعري ) يعتمد على أي من هذين الأثرين يتغلب على الأخر : فإذا كان اثر الإحلال السالب اكبر من اثر الدخل الموجب فإن الأثر الكلي سيكون انخفاض الكمية المطلوبة من السلعة ، أما إذا كان اثر الدخل الموجب أكبر من أثر الإحلال السالب فإن الأثر الكلي سيكون زيادة الكمية المطلوبة من السلعة 97

في الحالة الأخيرة نلاحظ أن الأثر الكلي لارتفاع سعر السلعة أدي إلي زيادة الكمية المطلوبة منها ويعرف هذا النوع من السلع باسم سلع جفن (Giffen Goods ) وهي حالة خاصة من السلع الرديئة يكون فيها ارتفاع سعر السلعة قد أدى إلى انخفاض القوى الشرائية لدخل المستهلك أو الدخل الحقيقي بشكل كبير جدا مما يدفع المستهلك إلى زيادة الاستهلاك من السلعة الرديئة. لذلك يمكن القول أن التفرقة بين السلع الرديئة وسلع جفن يمكن ومعرفته من خلال اثر الإحلال واثر الدخل وأيهما يتغلب على الأخر 98

يمكن تلخيص الحالات السابقة لكل من الأثر السعري واثر الإحلال واثر الدخل في الجدول التالي: اتجاه السعر ارتفاع السعر(p) انخفاض السعر(p) نوع السلعة الاثر عادية رديئة وليست من نوع جفن رديئة من نوع جفن اثر الاحلال SE (سالب دائما) (-) (+) أثر الدخل IE ألاثر السعري (الكلي) (SE>IE) (IE>SE) P = سعر السلعةQ = الكمية المطلوبة من السلعةM = دخل المستهلك SE = أثر الإحلال IE = أثر الدخل 99

أثر كل من الدخل والإحلال بيانيا: يمكننا تحت الافتراضات النظرية السابقة تجزئة الأثر السعري ( الكلي) بيانيا الى : أ) حالة السلعة العادية: في حالة كون السلعة Xعادية فإن الأثر الكلي لارتفاع سعرها يتمثل في انخفاض الكمية المطلوبة منها أو زيادتها في حالة انخفاض سعرها وهذا بسبب وجود اثر الإحلال واثر الدخل للتعرف على هذين الأثرين كلا على حده في حالة ارتفاع سعر السلعة أو انخفاضه نقوم بتجزئة الأثر الكلي وذلك بعزل اثر الدخل عن اثر الإحلال ويتم ذلك عن طريق تعويض المستهلك عن الانخفاض الذي يحصل في دخله الحقيقي نتيجة لارتفاع سعر السلعة أو سحب الزيادة في دخله الحقيقي التي تتولد في حالة انخفاض سعر السلعة، وبهذه الطريقة نستطيع التعرف على مقدار اثر الإحلال مستقلا عن اثر الدخل. 100

في البداية نفترض أن المستهلك لديه دخل مقداره Mo ويرغب في شراء سلعتين فقط هما XوY حيث سعر كل منهما Pxo وPyo على الترتيب ، أن الوضع التوازني الذي يحقق للمستهلك أقصى إشباع هو عند نقطة التماس لمنحنى السواء Uo مع خط الدخل MoMo أي عند النقطة Eo حيث يشتري المستهلك الكمية Xoمن السلعة X والكمية Yo من السلعة Y ، افترض الآن أنه حصل فقط ارتفاع في سعر السلعة X من Pxo ألي Px1 مع ثبات كل من الدخل وسعر السلعة الاخري ، سيؤدي ذلك إلي انتقال خط الدخل إلي اليسار باتجاه السلعة X ليصبحM1Mo بدلا من MoMo وبالتالي سينتقل المستهلك إلي وضع توازني جديد هو E2. لذلك فإن الأثر السعري أو الكلي لارتفاع سعر السلعة X يتمثل في انخفاض الكمية المطلوبة منها من X0 إلي X2. 101

وللتعرف على مقدار أثر الإحلال فقط دون غيره نقوم بعزل اثر الدخل وذلك بتعويض المستهلك بمقدار الانخفاض الذي حصل في دخله الحقيقي نتيجة لارتفاع السعر بحيث نجعل المستهلك يحقق نفس مستوى الإشباع السابق ،أي يكون على نفس منحنى السواء الأصلي U ويواجه مستوي الأسعار الجديد (Px1 وPyo) لذا فإن المستهلك بعد تعويضه عن الانخفاض في الدخل سيواجه خط دخل جديد يكون مماسا أمنحنى السواء الأصلي U 102

السوائل الآن هو :كم من الدخل يحتاج ذلك المستهلك حتي يصل إلي منحني السواء الأصلي الذي كان علية قبل ارتفاع سعر السلعة ؟ وما هو الوضع التوازني للمستهلك؟ للاجابه على السؤال نقوم برسم خط ميل افتراضي M2M2 (الخط المتقطع في الشكل (التالي) له ميل يساوي ميل خط الدخل الجديد (MoM1) ويكون مماس لمنحنى السواء الأصلي U عند النقطة E1 و يلحظ أن الكميات المثلي عند هذه النقطة هي X1 وY1 ، وأن المسافة (M1-M0) علي المحور الرأسي التي تقع بين خطى الدخل المتوازيين هي مقدار الدخل الذي يحتاجه المستهلك (الدخل التعويضي) لكي يبقى عند مستوى الإشباع الأصلي (U) ويواجه في نفس الوقت الأسعار (Px1 وPyo) . 103

اثر الاحلال واثر الدخل في حالة السلع العادية
M2 Mo E2 Y2 E1 Y1 Eo Yo U1 U X X2 M1 X1 Xo M2 Mo اثر االدخل (-) اثر الاحلال (-) الاثر السعري (الكلي) 104

ولكن ماذا يعني لنا خط الدخل الافتراضي M2M2 ونقطة التماس E1؟ أن هذا الافتراض يعنى أنه على الرغم من أننا قمنا بتعويض المستهلك عن الانخفاض في دخله الحقيقي (بسبب الارتفاع في سعر السلعة x ) بالمقدار الذي يعيده إلي حد الإشباع الأصلي ألا ان ارتفاع سعر السلعة (X) أدي إلي تخفيض الاستهلاك منها بالقدر (Xo-X1) ويحل بدلا منها السلعة أو السلع أخري ،لذا فان الانتقال من الوضع (Eo)إلي (E1) على منحنى السواء(U) ناتج عن أثر الإحلال ،بينما الانتقال من الوضع E1على منحنى السواء U إلي الوضع E2 على منحنى السواء U1 ناتج عن أثر الدخل. 105

وهذا يعني إننا لوقمنا بسحب الدخل الافتراضي الذي عوضنا به المستهلك فإنه سينتقل إلي منحنى سواء أقل (U1) ويقلل استهلاكه من السلعة X بالمقدار (X1-X2) وذلك نتيجة لانخفاض دخله وهذا بدوره يعني أن : الأثر الكلي (TE) = أثر الاحلال (SE) + أثر الدخل (IE) لذا فإن : TE = X0-X2 =X1-X2+X0-X1 لاحظ أن أثر الإحلال بالسالب (دائما) وأثر الدخل هنا أيضا سالب (لأن السلعة عادية )، لذلك فكلاهما يعمل في نفس الاتجاه على تخفيض الكمية المطلوبة من السلعة نتيجة لارتفاع سعرها. 106

ب) حالة السلعة الرديئة : قد يحدث أن تكون السلعة (X) رديئة ، وبالتالي فإن أثر الدخل سيكون بالموجب بمعني أن انخفاض الدخل الحقيقي (نتيجة لارتفاع سعر السلعة ) سوف يؤدي إلي زيادة الكمية المطلوبة من السلعة ، وعلية فأنه سيكون لدينا قوتان متضادتان أحدهما أثر الإحلال والأخرى أثر الدخل الموجب ، وبالتالي فإن الأثر الكلي يعتمد على أي من هذين الأثرين يتغلب على الاخر ، ولذلك فإنه سيكون لدينا حالتان: 107

1- أثر الإحلال اكبر من أثر الدخل (IE<SE) : في هذه الحالة فإن أثر الإحلال السالب سوف يطغي على أثر الدخل الموجب وبالتالي فإن الأثر الكلي سوف يكون بالسالب بمعني أن ارتفاع سعر السلعة سوى يؤدي إلي انخفاض الكمية المطلوبة منها. ويوضح الشكل التالي هذه الحالة ، حيث أن ارتفاع سعر السلعة (X ) قد أدي إلي انخفاض الكمية المطلوبة بالمقدار (X1-XO) نتيجة لإحلال السلعة الأخرى بدلا منها ، لذلك فإن الانتقال من الوضع (EO) إلي (E1) على نفس منحنى السواء (U) هو أثر الإحلال في هذه الحالة . وبالإضافة إلي ما سبق فإن ارتفاع سعر السلعة (X) سوف يؤدي ألي انخفاض الدخل الحقيقي للمستهلك ، ولكون السلعة رديئة فإن المستهلك سوف يقوم بزيادة استهلاكه منها بالمقدار (X1-X2). 108

- وعلية فإن الانتقال من الوضع E1 ألي E2 ناتج عن إثر الدخل وبالتالي فإن الأثر الكلي يتمثل في الانتقال من الوضع EO على منحنى السواء U الي الوضع التوازني E2 على منحنى السواء U1 وكما سبق فان هذا يعني أن : الأثر الكلي (TE) = أثرا لإحلال(SE) +أثر الدخل (IE) لذا فإن : TE = X0-X2=X1-X2+X0-X1 109

اثر الاحلال والدخل لسلعة رديئة (حالة ارتفاع السعر)
M2 Mo E1 Eo Yo E2 U X M2 X1 X2 M1 Xo Mo اثر الدخل (+) الاثر الكلي (-) اثر الاحلال (-) 110

2- أثر الدخل اكبر من أثر الاحلال (SE<IE) : في هذه الحالة فإن أثر الدخل الموجب سوف يطغي على أثر الإحلال السالب ،وبالتالي فإن الأثر الكلي سوف يكون بالموجب ، بمعني أن ارتفاع سعر السلعة سوف يؤدي الي زيادة الكمية المطلوبة منها ،وهذه كما نعلم حالة خاصة من السلع الرديئة تسمي بسلع جفن ،وهذا يعني أن جميع سلع جفن هي سلع رديئة ولكن ليست كل سلعة رديئة هي من نوع جفن (لماذا )؟ ويوضح الشكل (التالي) هذه الحالة حيث إن ارتفاع سعر السلعة قد ينتج عنه أثر أحلال يتمثل في الانتقال من الوضع التوازني (EO ) ألي (E1) على نفس منحنى السواء U أي تنخفض الكمية المطلوبة من السلعة بالمقدار (X1-XO) . اما بالنسبة لأثر الدخل الناتج عن ارتفاع سعر السلعة فإنه يتمثل في الانتقال من الوضع التوازني E1ألي E2 ،والسبب في ذلك هو أن ارتفاع سعر السلعة قد أدى ألي انخفاض الدخل الحقيقي للمستهلك بالمقدارMO-M2 ولكون السلعة رديئة فإن ذلك سيؤدي إلي إن يزيد الشخص استهلاكه منها بالمقدار(X1-X2 ) . 111

وبناء على ذلك فإن الأثر الكلي لارتفاع سعر السلعة Px سيتمثل في انتقال المستهلك من الوضع التوازني (EO)على منحنى السواء (U) إلي الوضع التوازني الجديد (E2) على منحنى السواء (U1) وحيث أن : الأثر الكلي (TE) = أثر الإحلال (SE) + أثر الدخل (IE) أي أن : TE = X0-X2=X1-X2+X0-X1 112

اثر الاحلال والدخل لسلعة رديئة من نوع جفن (حالة ارتفاع السعر)
M2 E1 Mo Eo U Yo E2 X M2 X1 X0 X2 M1 Mo اثر الاحلال (-) الاثر الكلي (+) اثر الدخل (+) 113

فائض المستهلك Consumer Surplus
بصفة عامة عندما يقرر المستهلك شراء سلعة ما فإن السعر الذي يرغب في دفعه مقابل الحصول على هذه السلعة يختلف عن السعر الذي يدفعه بالفعل عند شرائها . إن الفرق بين مقدار ما يرغب المستهلك دفعه ثمنا لكمية معينة من السلعة ومقدار ما يدفعه فعليا لهذه الكمية يسمى فائض المستهلك. مثال على ذلك إذا كان المستهلك يرغب في شراء ثوب معين ولديه استعداد لدفع مبلغ ألف ريال ثمنا لهذا الثوب , وعند شرائه وجد أن سعره في السوق هو ستمائة ريال فقط , وبالتالي فإن الفرق بين السعر الذي يرغب في دفعه والسعر الذي دفعه فعلا ومقداره أربعمائة ريال يسمى فائض فائض المستهلك. وعادة ما يتم قياس هذا الفائض عند كمية معينة بإجمالي المساحة تحت منحنى الطلب مطروحا منه إجمالي الإنفاق على تلك الكمية ( السعر X الكمية ) 114

ويوضح الرسم ( ) في الشكل التالي كيفية الحصول على فائض المستهلك باستخدام منحنى أو دالة الطلب المتقطعة حيث نقوم بتكوين دالة طلب المستهلك على سلعة ما كالملابس مثلا , وذلك بسؤاله عن عدد الأثواب الإضافية التي سيقوم بشرائها عند مختلف الأسعار في لحظة زمنية معينة . وبإفتراض أن هذا المستهلك لن يقوم بشراء أي ثوب عند أي سعر أعلى من الف ريال , وسيكتفي بما لديه من ملابس قديمة , ولكن عند السعر 1000 سيقوم بشراء ثوب واحد ولو انخفض السعر إلى 900 ريال سيقوم بشراء ثوب إضافي ( اي أنه يرغب في شراء ما مجموعه ثوبان بسعر 900ريال للثوب) وعند السعر 800ريال سيأخذ ثوبا اخر إضافيا ( اي أنه يرغب في شراء ما مجموعه ثلاثة ثياب بسعر800ريال للثوب). وهكذا بالنسبة لباقي الأسعار . 115

وبافتراض أن السعر السائد في السوق للثوب الواحد هو 500 ريال , فإننا نجد أن المستهلك عند هذا السعر سيشتري ستة أثواب وبالتالي فإن مجموع ما سيدفعه فعلا ثمنا لهذه الأثواب الستة هو ريال , اذا المستهلك عند هذا السعر سيشتري ستة أثواب وبالتالي فإن مجموع ما سيدفعه فعلا ثمنا لهذه الأثواب الستة هو 3000 ريال , ولكن إذا ما نظرنا إلى ما كان يرغب المستهلك دفعه لهذه الأثواب الستة كل على حده لوجدناه كالتالي :1000 ريال للثوب الأول و 900 ريال للثوب الثاني و 800 ريال للثوب الثالث وهكذا. أي أن مجموع ما كان المستهلك يرغب ومستعد لدفعه لهذه الاثواب الستة هو ريال [ = 3500 ] وبالتالي إذا قارنا مجموع ما يدفعه فعلا ثمنا لهذه الأثواب الستة ( ) وبين ما كان يرغب في دفعه ثمنا لها (3500) لوجدنا الفرق بينهما يبلغ 500 ريال وهذا هو فائض المستهلك . 116

1000 900 800 700 600 500 400 300 200 100 فائض المستهلك السعر (ريال) عدد الاثواب 117

بالنسبة لدالة الطلب المستمرة فإنه يتم قياس فائض المستهلك بسهولة عند أي مستوى للأسعار ، ويوضح الرسم التالي كيفية الحصول عليه باستخدام منحنى أو دالة الطلب المستمرة , حيث أنه عند السعر P فإن المستهلك يختار الكمية X وبالتالي فإن ما يدفعه فعلا ثمنا لهذه السلعة يتمثل في المساحة ( 0Pbx) , ولكن في الحقيقة ما يرغب دفعه لهذه الكمية هو إجمالي المساحة ( 0abx) وعليه فإن فائض المستهلك عند ذلك السعر هو عبارة عن المساحة (Pab). 118

السعر a منحني الطلب b P الكمية x 119

عندما يتغير سعر سلعة ما فإن المستهلك أما يستفيد ( تزيد منفعته ) أو يتضرر ( تنقص منفعته ) تبعا لطبيعة التغير هل هو انخفاض في السعر أم ارتفاع , وهذا بالطبع سيتضمن زيادة أو نقصان في فائض المستهلك فمثلا في الشكل التالي عندما يكون السعر السائد للسلعة هو P0 فإن فائض المستهلك عبارة عن المنطقة ( A و B) , ولكن عندما يرتفع السعر إلى (P1 ) فإن فائض المستهلك ينخفض ويصبح المنطقة (A) فقط , وعليه فإن المفقود من فائض المستهلك يتمثل في المنطقة (B). بالمثل فأن انخفاض السعر من (P0 ) إلى ( P2) سيؤدي الي زيادة فائض المستهلك ليصبح عبارة عن المنطقة ( A و B و C), ويلاحظ أخيرا أن حجم الزيادة أو النقص في الفائض يعتمد على مقدار التغير في السعر ومرونة الطلب. 120

السعر A P1 B P0 C P2 D الكمية 121

د. عماد الدين الفاضل عبد الكريم

Similar presentations

Presentation on theme: "د. عماد الدين الفاضل عبد الكريم"— Presentation transcript:

Similar presentations

About project

Feedback

Log in

Auth with social network:

د. عماد الدين الفاضل عبد الكريم

Similar presentations

Presentation on theme: "د. عماد الدين الفاضل عبد الكريم"— Presentation transcript:

Similar presentations

About project

Feedback