1. جيهان محمد عبد الرحيم العدوي
بسم الله الرحمن الرحيم
جامعة سوهاج
كلية التربية
الدراسات العليا
الدبلومة الخاصة
بحث عن
التعليم عن بعد
إشراف
أ.د/ حسام مازن
جيهان محمد عبد الرحيم العدوي
مقدم من/

2. مفهوم التعلم عن بعد :- من المعروف أن التعلم العادى فى مختلف مراحلة يعتمد على المواجهة بين المعلم والمتعلم والتفاعل مع المواد التعليمية المستخدمة فى موقف تعلمى معين فى مكان معين هو المدرسة أو المعهد أو الجامعة أما التعلم عن بعد فهو ( موقف تعليمى تحتل فية وسائل الإتصال و التواصل المتوفرة كالمطبوعات وشبكات الهواتف والتلكس والحاسب الإلكترونى وغيرها من الأجهزة السلكية والاسلكية للتغلب على مشكلة المسافات البعيدة بين التعلم والمتعلم بحيث تتيح فرصة التواصل المشترك ).التعلم عن بعد هو أسلوب من أساليب التعلم الذاتى ، أدى إلى تعزيز نظام التعليم المفتوح والتعليم المستمر . يعرف " شلوسر وسيمونسن " هذا المصطلح بأنة يعنى التباعد المكانى بين المعلم والطلاب . بشير عبد الرحيم الكلوب ، التكنولوجيا فى عملية التعليم والتعلم ، ط2 ، دار الشروق ، عمان 1993

3. تطور التعلم عن بعد : لقد مر التعليم عن بعد بتاريخ كبير من التطورتحت مسميات مختلفة (مثل التعليم بالمراسلة ، التعليم المفتوح ) ، وطبقا لنظريات متعددة (مثل الإستقلالية و التلقائية ، والتفاعل والإتصال ) وقد تطورت تقنيات الإتصال المستخدمة فى التعليم عن بعد ؛ واستخدم الجيل الأول المطبوعات ونظم البريد ( التعليم بالمراسلة ) أما الجيل الثانى فقد إستخدم البرامج الإذاعية والتلفزيونية لنقل الصوت والصورة ، أما الجيل الثالث فقد إعتمد على الحاسبات لتقديم المواد التعليمية فى صيغة رقمية ومن هنا يمكن إعتبار التعلم القائم على شبكات الإتصال الكومبيوترية إمتدادا للجيل الثالث من التكنولوجيا المستخدمة فى التعليم عن بعد . وبحلول عام 1928 توصلت نتائج إحدى رسائل الدكتوراه فى جامعة كولومبيا "عدم وجود فروق دالة فى درجات التحصيل فيما بين الدراسة فى الفصول الدراسية الجامعية التقليدية وبين التعليم بالمراسلة وذلك فيما بين الطلاب الذين يدرسون نفس المقرر" ومع مرور الوقت تغيرت التكنولوجيا ، وتغيرت الأساليب المستخدمة فى نقل المعلومات ، وفى عام 1960 كان التعليم عن بعد نتيجة للتنمية السياسية والتقنية،خاصة مع تطور نظم الاتصال عن بعد لتربط الفصول الدراسية البعيدة وإثراء التعليم بالمراسلة عن طريق التكامل مع وسائل الاتصال المختلفة بدءا باستخدام الدوائر التلفازية .ولقد أدت جهود العلماء والمدرسين فى مجالات التعليم كلها إلى إيجاد صيغ التعليم التى تتلاءم مع أوضاع الدارسين واحتياجاتهم خارج أسوار المؤسسة التعليمية التى تتبع نظام تعلمي نظامى تقليدي،وتمثلت هذه الصيغ الأنماط الرئيسية الآتية(العريمي، 2010)(العريمي،2008):

4. الدراسة بالمراسلة:هي أول أنواع التعليم عن بعد،وكانت التطبيقات الأولى لها فى استخدام تعليم المكتبات وعلم المعلومات،وأحدث عدد من الأندية والمدارس في المدن الأمريكية وقامت بعض المدارس والمكتبات الكبيرة والتخصصية بتعليم أعمال المكتبات وتبني طريقة التعليم بالمراسلة،على أن تكون رديفا وملحقا ومكملا لطرق التعليم النظامى وليس بدلا منه. الجهود التعليمية الممتدة:كان التعليم بالمراسلة له سبق الأولوية،إلا أنه لم يكن الوحيد من الجهود المبكرة في الولايات المتحدة لتوفير فرص بديلة للتعلم والتدريب في المؤسسات التعليمية،وخاصة المكتبات وعلم المعلومات،وأوجد أساتذة المكتبات وعلم المعلومات فرصا للمعلمين غير القادرين على الالتحاق ببرامج ثابتة في جداول تقليدية عن طريق إعطائهم فرصا تعليمية خارج حدود حرم المؤسسة التعليمية،وقد سميت هذه الفرص بالجهود التعليمية الممتدة. استخدام وسائل الاتصال عن بعد في التدريس :سعى المعلمون في الولايات المتحدة للاستخدام الأمثل للمذياع من العشرينيات والتلفاز من الثلاثينيات ولكن لم يكن استخدامهما واسع الانتشار حتى التسعينات من القرن الماضى، سعت المؤسسات التعليمية إلى استخدامها لتحسين نوعية التعليم.

5. فلسفة التعلم عن بعد : ينطلق التعليم عن بعد من المسلمات الآتية : إن العصر الحالى (القرن الواحد والعشرين ) ، هو عصر تفجر المعرفة إذ إن المعارف أصبحت تتضاعف بسرعة هائلة جدا ، ويوجد هذا الزخم الهائل من المعرفة فإن أساليب التعليم التقليدية التى ما زالت تؤكد على دور المعلم على حساب دور المتعلم وحفظ المادة الدراسية . فقد آن الآوان للبحث عن أساليب وطرائق جديدة تمكن المتعلم من مسايرة الإنفجار المعرفى ، ولعل الإسلوب الأكثر نجاحا فى تحقيق ذلك هو إسلوب التعلم الذاتى ، فهذا الأسلوب يحقق التعلم عن بعد حيث يمكن للمتعلم أن يتقن أهداف التعليم أينما وحيثما كان . يحقق التعليم عن بعد مبدأ ديموقراطية التعليم والتى تنطلق من ضرورة توفير فرص التعليم لكل راغب فية بغض النظر عن الظروف الإقتصادية التى يمر بها . يمكن للمتعلم أن يتعلم بمفردة ،فلقد إنقضى عهد الإعتماد على المعلم فى التعليم ، لإن الإعتماد على المعلم فى كل شىء فية تقليل من شأن المتعلم وأهمية دورة فى التعلم . فالتعلم هو ذلك الجهد الذى يبذلة المتعلم من أجل إكتساب المعارف و المهارات التى من شأنها إحداث تغيرات حاسمة فى سلوكة .

6. يحتاج التعلم الذاتى بالتعليم عن بعد إلى توفير الظروف الملائمة لذلك : فبالرغم من أن التعليم عن بعد يعتمد على المتعلم ، وما يتطلبه ذلك من بذل الجهد اللزم لبلوغ الأهداف إلا أن الضرورة تحتم توفير بعض الشروط الازمة لتحقيق ذلك . فالتعليم عن بعد يحتاج إلى وجود المواد التعليمية المبنية على التعلم الذاتى ، وإلى المشرف الأكاديمى القادر على التواصل مع الدارسين (المتعلمين) بأساليب التواصل الملائمة والفعالة ، وتوفير أفضل الوسائل والمواد والأدوات التى تحقق ذلك . يساعد التعليم عن بعد فى التغلب على المعيقات الإقتصادية والثقافية والسياسية . فالمعيقات الإقتصادية تتمثل فى أمرين أساسين هما : إمكانيات الأفراد لإزدياد كلفتة الإقتصادية والمتمثلة فى توفير نفقات المواد التعليمية والكتب والمراجع والرسوم الجامعية ، وإمكانات المجتمع التى تشمل على ضرورة توفير الأبنية والمرافق التعليمية وغيرها .أما المعيقات الثقافية والسياسية فتتضمن عدم القدرة الراغبين فى التعلم من الحصول على المعرفة التى يحتاجونها فى حياتهم بوجة عام وحياتهم العملية بوجة خاص، وذلك بسبب الظروف الاجتماعية التى يعيشونها .

7. -أهداف التعلم عن بعد: تقديم الخدمات لمن فاتتهم فرص التعليم : لقد حالت الظروف الإجتماعية والإقتصادية والسياسية دون توفير فرص التعليم للعديد من فئات المجتمع المختلفة ، وبعد أن أزيلت هذة المعيقات أصبحت هذة الفئات راغبة فى التعليم فى الوقت الذى لا يلائم التعليم التقليدى هذة الفئات . والتعليم عن بعد يعيد الأمل لدى الكثيرون ممن يرغبون فى التعليم نظرا لما يتمتع به من مرونة وأنظمة تعليمية تسمح لهم بالتعلم إلى جانب القيام بالمهن والأعمال التى يمارسونها . مراعاة ظروف الدارسين التعليمية : ففى التعليم عن بعد هناك أماكن لكل الفئات ، العمال والموظفين وربات البيوت والمزارعين وأصحاب المهن الحرة وغيرهم لذلك يمكن القول أن التعليم عن بعد هو تعليم الجماهير نظرا لما يوفرة من إمكانات كبيرة لمراعاة ظروف المتعلمين . يقدم البرامج الثقافية لشرائح واسعة من المواطنين من خلال توعيتهم وتثقيفهم بالبرامج الثقافية المختلفة : فمن المعلوم أن التعليم عن بعد يستخدم الوسائل التقنية المختلفة كالتلفاز والأقمار الصناعية التى تدخل كل بيت وهذا الأمر يسهم فى جذب إهتمام الكثيرين نحو البرامج الثقافية العامة والصحية والإجتماعية ، بل وتزويدهم بالمعرفة والمعلومات التى تفيدهم فى حياتهم .

8. مواكبة التطورات المعرفية والتكنولوجية : لقد شهد القرن العشرين وسيشهد هذا القرن المزيد من التطورات المعرفية ، بل إننا نشهد حاليا تفجر المعرفة والتوسع الهائل فى التقدم العلمى والتكنولوجى ، وأصبح بذلك من الصعوبة ملاحقة هذة التطورات بالأساليب التقليدية فى التعليم التى تعتمد على حفظ الحقائق وإستظهارها عند الإمتحان، بل ينبغى اكتساب المتعلم مهارات التعلم وكيفية تعليم نفسة بنفسة لكى يصبح قادرا على التعلم الذاتى من مصادر مختلفة توظيف فعال لتكنولوجيا التعليم : فتكنولوجيا التعليم (تقنيات التعليم ) بمفهومها الواسع هى الأساليب والطرائق والأدوات التى تؤدى إلى زيادة فعالية العملية التعليمية التعلمية ، وإذا كانت التقنيات التعليمية هامة فى التعيلم التقليدى فهى أكثر أهمية فى التعلم عن بعد .فالتقنيات التعليمية هى المسؤلة عن التعليم لأن المتعلم فى هذة الحالة غالبا ما يكون بعيدا عن المؤسسة التربوية أو غير قادر على الإنتظام فى الحضور إليها . الإسهام فى محو الأمية وتعليم الكبار : يؤكد الخبراء والعاملون فى برامج محو الأمية وتعليم الكبار أن نسبة الأمية فى الدول النامية فى إزدياد مطرد بالرغم من الجهود الحثيثة المبزولة لمكافحة هذة الآفة الإجتماعية والثقافية التى أصبحت معيقة لبرامج التنمية فى هذة الدول. ولعل فى مقدمة الأسباب التى تعيق الأميين وتمنعهم من التعلم هو إستخدام أنماط تقليدية فى التعليم المبنية على التعليم المباشر ، كما أن العديد من الاميين والكبار لا يتمكنون من الإلتحاق بالدراسة بالرغم من رغبتهم فى ذلك بسبب المعيقات الجغرافية والإجتماعية وظروف العمل وغيرها . فإذا ما إستخدمنا نظام التعليم عن بعد بالوسائط التكنولوجية الحديثة يمكن التغلب على هذة المعيقات .

9. خصائص التعلم عن بعد : يعتبر التعلم عن بعد أحد أشكال التعليم غير التقليدى ويفرق "شلوسر وسيمونسن "بين أربعة مفاهيم تميز التعليم عن بعد عن التعليم التقليدى ، وترتبط بعنصرى الزمان المكان فى عملية التعليم والتعلم كما يلى : مفهوم (نفس الوقت / نفس المكان ) : وهو يمثل التعليم التقليدى ؛فالمعلم والطالب يتواجدون فى نفس المكان وفى نفس الوقت ، ويمكن إستخدام الوسائط المتعددة بالإضافة إلى التعلم المبنى على الكمبيوتر فى هذا النمط من التعليم . ويعتبر من أكثر الأنماط انتشارا كتعليم مباشر وجها لوجه ، بينما تتركز عيوب هذا النمط فى أن المعلم والطلاب لا بد وأن ينتقلوا إلى مكان محدد فى الوقت ذاتة . مفهوم ( اوقات مختلفة / نفس المكان ) : وغالبا ما يعرف بالدراسة المستقلة ، وهو تعلم يسير فية المتعلم وفقا لخطوة الذاتى ولا يزال تحت إرشاد المعلم أثناء دراستة ،ولكن قد يكون المعلم متواجدا فقط خلال ساعات محددة ، ومراكز التعلم بالكمبيوتر هى أفضل مثال على ذلك المفهوم . مفهوم ( نفس الوقت / أماكن مختلفة ) : وهو إتصال المعلم مع طلاب الفصل الدراسى المتواجدون فى عدة أماكن مختلفة ، والشكل الأكثر فاعلية فى هذا النوع من التعليم يشتمل على استخدام الصوت والصورة والوسائط المتعددة وقد يكون الإتصال صوتيا ( عن طريق الإتصال التليفونى )، أو عن طريق شبكة الويب ( باستخدام غرف الدردشة ).

10. مفهوم ( أوقات مختلفة / أماكن مختلفة ) : وهذا هو ما ينظر إلية معظم الناس على أنة التعليم عن بعد ، وقد كانت المقررات المقدمة قديما عبر المراسلة مثال على هذا النوع من التعليم ، أما الأشكال الأحدث لهذا المصطلح فهى إستخدام شبكات الويب ونظم تقديم المقرارات من خلالها ، ويمكن للطلاب والمعلمين أن يرسلو تكاليفهم فى الإتجاهين . وهناك ملامح عامة لبرامج التعليم عن بعد تتمثل فيما يلى : الإعتماد على مفهوم التعلم الذاتى والذى يعد من أهم المصادر الخاصة بإكتشاف المعرفة والتعرف عليها ، ويمكن أن يتكامل هذا مع عقد لقاءات فردية أو جماعية مع المعلم أو لقاءات للتدريب العملى أو التطبيقى . أن تكون العينات والتكليفات البحثية جزءا أساسيا من برامج الدراسة. تعدد الوسائط المستخدمة فى التعليم .

11. ضرورة التعلم عن بعد : هناك مزايا متعددة فى التعليم عن بعد والتى تظهر واضحة عند مقارنتة بالتعليم التقليدى ، وقد قدم "هولمبرج 1986" عدة أسباب سياسية وإقتصادية وتربوية لتواجد جامعات عالمية للتعليم عن بعد ، ومنها : الشعور بالحاجة للتوسع فى التعليم الجامعى فى معظم دول العالم . إدراك ان الكبار ممن يرتبطون بوظائف ، أو ممن لديهم مسئوليات عائلية ، أو إلتزامات إجتماعية يشكلون نسبة كبيرة من الطلاب المتوقع إستقباهم بدون تفرغ . الرغبة فى خدمة أفراد والمجتمعات بتقديم فرص دراسية للكبار من ذوى الظروف المعيقة للدراسة والتعلم . الإحتياج الواضح فى عدة مهن للتدريب المستمررعلى مستويات مهارية عالية . الرغبة فى دعم التطوير التربوى . الإيمان بجدوى وأهمية الإستخدام الإقتصادى للمصادر التعليمية المختلفة بإستخدام هذا الأسلوب من التعليم .

12. أنماط التفاعل وتقنيات التعليم عن بعد : يعتبر التفاعل مكونا هاما وأساسيا فى التعليم عن بعد ؛ فهناك ثلاثة أنماط من التفاعل فى التعليم عن بعد ( lou, yipping & others; 2006) ، والتى تسهم بشكل كبير فى تعليم الطلاب وهى : تفاعل المتعلم مع المحتوى : ويشير إلى تفاعل المتعلم مع المادة التعليمية أثناء دراسته لمفرداتها وفهمه لمصطلحاتها واستيعابه لمفاهيمها التى ترتبط بمعارفة الشخصية ، وبحيث يستخدمها فى حل مشكلاته . تفاعل المتعلم مع المعلم : وهوالذى غالبا ما يركز على الحوار التقليدى بين المعلم والمتعلم والذى غالبا ما يتم فى الفصول الدراسية المعتادة وفى بيئات التعليم عن بعد ؛ فقد يكون التفاعل بين المعلم والمتعلم متزامنا عن طريق التليفون ، أو المؤتمرات بالصوت والصورة ، أو الدردشة ، أو يكون التفاعل غير متزامن عن طريق المراسلة ، أو البريد الإلكترونى ، أو لوحات المناقشة الإلكترونية . تفاعل المتعلمين مع بعضهم البعض : ويشير إلى التفاعل بين المتعلمين فرادى أو داخل مجموعات صغيرة . وهذاالتفاعل غالبا ما يكون غائبا فى مقرارات التعلم بالمراسلة ، بينما فى الأجيال الأحدث من نظم التعليم عن بعد ؛ بما فى ذلك النظم التى تشمل على المؤتمرات ثنائية الإتجاه بالصوت والصورة ، أو نظم تقديم المقرارات عبر شبكة الإنترنت ؛ فإن التفاعل بين متعلم وآخر يمكن أن يكون متزامنا ، كما فى التفاعل بالصوت والصورة أو بالدردشة ، أو يكون غير متزامن عن طريق لوحات مناقشة أو البريد الإليكترونى .

13. التخطيط للتعلم عن بعد : ولا بد من اخذ بعض المعايير فى الإعتبار عند التخطيط للتعليم عن بعد وهى : من هم المتعلمون ؟ فلابد من أن يكون المعلم على علم ببعض الخصائص العامة لمجموعات التعلم ، وهذه المعرفة تمكن المعلم من التعامل بنجاح مع الموقف الإنعزالى الناشىء عن المسافات بين المعلم وطلاب فصله . ما هو المحتوى المقدم ؟ فلابد وأن يعكس محتوى المقرر ارتباطة بباقى أجزاء البرنامج أو المنهج الدراسى ، كما يجب أن يعى المعلم طبيعة المحتوى التعليمى وتتابع العلومات فيه . وبوجه عام ؛ ينبغى أن يكون هدف المحتوى التعليمى واضح إلى الحد الذى يكفى للتأكد من أن خبرات التعلم سوف ينتج عنها تلك المخرجات المطلوبة ، ولهذا فمن الضرورى أن يتم تحديد الأهداف العامه والإجرائية للمحتوى بشكل كامل . ماهى طرق التدريس والوسائط المستخدمة : من المهم أن يحدد المعلم عن بعد تلك الطريقة أو الطرق للتأكد من مشاركة المتعلمين ، وينبغى أن يختار لهم المعلم طرق التدريس التى تمكن كل المتعلمين من المشاركة فى التعلم الفعال ، وهذا سوف يضمن إستمرارية الطلاب طوال فترة دراسة المقرر .

14. كيف يتم التعلم عن بعد ؟ يتم تصميم المسافات الدراسية و أعدادها و إنتاجها سواء كانت مكتوبة أو مسموعة أو مرئية من قبل أعضاء الهيئة المشرفة على برنامج التعليم عن بعد فى ظل حاجات الفئات المستهدفة من هذة البرامج . يجب توزيع هذة المسافات وما يرافقها من برامج تعليمية فى اوقات محددة لجميع الدارسين تعريفهم بالبرامج التى تعتمد على ادوات الإتصال العامة كالإذاعة والتليفزيون وأوقات بث هذة البرامج . تعريف الدارسين بممثلى المؤسسة التعليمية فى مناطقهم وطرق الإتصال بهم وتوفير مكان إرتباط مع بعض الأجهزة والمواد التعليمية التى تشكل بعض برامج التعليم وذلك لتقديم الإستشارات وتوزيع البرامج والمواد التعليمية . وضع نظام لتقويم تحصيل الطلبة ومتابعة وتقويم البرامج لتعديلها وتطويرها . الإستغلال الأمثل لوسائط النقل المتاحة والتركيز على العام منها كالإذاعة والتليفزيون . الإستعانة بنظام الحقائب التعليمية فى إعداد البرامج ودراستها حيث ان هذا الأسلوب من الاساليب المتطورة ذات المردود الفعال فى التعلم الذاتى ومقابلة الفروق الفردية لدى الطلبة .

15. مجالات التعلم عن بعد: التعلم عن بعد من الأنظمة الحديثة التى فتحت مجال التعلم لشرائح متعددة من المجتمع على عدة مستويات منها : أولاً : التعليم الجامعى : قد عنيت بة الجامعات المفتوحة ف العالم وأعدت له العديد من البرامج ومن سماتة أنه يوفر الحرية للدارس فى إختيار الموضوع والمكان وموعد الدراسة وقد دلت الإحصاءات على أن هذا النوع من النظام أدى إلى تخفيض كلفة الدراسة ومواجهة المنافسة على المقاعد الدراسية فى الجامعات وذلك لأن سعتة غير محدودة وغير مرتبطة بالمكان والزمان وعدد القوى العاملة . ثانياً : تدريب المعلمين أثناء الخدمة : أستخدم هذا النظام لتدريب المعلمين وتأهيلهم فى العديد من دول العالم وذلك لتطوير خبراتهم ورفع مستوى أدائهم فى الصف ومن النماذج الرائدة فى هذا المجال برنامجمعهد التربية ] أرنروايونسكو [ لتدريب المعلمين الفلسطينين وقد أدى نجاح هذا البرنامج إلى إتخاذة كنموذج لتأهيل المعلمين أثناء الخدمة فى غالبية دول العالم العربى . ثالثاً : برامج التدريب العامة : تستهدف العديد من شرائح المجتمع فى موقع عملهم كالمهندسين الزراعيين والاطباء والصناع وغيرهم لأغراض تطوير ورفع المستوى ومقابلة المستجدات المهنية وذلك لإثراء معارفهم وتحديد مستواهم فى الممارسات التطبيقية.

16. إيجابيات التعلم عن بعد : يعمل كأداه قوية للتعليم والتدريب وتبادل المعلومات ، علاوة على دورة فى إسقاط الجزء الأكبر من التلقين والتعليم النمطى المدرسى والجامعى . يتيح دمج نظم التعليم والتدريب فى نظام متكامل واحد ، بعيدا عن التقسيمات والهياكل التقليدية التى تحد من فرص التعليم و التدريب للجميع . يحول التعليم الجامعى تدريجيا إلى أشكال متنوعة للتعليم الذاتى . يقدم حلولا متكاملة للعديد من المشكلات التى يعانى منها التعليم النظامى مثل : تكدس المؤسسات التعليمية ، تضخم المقررات التعليمية ، وإنفجار المعرفة ، مع عدم توفر المادة المطبوعة . يحل مشكلة نقل الخدمة التعليمية إلى أى منطقة نائية أو محرومة ، وفى هذا الشأن أثبتت الدراسات فى دول عدة أنة فى مقابل تعليم طالب نظامى واحد يمكن تعليم ثلاثة طلاب عبر التعليم عن بعد .

17. المراجع:- بشير عبد الرحيم الكلوب،التكنولوجيا فى عملية التعليم والتعلم ، ط2 ، دار الشروق ، عمان نبيل جاد عزمى ، تكنولوجيا التعليم الإليكترونى ،ط1 ، القاهرة ، دار الفكر العربى ،2008. حسام الدين محمد مازن ، تكنولوجيا المعلومات ووسائطها الإليكترونية ، ط1 ،القاهرة ، العلم والإيمان للنشر والتوزيع ، محمد محمود الحيلة ، التكنولوجيا التعليمية والمعلوماتية ، ط1، القاهرة ، دار الكتاب الجامعى ، 2001.