1. الإستراتيجية الإعلامية لمكافحة الإرهاب
د. عبد الرحمن عبد الله العتيبي
كلية العلوم الإستراتيجية
جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
ورقة مقدمة ضمن ملتقى الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب والتغير الاجتماعي المنعقد في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
خلال الفترة / 9 / 2013م

2. مقدمة
بات من المؤكد لدى الكثير من المخططين الاستراتيجيين وواضعي برامج وسياسات مكافحة الإرهاب أن مجتمعاتنا العربية تواجه تحديات حقيقية ومشكلات متعددة مع قضية الإرهاب.
يعيش العام اليوم في مجتمعات جديدة تُدار بالتقنية والإعلام إلى حدٍ كبير.
إن هذه التغييرات سوف تتطلب منا تغييرات في طريقة التفكير والتخطيط والتنفيذ والسرعة التي يتم التعامل بها مع مثل هذه القضايا.

3. أهداف البحث:
لهذه الدراسة هدف رئيس وهو تحديد ما ينبغي على الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب عمله إعلامياً لمواكبة العصر.
كشف العلاقة بين الإعلام والإرهاب.
اقتراح بعض التوصيات التي يمكن أن تساهم في تعزيز الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب.

4. أسئلة البحث:
تسعى الدراسة من خلال الاستعراض والتحليل للأدبيات العلمية إلى الإجابة على التساؤلات التالية:
ما العلاقة التي تربط الإعلام بالإرهاب؟
ما العوامل المشجعة على استخدام الإرهابيين للإعلام؟
ما العوامل المشجعة على استخدام الإعلام للإرهابيين؟
ما التوصيات التي يمكن أن تساهم في بناء إستراتيجية إعلامية لتعزيز الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب؟

5. أهمية البحث:
تستمد الدراسة أهميتها من كونها تتعلق بموضوع حيوي ذي أبعاد متعددة، يدخل ضمن اهتمامات كثير من الأكاديميين والمخططين الأمنيين والإعلاميين. ومن هنا جاءت أهمية الدراسة الحالية فموضوعها هو مواجهة التحديات القادمة والتطورات الجديدة في إشكالية الإرهاب.

6. حدود البحث:
تقتصر الدراسة على التركيز على الإعلام وعلاقته بالإرهاب دون التطرق إلى الجوانب الأمنية/ العسكرية والدينية والقانونية ذات العلاقة بالموضوع.

7. منهجية البحث
إن المغزى الرئيسي لإجراء هذه الدراسة يتمثل في التوصل إلى معالجة علمية واقعية لاستخدام الإعلام لتعزيز الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب.
لذلك فالدراسة تعتمد على المنهج الوصفي الذي يستند في الحصول على المعلومات والبيانات على المصادر المكتبية من خلال المراجعة والتحليل المتعمق للأدبيات العلمية من كتب ومقالات ودراسات سابقة وأراء الخبراء والتي تتناول الإعلام ومكافحة الإرهاب سواء كانت تلك الأدبيات منشورة باللغة العربية أو الإنجليزية.

8. كما تنحو المنهجية نحو مسح وتحليل أهم تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال، وكذا استخلاص بعض الأسس التي بدورها تمثل ركائز أساسية لاستخدام الإعلام في إطار الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب.

9. أولاً: تحليل العلاقة بين الإرهاب ووسائل الإعلام
أولاً: تحليل العلاقة بين الإرهاب ووسائل الإعلام. ثانياً: تحليل تأثير هذه العلاقة. ثالثاً: تجارب الدول المتقدمة في محاولاتها التعامل مع موضوع الإعلام والإرهاب، ومحاولات المؤسسات الإعلامية نفسها لتنظيم الأسلوب الذي تغطي به الإرهاب. رابعاً: الإجابة على الأسئلة المطروحة في هذا البحث وبعض التوصيات للاستفادة من الإعلام في تعزيز الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب.

10. أولاً: العلاقة بين الإرهاب والإعلام
” عندما تكون الصحافة حرة ... فإن الجميع في أمن“
توماس جيفرسون

11. ماذا يحدث لو أن المحتوى الذي تقدمه وسائل الإعلام للجمهور يتم بثه أو التأثير عليه بواسطة منظمة هدفها الإخلال بالأمن؟ هذه هي الإشكالية مع الإرهاب. حتى تنشر الخوف وتدفع بأهدافها السياسية أو الأيديولوجية، فإن المنظمة الإرهابية تحتاج إلى الإعلام.
في معظم الحالات تكون الهجمات الإرهابية محليه وتؤثر فقط على أعداد قليلة من الناس .. لكن الهدف هو نشر الرسالة إلى جماهير أكثر من مجرد الذين تعرضوا للهجوم مباشرة في العملية الإرهابية.

12. رئيسة الوزراء البريطانية السابقة ماجريت تاتشر تقول: الدعاية الإعلامية هي ”أوكسجين“ الإرهاب.
وسائل الإعلام تلعب دوراً مهماً في تحقيق ذلك من خلال نشر أخبار الهجمات الإرهابية.. أو من خلال النقل المباشر لرسالة المنظمات الإرهابية.

13. وسائل الإعلام تستفيد من الإرهاب كذلك.
الإرهاب جاذب للتغطية الإعلامية
السبب: هو أن الهجمات الإرهابية تجعل معدلات المشاهدة ratings عالية جداً. وهذا هو هدف معظم أو جميع القنوات التليفزيونية.

14. يقول أحد خبراء الإرهاب: ”الإرهاب عبارة عن مسرح
يقول أحد خبراء الإرهاب: ”الإرهاب عبارة عن مسرح...“ والهجمات الإرهابية يتم تخطيطها لجذب انتباه وسائل الإعلام.
هذه العلاقة مفيدة للطرفين... الإرهابيين ووسائل الإعلام.

15. استخدام الإرهابيين للإعلام
يقول أحد الخبراء: إن بن لادن كان ”مهووساً“ بوسائل الإعلام الدولية وكان مريضاً بمرض الشاشات والكاميرات والتصفيق“.
الظواهري كان يقول: ”إن أكثر من نصف هذه المعركة هو في الساحة الإعلامية.

16. الإرهابيون على حق ... بدون التغطية الإعلامية فإن تأثير الحدث لا أهمية له، بل يبقى محدوداً جداً بالضحايا المباشرين للهجمات بدلاً من الوصول إلى الجمهور الواسع المستهدف بالعنف الإرهابي.
في الحقيقة يستطيع الإرهابيون الوصول إلى أهدافهم بدون القيام بأي عمل إرهابي واحد.. لأن الرعب المطلوب يمكن إنتاجه بواسطة النشر الإعلامي المستمر للتهديدات والتصريحات من خلال المقابلات الإذاعية والتلفزيونية والفيديو...

17. إن وسائل الإعلام مناسبة جداً لأهداف الإرهابيين
إن وسائل الإعلام مناسبة جداً لأهداف الإرهابيين. هناك العديد من النظريات العلمية المتعلقة بقدرات وسائل الإعلام تفسر جزءاً من هذه الظاهرة.

18. نظرية ”وضع الأجندا“ Agenda Setting
”وضع الأجندا“ هي النظرية التي توضح أنه كلما كان اهتمام وسائل الإعلام أكثر بظاهرة معينه، كلما أعطى الجمهور أهمية أكبر للظاهرة نفسها.
نظرية ”الأطر أو التأطير“ Framing
”التأطير“ يوضح أن طريقة عرض المادة الإخبارية أو الإعلامية تؤثر على كيف يتم تفسيرها أو فهمها بواسطة الجمهور

19. أهداف الإرهابيين
الإرهابيون لديهم أربعة أهداف عامة ذات علاقة بالإعلام عندما يفجرون أو يهددون باستخدام العنف.
الحصول على انتباه الجمهور.
الحصول على الاعتراف بدوافع المنظمة الإرهابية خلف العمل الإرهابي.
الحصول على احترام وتعاطف الداعمين والمؤيدين.
الحصول على ما يشبه المكانة ”الشرعية“.. والمعالجة الإعلامية التي يحظى بها الفاعلون السياسيون الشرعيون.

20. 1- الحصول على الانتباه والاهتمام
الحصول على الانتباه يرتبط بقوة بنظرية ”وضع الأجندا“. يحاول الإرهابيون أن يكونوا في وسائل الإعلام بشكل مستمر حتى يكونوا معروفين من قبل الجمهور.
السبب الرئيسي لهذا الهدف هو خلق الخوف بين السكان المستهدفين وهذا ضروري في أي ”أجندا“ للإرهابي حيث أن ”التكتيك“ الكلي للإرهاب يتركز عليه.

21. إستراتيجية الحصول على الانتباه مقصود بها إلى حد كبير تخويف الجمهور والحكومة (المستهدفة) للتأثير على عملية صنع القرار.
من خلال نشر الخوف بين الجمهور يستطيع الإرهابيون الحصول على أعلى رافعه Leverage ممكنة للحصول على تغيير سياسي أو موقف معين.

22. الإرهابيون يصممون أساليباً إعلامية متطورة للحصول على أكبر قدر ممكن من الانتباه.
مثال: الهجوم على نظام النقل في لندن. الهجمات التي تم تنفيذها أثناء انعقاد مؤتمر الدول الثمان G8 بالقرب منه في اسكتلندا. سيطر الإرهابيون على الأخبار وأزاحوا قادة الدول الثمان عن الصفحات الأولى.
مثل هذه الاستراتيجيات للحصول على الانتباه والاهتمام لا تحدث بالصدفة في الحقيقة إنها مصممه بعناية بواسطة الإرهابيين ومستشاريهم.

23. أخيراً.. الناس يميلون إلى التعود على درجة معينة من العنف لذلك الهجمات المنفذة بشكل ضعيف أو محدود قد لا تصبح قضية ولا تجذب انتباه الإعلام. وعلى هذا الأساس يحتاج الإرهابيون تصميم أحداث لها صدى أو ”هزه“ جماهيرية حتى يمكن جعل درجة الانتباه عند المستوى المطلوب.
بمعنى آخر... الهجمات الأكبر تحصل عادة على انتباه أكثر
إذاً الأحداث الإرهابية الأكثر قتلاً وبشاعة تحصل على أعلى مستوى من التغطية والتقارير الإعلامية. لهذا يلجأ الإرهابيون في كل مرة إلى أعمال عنف أكثر دموية لإشباع الوسائل الإعلامية.

24. الاعتراف بالدوافع
الهدف الثاني يتعلق أيضاً بنظريتي ”وضع الأجندا“ و“الأطر“.
لا يرغب الإرهابيون في أن يكونوا معروفين للجمهور فحسب... وإنما يرغبون أيضاً في إيصال رسالتهم من خلال وسائل الإعلام.

25. الجمهور قد يتساءل: لماذا يقوم هؤلاء الناس بهذه الأعمال العنيفة خاصة إذا كانت هذه الأعمال تحتوي على الانتحاريين الذين يفجرون أنفسهم.
لا يعُقل أن هناك أشخاصاً يقتلون أنفسهم حتى يقتلوا مدنيين متواجدين في نفس المكان. وصول الجمهور إلى تفسير الأسباب أو الدوافع هو الخطوة المنطقية لذلك.

26. يمكن زيادة تأثير هذه الإستراتيجية الإعلامية من خلال محاولة الإرهابيين جعل وسائل الإعلام ”تؤطر“ أو تشكل القضايا بطريقة محددة في بعض الحالات وسائل الإعلام تعطي ”دفعه“ إيجابية للدوافع من خلال مقارنة الوسائل التي يستخدمها الإرهابيون بتلك التي يستخدمها الآخرون الذين يُعتبرون أكثر شرعية من الإرهابيين.
أحياناً .. المجموعات الإرهابية تقوم بإجبار أو الضغط على وسائل الإعلام لنشر دوافعهم حتى يقرأ عنها الناس على المستوى العالمي.

27. في معظم الحالات. لا يقوم الإرهابيون ”بتغذية“ دوافعهم للقنوات الإعلامية
في معظم الحالات ... لا يقوم الإرهابيون ”بتغذية“ دوافعهم للقنوات الإعلامية. الوسائل الإعلامية نفسها تقرر باختيارها تغطية هذه الدوافع بدون قصد.
في أغلب الأوقات تكون الدوافع جزءاً من القصة الخبرية أو الحدث. إذا لم يكن هناك أية معلومات جديدة متوفرة أو لا يكون هناك حل للمسألة تجد الوسائل الإعلامية نفسها في موقف ”لخلق أخبار“ أو ما يعرف في الإعلام بما وراء الأخبار. وفي هذه الحالة يكون هناك فرصة ذهبية لتقرير أو تغطية الإرهابيين وطلباتهم.

28. الإرهابيون يستغلون ذلك لأنهم يعرفون أنه حتى بدون ”إجبار“ المؤسسات الإعلامية، فإن دوافعهم سوف يتم مناقشتها.

29. كسب الاحترام والتعاطف
إن جمهور الهجمات الإرهابية لا يشمل الضحايا المباشرين الذين يجب تخويفهم فحسب.. وإنما الداعمين المتوقعين كذلك هؤلاء الداعمون يجب إبهارهم هذا هو الهدف الثالث لاستخدام الإرهابيين للإعلام.
يرغب الإرهابيون الإثبات للداعمين والتابعين أنهم يستطيعون ”أداء المهمة”.

30. عندما يشاهد الناس أن المنظمة أو الجماعة لديها القدرة فعلاً على التأثير على المؤسسة السياسية الشرعية، فإن بعض هؤلاء الناس من الممكن أن يصبحوا أكثر احتراماً وتعاطفاً حول أهداف المنظمة الإرهابية ودوافعها.
إذا استطاعت المنظمة الإرهابية أن تنجح في جعل وسائل الإعلام ”تؤطر“ رسالتها بطريقة معينة، فإنها تنجح في الحصول على احترام وتعاطف واستقطاب بعض الجماهير.

31. مثال: بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (2001م) أصبح بن لادن أكثر شعبية في أعين بعض المجموعات في العالم الإسلامي حسب نتائج استطلاعات مجلة ”الإكونومست“.
من خلال إثبات أنه ومجموعته ”القاعدة“ كانوا قادرين على توجيه ضربه كبرى ضد الولايات المتحدة وعلى أراضيها، استطاع بن لادن أن ”يؤطر“ تفكير عدد كبير من الشباب الإسلامي وخاصة في المجتمعات الإسلامية في أوربا الغربية واستقطابهم لأهدافه بدون أن يقابلهم على الإطلاق.

32. الحصول على الشرعية
من خلال الظهور المستمر في الإعلام، يحاول الإرهابيون أن يصبحوا ممثلين شرعيين لأهدافهم، بصرف النظر عن موافقة أو عدم موافقة الجمهور لهذا الهدف.
التأطير Framing يعتبر مهماً هنا. إذا نجح الإرهابيون في جعل وسائل الإعلام ”تؤطر“ قائدهم مثل أي قائد آخر قد يحصل الجمهور على الانطباع أن هؤلاء القادة متشابهون.

33. لكن... إذا عملت وسائل الإعلام على الفصل الواضح في المعالجة الإعلامية بين قادة العالم الحقيقيين وقادة الإرهاب، فإن الجمهور يتأثر أيضاً بذلك حسب هذه النظرية بمعنى آخر إذا قامت وسائل الإعلام بعدم منحهم وقت متساوٍ.. أو من خلال إعادة صياغة كلمات وعبارات الإرهابيين بدلاً من اقتباسها مباشرة كما هي.
رجال القاعدة ... مثل بن لادن وأيمن الظواهري يستخدمون هذه الإستراتيجية بشكل مكثف من خلال الإرسال المنتظم للفيديو المصور إلى وسائل الإعلام مستعرضين أنفسهم كقادة للعالم الإسلامي.

34. حتى يمكن الوصول إلى هذه الأهداف الأربعة والتأثير على وسائل الإعلام لوضع ”الأجندا“ أو ”تأطير“ المواد الإخبارية حسب ما يرغبون، فإن الإرهابيين ”يكيّفون“ أو يعدلون خطتهم للهجمات الإرهابية.
يقول أحد خبراء الإرهاب: أحد الإرهابيين يقول للأخر: ”لا تفجر.. نحن لسنا في وقت الذروة الإعلامية“.

35. من وجهة نظر الإرهابي ... الهجمات الإرهابية في أفريقيا مثلاً يجب أن تكون أكثر دموية من الهجمات في أوربا لأن الوسائل الإعلامية لا تعطيها اهتماماً إذا لم تكن أكثر دموية .. لذلك الإرهابيون يعدلون خططهم إذا كانوا يرغبون في الحصول على تأثير حقيقي.
العوامل الأخرى التي يأخذها الإرهابيون في الاعتبار أثناء التخطيط لهجمات إرهابية هي الجاذبية الإعلامية والتأكد من وجود لقطات مرئية Footage.
مثل هذه الاستراتيجيات أسهمت في زيادة كمية التغطية الإعلامية التي حصل عليها الإرهابيون.

36. استخدام الإعلام للإرهابيين
لماذا وكيف يستخدم الإعلام الإرهاب؟
لماذا؟ ... لأن معدلات المشاهدة ratings تعتبر حجر الزاوية للمنافسة الإعلامية. بطبيعة الحال هناك أسباب أخرى قد تلعب دوراً كذلك مثل الاهتمامات الشخصية للإعلاميين ومسؤوليتهم في نقل الأحداث... فالإرهاب في النهاية يعتبر أخباراً ويجب تغطيته.

37. لكن... العامل المشترك الرئيسي فيما بين الوسائل الإعلامية هو عدد المشاهدين أو القراء للتغطية الإعلامية للإرهاب.
مثل الإرهابيين ... الإعلاميين يحتاجون إلى الجمهور حتى يستمرون في العمل.
معدلات المشاهدة ترتبط مباشرة بدخل الإعلان.. وهكذا كلما زاد الجمهور الذي يشاهد الأخبار في وسيلة معينة كلما زاد دخل القناة.
تقول إحدى الباحثات: وسائل الإعلام تتم مكافأتها على (بث الإرهاب)، وذلك بسبب منافستهم على حجم الجمهور والتوزيع.

38. نزيف الدماء.
الاهتمامات الإنسانية.
الدراما.
المنافسة.
السرعة.

39. يقول أحد الباحثين: If it bleeds, it leads معنى ذلك أن هناك عرضاً مبالغاً فيه للمواد الإعلامية التي ”تقطر“ دماً في وسائل الإعلام.
نزيف الدماء ليس هو الخاصية الوحيدة التي يجب أن تتصف بها المادة الإعلامية حتى تكون جاذبه لوسائل الإعلام. الهجمات الإرهابية تقدم ”ما تعشقه“ الوسائل الإعلامية المعاصرة – الدراما ونزيف الدماء والاهتمامات الإنسانية.

40. هذا الاهتمام بالمواد الإعلامية ذات الطابع الإنساني والدراما تؤدي إلى تغطية إعلامية مبالغ فيها للنشاط الإرهابي.
مثال: حسب إحدى الدراسات... خلال الثمانينات من القرن العشرين بثت القنوات الأمريكية NBC, CBS, ABC مواداً إعلامية ذات علاقة بالإرهاب أكثر من المواد الإعلامية المتعلقة بالفقر والجريمة والبطالة والعنصرية معاً.

41. أثناء عرض المواد الإعلامية المتعلقة بالإرهاب لا يكون تركيز الوسائل الإعلامية على الأخبار الموضوعية والإحصاءات.. وإنما يتم التركيز على الجوانب العاطفية والصور المتكررة images.
الأخبار من المنظور الإعلامي هي غير العادية و“الدراماتيكيه“ الإرهاب يتناسب مع هذه الأوصاف: غير العادية ”والدراماتيكيه“.

42. إذاً .... وسائل الإعلام تقرر فقط الجوانب المثيرة sensational للإرهاب: الدماء والرعب والحركة والصور.
باختصار... الإرهاب يتصف بالعديد من الجوانب التي تجعله موضوعاً جاذباً لوسائل الإعلام: الدراما، الدماء، التراجيديا الإنسانية.

43. المنافسة والسرعة
المنافسة كانت ولا زالت عاملاً مهما.. خلال العقود الأخيرة ارتفع عدد القنوات الإعلامية وأصبحت المنافسة أكثر حده.
كل وسيلة ترغب أن تكون الأولى في عرض الأحداث والتأكد من أن الجمهور يشاهد قناتها وليس قناة أخرى كما يستمر في المشاهدة والمتابعة.

44. إذا كانت هناك هجمات إرهابية وكانت هناك لقطة مصورة جاهزة، فإن كل قناة سوف تبثها في وقت معين. كلما تم تغطية الحدث وتقريره بسرعة كان ذلك أفضل من منظور الوسائل الإعلامية.
يقول أحد الخبراء: السرعة تلعب دوراً محورياً في التغطية الإخبارية الكونية.
كانت الأخبار فيما مضى يمكن تحريرها ورقابتها أحياناً لعدة أيام قبل إقراراها للبث العام. اليوم الجمهور يتطلب وقت ردود أفعال الإعلام مقاساً بالساعات أو حتى الدقائق.

45. القنوات الإعلامية التي لا تستطيع – لأسباب فنية وسياسية وحاليه – أن تقوم بتغطية إخبارية سريعة فإنها تخسر في بيئة مشبعه بمنافسه حادة.
أحياناً.. يكون هناك وقت محدود جداً لاتخاذ قرار جيد فيما إذا كانت بعض اللقطات مناسبة للنشر والنتيجة يتم بث صور مروعه على مستوى العالم مما يشعل الخوف بين المشاهدين. عندما يكون هناك حدث إرهابي، فإن القنوات الإخبارية لا ترغب أن يتحول مشاهدوها إلى قناة أخرى. ولذلك بدلاً من الرجوع إلى جداول البرامج المعتادة تستمر القنوات في تغطية الهجمات الإرهابية.

46. أحياناً .. هناك لقطات مصوره محدودة مما يؤدي في بعض الحالات إلى ”إعادة تدوير الصور الدموية“ ربما يساعد ذلك في المحافظة على المشاهدين أو جذب مشاهدين جدد لكنها لا تضيف معلومات ذات قيمة إخبارية.
أحياناً .. قد يكون بعض الأسباب الشخصية بسبب ما يسمى ”النجومية الإعلامية“ بعض مقدمي الأخبار يصبحون مشهورين عندما يغطون أحداثاً مثل الهجمات الإرهابية الكبرى.
إذاً.. إن دور المنافسة والسرعة في البيئة الإعلامية له تأثير حاسم على معظم التقارير الإعلامية خاصة وقت الأزمات والحوادث الإرهابية.

47. الإنترنت والوسائل الجديدة
هناك عدة مستويات لمشاركة الإرهابيين في وسائل الإعلام
المستوى الأول: هو عندما تقوم الوسائل الإعلامية بتغطية نشاط الإرهابيين. في هذه الحالة ينفذ الإرهابيون الهجمات وينتظرون كيف ستقوم وسائل الإعلام بتغطيته. يستطيع الإرهابيون محاولة التأثير على التغطية الإعلامية من خلال اختيار موقع العمل الإرهابي والتوقيت والهدف ولكن ليس لهم علاقة بصناعة محتويات المادة الإخبارية.

48. المستوى الثاني: هو عندما يرسل الإرهابيون رسائلهم مباشرة للوسائل الإعلامية. يستطيع الإرهابيون أن يقرروا ماذا (الرسالة) وكيف يشكلون رسالتهم. لكن ”حراس البوابة“ في الوسائل الإعلامية لهم القرار النهائي في نشرها أو جزء منها أو إضافة الصوت أو عدم نشرها على الإطلاق.

49. المستوى الثالث: يحصل الإرهابيون على التأثير الأكبر إذا وصلوا إلى المستوى الثالث وهو السيطرة التامة على الوسيلة الإعلامية هنا يستطيعون صناعة الرسالة ونشرها كما يريدون بالضبط. يستطيع الإرهابيون الوصول إلى هذا التأثير الإعلامي من خلال إطلاق صحفهم الخاصة أو تدشين قنواتهم التليفزيونية وخاصة من خلال نشر رسائلهم بواسطة الإنترنت.
هذه الثورة المعلوماتية والتكنولوجية استفاد منها الإرهابيون بدرجة كبيرة جداً... وعززت قدراتهم على صياغة وتشكيل ونشر رسالتهم الخاصة وبطريقتهم الخاصة وأعطتهم القدرة على تجاوز الوسائل الإعلامية التقليدية.

50. يقول أحد الخبراء: ”القاعدة صنعت اسمها بالدم واستفادت بدرجة قصوى من الوسائل الإخبارية الإليكترونية.
ويقول أحد الكتاب في جريدة نيوريوك تايمز ”في الحقيقة تم استخدام الانترنت لعدة أغراض بواسطة الإرهابيين.. تنسيق خطط الهجوم، الاتصال مع الخلايا، أو الدعاية والمعلومات.

51. العديد من الباحثين أشاروا إلى مزايا أخرى وفوائد متزايده للإرهابيين من خلال استخدام الشبكة: الجمهور ضخم جداً أكبر بكثير من جمهور الوسائل الإعلامية التقليدية، من السهولة الوصول إلى الجمهور والبقاء في نوع من الخصوصية، السرعة وقلة التكلفة، بيئة متعددة الوسائط.. مما يعني أنه يمكن ربط ودمج الرسالة المكتوبة والجرافيك والفيديو والأغاني والكتب... الخ بالإضافة إلى ذلك فإن الإعلام التقليدي يقدم غالباً تقاريراً أو حتى نقل لمحتوى الإنترنت.

52. أصبح الإنترنت طاغياً بشكل كبير جداً لدرجة أن البعض يفكر أنه بدأ يستبدل دور الوسائل الإعلامية التقليدية، خاصة فيما يتعلق بالإرهاب.
يقول أحد مسئولي الإرهاب في وكالة الصحافة الفرنسية: ”الإرهابيون لا يحتاجون لنا بعد الآن لنشر رسائلهم...“ الإعلام الرسمي، تم استبداله بالإنترنت الذي يعتبر أكثر سهولة في الاستخدام وأكثر سرعة وأكثر تأُثيراً. المجموعات الإرهابية لديها الآن مواقعها الإليكترونية التي من خلالها يستطيعون إيصال دعايتهم...“

53. الهدف الأول: الحصول على الانتباه والاهتمام أصبح أكثر سهولة في تحقيقه من خلال الإنترنت مقارنة بوسائل الإعلام التقليدية. وضع الرسالة إليكترونياً بواسطة المنظمات الإرهابية يتم التقاطها من خلال مواقع الإنترنت الأخرى.. وقد تجد طريقها إلى وسائل الإعلام التقليدية.
الهدف الثاني: الحصول على الاعتراف بدوافع المنظمة الإرهابية أصبح أيضاً أكثر سهولة لأن الإرهابيين يستطيعون الآن تشكيل وتأطير رسائلهم الخاصة وتفسير لماذا يقومون بتنفيذ هجماتهم.. بالإضافة إلى أن مواقع مثل ”يوتيوب“ تساعد في نشر رسائل الإرهابيين بدون حاجة الناس (أو المهتمين) للبحث عن مواقع الإرهابيين.

54. الهدف الثالث: الحصول على الاحترام والتعاطف من قبل مؤيديهم أو الداعمين لهم. أولئك المهتمون غالباً يبحثون عن المعلومات من المصدر في هذه المواقع سوف يشاهدون الهجمات الناجحة فقط مشفوعة بمحتوى تفاعلي وبالتالي من المحتمل أن يشعروا بالاحترام نحو إنجازات الإرهابيين. والنتيجة هي حفز التطرف والتعبئة والاستقطاب. يقول أحد المحللين في الاستخبارات الأمريكية: أن المواقع المتطرفة تعتبر خطره بسبب قدرتها على استقطاب غير المتأثرين.. لجعل الجهاد جاذباً ولإقناع صغار السن.

55. الهدف الأخير: الحصول على مكانة شبه شرعيه ومعالجة إعلامية مشابهه للفاعلين السياسيين الشرعيين أشارت الدراسات أن هذا الهدف لا يتم تحقيقه من خلال الإنترنت إلا إذا تم نشر محتويات الإنترنت من خلال وسائل الإعلام التقليدية.

56. يقول أحد الباحثين: إن جميع المجموعات الإرهابية والمعارضة الرئيسية بدون استثناء لديها مواقع إليكترونية ”هذه الأيام إذا لم تكن على الشبكة، فإنك لا توجد“.

57. التليفزيون الإرهابي
الطريقة الأخرى لإدارة الإعلام هو أن تصنعه بنفسك. ممكن أن تكون الوسيلة صحيفة، مجلة، محطة راديو، أو قناة تليفزيونية خاصة من خلال الأقمار الاصطناعية، وبثها على ملايين المنازل على مستوى العالم. أفضل مثال هو محطة المنار التليفزيونية التابعة لحزب الله. المنار تبث مباشرة وجهة نظر حزب الله بنجاح ويقال – حسب بعض الباحثين – أنها فيما بين أعلى 5 محطات تليفزيونية مشاهدة في الشرق الأوسط وحصلت على المستوى الدولي على عشرة ملايين مشاهدة في اليوم.

58. القضية الحقيقية هنا ليست العلاقة بين الإرهاب والإعلام – التي يعترف الجميع بوجودها – هي الإشكالية، لكن السؤال هو ما إذا كانت هذه العلاقة تؤثر على الرأي العام وصناعة القرار الحكومي بطريقة تعمل لصالح الإرهابيين. الإجابة معقدة جداً وغامضة وليست كما يتوقع البعض.

59. أولاً: الجمهور
ما هو تأثير الإرهاب في الإعلام على الجمهور، الذي يعتبر في نهاية المطاف أحد الأهداف الرئيسية للإرهابيين؟
ثانياً: الحكومة
بما أن أهم هدف للإرهاب قد يكون سياسياً، من الأهمية أن نرى كيف يكون رد فعل الحكومات للأنشطة الإرهابية في وسائل الإعلام؟

60. معظم الأدبيات العلمية ركزت على كيف تساعد التغطية الإعلامية للإرهابيين على تخويف الناس وتحقيق أهدافهم إلا أن بعض الباحثين يرى أن اهتمام الإعلام بالعمليات الإرهابية لا يؤدي بالضرورة إلى بيئة في صالح الإرهابيين. الإرهابيون يحصلون على نشر كبير من خلال الوسائل الإخبارية، لكن ليست الدعاية التي يرغبونها عادة.
النشر الذي يحصلون عليه سلاح ذو حدين. إن اتجاهات الجمهور وردود فعله التي يأمل الإرهابيون تشكيلها من خلال أعمال العنف لا يمكن التنبؤ بها.

61. إن كمية التغطية الإعلامية قد لا تكون العامل الوحيد أو حتى الأكثر أهمية
إن كمية التغطية الإعلامية قد لا تكون العامل الوحيد أو حتى الأكثر أهمية. المتغيرات المتداخلة قد يكون لها علاقة في زيادة شدة التأثير.. مثل نوعية الوسيلة الإعلامية ومصدر الأخبار.
إن اهتمام الإعلام بالإرهاب قد لا يغيّر الرأي العام في مصلحة الإرهابيين ووجهة نظرهم.. بل قد يعطي نتيجة عكسية ضدهم.

62. أثبتت الدراسات في أوروبا أن مجرد حجم الاهتمام الإعلامي بالإرهاب ليس بالضرورة له علاقة مباشرة بالتأثير على الجمهور. بمعنى آخر ليس هناك دليل قوي للاعتقاد بأن هناك ارتباطاً بين التغطية الإعلامية للإرهاب وإدراك الجمهور للخوف أو التهديد.
بصفة عامة الدراسات لا تستبعد إمكانية وجود الارتباط بالرغم من أن العلاقة المباشرة بعيدة الاحتمال.

63. هل من المحتمل أن تتأثر الحكومة بتغطية الإعلام للإرهاب؟
حيث أن الهدف النهائي للإرهابيين هو التغيير السياسي، فإن تأُثير الأخبار المتعلقة بالإرهاب على السياسة قد يكون ظاهرة خطيرة.
إن التغطية العاطفية المكثفة تستطيع إعادة ترتيب أولويات السياسية الخارجية للحكومات . يشير أحد الباحثين إلى أنه عندما قُتل جندي أمريكي وتم سحبه في شوارع الصومال أزداد الضغط لسحب القوات الأمريكية من هذا البلد.

64. إن التغطية المباشرة ”الحية“ تهدد الأمن العملياتي
إن التغطية المباشرة ”الحية“ تهدد الأمن العملياتي. هناك العديد من مهمات الإنقاذ لم تتم بشكل جيد بسبب التغطية الإعلامية.
إن عمل مقابلات إعلامية مع أعضاء عائلات المختطفين مثلاً والتركيز على الجوانب الإنسانية والدراما تؤدي إلى زيادة ملموسة في ضغط الجمهور على الحكومة للاستسلام لطلبات الإرهابيين.

65. السياسيون وكبار المسئولين أنفسهم يؤكدون أنهم يتأثرون بالإعلام
السياسيون وكبار المسئولين أنفسهم يؤكدون أنهم يتأثرون بالإعلام.. كما أنهم يستخدمونه كمصدر مهم لاتخاذ سياسة معينة وأحياناً تكون المصادر الإعلامية أحد أفضل المصادر للاستخبارات.
يقول أحد مساعدي مجلس الأمن الوطني الأمريكي: CNN تتحرك 10 دقائق أسرع من (وكالة الأمن الوطني)

66. لكن أثبتت بعض الدراسات صعوبة إثبات أن التأثير على السياسة وصناع القرار هو نتيجة للتغطية الإعلامية. التغطية الإعلامية ليست أكثر من عامل واحد من بين عوامل أخرى تؤثر على السياسية الداخلية أو الخارجية.
هناك جانب آخر لمسألة تأثر الحكومة بالتغطية الإعلامية للإرهاب. العلاقة ليست في اتجاه واحد بمعنى أن تغطية الإعلام للإرهاب يتم استخدامها بشكل مكثف من قبل الحكومات لتفسير جهودها لمكافحة الإرهاب.
أشار بعض الباحثين إلى أن هناك تقاريراً حول معلومات مضلله تم تسريبها للإعلام بواسطة الحكومات بهدف التضليل.

67. إن اهتمام الإعلام بالإرهاب يساعد وكالات مكافحة الإرهاب بدلاً من مساعدة الإرهابيين.
يقول أحد الخبراء: الإرهابيون غالباً ينجحون في تقوية مقاومة المجتمع ضدهم وفي التحفيز على وضع أساليب مكافحة أكثر قوة وفعالية.
إذاً. العلاقة بين التغطية الإعلامية للإرهاب والحكومة لا تصب بالضرورة في مصلحة الإرهابيين بل إن هناك ميلاً للاعتقاد أن صناع السياسة يستخدمون الوسائل الإعلامية كمصدر هام لسياساتهم عندما يتعلق الأمر بالإرهاب.

68. تأثير الإنترنت عالمنا أصبح بشكل متزايد كونياً.. وكذلك الإرهاب الدولي.
أشار أحد الصحفيين إلى أن الأداة الرئيسية التي يستخدمها الإسلام الراديكالي لنشر أفكاره ودعايته لا علاقة لها بوسائل الإعلام التقليدية من صحف أو راديو أو تليفزيون. إن الأداة الرئيسية التي تستخدمها هذه المجموعات هي الإنترنت عشرات الصحف على الشبكة في بلدان بعيدة تستخدم لكسب تابعين جدد ولجمع التبرعات أو نشر الأفكار واستقطاب المليشيات.

69. المكتب الأمريكي لمدير الاستخبارات الوطنية صرح بأن: عمليات التطرف ظهرت بشكل أسرع وبشكل أوسع وبسرعة أكبر في عصر الإنترنت.. مما زاد من فرص الهجمات المفاجئة بواسطة مجموعات مجهولة يصعب متابعة أو تحديد أعضائها وداعميها.
هناك ارتفاع ملحوظ في عدد النساء اللاتي شاركن في نشر مواد راديكاليه من خلال الإنترنت.
يؤكد الخبراء أنه من الصعب تقدير التأثيرات بشكل دقيق لهذه المواقع الإليكترونية في عمليات التطرف وفي القرار النهائي للقيام بهجمات. كما يؤكدون أن تنفيذ بحوث إحصائية مكثفه حول تأثيرات الانترنت في قضية الإرهاب فيه صعوبة ولكنها سوف تكون خطوة مهمة لفهم الظاهرة

70. باختصار... يتفق معظم الباحثين أن الوسائل الإعلامية التي تقع تحت سيطرة الإرهابيين مباشرة مثل مواقع الإنترنت والتليفزيون الفضائي لها تأثيرات مهمة خاصة فيما يتعلق بزيادة قدرات الإرهابيين من خلال توفير المعلومات حول كيف يتصرف الشخص أو يصنع أسلحة.

71. الخلاصة والتوصيات
أوضحت الدراسات وآراء الخبراء، أنه يجب التمييز بين الإعلام التقليدي والجديد. إن خصائص وسائل الإعلام الجديد تختلف عن خصائص التليفزيون والراديو والصحافة وبالتالي تختلف طرق وأساليب مكافحة الإرهاب من الناحية الإعلامية.
إن العلاقة بين الإرهاب والإعلام موجودة. الإرهابيون يستخدمون الإعلام لمصلحتهم ووسائل الإعلام سعيدة – وفي علاقة حب – ببث الأحداث المتعلقة بالإرهاب لأنها ببساطة أخبار تستحق النشر وتتمتع بخصائص جاذبه للجمهور وبالتالي لوسائل الإعلام.

72. الوسائل الجديدة (الإنترنت) تعتبر جاذبه جداً للإرهابيين لأنها تساعدهم على تحقيق أهدافهم بشكل مباشر وأصبحت الوسائل الإليكترونية جزءاً لا يتجزأ من المنظمات الإرهابية.
أتضح أن هناك الكثير من الجدل في الأدبيات العلمية حول ما إذا كان هناك تأثيرات سلبية على الرأي العام أو صناعة القرار الحكومي. أثبتت الكثير من الدراسات أنه ليس هناك دليل مقنع يثبت هذه التأثيرات على الرأي العام.

73. الوضع بالنسبة للإنترنت يختلف
الوضع بالنسبة للإنترنت يختلف. تشير الدراسات إلى أنه قد يزيد التطرف في العالم ويؤثر على الإرهابيين حول كيفية القيام بالهجمات.
حيث أنه ليس هناك تأثيرات مباشرة للعلاقة بين وسائل الإعلام التقليدية والإرهاب فإنه قد لا يكون مناسباً وضع أساليب رقابية ضد هذه الوسائل.
تجارب الدول المتقدمة في وضع هذه الأساليب الرقابية فشلت في التقليل من دعاية الإرهابيين.

74. إن أساليب الرقابة الذاتية من قبل الوسائل الإعلامية تعتبر أكثر فعاليه وقد طبقتها العديد من المؤسسات الإعلامية العالمية الرئيسية.
بالنسبة للإنترنت والقنوات الفضائية (الإرهابية) أوضحت تجارب الدول الأوروبية أن الناس يتقبلون حجب الوسائل والمواقع الإليكترونية ذات العلاقة المباشرة بالمنظمات الإرهابية.

75. التوصية الرئيسية لهذه الورقة هي اقتراح إنشاء مكتب للإعلام الاستراتيجي تابع لمجلس وزراء الداخلية العرب تكون مهماته:
توثيق الاتصال والتعاون مع الكم الكبير من الوسائل الإعلامية والإليكترونية وتسخيرها بشكل احترافي لخدمة مكافحة الإرهاب.
تشجيع الوسائل الإعلامية على تبني معايير الالتزام الذاتي فيما يتعلق بالتغطية الإعلامية للإرهاب.
تنظيم أنشطة تعليمية لمدراء المؤسسات الإعلامية والصحفيين الذين يعملون على قضايا الإرهاب.
دراسة وضع سياسة إعلامية حكومية خاصة بإستراتيجية مكافحة الإرهاب.
عمل الدراسات العلمية اللازمة حول تأثير الإنترنت في مجال الإرهاب