Download presentation
Presentation is loading. Please wait.
1
محاضرة ألقيت على طلاب السنة الثالثة
شجرة اللغات السامية محاضرة ألقيت على طلاب السنة الثالثة كلية الآداب والعلوم الإنسانية /قسم اللغة العربية إعداد الدكتورة : وصال الحميد .
2
اللغات السامية - تطلق كلمة لغات سامية على جملة من اللغات التي كانت شائعة منذ أزمان بعيدة في بلاد آسيا وإفريقية سواء منها ما عفت آثاره أو لا يزال باقياً إلى الآن. وأول من استعمل هذا الاصطلاح العلم شلوتزر Schlozer في أبحاثه وتحقيقاته في تاريخ الأمم الغابرة سنة 1781م. وقد استخلص هذه التسمية من الجدول الخاص بأنساب نوح عليه السلام الوارد في التوراة، وهذا الجدول من أقدم ما وصل إلينا عن أنساب الأمم السامية وهو يقسم الأسرة البشرية إلى آل سام وحام و يافث أبناء نوح. وقد اختلف العلماء في أقرب اللغات السامية إلى اللغة السامية الأم وأقواها شبهاً بها، وقد كان أحبار اليهود في العصور القديمة يعتقدون أن اللغة العبرية أقدم لغات العالم. وقد حظيت اللغة العربية باهتمام كبير من المستشرقين وعلماء اللغة في العصر الحديث وذهب بعضهم إلى أن اللغة العربية أقرب لغات الساميين إلى اللغة السامية القديمة، وفي مقدمتهم أولسهوزن، ويرى بعض العلماء أنه من العبث أن يبحث المرء في لغات الساميين عن أقربها من السامية الأصلية فقد طرأ على اللغات السامية التغيرات والتقلبات ما لايعد ولا يحصى.
3
الموطن الأصلي للساميين:
-من العسير أن نجزم برأي في المهد الأصلي للأمم السامية، فلا يزال القول غير مؤكد عن موطن الساميين الأصلي، إلا أن أكثر الحركات والهجرات للشعوب السامية كان من أرض الجزيرة العربية. وقد ذهب بروكلمان الألماني ورينان الفرنسي إلى أن المهد الأول للساميين هو الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية.
4
شجرة اللغات السامية: -يمكننا أن نقسم اللغات السامية من حيث موطنها إلى مجموعتين؛ شرقية وغربية.
5
1) مجموعة اللغات الشرقية: هي اللغات البابلية _ الآشورية أو الأكادية موطنها العراق، إذ أسس البابليون ملكهم في جنوبي العراق بعد أن غلبوا السومريين، وأخضعوهم ، ولكن الحضارة السومرية أقوى من أن تُهزم فتأثر البابليون الساميون القادمون على الأرجح من الجزيرة العربية بالحضارة السومرية و أخذوا عنهم الخط المسماري أو الإسفيني، وامتزجت لغة البابليين بعناصر جديدة من اللغة السومرية.
6
2) مجموعة اللغات الغربية: تنقسم إلى شعبتين: شمالية وجنوبية، وفي الشمالية الكنعانية والآرامية. أ) الكنعانية : نزحت الشعوب الكنعانية من القسم الجنوبي الغربي من بلاد العرب واستقرت ببلاد فلسطين وسورية وبعض جزر البحر الأبيض المتوسط، وكان ذلك في الألف الثاني قبل الميلاد؛ وهي تشمل اللهجات الآتية:
7
1) الأوغاريتية: أقدم اللغات الكنعانية وأشهرها اكتشفت نقوشها سنة 1926م في رأس شمرا على الساحل السوري شمال اللاذقية، وقد كانت أوغاريت عامرة بالسكان في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، ثم بلغت أوج ازدهارها في القرن الرابع عشر، دمرها في القرن الثالث عشر "أقوام البحر" القادمون من جزر بحر إيجة. وعن هذه الأوغاريتية أخذ العالم الكتابة الأبجدية.
8
2- الكنعانية القديمة: وصلتنا في نقش تل العمارنة(عاصمة مصر في عهد أخناتون) كلمات وعبارات كنعانية مدونة بالخط المسماري الأكادي لا بالخط السامي، وقد تبودلت بين ولاة مصر على فلسطين وبين فراعنة ذلك العهد في أواخر القرن الخامس عشر والنصف الأول من القرن الرابع عشر.
9
3- المؤابية: لهجة المؤابيين من نسل لوط بن أخي إبراهيم، كما جاء في العهد القديم، وقد عُثِر على نقشٍ مدوَّن بهذه اللهجة هو نقش ملك المؤابيين ميشع، وفيه يصف انتصاره على ملك إسرائيل، ويرجع تاريخ هذا النقش إلى القرن التاسع قبل الميلاد.
10
4-الفينيقية: وصلت إلينا اللغة الفينيقية الأصلية عن طريق نقوش عُثِر على بعضها في المواطن الأولى للفينيقيين (صور، وصيدا، وجبيل Byblos...إلخ)، وعلى بعضها في مستعمراتهم ومواطن نفوذهم، وخاصة في جزر البحر الأبيض المتوسط (قبرص Chypre... وغيرها). وأقدم هذه النقوش يرجع تاريخه إلى القرنين العاشر والتاسع قبل الميلاد. وانتشرت لغة الفينيقين في مستعمراتهم في البلاد الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط وكثير من جزره، وهذه المستعمرات هي قرطاجة والبلاد المتاخمة لها. وقد تحدث أهل قرطاجة بلهجة فينيقية سميت بالبونية Punique ، وقد وصلت إلينا اللهجة البونية عن طريق نقوش عُثِر عليها في منطقة قرطاجة يرجع تاريخ أقدمها إلى القرن الرابع قبل الميلاد.
11
5_العبرية: تعدّ اللغة العبرية أهم اللهجات الكنعانية، وأوسعها انتشاراً، وأكثرها إنتاجاً في مختلف فنون القول في الدين والآداب والتاريخ والفلسفة والعلوم ...، وبها دُوّن جميع أسفار العهد القديم، وقد وصلت إلينا اللغة العبرية عن طريق ثلاثة مراجع: أولها أسفار العهد القديم ومؤلفات علماء اليهود في مختلف العصور في القانون والعلم والأدب والفلسفة...وغيرها. وثانيها بعض النقوش الأثرية على لوحات الصخر والمعدن. وثالثها استخدام اليهود لها في تلاوة الأوراد الدينية والتوراة.
12
ب) الآرامية: تخبرنا بعض الآثار الآشورية والبابلية أنّ القبائل الآرامية نزحت من الجزيرة العربية في القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى بلاد سوريا وفلسطين وما إليها، واستقروا في منطقة مجاورة لمناطق الكنعانيين الذين سبقوهم بالهجرة بأكثر من عشرة قرون، وكان يسكن المنطقة التي استقر بها الآراميون شعوب غير سامية كانت في درجة راقية من الحضارة. وقد عانى ملوك بابل وآشور في سبيل طرد القبائل الآرامية ، لكنهم لم يفلحوا لأن أقدام هذه القبائل كانت قد توطدت وانتشرت على أطراف سوريا والعراق.
13
وورثت الآرامية أخواتها الشرقية والشمالية جميعاً وصارت لغة التخاطب السائدة في العراق وسوريا وفلسطين، وقد بلغت عنفوان مجدها في الفترة المحصورة بين عامي(300 ق.م و 650م)، وبلغت مساحة البلاد الناطقة بها آنذاك زهاء 600 ألف كيلو متر مربع.
14
قسم الباحثون اللغة الآرامية إلى كتلتين تشتمل أولاهما على لهجات بلاد العراق الجنوبية والشمالية وتُعرَف بالآرامية الشرقية، وتشتمل ثانيهما على اللهجات الآرامية في سوريا وفلسطين وشبه جزيرة سيناء وتُعرَف بالآرامية الغربية.
15
ج) العربية الجنوبية: يُطلق العلماء على العربية الجنوبية اسم "اليمنية القديمة"، أو "القحطانية"، أو "السبئية" نسباً لها إلى إحدى لهجاتها التي تغلبت عليها جميعاً في صراعها معها. وقد وصلت إلينا اللهجات الجنوبية من النقوش الكثيرة التي عُثر عليها في العصر الحديث ولاسيما في القرن التاسع عشر، كما عُثر أيضاً على كتابات على الصخور والأعمدة والقبور وجدران الهياكل والنقود. تدل هذه الآثار على طريقة رسم العربية الجنوبية وأسلوب تعبيرها، وهي بلهجاتها المتعددة تختلف عن العربية الشمالية اختلافاً جوهرياً في الأصوات والنحو والدلالة. أهم لهجاتها: المعينية، والسبئية، والحضرمية، والقتبانية، ومعها اللغات السامية في الحبشة وإن تأثر بعضها باللهجات الحامية.
16
1-المعينية: اتفق العلماء والمستشرقون على أن معين أقدم دولة في اليمن، ولا يُعرف على وجه التحديد تاريخ نشوئها، أو سقوطها، ويُعتقد أن سقوطها كان بين القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد.
17
2)السبئية: أقام السبئيون مملكتهم على أنقاض دولة معين ، وكانت عاصمة سبأ هي مدينة مأرب الشهيرة ، فهي أعظم مدينة عربية، كان فيها كثير من المعابد الضخمة والقصور والحدائق والأسواق، وكان لسد مأرب فضل كبير في ازدهارها، ومن جراء الفتن الداخلية ضعفت سبأ وتغلب عليها الأحباش سنة( 375بعد الميلاد)، وقد ظلت اللهجة السبئية سائدة في بلاد اليمن خلال المدة الطويلة التي قبض فيه السبئيون على زمام الحكم، بل إن بعض الآثار والنقوش تؤكد بقاء هذه اللهجة حتى في أثناء الحكم الحبشي الأول لهذه البلاد(بين سنتي 375_ 400 بعد الميلاد)
18
3)الحضرمية: كان يوجد في أثناء قيام دولة معين وسبأ مملكتان أخريان هما حضرموت وقتبان، وكانت دولة حضرموت مملكة عظيمة ذات حضارة زاهرة لم تفتأ تنازع سبأ الملك ولكن سبأ ظلت تقبض على ناصية الأمر ومحت دولة حضرموت وأزالتها من الوجود.
19
4)القتبانية: وهي اللهجة المنسوبة إلى قتبان، وهي مملكة عظيمة أنشئت في المنطقة الساحلية شمال عدن، وكُتِب عليها أن تنقرض في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد بعد الحروب الكثيرة التي نشبت بينها وبين سبأ، وكان من نتائج هذه الحروب أن اندمجت القبائل القتبانية في السبئية التي غلبتها على أمرها.
20
5) الحبشية السامية: أهم لغاتها الجعزية، والأمهرية، والتيجرية
5) الحبشية السامية: أهم لغاتها الجعزية، والأمهرية، والتيجرية. وأقدم هذه اللغات هي الجعزية أو الحبشية القديمة التي يرتد تاريخ آثارها إلى سنة 350م. وهي في بعض خصائصها قريبة من العربية إلا أنها تشتمل على مفردات أجنبية انتقلت بعضها إليها من اللغات الحامية. حلت محلها الأمهرية سنة 1270م ثم باتت منذ القرن التاسع عشر لغة الحبشة الرسمية. أما التيجرية فهي شديدة الشبه بالجعزية وإن لم تتفرع منها.
21
الخط المسند: سُمّي خط أهل الجنوب من الجزيرة العربية (اليمن) بالخط المسند . يميل الخط المسند إلى رسم الحروف رسماً دقيقاً على هيئة الأعمدة، فالحروف عندهم على شكل العمارة التي تستند على أعمدة، وتمثل بذلك الطراز المعماري لحضارة جنوب بلاد العرب الذي كان يرتكز على الأعمدة في تشييد القصور والمعابد والأسوار والسدود وأبواب المدن...
22
د) العربية الشمالية: لا نكاد نعرف شيئاً عن نشأتها والمراحل التي اجتازتها في عصورها الأولى، وهي قسمان: العربية البائدة التي لا يتجاوز أقدم ما وصلنا من نقوشها القرن الأول قبل الميلاد، والعربية الباقية التي لا تتجاوز آثارها القرن الخامس بعد الميلاد.
23
العربية البائدة وأهم لهجاتها:
يُطلَق هذا الاسم على لهجات عربية كانت تُستخدَم قديماً في مناطق واقعة في الشمال على مقربة من الحدود الآرامية، ويظهر من النقوش التي عُثر عليها في تلك المناطق أنّ المتكلمين بتلك اللهجات كانوا في عزلة عن عرب نجد والحجاز، وأنّهم فقدوا كثيراً من مقومات العربية وصُبغوا بالحضارة الآرامية. وتتفق اللغة التي دُوِّنت بها هذه النقوش مع "العربية الباقية" في كثير من مقوّماتها وخصائصها في الأصوات والقواعد والمفردات.
24
وتنقسم العربية البائدة إلى ثلاث لهجات: اللحيانية، الثمودية، الصفوية
وتنقسم العربية البائدة إلى ثلاث لهجات: اللحيانية، الثمودية، الصفوية. -اللحيانية : تنتسب إلى قبائل لحيان ، وككثير من هذه النقوش تذكر أسماء ملوك لحيان وألقابهم، وأغلب الظن أن تاريخ هذه النقوش يعود إلى ما بين القرنين الثاني قبل الميلاد والسادس بعد الميلاد، والخط الذي كُتِبت به مشتق من الخط المسند ويسير مستعرضاً من اليمين إلى الشمال.
25
-الثمودية: تُنسَب إلى قبائل ثمود التي ورد ذكرها وذكر مساكنها في القرآن في غير موضع، ويرجع تاريخ هذه النقوش المدونة بهذه اللهجة إلى القرنين الثالث والرابع بعد الميلاد، وعُثِر على هذه النقوش فيما بين الحجاز ونجد في شبه جزيرة سيناء وبالقرب من دمشق، أما الرسم الذي كُتِبت به النقوش الثمودية فهو لايختلف كثيراً عن الرسم اللحياني، فهو مشتق مثله من الخط المسند غير أنه أقل من اللحياني نظاماً ورونقاً، واتجاهاته غير ثابتة على حال واحدة ولكنه في الغالب يتجه من أعلى إلى أسفل.
26
-الصفوية: عُثِر على نقوشها في حرة واقعة بين تلول الصفا وجبل الدروز، ويرجع تاريخها إلى القرون الثلاثة الأولى بعد الميلاد. ويرجع قسط كبير من الفضل في حل النقوش الصفوية إلى المستشرق الألماني ليتمان فقد جمع من هذه المنطقة نحو ألف وأربعمائة نقش، ثم عكف على دراستها زمناً طويلاً فكشف حروفها الأبجدية وحل معظم رموزها، وقد لاحظ ليتمان أن خطها قريب من الخط الثمودي إلا أن مختلف الاتجاهات فتارة يُقرأ من الشمال إلى اليمين وأخرى من اليمين إلى الشمال.
27
وهذا التشابه يبن الخطين حدا بكثير من العلماء إلى تسمية الخط القديم الذي يبدو فيه أثر النوعين بـ "الخط الثمودي الصفوي"، فإذا أرادوا التمييز والتفرقة قالوا هذا خط ثمودي فقط ، وهذا خط صفوي فقط. تمتاز النقوش الصفوية بأمرين: الأول قربها من العربية الفصيحة ، والثاني أن الخط الذي دُوِّنت به ينبغي أن يُعدّ المرحلة الأولى في تطور الخط العربي وانتشاره.
Similar presentations
© 2024 SlidePlayer.com. Inc.
All rights reserved.