1. واقع و مشكلات النفايات الصلبة في قطاع غزة
لنعمل معا و سويا من أجل بيئة فلسطينية نظيفة
واقع و مشكلات النفايات الصلبة في قطاع غزة
إعداد
د. عبد الفتاح نظمي عبد ربه
دكتوراه الفلسفة في العلوم البيئية
قسم الأحياء – الجامعة الإسلامية بغزة

2. قطــــــــاع غـــــــــزة GAZA STRIP
يقع قطاع غزة في منطقة جافة إلى شبة جافة بطول 45 كيلومترا و بعرض 6-12 كيلومترا.
تبلغ المساحة الإجمالية للقطاع حوالي 365 كيلومترا مربعا ويبلغ عدد سكانه حوالي 1.5 مليون نسمة جلهم من لاجئي نكبة 1948.
تصل الكثافة السكانية في قطاع غزة إلى أكثر من 4000 نسمة لكل كيلومتر مربع مما يجعله من أكثر مناطق العالم ازدحاما بالسكان.
تتعدد المشكلات البيئية في قطاع غزة لتشمل شح و تلوث المياه و ضعف معالجة المياه العادمة و سوء إدارة النفايات الصلبة و تدهور البيئات الطبيعية و التنوع الحيوي و استنزاف الموارد الطبيعية....الخ.
تناقش هذه الورقة موضوع النفايات الصلبة في قطاع غزة.

3. ما هي النفايات الصلبة؟!
تعرف النفايات الصلبة (Solid Wastes) على أنها المواد قليلة المحتوى المائي غير المستخدمة أو غير اللازمة للإنسان.
تتضمن النفايات الصلبة:
القمامة البلدية الناجمة عن المنازل
النفايات الصناعية و التجارية
حمأة المجاري (Sludge)
النفايات الناجمة عن الزراعة و مزارع الحيوانات و الأنشطة المرافقة لها
نفايات الإنشاءات و المناجم و التعدين
قد يكون الشيء نفاية لصاحبه و لكنه شديد المنفعة أو ذو منفعة لشخص آخر.

4. حقائق حول النفايات الصلبة في قطاع غزة
تقوم السلطات و البلديات و المجالس المحلية و وكالة غوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA) بالعمليات اليومية المتعلقة بالنفايات الصلبة من جمع و نقل و تصريف.
تزداد كميات النفايات الصلبة المنتجة طرديا مع ازدياد معدل النمو السكاني.
يستفيد أكثر من 95% من سكان قطاع غزة من خدمات جمع النفايات الصلبة.
يبلغ إجمالي إنتاج النفايات الصلبة في قطاع غزة حوالي 400,000 طنا و تمثل النفايات المنزلية من 45 – 50% من مجمل النفايات المنتجة بينما تمثل قطاعات البناء و التصنيع من 20 – 25% و تبقى النسبة المتبقية لأنواع النفايات الأخرى.
يبلغ إنتاج الفرد الفلسطيني من النفايات الصلبة في الأرياف 0.4 – 0.6 كيلوجرام / يوم، و في المخيمات الفلسطينية 0.5 – 0.8 كيلوجرام / يوم و في المدن 0.9 – 1.2 كيلوجرام / يوم مقارنة بما ينتجه الفرد الصهيوني و المقدر بنحو 2.0 كيلوجرام / يوم (UNEP, 2003).
تتكون النفايات الصلبة المنتجة في الأراضي الفلسطينية من مواد عضوية (60 – 70%)، ورق و كرتون (7 – 10%)، بلاستيك (5 – 10%)، زجاج (3 – 6%)، معادن (2 – 3%) و مواد أخرى (3 – 7%).

5. مشكلات مرتبطة بإدارة النفايات الصلبة 1
تزداد مشكلة النفايات الصلبة سوءا في قطاع غزة ليس بسبب زيادة كمياتها فحسب بل بسبب انعدام النظم ذات الكفاءة في إدارتها.
عدم الفصل بين النفايات الخطرة و غير الخطرة (Hazardous and Non-hazardous Wastes) و التي غالبا ما تلقى معا في حاويات القمامة أو في البيئات المفتوحة و أحيانا على مشارف المدن و القرى و المخيمات لتشكل بدورها خطرا على الصحة و البيئة.
نشوء المواقع الطارئة و العشوائية لمكبات النفايات الصلبة (Random Solid Waste Dumping Sites) و التي مع مرور الزمن تصبح دائمة لتساهم في تلويث البيئة الفلسطينية و تهدد التنوع الحيوي و الصحة العامة.
حرق النفايات و أكوام القمامة المتراكمة في المكبات أو على مشارف المدن و القرى و المخيمات الفلسطينية أو في الحاويات في الهواء الطلق لتنطلق الروائح الكريهة و الغازات السامة.
تكرار الإضرابات الخاصة بعمال البلديات و المجالس القروية نتيجة عدم صرف رواتبهم و ما يصاحب ذلك من غرق المدن و المخيمات في أكوام القمامة المتكدسة و التي بدورها تساهم في تفشي الآفات المزعجة و المؤذية من ذباب و بعوض و قوارض تعايشية تجد في تلك البيئات مرتعا مناسبا لها.
تهديد الخزانات الجوفية (Aquifers) بعصارات النفايات الصلبة نظرا لافتقار المكبات للبنية التحتية المناسبة من ناحية و انتشارها العشوائي و المكثف من ناحية أخرى.

6. مشكلات مرتبطة بإدارة النفايات الصلبة 2
زيادة حجم و سوء إدارة نفايات الإنشاءات (Construction and Demolition Wastes) الناجمة عن عمليات الهدم و البناء و قصف الطائرات الحربية الصهيونية للبيوت السكنية و البنية التحتية الفلسطينية.
انتاج الكمخة في غزة يهدد استخدامات الأراضي و المياه الجوفية و شبكات الصرف الصحي.
إعادة التدوير (Recycling) في الأراضي الفلسطينية غير متوفرة.
شكلت المستوطنات الصهيونية في قطاع غزة خطرا على صحة السكان و البيئة لما طرحته في السابق و وقت اندحارها من كميات هائلة من النفايات الصلبة و الخطرة.
تمتاز مناطق المحررات بحساسيتها الشديدة للملوثات الناجمة عن النفايات الصلبة و المياه العادمة لكون تربتها رملية و مياهها الجوفية ذات نوعية جيدة و متوفرة على أعماق ضحلة.
شكل الحصار الصهيوني (Zionist Siege) على قطاع غزة في الفترة الأخيرة خطرا حقيقيا على عمليات إدارة النفايات الصلبة بفعل إغلاق المعابر و منع تدفق الوقود و أدوات الصيانة و المعدات الخاصة بإدارة النفايات الصلبة.
قلة المشروعات المستقبلية الخاصة بالنفايات الصلبة.
ضعف الوعي البيئي (Environmental Awareness) لدى معظم فئات و شرائح المجتمع الفلسطيني بمخاطر و سبل إدارة النفايات الصلبة و الخطرة التي تلقي في كل مكان مما يزيد من بؤس الحالة البيئية و الصحية في قطاع غزة.
عدم وجود تشريعات و قوانين واضحة تخص النفايات و لاسيما الخطرة منها يؤدي إلى تفاقم أزمة النفايات في الأراضي الفلسطينية.

7. مشكلة النفايات الخطرة في قطاع غزة
لا يوجد فصل بين النفايات الخطرة و غير الخطرة في قطاع غزة و غالبا ما يطرح النوعان معا و هذا بدوره يهدد الصحة البيئية.
يوجد في قطاع غزة وحدة خاصة (صناديق أسمنتية) لتخزين النفايات الخطرة الطبية في المكب الرئيسي لمدينة غزة (المزرعة) و لكن بدون معالجة أولية.
مصادر النفايات الخطرة في الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة (UNEP, 2003):
1. المعالجات الغذائية
2. معامل صباغة النسيج
3. دباغة الجلود
4. صناعة الأحذية
5. معامل الإنشاءات المعدنية و الطلاءات المعدنية
6. صناعة المعدات الإليكترونية
7. الزيوت المحروقة
8. المستوطنات الصهيونية و حالات دفن السموم و الكيماويات
9. النفايات الطبية بأنواعها المختلفة
10. المبيدات الكيميائية و الأسبست
11. إطارات السيارات التالفة
12. المواد الإشعاعية و مفاعل ديمونة في النقب و الأسلحة الصهيونية الفتاكة و الخطرة

8. الحصــــــار الصهيونـــــــي و .......
الحصار الصهيوني
و تفاقم مشكلات النفايات الصلبة في قطاع غزة

9. 1. انتشار الروائح و الغازات السامة
تتسبب النفايات الصلبة المتكدسة و المتراكمة في انتشار الروائح الكريهة و الغازات السامة المؤذية للإنسان و التي تنجم عن تحلل تلك النفايات المتراكمة في الشوارع و أماكن تجمع القمامة و التي جلها نفايات عضوية (70%).
تتميز النفايات العضوية بسرعة تحللها.
يتجنب المارة في شوارع قطاع غزة استنشاق تلك الروائح الكريهة.
يعتمد انتشار الروائح تبعا لعوامل المناخ (الحرارة – الرطوبة – الريح).

10. 2. تلوث الهــواء نتيجة حرق القمامة
يتسبب حرق النفايات بما تحويه من نفايات بلاستيكية و خطرة أحيانا في انبعاث الغازات الملوثة و المركبات السامة مثل:
أول أكسيد الكربون (Carbon Monoxide)
ثاني أكسيد الكربون (Carbon Dioxide)
غاز الميثان (Methane)
الديوكسين (Dioxin)
الفيوران (Furan)
الجسيمات العالقة (Suspended Particles)
الأدخنة الضارة (Smokes)
تتسبب الملوثات بأمراض تنفسية و جلدية و معوية و سيكولوجية و أحيانا سرطانية عند التعرض بكثرة لمركبات الديوكسين المسرطنة.
إن ظاهرة حرق حاويات القمامة تنتشر كثيرا في قطاع غزة و تشكل تحديا لعملية إدارة النفايات الصلبة و تحتاج لتضافر الجهود في سبيل التوعية البيئية لكافة شرائح المجتمع بضرورة الكف عن هذا السلوك المشين.

11. ما هما الديوكسين و الفيوران؟؟؟؟؟؟
الديوكسينات هي عبارة عن مجموعة من 75 مركبا كيميائيا يطلق عليها (polychlorinated dibenzo-p-dioxins)، أما الفيورانات فهي عبارة عن مجموعة من 135 مركبا كيميائيا يطلق عليها (polychlorinated dibenzofurans).
تنتج هذه المركبات كنواتج ثانوية أثناء صناعة المطهرات و مبيدات الأعشاب و المواد الحافظة للأخشاب، كما أنها تطرح في الهواء خلال عمليات الحرق للنفايات البلدية و الصناعية و حرق النفط و الأخشاب.
لا تتحلل مركبات الديوكسين و الفيوران في البيئة، كما أنها لا تذوب في الماء و قد تلتصق بجزيئات التربة أو الغبار و الرواسب، و عليه فهي تبقى ثابتة في البيئة لسنوات و ربما تتراكم في أنسجة الإنسان و الحيوان.
تشكل المركبات خطرا على صحة الإنسان مسببة له العديد من الأمراض.

12. 3. التلوث البصري
تتسبب أكوام النفايات المتكدسة جراء الحصار الصهيوني في التلوث البصري (Visual Pollution) و اختفاء المظهر الجمالي في طرقات و شوارع قطاع غزة.
يؤدي تراكم النفايات إلى غلق الشوارع و الطرقات و بالتالي تعرقل حركة سير المركبات و السكان.

13. 4. انتشار الآفات الحشرية المزعجة
تتسبب النفايات المتكدسة في انتشار الآفات المزعجة (Annoying Pests) و الضارة مثل الذباب المنزلي (House Flies) و البعوض (Mosquitoes) و الصراصير (Cockroaches) و الحشرات الضارة الأخرى التي تعتبر من أهم عوامل نقل الأوبئة و الأمراض في المجتمع الفلسطيني.
ينقل الذباب المنزلي العديد من الأمراض لبني الإنسان مثل: التسمم الغذائي و الدوسنتاريا الأميبية و التيفوئيد و الكوليرا و رمد العيون و السل و شلل الأطفال و ذلك من خلال أرجله و قرون الاستشعار و حمله بيض الديدان و الطفيليات الأخرى.
إن من أهم طرق الوقاية المتبعة عالميا من أخطار الذباب المنزلي هي المحافظة على نظافة المنزل والبيئة المحيطة بالإنسان و التخلص من القمامة بوضعها في حاويات مغلقة.

14. 5. انتشار القوارض و الجرذان التعايشية
تنتشر الجرذان التعايشية (Commensal Rats) المؤذية لصحة الإنسان الفلسطيني و مزروعاته و منشآته و ممتلكاته و بيئته بكثرة في البيئة الفلسطينية حيث تجد في أكوام القمامة المتراكمة في الشوارع و الطرقات و أطراف المدن مرتعا هاما تحصل منه على مستلزمات حياتها.
تحدث الأنواع الكونية الثلاثة من القوارض التعايشية في البيئة الفلسطينية و تتكاثر بفعل النفايات و هي:
الجرذ النرويجي (Rattus norvegicus)
الجرذ الأسود (Rattus rattus)
الفأر المنزلي (Mus musculus)
تتمثل أخطار القوارض في انتشار الأمراض و نقل العديد من وسائط العدوى كما أنها تهاجم المزروعات و المحاصيل الزراعية و المخزنة و تفتك بها كما أنها تهاجم البيوت و المباني العامة و تدمر الأثاث و الأرضيات نتيجة حفر الأنفاق التي تؤويها و تهاجم صغار الطيور المنزلية لتقتات منها.
إن مكافحة القوارض الشائعة في البيئة الفلسطينية بسبب تراكم و تكدس النفايات الصلبة تفرض على المسئولين و المواطنين استخدام أنواع متعددة من مبيدات القوارض (Rodenticides) و التي قد تتسبب في حدوث تسمم أو موت لكائنات غير مستهدفة بما فيها الإنسان.

15. 6. انتشار المكبات و تلوث التربة و المياه
تنتشر المكبات العشوائية (Random Dumping Sites) بكثرة هذه الأيام بسبب تكدس النفايات في أطراف الأحياء و المدن و بسبب نقص إمدادات الوقود اللازم لعربات نقل النفايات من أماكن تجمعها إلى أماكن تصريفها النهائي في المكبات الرسمية المنتشرة قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة في محافظات غزة و دير البلح و رفح.
تتسبب النفايات المتكدسة و المكبات العشوائية في تلوث التربة و ربما في تلوث المياه الجوفية بفعل العصارات (Leachates) المركزة المنبثقة منها مما يشكل تهديدا للصحة العامة.
كم لاقت أغنام و ماشية حتفها نتيجة تناولها للأكياس البلاستيكية التي تعج بها نفايات المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة.

16. 7. البحث عن لقمة العيش في القمامة
إن انتشار المكبات العشوائية و أكوام القمامة بكثرة في كل مكان شجعت على البحث عن لقمة العيش فيها نظرا لبلوغ معدلات الفقر و البطالة مبلغا شديدا في المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة بسبب الحصار.
تتعدد الإصابات و الأمراض الناتجة من البحث في أكوام القمامة لما يتعرض له النباشون أثناء البحث من غازات سامة و أدوات حادة و كائنات ممرضة (Pathogens).

17. مـــــا السبيــــــل؟؟؟؟

18. متطلبات الإدارة السليمة للنفايات الصلبة
ضرورة المشاركة المجتمعية الحقيقية فيها من خلال توعية المجتمع بأهمية النظافة لكونها من الإيمان و لكونها عنوان الحضارة و التقدم.
الالتزام بتعاليم إسلامنا الحنيف بالتخفيف من و منع تلويث البيئة: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون".
منع انتشار المكبات العشوائية و العمل على تحسين ظروف المكبات الرسمية في قطاع غزة.
العمل قدر الإمكان على إعادة استعمال النفايات الصلبة و الاستفادة من النفايات العضوية في إنتاج الأسمدة أو محسنات التربة لتخفيف العبء عن البيئة الفلسطينية.
تضافر جهود المحافل و المؤسسات المختلفة بما يخدم تنمية قطاع النفايات الصلبة و تقليل المخاطر البيئية و الصحية المتعلقة بالنفايات الصلبة الخطرة و غير الخطرة.

19. شكرا لحسن استماعكم