1. البحوث الإعلامية الكمية
د. هالة بن علي برناط

2. المحاضرة الأولى
مفاهيم البحث العلمي

3. 1- المعرفة وتصنيفاتها المختلفة
تعني كلمة المعرفة : الإحاطة بالشئ، أي العلم به، والمعرفة هي أشمل وأوسع من العلم.
المعرفة تشمل كل الرصيد الواسع والهائل من المعارف والعلوم والمعلومات التي استطاع الانسان باعتباره كائن ومخلوق يفكر ويتمتع بالعقل أن يجمعه عبر مراحل التاريخ الانساني الطويل بحواسه وفكره وعقله.

4. المعرفة ضرورة للانسان لأنها تساعده على فهم القضايا التي تواجهه في حياته.
ومن خلال المعلومات يستطيع الانسان أن يتعلم كيف يجتاز العقبات التي تحول دون بلوغه الغايات التي ينشدها،وتدارك الأخطاء وإتخاذ القرارات والإجراءات الملائمة التي تمكنه من تحقيق أمانيه.

5. تختلف أنواع المعرفة باختلاف ما تتميز به من دقة ومن أساليب للتفكير وقواعد المنهج المتبع للوصول إليها.
مما يعني أن كل معرفة ليست بالضرورة أن تكون معرفة علمية، فالمعرفة العلمية تختلف عن المعرفة العادية في أنها بلغت درجة عالية من الصدق والثبات، وأمكن التحقق منها والتدليل عليها.
المعرفة العادية هي علم، أما المعرفة العلمية هي التي يتم تحقيقها بالبحث والتمحيص.

6. للمعرفة ثلاثة تصنيفات المعرفة الحسية :
هي التي يكتسبها الانسان عن طريق اللمس والاستماع والمشاهدة المباشرة، وهذا النوع من المعرفة بسيط باعتبار أن أدلة الاقناع متوافرة ( ملموسة) أو ثابتة في ذهن الناس.

7. المعرفة التأملية ( الفلسفية)
هذا النوع من المعرفة يتطلب النضج الفكري، والتعمق في دراسة الظواهر الموجودة، حيث إن مستوى تحليل الأحداث والمسائل المدروسة يوجب الالمام بقوانين وقواعد علمية لاستنباط الحقائق عن طريق البحث والتمحيص، ولكن في العادة لا يحصل على أدلة قاطعة وملموسة تثبت حججه، ولكن يقدم البراهين عن طريق استعمال المنطق والتحليل، ويثبت أن النتائج التي توصل اليها تعبر عن الحقيقة والمعرفة الصحيحة للقضية أو المسألة.

8. المعرفة العلمية التجريبية:
وهذا النوع من المعرفة يقوم على أساس وضع الفرضيات العلمية الملائمة والتحقق منها عن طريق التجربة وجمع البيانات وتحليلها.

9. 2- مفهوم العلم ووظائفه
تعني كلمة العلم لغوياً إدراك الشئ بحقيقته ، وهو اليقين والمعرفة، والعلم يعني اصطلاحاً، مجموعة الحقائق والوقائع والنظريات، ومناهج البحث التي تزخر بها المؤلفات العلمية، كما يعرف العلم بأنه نسق المعارف العلمية المتراكمة، أو هو مجموعة المبادئ والقواعد التي تشرح بعض الظواهر والعلاقات القائمة بينها.

10. ويضطلع العلم بوظيفة أساسية تتمثل في إكتشاف النظام السائد في الكون وفهم قوانين الطبيعة والحصول على الطرق اللازمة للسيطرة على قوى الطبيعة والتحكم فيها، وذلك عن طريق زيادة قدرة الانسان على تفسير الأحداث والظواهر والتنبؤ بها وضبطها.

11. يحقق العلم ثلاثة أهداف رئيسية
الاكتشاف والتعبير أو التفسير
وذلك باكتشاف القوانين العلمية العامة والشاملة للظواهر والأحداث المتشابهة والمترابطة والمتناسقة عن طريق ملاحظة ورصد الأحداث والظواهر وتصنيفها وتحليلها عن طريق وضع الفرضيات العلمية المختلفة، وإجراء عمليات التجريب العلمي للوصول إلى قوانين علمية موضوعية عامة وشاملة تفسر هذا النوع والوقائع والأحداث.

12. التنبؤ العلمي:
بمعنى أن العلم يساعد على التنبؤ الصحيح لسير الأحداث والظواهر الطبيعية المنظمة بالقوانين العلمية المكتشفة، مثل التوقع والتنبؤ بموعد الكسوف والخسوف وبمستقبل حالة الطقس وبمستقبل تقلبات الرأي العام سياسياً وإجتماعياً وغير ذلك من الحالات والأمور التي يمكن التنبؤ العلمي بمستقبلها وذلك بغرض أخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة ذلك.

13. لا يقصد بالتنبؤ التخمين أو التكهن بمعرفة المستقبل، ولكن المقصود هو القدرة على توقع ما يحدث إذا سارت الأمور سيراً معيناً، مع أهمية التذكير بأن التنبؤات العلمية ليست على نفس الدقة في جميع مجالات العلم، ففي العلوم الطبيعية، تكون أكثر دقة منها في مجالات العلوم السلوكية، ومجالات المعرفة الاجتماعية.

14. 3- مفهوم المنهجية العلمية
المنهجية العلمية : القواعد والاجراءات التي يعتمد عليها الباحث خلال انجاز البحث، وهذا النسق لا هو بالمغلق ولا هو بالمنزه عن الخطأ، حيث يتم إدخال التحسينات بصورة دائمة على القواعد والاجراءات ويقوم العلماء بالبحث عن المناهج والأساليب الفنية الجديدة للمشاهدة والاستدلال والتعميم والتحليل.

15. وبمجرد تطور الأشياء وتثبيت تطابقها مع الفرضيات الواردة بالمدخل العلمي، يتم إدماجها في نسق القواعد التي تكون أسلوب المنهجية العلمية.
فالمنهجية أولا وقبل كل شئ تقوم بتصحيح نفسها، والعلم لا يتقيد بالموضوع الذي يدور حوله، ولكنه يتقيد بمنهجيته.
والأمر الذي يجعل المدخل العلمي في وضع منفصل، هو الفرضيات العلمية التي يقوم عليها، والمنهجية التي يأخد منها.

16. 4- مفهوم التفكير العلمي في البحث
التفكير العلمي هو إطار فكري معين علمي ينتج عن تنظيم عقلي معين ، يقوم على عدد من المراحل التي يسترشد بها الباحث أو الطالب في دراسته، والأسلوب العلمي يتميز بالدقة والموضوعية، وباختيار الحقائق إختياراً يزيل عنها كل شك محتمل، ولا يجب أن يغيب عن الذهن، أن الحقائق العلمية ليست ثابتة، بل هي حقائق بلغت درجة عالية من الصدق.

17. وتجدر الاشارة في هذا السياق إلى قضية منهجية يختلف فيها البحث في الجوانب النظرية عن البحث التطبيقي، فالأول لا يقتنع بنتائجه حتى يزول عنها كل شك مقبول، وتصل درجة احتمال الصدق إلى أقصى درجة، أما الآخر التطبيقي فيكتفي بأقصى درجات الاحتمال ، فاذا وازن بين نتائجه يأخذ أكثرها احتمالاً للصدق.

18. يعتمد الأسلوب العلمي بالأساس على الاستقراء الذي يختلف عن الاستنباط والقياس المنطقي، حيث يبدأ بالجزيئات ليستمد منها القوانين في حين أن الاستنباط يبدأ بقضايا عامة ليتوصل منها إلى الحقائق الجزئية، غير أن ذلك لا يعني أن الأسلوب العلمي يغفل أهمية القياس المنطقي.

19. ولكنه حين يصل إلى قوانين عامة يستعمل الاستنباط والقياس في تطبيقها على الجزيئات للتثبت من صحتها، أي أنه يستعمل التفسير المنطقي الذي يتمثل في تفسير ظاهرة خاصة من نظرية أو قانون ، كما يستخدم الطريقة الاستنتاجية التي تتمثل في استخلاص قانون أو نظرية أو ظاهرة عامة من مجموعة ظواهر خاصة.

20. يتضمن الأسلوب العلمي عمليتين مترابطين
( الملاحظة والوصف) حيث أنه إذا كان العلم يرمي إلى التعبير عن العلاقات القائمة بين الظواهر المختلفة، فهذا التعبير هو في الأساس وصفي، وإذا كان هذا التعبير يمثل الوقائع المتعلقة بالظاهرة فإنه يعتمد على الملاحظة.

21. ويختلف الوصف العلمي عن الوصف العادي من حيث أنه لا يعتمد على البلاغة اللغوية وإنما هو بالأساس وصف كمي، ذلك أن الباحث حينما يقيس النواحي المختلفة في ظاهرة أو أكثر، فان هذا القياس ليس الا وصفاً كمياً يعتمد على الوسائل الاحصائية في إختزال مجموعة كبيرة من البيانات على مجموعة صغيرة من الأرقام والمصطلحات الاحصائية.

22. أما الملاحظة العلمية، فهي تستعين بالمقاييس المختلفة ، وتقوم على أساس ترتيب الظروف ترتيباً معيناً بحيث يمكن ملاحظتها بطريقة موضوعية، وتتميز الملاحظة العلمية في أنها يمكن تكرارها، مما يكون لها أهمية كبيرة من حيث الدقة العلمية فهو يساعد على تحديد العناصر الرئيسية في الموقف المطلوب دراسته، كما أن التكرار ضروري للتاكد من صحة الملاحظة .

23. فقد يخطئ الباحث نتيجة الصدفة أو لتدخل عوامل ذاتية، مثل الأخطاء الناتجة عن الاختلاف في دقة الحواس أو الصفات الشخصية للباحث، والمثابرة وقوة الملاحظة.

24. 5- مفهوم المنهج العلمي
المنهج هو خطوات منظمة يتبعها الباحث في معالجة الموضوعات التي يقوم بدراستها إلى أن يصل إلى نتيجة معينة، وبهذا يكون في مأمن أن تحسب صواباً أو العكس.

25. يلعب منهج البحث العلمي دورا أساسياً في تدوين معلومات البحث، فهو يلزم البحث بعدم إبداء رأيه الشخصي، والتقيد باخضاع أي رأي للنقاش مهما كانت درجة الثقة به، إذ لا توجد حقيقة راهنة بذاتها، وضرورة تقيد الباحث بالدقة في الاعتماد على الروايات والاقتباسات أو التواريخ غير الواضحة أو غير الدقيقة.

26. وكذلك ضرورة الدقة في شرح المدلولات التي يسوقها الباحث وباختصار ينبغي ، أن يتحلى الباحث بالصبر على ما قد يبعثه البحث أحياناً في النفس من شعور بالغربة والوحشة وما قد يعنيه من وحدة وانعزال وتأمل.

27. أولاً: مفهوم البحث العلمي
البحث لغويا يقصد به الطلب او التفتيش أو التقصي عن حقيقة من الحقائق أو أمر من الأمور.
أما كلمة العلمي فهي كلمة تنسب إلى العلم، والعلم معناه المعرفة والدراية وإدراك الحقائق، كما يعني العلم أيضاً الاحاطة والالمام بالحقائق، وكل ما يتصل بها، ووفقا لهذا التحليل ، فان البحث العلمي هو عملية تقصي منظمة باتباع أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية بغرض التأكد من صحتها وتعديلها أو إضافة الجديد.

28. تعريف آخر
البحث العلمي: هو وسيلة للاستعلام او الاستقصاء المنظم والدقيق الذي يقوم به الباحث بغرض اكتشاف معلومات أو علاقات جديدة بالاضافة إلى تطوير او تصحيح المعلومات الموجودة فعلاً، على أن يتبع في هذا الفحص والاستعلام الدقيق خطوات المنهج العلمي، وإختيار الطريقة والأدوات اللازمة للبحث وجمع البيانات، والمعلومات الواردة في العرض بحجج وأدلة وبراهين ومصادر كافية.

29. تعريف آخر
البحث العلمي وهو عرض مفصل أو دراسة متعمقة تمثل كشفاً لحقيقة جديدة أو التأكيد على حقيقة قديمة سبق بحثها، وإضافة شئ جديد لها، أو حل لمشكلة كان قد تعهد بها شخص باحث بتقصيها وكشفها وحلها.

30. تعريف آخر
البحث العلمي هو نشاط منظم ، وطريقة في التفكير واستقصاء دقيق يهدف إلى إكتشاف الحقائق معتمدا على مناهج موضوعية من أجل معرفة الترابط بين هذه الحقائق واستخلاص المبادئ العامة والقوانين التفسيرية.

31. ويعرفه جون ديوي بأنه ” الدراسة الفكرية الواعية التي يتبعها الباحث في معالجة الموضوعات التي يقوم بدراستها إلى أن يصل إلى نتيجة معينة“
أما رومل وباليني، فيعرفان البحث العلمي“ أنه الاستخدام المنتظم لعدد من الأساليب المتخصصة والاجراءات للحصول على حل أكثر كفاية لمشكلة ما ، عما يمكن الحصول عليه بطرق أقل تمييزا“

32. ويعرف تيروس البحث العلمي بأنه الوسيلة التي تؤدي إلى الوصول إلى حل مشكلة محددة بالتقصي الشامل الدقيق لجميع الظواهر والبيانات التي يمكن التحقق منها“.
ويعرفه ويتني بأنه العمل الفعلي الدقيق الذي يؤدي إلى اكتشاف حقائق يقنية وقواعد عامة شاملة.

33. بينما يعرفه الشيباني بأنه عبارة عن الفحص والتقصي المنظمين للحقائق اللذين يرميان إلى إضافة معارف جديدة إلى ما هو متوفر منها فعلاً بطريقة تسمح بنشر وتعميم ونقل نتائجها إلى الغير، وبالتدليل عليها والتأكد من صحتها.

34. استخلاص عام
مما سبق يمكن القول إن البحث العلمي هو عبارة عن وسيلة للاستعلام والاستقصاء المنظم والدقيق الذي يقوم الباحث بغرض اكتشاف معلومات أو حقائق جديدة تساعده على علاج مشكلة أو مشكلات محددة.

35. ثانياً: أهمية البحث العلمي
من خلال البحث العلمي يمكن للدول والأفراد حل الكثير من المشكلات وتحقيق الرفاهية والسعادة على مستوى الأفراد والشعوب.
يتيح البحث العلمي للباحثين التوصل إلى إجابات لتساؤلاتهم، وإلى تفسير للظواهر التي يقومون بدراستها بطريقة علمية منظمة وبأسلوب منهجي بعيد عن الظن أو التخمين.

36. ثالثاً: الخصائص المميزة للبحث العلمي
الموضوعية
تعني أن الباحث يلتزم في بحث المقاييس العلمية الدقيقة، ويلزم بادراج الحقائق والوقائع التي تدعم وجهة نظره وكذلك الحقائق التي تتضارب مع منطلقاته وتصوراته،
فالنتيجة يجب ان تكون منطقية ومنسجمة مع الواقع لا تناقضه، وعلى الباحث أن يتقبل ذلك ويعترف بالنتائج المستخلصة، حتى لو كانت لا تتطابق مع تصوراته وتوقعاته.

37. استخدام الطريقة الصحيحة والهادفة
ويقصد بذلك ان الباحث عندما يقوم بدراسة مشكلة أو موضوع معين، ويبحث عن حل لها، يجب أن يستخدم طريقة علمية صحيحة وهادفة للتوصل إلى النتائج المطلوبة لحل هذه المشكلة، وإلا فقدت الدراسة قيمتها العلمية وجدواها.

38. الاعتماد على القواعد العلمية
يتعين على الباحث الالتزام بتبني الأسلوب العلمي في البحث من خلال إحترام جميع القواعد العلمية المطلوبة لدراسة كل موضوع، حيث إن تجاهل أو إغفال اي عنصر من عناصر البحث العلمي يقود إلى نتائج خاطئة أو مخالفة للواقع، ومن هنا فان عدم استكمال الشروط العلمية المتعارف عليها في هذا الميدان، يحول دون حصول الباحث على النتائج العلمية المرجوة.

39. الانفتاح الفكري
ويقصد بذلك أنه يتعين على البحث الحرص على التمسك بالروح العلمية، والتطلع دائماً إلى معرفة الحقيقة فقط، والابتعاد قدر الامكان عن التزمت والتشبث بالرؤية الأحادية المتعلقة بالنتائج التي توصل إليها من خلال دراسته للمشكلة، ويجب أن يكون ذهن الباحث منفتحا على كل تغيير في النتائج المحصول عليها، والاعتراف بالحقيقة، وإن كانت لا تخلو من مرارة.

40. الابتعاد عن إصدار الأحكام النهائية
لاشك أن من خصائص الأسلوب العلمي في البحث التي ينبغي على الباحث التقيد بها، هي ضرورة التأني وعدم إصدار الأحكام النهائية، إذ يجب أن تصدر الأحكام استنادا إلى البراهين والحجج والحقائق، التي تثبت صحة النظريات والاقتراحات الأولية، أي بمعنى أدق ضرورة اعتماد البحث على أدلة كافية قبل إصدار أي حكم أو التحدث عن نتائج تم التوصل إليها.

41. ومن ناحية أخرى يمكن القول إن البحث العلمي يتميز بمجموعة من الخصائص يمكن ايجازها فيما يلي

42. الاعتماد على الحقائق العلمية وليس الخيال أو التخمين.
استخدام الفروض العلمية في البحث ليست مطلقة وإنما هي حقيقة فرضية نصل اليها بالأسلوب العلمي في ضوء مشاهدات معينة، فإذا تغيرت الظروف فان الحقيقة العلمية التي سبق الوصول اليها قد لا تنطبق على الواقع الجديد، وفي حالة عدم انطباقها، فانه يجب أن نعدل الحقائق التي تم التوصل اليها سابقاً بحقائق أخرى تتفق مع ما استجد من مشاهدات وظروف.

43. يعتمد البحث العلمي في دراسته للظواهر على التحليل واستنباط العلاقات، فالعقل البشري محدود القدرة على فهم الظواهر المعقدة ما لم يخدم التحليل لتبسيط تلك الظواهر وفهم العلاقات التي تحكمها.

44. يعتمد البحث العلمي على القياس الدقيق، وكلما كانت أدوات ووسائل القياس المستخدمة دقيقة كانت النتائج التي يتم التوصل اليها دقيقة أيضا.
يتميز البحث العلمي بالموضوعية والتحرر من الانفعال أو العاطفة أو التحيز، فاذا ظهر من خلال البحث أن الباحث كان متحيزا لوجهة نظر معينة، فان ذلك يشكك في النتائج التي يتم التوصل اليها.

45. البحث العلمي نشاط منظم قائم على مجموعة من القيم والقواعد والأصول والطرق المنهجية المعروفة والمقبولة علمياً والملائمة عملياً والمتطورة باستمرار،
فهو ليس نشاطا عشوائيا أو ارتجاليا.

46. مبادئ البحث العلمي
هناك مبادئ ينبغي للباحث أن يلتزم بها منذ أول بدايته في البحث، والى حين الانتهاء منه:
وتتمثل فيما يلي:-

47. البحث عن الأسباب
لا يمكن للباحث حل المشكلة أو دراسة ظاهرة دون البحث عن أسبابها، فمثلا: الخلاف بين الادارة والعمال في أحد المنظمات، لا يمكن علاجه دون التحديد الدقيق لأسبابه، ويستخدم الباحث الطريقة العلمية في الملاحظة، وطرح الأسئلة للحصول على البيانات التي تساعده في حل المشكلة
- إن البحث عن الأسباب يجب أن يسبق إصدار الأحكام، مثل القاضي الذي يصدر حكمه في جلسة المحكمة بعد اجراء التحقيق وسماع المرافعات وأقوال الشهود.

48. الحياد التام
يحتاج الباحث إلى أن يكون سلوكه في البحث متسماً بالحياد والموضوعية،
فلا يبني أحكامه إلا في ضوء ملاحظاته، وما قام بجمعه من بيانات عن المشكلة، وما اجراه من تحليل، وليس في ضوء تأثره برأي شخص معروف، أو على أساس الحكم السطحي على الأمور، أو في ضوء المؤثرات الشخصية التي تسيطر عليه
لأن ذلك يبعد البحث عن الحقيقة وينأى به عن الموضوعية.

49. التحرر
وذلك بألا يتقيد الباحث بآراء غيره من الباحثين تقيدا كاملاً، بل يضع ما توصل اليه الآخرون تحت منظار دقيق .
- فما وصل اليه باحث آخر قد لا يكون صحيحاً دائماً حيث تختلف نتائج البحوث بإختلاف الزمان والمكان والبيئة التي أجري فيها البحث، ودرجة الدقة التي التزم بها الباحث.

50. الدقة والتعمق
يحتاج البحث العلمي الى الدقة والتعمق في فحص مشكلة البحث حتى يستطيع الباحث أن يصل الى جذورها وأسبابها الحقيقية والعوامل المؤثرة فيها، وتستلزم الدقة استخدام مقاييس دقيقة في الوصف بحيث لا يختلف اثنان في معنى اللفظ الواحد.
وكلما استطاع الباحث أن يسجل ملاحظاته ويصيغ نتائجه في شكل أرقام ما أمكن زادت دقة تلك النتائج، وتيسير إجراء المقارنات.

51. الاستعانة بالخبرة المتراكمة
البحث العلمي سلسلة متصلة الحلقات وتبدأ البحوث الجديدة من حيث انتهت اليه البحوث السابقة، ويتطلب الأمر ضرورة اعتماد الباحث على نتائج الأبحاث السابقة فيؤيدها أو يثبت عكسها أو يضيف اليها، وهذا لا يمنع من أن يتجه الباحث الى ميدان جديد كلياً فيكون له السبق في وضع اللبنة الأولى في هذا الميدان.

52. خامساً : مهارات البحث العلمي
يتطلب البحث العلمي توفر العديد من المهارات لدى الباحث، وأهمها :
مهارات الملاحظة
مهارات حصر المراجع والمصادر
مهارات الاتصال وجمع المعلومات
مهارات تحليل البيانات
مهارات الكتابة والتعبير
مهارات التفكير الابتكاري
ونوضح هذه المهارات فيما يلي:-

53. مهارات الملاحظة
تمثل الملاحظة نقطة البداية في كثير من البحوث، وتختلف ملاحظة الباحث عن ملاحظة الرجل العادي، فمثلا الرجل العادي يلاحظ تكدس البضائع داخل المحلات، أما الباحث فيتقصى عن طبيعة هذا التكدس واسبابه والآثار المترتبة عليه، وكيف يمكن علاجه،
وهكذا فان ملاحظة الباحث للظواهر ينبغي أن تكون متعمقة، ولا تغفل أي عامل قد يكون له أثر في حدوث الظاهرة، حيث أن اغفال بعض العوامل يؤدي إلى معرفة ناقصة وأحكام مضللة.

54. مهارات حصر المراجع والمصادر
تعتبر عملية حصر المراجع أمرا هاما لكونها تعطي الباحث قدرا كبيرا من الاطمئنان لاستكمال البحث، إذ لا توجد فائدة من موضوع جيد ليس له مراجع.
و حصر المصادر لا يعتمد على الكتب فحسب بل يتعداها إلى بحوث سابقة، والبيانات المسجلة في جهات مختلفة، والمقابلات الشخصية والاستقصاءات الفعالة، يحتاج الباحث الى مصادر حديثة، فالمصادر القديمة لا توفر الخلفية الدقيقة التي يتطلبها البحث وهناك عديد من الأماكن التي يمكن ان يزورها الباحث للوقوف على المادة العلمية اللازمة لبحثه،

55. فمنها المكتبات الجامعية ومكتبات المراكز الثقافية والأجهزة الحكومية،
كما يمكن للباحث زيارة معارض الكتب، والدخول على الانترنت، واستشارة الزملاء والمتخصصين ومقابلة المسئولين في الميدان التطبيقي الذي يجري فيه دراسته
ان توفر مهارة حصر المراجع والمصادر لدى الباحث ستمكنه من الاحاطة بالبيانات المطلوبة لبحثه، وتساعده على تحقيق انجاز مثمر في البحث.

56. مهارات الاتصال وجمع المعلومات
يعتمد الباحث في العلوم الاجتماعية على مصدرين رئيسين يجمع منهما بيانات بحثه وهما:-
المصادر الثانوية وهي البيانات المكتوبة،
والمصادر الأولية التي يقوم بجمعها من الأفراد والجماعات التي تشكل مفردات بحثه، سواء بسؤالهم، أو عن طريق ملاحظتهم.

57. البيانات الثانوية
وبالنسبة لجمع البيانات الثانوية يحتاج الباحث إلى الاطلاع على الكتب والبحوث والرسائل والاحصاءات وغيرها، متبعاً في ذلك مهارات معينة لاستخلاص المادة العلمية التي تلزمه مما يقرأه بكفاءة وسبيله في ذلك:

58. مطالعة فهرس المرجع أولا لتحديد محتوياته، ثم تصفح المرجع بسرعة للتعرف على الجوانب ذات العلاقة ببحثه، ثم الانتقاء في القراءة فلا مبرر لأن يقرأ الباحث المرجع بالكامل إذا لم يكن على صلة وثيقة بالبحث.

59. لا يبادر الباحث بقراءة كل ما يقع تحت يديه من مراجع ، ولكن يحسن أن يراجع الكتب الحديثة، ويختار منها عددا مناسباً يتناول النقطة التي يبحث فيها، ثم يقرأ هذه النقطة من المراجع المختارة بتركيز وبنظرة متعمقة وناقدة، فيكتشف النقص والاختلاف ويدون ملاحظاته، ولا تقرأ من أجل المعارضة ولا تقرأمن أجل التسليم، بل إقرأ لتزن وتقدر.

60. أما بالنسبة لجمع البيانات الأولية من الأفراد، فيحتاج الباحث أن يكون ماهراً في إختيار الوقت المناسب للشخص الذي سيقابله أو سيتصل به، وعندما يصل إليه، عليه أن يحسن تقديم نفسه وأن يكسب ثقته، فاذا ما بدأ في سؤاله فعليه حسن الاستماع وفن الحديث.

61. مهارة تحليل البيانات واستخلاص النتائج
مهارة تحليل البيانات واستخلاص النتائج
بعد أن يجمع الباحث البيانات يقوم بمراجعتها، ثم الترميز والتفريغ يدوياً أو على الحاسوب، ثم يخضعها للتحليل، واليوم الحاسوب أفضل وأدق، فهناك برامج احصائية جاهزة بسيطة ومتقدمة تضم أساليب للتحليل تناسب مختلف بيانات البحوث، إن لغة الأرقام وإستخدام الإحصاء هي السائدة الآن في تحليل البيانات وإستخلاص النتائج.

62. والسؤال الذي يواجه الباحث دائماً هو : ما الأسلوب الاحصائي المناسب لتحليل بيانات بحثه؟ والاجابة عليه تحتاج إلى مهارة الباحث، وتتم الاجابة عليه في ضوء:
بيانات البحث : هل اسمية أو ترتيبية أو ذات مسافات متساوية.
متغيرات البحث المستقلة والتابعة، وعدد المتغيرات التي سيقوم الباحث بتحليلها في وقت واحد.

63. وعلى ضوء بيانات البحث والمتغيرات ( متغير واحد، أو متغيرين، أو متغيرات متعددة) يتم اختيار الأسلوب المناسب، ليس هذا فحسب، بل إن بعض أساليب الاحصاء تشترط حجم معين للعينة وتوزيع معين للظاهرة.
وفي ضوء ما سبق يستخدم الباحث مهارته في تحديد متى يستخدم أسلوب معين دون غيره، حيث إن الحاسوب سوف يقوم بحساب أي إحصاءات تطلبها منه، حتى وإن كانت هذه الاحصاءات غير ملائمة للبيانات المستخدمة.

64. مهارة الكتابة والتعبير عن الأفكار
يبدأ الباحث مرحلة الكتابة النهائية للبحث بعد أن يتوفر لديه الجانب النظري ونتائج التحليل، ويحتاج الباحث إلى مهارة الوصول إلى ما يريد قوله بأقل عدد من الكلمات الواضحة والمعبرة، ومن ثم يفضل أن يكون الباحث على دراية بقواعد اللغة ، فعليه أن يحسن إختيار اللفظ ، وأن يحرص على بناء الجملة، وعدم تكرار المعنى، مع رشاقة الأسلوب وتسلسل الأفكار، فالباحث مثل الصائغ الذي يجمع حبات الؤلؤ، ليجعل منها عقدا ثميناً لا نشاز فيه ولا شائبة.

65. مهارة التفكير الابتكاري
من زاوية الابداع يوجد نوعان من التفكير هما :
التفكير التحليلي، والتفكير الابتكاري،
ويحتاج النوع الأول إلى ذكاء عادي ومباشر من الباحث، ويستخدم غالباً في الحالات التي يكون لها اجابة واحدة صحيحة مثل حل المسائل الرياضية،
أما التفكير الابتكاري فإنه يسعى الى وضع عدة حلول، وترتيبها حسب أهميتها، كما يؤدي إلى ابتكار أساليب جديدة عند التصدي للمشكلات، ويحتاج الباحث بقوة إلى مهارة التفكير الابتكاري من خلال مراحل البحث المختلفة.

66. وإذا كانت معظم حالات الابتكار تعد موهبة، فان الباحث العادي يمكن أن يعد نفسه حتى يصبح ابتكاريا، ومن الأمور التي تساعده في ذلك ما يلي:-
- الاستقلالية في التفكير، مع الانفتاح على آراء الآخرين دون التقيد التام بها.
- طرح التساؤلات بصورة مستمرة في كافة جوانب البحث .
- النظر إلى الأشياء والأحداث بطريقة مختلفة عن الآخرين، والشك في القضايا التي يعتبرها الناس مسلمات.

67. الاقتناع بأنه لا توجد إجابة واحدة صحيحة.
السعي إلى التجريب والتفكير المستمر في طرق جديدة لانجاز البحث.
الثقة بالنفس، وبإمكانية اضافة شئ جديد، والرغبة في مواجهة المواقف الغامضة وحب المخاطرة.
الارادة القوية وعدم الاستسلام عند مواجهة المصاعب.
كثرة الاطلاع على المصادر، والنظرة الانتقادية المتعمقة لما يقرأ وعدم الرضا التام عن كل ما يكتب.

68. الباحث وسماته الشخصية
الباحث هو ذلك الشخص الذي يبحث عن الحقيقة في موضوع معين أو قضية معينة في مصادرها المختلفة، ويتقصى تلك الحقيقة وينشرها إلى الناس للاستفادة منها في مناحي الحياة المختلفة.

69. السمات الشخصية للباحث
أن يكون الباحث محباً للحرية، معتزاً بآرائه، محترماً لآراء الآخرين.
أن يتمتع الباحث بملكة التخيل، حتى يستطيع أن يتصور الأمور قبل تشكيلها، وينطلق من تصوراته إلى واقع الحقيقة فيجسدها في عمل منظم، فالبحث المنهجي عمل تركيبي لا يستغنى فيه عن الخيال.
أن يكون الباحث ميالاً الى التأمل والتحليل، دقيق الملاحظة مهتما بالتفاصيل والجزئيات.

70. أن يكون صبوراً دؤوباً
أن تكون لديه الرغبة في البحث، فلا يكون مفروضاً عليه، وترتبط الرغبة بالدافع من البحث،
وهذا الدافع قد يكون معنويا ( ترقية مثلا)، أو ماديا ( بحث بمقابل) أو أخلاقياً ( معالجة مشكلة اجتماعية) أو وطنيا ( المشاركة في قضية وطنية)
حب القراءة والاطلاع، والدراية بمصادر المعلومات والفهارس المكتبية وطرق الوصول إلى المراجع.

71. القدرة على الكتابة والتلخيص والصياغة لما يكتب.
إجادة قواعد اللغة، لتسهيل القراءة والكتابة بشكل سليم، لذا لابد من مراجعة البحث لغويا اذا لم يكن الباحث قادر على ذلك.
لابد أن يتوفر لدى الباحث قدر كاف من الثقافة العامة في المجالات المختلفة، وادراك مدى تداخل تخصصه مع التخصصات الأخرى القريبة منه.

72. أن يكون لدى الباحث الاستعداد للمناقشة والنقد مع غيره من الزملاء والأساتذة والخبراء، وغيرهم في الموضوعات المرتبطة ببحثه، وأن يتقبل النقد دون تزمت، للاستفادة من كل الآراء في تصحيح مسار بحثه، فالمناقشة والنقد من مصادر المعلومات المهمة.
أن يكون لدى الباحث القدرة على التعامل مع الغير، فالباحث سيضطر للتعامل مع الآخرين في بحثه سواء في المكتبة أو المعمل أو الجهات التي يجري فيها دراسة ميدانية.

73. لكي ينجح الباحث في عمله
يجب أن تتوفر لدى الباحث مقومات شخصية معينة تتمثل في :
قدرات أولية
مهارات مكتسبة

74. القدرات الأولية هي الاستعداد الشخصي والقدرة على البحث.
المهارات المكتسبة هي التمسك بأخلاق الباحثين وإتباع الأساتذة الموجهين.

75. أخلاقيات الباحث
الوفاء لكل من قدم له يد العون وساعدة ولو بقليل في انتاج بحثه.
التواضع في أسلوب الكتابة، وفي طريقة تعامله مع الآخرين.
الصبر والدقة والموضوعية، والصدق قولا وعملا.
النقد بلا سخرية وبلا إساءة لأصحاب الأفكار الأخرى.

76. الحفاظ على أسرار الغير في كتمان شديد، وعدم الاباحة بالخصوصيات الخاصة بالمبحوثين سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات أو أجهزة مختلفة، فالبيانات تستخدم لأغراض البحث فقط.
عدم الاعتماد على الرشاوي والأساليب الملتوية في الحصول على البيانات المطلوبة من مجتمع البحث.
عدم استغلال الباحث لأي بيانات لمصلحته الشخصية، وألا يلحق الضرر بعينة البحث.

77. الصفات التي تشير للامانة العلمية
ضرورة الاشارة الى صاحب أي فكرة أو رأي، فأخذ أفكار الغير دون الاشارة الى المصدر تعد سرقة علمية، وحتى لو اقتبس مما كتبه هو سابقا، فعليه الاشارة اليه أيضا.
مراعاة الدقة في كتابة الهوامش، بحيث يسهل التعرف على المصدر، والتوصل اليه بسهولة.
عدم بتر النصوص أو الأفكار عند النقل، فالباحث الذي يقول ويل للمصلين دون استكمال الآية شخص غير أمين، لأنه بتر الآية ولم يستكملها بحيث يستقيم معناها ( الذين هم عن صلاتهم ساهون)

78. عدم ذكر مرجع في قامة المراجع لم يتم الاستعانة به في البحث، حيث يجب أن تحوي القائمة تلك المراجع التي وردت في الهوامش فقط حتى لا يحدث تضليل.
ليس من الأمانة اقتباس فقرة بما تحتويه من مراجع دون الرجوع اليها، فالنقل عن ناقل دون الرجوع للمرجع الأصلي ليس من الأمانة العلمية، والأفضل هو اسناد كل معلومة الى مصدرها الأصلي.

79. الأمانة في تسجيل المعلومات عن طريق الملاحظة، وفي تسجيل نتائج المقابلات الشخصية، وفي تعبئة قوائم الاستقصاء، وفي تفريغ وتحليل البيانات، واستخلاص النتائج وكتابة تقرير البحث، فلا سرقة من الآخرين، ولا تلفيق للمقابلات، ولا تزييف للبيانات، وباختصار يجب أن تراعي الأمانة في كل اجراءات البحث فهي مسئولية أمام الله – والنفس ثم أمام المشرف على البحث وكل من يطلع عليه.

80. المحاضرة الثانية : مناهج البحث العلمي

81. يقصد بالمنهج الأسلوب أو الطريقة التي يسلكها الانسان لتحقيق غاية ما ، ويفترض أن تكون هناك خطوات أو مراحل تتداعى تداعيا منطقيا وتؤدي الواحدة منها إلى الأخرى في سلاسة وتماسك ما بين تحديد الأهداف والوصول الى النتائج أو ما نسميه بتحقيق الأهداف،
ويقصد بالبحث الكشف عن ظواهر وتقديم حقائق علمية جديدة لم تكن موجودة من قبل .

82. تصنيفات مناهج البحث العلمي
قسم نك مور مناهج البحث العلمي إلى سبعة أقسام هي:-
1- المنهج الوصفي ويقسم الى :-
مسوحات الملاحظة.
مسوحات الاستبيان.
مسوحات المقابلة.

83. 2- البحث التجريبي.
3-البحث التاريخي.
4- بحوث العمليات.
5- دراسات الحالة.
6- دراسات الأداء والسلوك.
7- قياسات الأداء والتقييم.

84. تصنيف جود وسكيتس 2- منهج المسح الوصفي. 3- المنهج التجريبي.
1- المنهج التاريخي.
2- منهج المسح الوصفي.
3- المنهج التجريبي.
4- منهج دراسة الحالة والدراسات الاكلينيكية.
5- منهج دراسات النمو والتطور والوراثة.
6- المنهج الوصفي.

85. تصنيف ادوارد وكرو نباخ البحوث المسحية . البحوث المنهجية.
البحوث التطبيقية.
البحوث النقدية.

86. تصنيف هوتيني 1- المنهج الوصفي. 2- المنهج التاريخي. 3- المنهج التجريبي.
4- البحث الفلسفي.
5- البحث الاجتماعي.
6- البحث الابداعي.
7- البحث التنبؤي.

87. تصنيف ماركيز 2- المنهج الفلسفي. 3- منهج دراسة الحالة.
1- المنهج الأنثروبولوجي.
2- المنهج الفلسفي.
3- منهج دراسة الحالة.
4- المنهج التاريخي.
5- منهج المسح الميداني.
6- المنهج التجريبي.

88. تصنيف سيلتيز وآخرون
1- الدراسات الاستطلاعية .
2- دراسات اختبار الفروض.

89. تصنيف أحمد بدر 2- البحث التجريبي. 3- المسح. 4- دراسة الحالة.
1- البحث الوثائقي أو التاريخي.
2- البحث التجريبي.
3- المسح.
4- دراسة الحالة.
5- المنهج الاحصائي.

90. تصنيفات مناهج البحث العلمي
1- المنـهج الوصـفيDescriptive Methodology
أولا : الدراسات المسحية (المسح الاجتماعي / تحليل العمل / تحليل المضمون)
ثانيا : دراسات الروابط والعلاقات المتبادلة (دراسة الحالة / المقارنة / الارتباطية)
2- المنهج التاريخي Historical Methodology
3- المنهج التجريبي Experimental Methodology

91. 1- الدراسات الوصفية
في البداية لابد أن يتوفر لدى الباحثين أوصاف دقيقة للظواهر التي يدرسونها، قبل أن يمكنهم تحقيق تقدم كبير في حل المشكلات، ولذا فان التطورات الأولى في البحوث قد حدثت في ميدان الوصف، فلكي يحل الباحثون الوصفيون المشكلات فلابد أن يتوجهون بأسئلة مبدئية مثل
- ماذا يوجد؟ ---ما الوضع الحالي لهذه الظواهر؟

92. ويكون الهدف مما سبق تحديد طبيعة الظروف والممارسات والأشخاص، فهم يصورون الوضع الراهن في بعض الأحيان، ويحددون العلاقات التي توجد بين الظواهر أو التيارات التي تبدو في عملية نمو من حين لآخر ويحاولون وضع تنبوءات عن الأحداث المقبلة.

93. الخطوات المتبعة في البحث الوصفي
لا يقدم الباحثون في الدراسات الوصفية مجرد اعتقادات خاصة، أو بيانات مستمدة من ملاحظات عرضية أو سطحية، ولكن، كما هو الحال في أي بحث يقومون بما يلي:-

94. - فحص الموقف المشكل
- تحديد المشكلة ووضع الفروض
- تسجيل الافتراضات التي بنيت عليها فروضهم واجراءاتهم
- اختيار المفحوصين المناسبين والمواد المصدرية الملائمة
- إختيار أساليب جمع البيانات وإعدادها
- وضع قواعد تصنيف البيانات تتسم بعدم الغموض وملائمة الغرض من الدراسة والقدرة على ابراز أوجه الشبه أو الاختلاف أو العلاقات ذات المغزى.
- تقنين أساليب جمع البيانات.
القيام بملاحظات موضوعية منتقاه بطريقة منظمة بشكل دقيق.
- وصف نتائجهم وتحليلها وتفسيرها في عبارات واضحة محددة.

95. سعى الباحثون إلى اكثر من مجرد الوصف فهم ليسوا أو ينبغي ألا يكونوا مجرد مبوبين أو مدونين، يجمع الباحثون الأكفاء الأدلة على أساس فرض أو نظرية ما، ويقومون بتبويب البيانات وتلخيصها بعناية، ثم يحللونها بعمق في محاولة لاستخلاص تعميمات ذات مغزى تؤدي إلى تقدم المعرفة.

96. جمع البيانات
حينما يقوم الباحث باجراء دراسة وصفية، ينبغي ألا يتعرف على المعلومات المطلوبة فحسب، ولكن على الطبيعة الحقيقية للمجتمع الأصلي الذي يستمد منه المعلومات أيضا. ويعتبر المجتمع الأصلي – والذي يطلق عليه أحيانا التجمع او الحشد- كلا وقد تكون الوحدات التي تكون المجتمع أشخاصاً، او فقرات أو أحداثاً أو موضوعات.

97. فقد تكون كل الطالبات في كافة الجامعات السعودية مجتمعا أصلياً للدراسة، ولكن على الباحث هنا أن يتخذ القرار ، هل سيجمع البيانات من كافة الطالبات في كافة الجامعات السعودية أم أنه سيختار ( 3 جامعات أو 4 أو 1)
وتحدد طبيعة المشكلة والاستفادة المرجوة من النتائج أي الطريقتين يستخدم.

98. المجتمع الأصلي ككل
يمكن عادة الحصول على المعلومات من كل وحدة من مجتمع محدود أو أصله صغير، ولكن في هذه الحالة لا يمكن تطبيق النتائج على أي مجتمع يختلف أصله عن المجموعة التي أجريت عليها الدراسة.

99. فمثلا قد يجمع أحد الباحثين معلومات حول عدد البرامج الحوارية الموجودة في قناة فضائية ما، وموضوعاتها، ومصادرها، ومن هذه البيانات يستطيع أن يحصل على بيانات عن متوسط عدد البرامج وأنماطها وطبيعة مصادرها لدى تلك القناة بعينها، ولكنه لا يستطيع الزعم أن هذه المعلومات تنطبق على مجموعة أحرى من القنوات، الآن أو في الماضي أو في المستقبل.

100. عينة المجتمع الأصلي
حينما يكون من الضروري أن تحصل على معلومات عن مجتمع أصله كبير، مثل كل الطالبات في كافة الجامعات السعودية، فانه غالبا ما يكون غير عملي، أو من المستحيل ، أن يتصل الباحث بكل وحدة في المجموعة او يلاحظها أو يجري عليها المقاييس أو يعقد معها المقابلات، بالاضافة لكمية الوقت اللازم لجمع المعلومات، ولذا فان الباحث في الكثير من الدراسات يقتصر على جمع المعلومات من مفردات قليلة منتقاه بعناية من المجموعة ، واذا كانت مفردات العينة تمثل بدقة خصائص المجتمع الأصلي، فان التعميمات التي تستند على البيانات المستمدة منها يمكن تطبيقها على المجموعة كلها.

101. التعبير عن البيانات الوصفية
يمكن التعبير عن البيانات الوصفية في أشكال مختلفة منها :-
الشكل الكمي ( رموز رياضية)
الشكل الكيفي ( رموز لفظية)
وتكاد بعض الدراسات تتكون من شكل واحد بطريقة مانعة، ولكن الكثير منها يتضمن كلا الشكلين .

102. فمثلا لو قمنا بدراسة حول اتجاهات الشباب السعودي نحو مواقع التواصل الاجتماعي، فمن الممكن أن نعبر النتائج بشكل كمي من خلال عدد من توجهاتهم ايجابية وعدد من توجهاتهم سلبية وأكثر الأسباب التي تؤيد هذا الرأي أو ذاك ، وعدد الأولاد بالنسبة لعدد الطالبات،
كما قد نعبر عنها لفظيا في عرض الأسباب وتفسيرها من وجهة نظر الشباب عينة الدراسة.

103. الرموز الكمية
قد تكون الرموز المستخدمة في وصف البيانات نتاجا لعملية العد أو عملية القياس، فقد يعد الباحثون حدوث أو عدم حدوث وحدات أو بنود أو فئات عددية من العناصر، فقد تكشف البيانات التكرارية عن عدد الإعلاميين في القنوات التليفزيونية العربية الحاصلين على درجة دراسية في الإعلام، أو عدد المشاهدين لقناة معينة أو برنامج محدد، أو عدد الأشكال الاخبارية مقارنة بالأشكال التحريرية الأخرى.

104. أنماط الدراسات الوصفية
أولا : الدراسات المسحية
-المسح الاجتماعي
تحليل العمل
تحليل المضمون
ثانيا : دراسات الروابط والعلاقات المتبادلة
دراسة الحالة
المقارنة
الارتباطية

105. الدراسات الوصفية أولا : الدراسات المسحية المسح الاجتماعي تحليل العمل
أولا : الدراسات المسحية
المسح الاجتماعي
تحليل العمل
تحليل المضمون

106. المنهج المسحي هو تجميع منظم للبيانات المتعلقة بمضامين إعلامية أو قائمين بالاتصال أو جمهور أو مؤسسات اعلامية، وذلك خلال فترة زمنية معينة ومحددة.

107. تختلف البحوث المسحية عن الدراسات التاريخية والتجريبية
البحث المسحي يدرس الظاهرة كما هي على الواقع دون تدخل من قبل الباحث للتأثير عليها. أما البحث التجريبي فالباحث يخلق بيئة اصطناعية يؤثر من خلالها على سير الظاهرة من أجل قياس أثر العامل التجريبي على المتغير التابع من أجل معرفة الأسباب المباشرة التي أدت إلى هذا الواقع.
المسح يركز على الواقع الحالي والوضع الراهن، بينما البحوث التاريخية تركز على أحداث قديمة وأوضاع سابقة.
دراسة الحالة أكثر عمقا وتحليلا في دراسة الظواهر ولكنها تركز على عدد محدود من الحالات، أما الدراسات المسحية فهي أكثر شمولا وأقل عمقا في التحليل

108. الدراسات المسحية
أسلوب المسح من المناهج الرئيسة المستخدمة في إعداد البحوث الوصفية.
جمع البيانات والمعلومات عن الظاهرة المبحوثة للتعرف على طبيعة وواقع الظاهرة وجوانب القوة والضعف فيها، من أجل التوصل إلى تصور قد يقود إلى إحداث تغيير على الظاهرة.
والدراسات المسحية ليست قاصرة على جمع البيانات والمعلومات عن الظاهرة موضع البحث، بل يتعدى ذلك إلى التوصل إلى مبادىء وقوانين عامة في المعرفة
قد يكون شاملا من خلال إجراء الدراسة على كافة مفردات المجتمع، وقد يكون مسحا جزئيا من خلال إجراء دراسة على عينة مختارة وممثلة لمجتمع الدراسة.

109. أهداف المنهج المسحي
وصف ما يجري والحصول على حقائق ذات علاقات بشئ ما، والاعلان عن تلك الحقائق والمعلومات مجمعة.
تحاول الدراسات المسحية تحديد وتشخيص المجالات التي تشتمل أو حدث فيها مشكلات ، وتحتاج لتوضيح أو ادخال التحسينات المطلوبة.
تستخدم الدراسات المسحية للتنبؤ بالتغيرات المستقبلية فضلا عن ايضاحها للتحولات والتغيرات الماضية.

110. أولا : الدراسات المسحية 1- المسح الاجتماعي Social Survey
الدراسة العلمية للظواهر الموجودة في جماعة معينة وفي مكان معين.
يتناول أشياء موجودة بالفعل وقت إجراء المسح وليست ماضية.
يتعلق بالجانب العملي ويحاول الكشف عن الأوضاع القائمة لمحاولة النهوض بها ووضع خطة أو برنامج للإصلاح الاجتماعي.

111. بحوث المسح
تستخدم بحوث المسح لجمع البيانات عن الظاهرة موضع الاهتمام، وتستخدم البيانات التي يتم تجميعها لوصف سمات فئة معينة من الجمهور أو القائمين بالاتصال أو المؤسسات أو المضامين.
كما تستخدم بحوث المسح للتعرف على اتجاهات الأفراد ومعتقداتهم وآرائهم وعاداتهم ورغباتهم، وغير ذلك من البيانات، وتستخدم هذه البحوث في مجالات عدة منها المجال الاعلامي.

112. حقائق عن منهج المسح
يمكن القول أن منهج المسح يتيح للباحث توفير الأساس المعلوماتي الذي يمكن من فهم الظواهر والقضايا.
تعتمد بحوث المسح على عينة صغيرة نسبيا من أفراد مجتمع أكبر، وعلى الرغم من استخدام العينة الصغيرة نسبيا، فانه يمكن جمع البيانات عن أعداد كبيرة من الأفراد وبدرجة عالية من الدقة.
على الرغم من أن المسح عادة وصفي، الا أنه يستخدم أيضاً لاستكشاف العلاقات بين المتغيرات أو يستخدم بطريقة استكشافية.

113. المسح أكبر من مجرد ارسال قائمة بها عدد من الأسئلة إلى مفردات لعينة ، ويرجع السبب الأساسي في استخدام المسح على نطاق واسع، إلى أنه يمكن باستخدامه الحصول على بيانات دقيقة عن مجتمع كبير، من واقع عينة اصغر نسبيا، ومن ثم فان تحديد حجم العينة والمفردات الممكنة لها أمر أساسي لسلامة المسح، وما يتوصل اليه من نتائج.

114. خطوات اجراء منهج المسح تحديد الأهداف:
تحديد الأهداف هو نقطة البدء، ويتضمن ذلك تحديدا تفصيليا للبيانات التي يحتاج الباحث جمعها، كما يتضمن ما إذا كان الباحث يحتاج إلى جمع كل البيانات في الوقت نفسه أو ما يمكن له جمعها في أوقات متفرقة،
ويمكن تطبيق الحالة الأخيرة إذا كانت الظاهرة موضع البحث تقع خلال فترة زمنية طويلة.

115. إختيار الأفراد المستهدفين
في هذه المرحلة يتم تحديد الوقت الكلي – الاموال- الأفراد المتاحين، قبل تحديد المنهج الذي سوف يتبع لجمع البيانات- مثلا قد يكون أسلوب الاستقصاء أفضل- ، ومن المهم هنا تحديد المفردات التي سيجرى عليها المسح ( سماتهم – حدودهم الجغرافية) أي تحديد مجتمع البحث بشكل واضح ، حتى تكون العينة سليمة وممثلة للمجتمع.

116. إختيار أسلوب جمع البيانات
من أهم الأدوات المستخدمة وأكثرها شيوعا الاستقصاء والمقابلة ، وعند استخدام هذه الأساليب لاجراء مسح، فانه من الضروري مراعاة تنميط طريقة استخدامها حتى يمكن جمع المعلومات من كل مفردة بنفس الطريقة.

117. اختيار العينة
تعتمد معظم البحوث على استخدام شكل أو آخر من أشكال العينات العشوائية، حتى تتأكد من وجود تمثيل كافي لكافة مفردات المجتمع، وتقوم العينة العشوائية عادة على بعض المتغيرات مثل النوع – المستوى الطبقي والاجتماعي والاقتصادي.

118. الخطاب المرفق
في حالة ارسال الاستمارات بالبريد، يجب أن يصاحبها خطاب، يجب أن يكون مختصرا ، دافعا للشعور بالثقة والارتياح للباحث، والبحث الذي يجريه، ويشتمل الخطاب على اسم ووظيفة الباحث، والهدف من إجراء البحث، والتأكيد على السرية وأن البيانات لا تستخدم الا لأغراض البحث العلمي، وأن يتضمن الخطاب المدة الزمنية للرد والتي يجب الا تكون طويلة أو قصيرة، وكذلك توصيفا للاستقصاء، ولابد أن يكون العنوان الذي سيرد إليه الاجابات هو عنوان كلية أو مؤسسة معترف بها، ويطلب الخطاب تعاون المفحوص واهتمامه بدقة الاجابة وأمانتها، وينتهي بشكر له على التعاون مع الباحث

119. المتابعة
يحقق وجود الخطاب المرفق به الاستقصاء، وظرف ملصق به طابع البريد، وعنوان الباحث نسبة ردود عالية، وتزداد نسبة الردود إذا ما كان الاستقصاء قصيرا وواضحا أهدافه.
- أهمية ارسال خطاب للمتابعة بعد مرور فترة زمنية تتراوح من أسبوع الى أسبوعين للمبحوثين الذي لم يصل منهم رد، ويرفق بخطاب المتابعة نسخة أخرى من الاستمارة، ومعها ظرف وطابع بريد، واذا كان من الصعوبة التعرف على من رد ومن لم يرد، فيفضل ارسال خطابات متابعة لكل الافراد للحث على ضرورة الرد.

120. ومن الممكن ارسال خطابات متابعة أخرى، وبشكل عام يحقق الاستقصاء نسبة ردود عالية اذا تم التمكن من استرداد 70% من من الاجابات.

121. حالات عدم الرد
قد يتضمن استخدام أسلوب الاستقصاء عادة نسبة من المبحوثين لا يردون ونسبة أخرى ترد ولكن اجاباتها ناقصة، ومن المهم التأكد ما إذا كانت حالات عدم الرد أو الاجابات الناقصة سوف تؤثر على سلامة النتائج أم لا، وتثبت البحوث أنه على الرغم من أن حالات عدم الرد أحيانا تصل الى 40%، فان ذلك لا يؤثر في سلامة النتائج.

122. الدراسات المسحية 2- تحليل العمل Job Analysis
يقوم الباحث بتحليل العمل من خلال التعرف على الواجبات والمسئوليات المرتبطة بعمل معين.
يساعد تحليل العمل على التعرف على خصائص العامل الذي يجب أن يشغل الوظيفة وخبراته، والأجر الواجب دفعه، وعلاقة الوظيفة بالوظائف الأخرى
ومن الأدوات التي تستخدم في تحليل العمل ما يلي:
تصميم استبيان يوزع على عينة من الأشخاص الذين يشغلون العمل، وترتبط الأسئلة بالعمل.
إجراء المقابلة لعينة من الأفراد الذين يشغلون العمل.
الملاحظة وتتم من خلال ملازمة الباحث لعدد من العاملين للتعرف على مهامهم ومسئولياتهم التي يمارسونها.
دراسة أراء عدد من الرؤساء الذين يشرفون على هذا العمل من خلال المقابلة أو الاستبيان.
ويمكن للمحلل أن يستخدم أداة واحدة أو أكثر في آن واحد عند تحليل العمل.

123. الدراسات المسحية 3- تحليل المضمون Content Analysis
الدراسات المسحية السابقة من مسح اجتماعي ودراسة الرأي العام وتحليل العمل، ترتبط بدراسة أراء الإنسان بشكل مباشر من خلال سؤاله ومقابلته كونه يملك المعلومات،
تحليل المضمون هو اتصال غير مباشر بالأفراد من خلال الاكتفاء بالرجوع إلى الوثائق والسجلات والمقابلات التلفزيونية والصحفية المرتبطة بموضوع الدراسة.
يحلل الباحث الوثائق والسجلات المناسبة لموضوع بحثه
يستند هذا الأسلوب إلى القناعة التي تقول بأن اتجاهات الجماعات والأفراد تظهر بوضوح في كتاباتها وآدابها ومقابلاتها الصحفية وفنونها. ويتعين على الباحث التأكد من صدق تمثيل الوثيقة أو السجلات المستخدمة في التحليل سواء كان من حيث أهميتها أو أصالتها أو موضوعيتها

124. ثانيا : دراسات الروابط والعلاقات المتبادلة
إذا كانت الدراسات المسحية تكتفي بجمع البيانات عن الظواهر التي يتم دراستها من أجل وصفها وتفسيرها، فان دراسات الروابط والعلاقات المتبادلة لا تكتفي بذلك فقط بل تذهب إلى أعمق من ذلك من خلال دراسة العلاقات بين الظواهر، وتحليلها بهدف معرفة الارتباطات الداخلية في هذه الظواهر، والارتباطات الخارجية بينها وبين الظواهر الأخرى. وتنقسم دراسات العلاقات والروابط التبادلية بين الظواهر إلى ثلاث أنواع وهي:
دراسة الحالة
الدراسات العلمية المقارنة
الدراسات الارتباطية

125. دراسات الروابط والعلاقات المتبادلة 1- دراسة الحالة Case study
يهتم أسلوب دراسة الحالة بدراسة حالة واحدة قائمة مثل دراسة فرد أو أسرة أو شركة أو مدرسة، وهذا يتم من خلال جمع معلومات وبيانات تفصيلية عن الظاهرة حول الوضع الحالي والسابق للظاهرة ومعرفة العوامل التي أثرت وتؤثر عليها والخبرات الماضية لهذه الظاهرة. فالحوادث والظروف التي مرت على الأفراد والشركات تترك آثار واضحة على تطورهم وتنعكس بالتالي على سلوكهم الحالي
وقد يستخدم الباحثون دراسة الحالة في دراسة أسباب ارتفاع معدل دوران العمل لدى احدى الشركات. والباحث الاجتماعي يقوم بدراسة حالة "للأسرة الفقيرة التي تحتاج إلى مساعدة"، حيث يقوم بجمع معلومات مفصلة عن دخل الأسرة الحالي والسابق ونفقاتها السابقة والحالية والسكن وعدد أفراد الأسرة وغير ذلك.

126. مزايا وعيوب منهج دراسة الحالة:
من أهم مزايا دراسة الحالة هو التوصل إلى معلومات شاملة ومفصلة عن الحالة المدروسة، فالباحث يركز على حالة واحدة ولا يشتت جهده في دراسة موضوعات متعددة.
ومن الانتقادات الموجهة لمنهج دراسة الحالة، صعوبة تعميم النتائج على حالات أخرى أو مجتمع دراسة أكثر اتساعا.

127. دراسات الروابط والعلاقات المتبادلة 2- الدراسات العلمية المقارنة
إذا كانت معظم الأساليب الوصفية تركز على جمع البيانات والمعلومات حول الظاهرة ثم تفسيرها، فان أسلوب الدراسات العلمية المقارنة يبحث عن أسباب حدوث الظاهرة من خلال إجراء المقارنات بين الظواهر لاكتشاف أسباب حدوث الظاهرة والعوامل التي صاحبت الحدوث.

128. الحاجة إلى الدراسات العلمية المقارنة
هناك الكثير من الظواهر الإنسانية والاجتماعية لا يمكن إخضاعها للتجريب ولا يناسبها إلا الأسلوب المقارن.
استخدام هذا الأسلوب أسهل وأبسط وأقل تكلفة من المنهج التجريبي.
لا يلزم الباحث التدخل لإحداث تغيير على الظاهرة مما يجعل النتائج أكثر دقة وواقعية.

129. دراسات الروابط والعلاقات المتبادلة 3- الدراسات الارتباطية
دراسات الروابط والعلاقات المتبادلة 3- الدراسات الارتباطية
يهتم بالكشف عن العلاقات الارتباطية بين متغيرين أو أكثر، من أجل التأكد من مدى وجود هذا الارتباط وما هي قوة هذا الارتباط.
ولا يمكن أن تقاس هذه العلاقة بالعين المجردة بل لا بد من استخدام الطرق الإحصائية المناسبة لذلك.

130. ثالثا : مزايا المنهج الوصفي وعيوبه
المزايا
يساعد المنهج الوصفي على إعطاء معلومات حقيقية دقيقة تساعد على تفسير الظواهر الإنسانية والاجتماعية.
اتساع نطاق استخدام المنهج الوصفي لتعدد الطرق المتاحة أمام الباحث عند استخدام المنهج الوصفي، مثل أسلوب المسح، أو تحليل العمل، أو الدراسات المقارنة، أو تحليل المضمون.
يقدم المنهج الوصفي توضيحا للعلاقات بين الظواهر، كالعلاقة بين السبب والنتيجة، بما يمكن الإنسان من فهم الظواهر بصورة أفضل.
يتناول المنهج الوصفي الظواهر كما هي على الواقع دون تدخل من قبل الباحث في التأثير على مسارها، مما يعطي نتائج أكثر واقعية.

131. عيوب المنهج الوصفي
قد يستند البحث الوصفي إلى معلومات مشوهة ولا تستند إلى الواقع سواء كانت عن قصد من قبل الباحث أو غير قصد. كأن تكون الوثائق والسجلات المستخدمة غير دقيقة مثلا.
هناك احتمال تحيز الباحث لآرائه ومعتقداته، فيأخذ البيانات والمعلومات التي تنسجم مع تصوره ويستبعد التي تتعارض مع رأيه، وهذا راجع إلى أن الباحث يتعامل دائما مع ظواهر اجتماعية وإنسانية غالبا ما يكون طرفا فيها.
غالبا ما يستخدم الباحث مساعدين عند القيام بالدراسات الوصفية وذلك من أجل جمع البيانات والمعلومات، فصدق وانسجام هذه البيانات يعتمد على مدى فهم المساعدين لأهداف البحث.
صعوبة إثبات الفروض في البحوث الوصفية لأنها تتم عن طريق الملاحظة وجمع البيانات المؤيدة والمعارضة للفروض دون استخدام التجربة في إثبات هذه الفروض. فالباحث في الدراسات الوصفية قد لا يستطيع ملاحظة كل العوامل المحيطة بالظاهرة، مما يعيقه في إثبات الفروض.
هناك صعوبة التنبؤ في الدراسات الوصفية وذلك لأن الظواهر الاجتماعية والإنسانية تتصف بالتعقيد، وذلك لتعرضها لعوامل عدة.

132. 2- المنهج التاريخي Historical Methodolody
يستخدم المنهج التاريخي في دراسة ظواهر حدثت في الماضي حيث يتم تفسيرها بهدف الوقوف على مضامينها والتعلم منها ومعرفة مدى تأثيرها على الواقع الحالي للمجتمعات واستخلاص العبر منها
والمنهج التاريخي مستمد من دراسة التاريخ حيث يعمل الباحث على دراسة الماضي وفهم الحاضر من أجل التنبؤ بالمستقبل. والمنهج التاريخي يدرس الظاهرة القديمة من خلال الرجوع إلى أصلها فيصفها ويسجل التطورات التي طرأت عليها ويحلل ويفسر هذه التطورات استنادا إلى المنهج العلمي في البحث الذي يربط النتائج بأسبابها ويعتبر ابن خلدون أول من اتبع المنهج التاريخي في مقدمته في القرن الرابع عشر
ويمكننا القول بأن المنهج التاريخي يقوم على الملاحظة للظواهر المختلفة والربط بينها لتكوين فكرة عامة عن التقدم الذي أحرزته المجتمعات ثم تقييم الفترات الزمنية والظواهر لمعرفة الاتجاهات العامة السياسية والدينية والاقتصادية للمجتمع

133. مصادر معلومات البحث التاريخي
أولا المصادر الأولية Primary Sources:
وتشمل السجلات والوثائق والآثار وإجراء مقابلات مع شهود العيان.
السجلات والوثائق
الآثار:
إجراء المقابلات مع شهود العيان
ثانيا: المصادر الثانوية Secondary Sources:
وهي مصادر مستمدة من المصادر الأولية : كتابات أو مذكرات وسير ذاتية لبعض الأشخاص الذين عايشوا تلك الحقبة الزمنية المدروسة
الدراسات السابقة التي تمت في الماضي والتي تناولت الأحداث التي يدرسها الباحث
الكتابات الأدبية والأعمال الفنية في جمع المعلومات عن مشكلة بحثه،
تسجيلات الإذاعة والتلفزيون وأشرطة السينما والفيديو.
النشرات والكتب والدوريات والرسومات التوضيحية والخرائط.

134. أهمية البحث التاريخي
لا تتوقف أهمية الدراسات التاريخية على فهم الماضي بل تساعد في فهم الحاضر وقراءة المستقبل.
معرفة أصول النظريات العلمية وظروف نشأتها، وهذا يساعد على إيجاد الروابط بين الظواهر الحالية والماضية ورد الظواهر الحالية إلى جذورها التاريخية.
التعرف على المشاكل التي واجهت الإنسان في الماضي والعوائق التي حالت دون علاجها.
إيجاد العلاقة بين الظواهر المدروسة وبين البيئة التي أدت إلى نشوئها سواء بيئة اقتصادية أو سياسية أو اجتماعها أو ثقافية.

135. مزايا المنهج التاريخي السهولة من أهم مميزات المنهج التاريخي.
التغلب على الحساسيات السياسية بعيدا عن حساسيات الحاضر.
يمكن أن تكون الدراسات التاريخية تعويضاً عن غياب التجربة بالمعنى العلمي، فخبرة التاريخ تعيننا في كثير من الأحيان على فهم الحاضر واستشراف المستقبل، فمنهج البحث التاريخي هو أداة علم التاريخ في تحقيق ذاته بتحقيق منهج علمي يمكنه من جمع المعلومات وتحليلها وفحصها وتفسيرها بطريقة موضوعية، كما أنه أداته في الوصول إلى التعليمات أو القوانين التي تفيد في التنبؤ بالمستقبل.

136. عيوب المنهج التاريخي
يعيب المنهج التاريخي افتقاده إلى النظرة الكلية الشاملة للأحداث والوقائع التي يقوم بسردها، بل إن الوقائع التي تعد جوهر المنهج التاريخي في حاجة إلى من يقوم بالتدقيق فيها وكذلك إلى وثائق تثبت صحتها، ومن ثم فقد تغيب عنا بعض الوقائع وإلى الأبد نظراً لعدم قدرتنا على الحصول على وثائق دقيقة لها، فهناك بعض الوقائع التي لا يوجد وثائق بخصوصها.
وبالنسية لبحوث الصحافة مثلا فان غياب الصحف التي تعبر عن فترة معينة تدرس بها قضايا أو كتاب أو ظواهر تعد مشكلة كبيرة فالصحيفة في بحوث الصحافة هي بمثابة وثائق تاريخية.

137. 3-المنهج التجريبي Experimental methodology
لا يعتمد المنهج التجريبي فقط على مبادئ الفكر وقواعد المنطق بل يتعدى ذلك إلى القيام بالتحكم في الظاهرة وإجراء بعض التغييرات على بعض المتغيرات ذات العلاقة بموضع الدراسة بشكل منتظم من أجل قياس تأثير هذا التغير على الظاهرة
ويقوم المنهج التجريبي على التجربة ويتميز المنهج عن باقي المناهج في أن الباحث يتدخل في الظاهرة المدروسة ويؤثر ويتحكم في المتغيرات من أجل قياس أثرها الدقيق على المشكلة. ويعتبر المنهج التجريبي الأسلوب الذي تتمثل فيه معالم الطريقة العلمية الحديثة بالشكل الصحيح.

138. إن المنهج أو التعميم التجريبي هو تعميم يسمح للباحث بدراسة تأثير متغير واحد مستقل على متغير تابع، مع تحييد أثر المتغيرات الأخرى التي قد تتدخل في العلاقة بين المتغيرين الأساسيين.

139. مرتكزات المنهج التجريبي
يمكن تحديد مرتكزات المنهج التجريبي في خمس عناصر:
العامل التجريبي أو المستقل وهو العامل الذي يتم قياس أثره على المتغير التابع (مشكلة الدراسة) ومتابعة نتائج تغيره.
العامل التابع أو مشكلة الدراسة، وهو العامل الذي يتأثر بالمتغير المستقل.
المتغيرات المتداخلة: وهى المتغيرات المستقلة الأخرى التي يمكن أن تؤثر على المتغير التابع أثناء التجربة، لذا يفترض أن يتم ضبط هذه المتغيرات أثناء القيام بالتجربة.
الضبط والتحكم: وتعني تثبيت كافة الآثار الجانبية للمتغيرات المتداخلة من خلال الخطوات التالية:
- عزل المتغيرات: عند قيام الباحث بدراسة أثر عامل معين مثل ارتفاع سعر صرف الدولار على التصدير من فلسطين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لا بد أن يقوم الباحث بتثبيت وعزل العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على حجم التصدير مثل الضرائب، القدرة التنافسية للمنتجات الفلسطينية، الخبرة الفلسطينية في التصدير، وذلك لمعرفة أثر ذلك المتغير على سلوك الظاهرة المبحوثة.
- التحكم في مقدار التغير في العامل التجريبي: وهنا يتحكم الباحث في حجم التغير الحاصل في العامل التجريبي بالكمية والقيمة وتحديد النتائج بناء على ذلك.
- مجموعات الدراسة: وتعرف على أنها المجموعات المكونة للظاهرة موضع الدراسة. وهناك عدة طرق لاستخدام نظام المجموعات:

140. طريقة المجموعة الواحدة:
ترتكز هذه الطريقة على تجريب تأثير عامل تجريبي واحد على أداء المجموعة موضع الاهتمام.
مثال يمكن إجراء التجربة لقياس أثر تدريب رجال البيع (العامل التجريبي) على حجم المبيعات في شركة ما (المتغير التابع). فيمكن أن تبدأ التجربة من خلال قياس مستويات الأداء البيعي لمجموعة من رجال البيع في الشركة (الاختبار السابق) ثم يتم تدريبهم على أساليب بيعية مناسبة (المجموعة التجريبية)، وبعد الانتهاء من التدريب وممارسة البيع يتم قياس أدائهم، وما يتم إيجاده من فروقات في مستوى الأداء قبل وبعد التدريب يمكن أن يعزى إلى أثر التدريب.
عيوب هذه الطريقة هو أن التغيرات على العامل التابع قد تكون راجعة لعوامل أخرى إضافة للمتغير التجريبي. وتناسب هذه الطريقة التجارب القصيرة والحالات التي يكون فيها للعامل التجريبي تأثير واضح وملموس.

141. طريقة المجموعتين المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية:
حسب هذه الطريقة يقوم الباحث بإجراء الدراسة على مجموعتين متجانستين، فيقوم بتعريض إحدى المجموعات للعامل التجريبي وتسمى بالمجموعة التجريبية، وتجنب تعريض المجموعة الأخرى (المجموعة الضابطة) للعامل التجريبي،
بعدها يتم القياس والمقارنة بين المجموعتين بهدف قياس مدى تأثير العامل التجريبي على ظاهرة البحث. مثال، قياس أثر البرنامج التدريبي لمجموعة من رجال البيع على مستوى أدائهم البيعي، حيث يتم تقسيم رجال البيع في الشركة إلى مجموعتين متكافئتين، نقوم بتدريب إحداها (المجموعة التجريبية)، ولا ندرب الأخرى (الضابطة). وبعد ذلك يتم قياس أداء المجموعتين البيعي. وإذا زاد مستوى أداء رجال البيع في المجموعة التجريبية التي تلقت التدريب، دون أفراد المجموعة الأخرى فان هذه الزيادة يمكن أن تعزى إلى التدريب.
ويساعد استخدام المجموعة الضابطة في التجارب في عزل آثار أية متغيرات أخرى خارجية يمكن أن يتزامن حدوثها مع إجراء التجربة. ففي أثناء التدريب للمجموعة التجريبية إذا حدث تغير ما ايجابي أو سلبي خارج سيطرة الباحث أثناء التجريب فان كلا المجموعتين سوف تتأثر به.
ومن أهم ما يعيب هذا الأسلوب في التجريب هو صعوبة إيجاد مجموعتين متشابهتين بشكل كامل، الأمر الذي يصعب معه تعميم النتائج.

142. طريقة التجربة على عدة مجموعات:
وتسمى كذلك بطريقة تدوير المجموعات أو الطرق التبادلية،
تتطلب استخدام مجموعتين أو أكثر متشابهة فيما بينها ما أمكن، وكل مجموعة سوف تكون في مرحلة من المراحل وذلك بالتناوب مجموعة تجريبية وفي مرحلة أخرى مجموعة ضابطة.
تدمج نتائج مرحلتي الدراسة مما يجعل النتائج وكأنها مشتقة من كامل العدد وليس من نصفه. فالمرحلة الأولى من التجربة شبيهة بنظام المجموعتين الضابطة والتجريبية، أما المرحلة الثانية فيتم تبادل الأدوار بين المجموعتين، أما المرحلة الأخيرة فهي المرحلة الإحصائية والتي يتم فيها جمع النتائج وحساب أثر العامل التجريبي على المتغير المستقل

143. التجارب المعملية والتجارب الميدانية Laboratory and field experiments
عند استخدام التجربة في البحث العلمي هناك نوعين من التجارب
النوع الأول التجارب المعملية: ويتم فيها وضع أفراد العينة موضع البحث في مناخ تجريبي أو اصطناعي يتناسب مع أغراض البحث، وهذا يساعد الباحث على التحكم في كافة متغيرات الدراسة.
النوع الثاني التجارب الميدانية: ويتم فيها إجراء التجارب واختبار الفروض في مناخ عادي، كالمدرسة والمصنع والبيت. وتتميز هذه الطريقة بأن الأفراد المبحوثين لا يتصنعون الحركة أو النشاط حيث لا يوجد لديهم شك في أنهم مراقبين أو موضع دراسة، مما قد ينعكس على سلوكهم.
استخدام التجارب الميدانية بشكل سليم، يوفر إمكانية تحقيق قدر مناسب من الضبط التجريبي وبالتالي يساعد على الوصول إلى مستوى معقول من العزل والتحكم للعوامل غير المرغوب في دراستها، وهذا يعزز من دقة النتائج.

144. الشكل الملائم للتصميم التجريبي
يتضح من النماذج التجريبية الثلاث المذكورة أعلاه أنه لا يوجد نموذج مثالي يمكن أن نوصي باستخدامه في كافة الظروف، فلكل نموذج تجريبي مزايا وعيوب. ويمكن للباحث إتباع المبادئ التالية للتقليل من قصور النماذج التجريبية ضبط كل المتغيرات المتداخلة باستثناء العامل التجريبي.
مراعاة الدقة في تسجيل التغيرات والآثار التي تحدث نتيجة استخدام المتغير التجريبي.
تجنب التحيز لمتغير دون آخر.
القدرة على تسجيل التغيرات وتقديرها كميا وذلك باستخدام الاختبارات والمقاييس المناسبة.
أن يتمكن الباحث من تصميم الإجراءات التي تساعده على التمييز بين التغيرات السلوكية الناتجة عن المتغير التجريبي والتغيرات السلوكية الناتجة عن عوامل أخرى.

145. خطوات المنهج التجريبي
يمكن بيان خطوات المنهج التجريبي في إعداد البحوث كما يلي:
صياغة مشكلة البحث وتحديد أبعادها.
صياغة فروض الدراسة وعلاقاتها المختلفة.
تحديد وسائل وأدوات القياس المناسبة التي يمكن أن تساعد على قياس نتائج التجربة والتأكد من صحتها.
إجراء الاختبارات الأولية بهدف تحديد مواطن الضعف في الفرضيات المصاغة.
تحديد مكان وموعد وزمان إجراء التجربة.
التأكد من دقة النتائج من خلال تصميم اختبار دلالة لتحديد مدى هذه الثقة.
إعداد الصميم التجريبي الذي يبين العلاقات بين المتغيرات المراد استخدامها، واختيار عينة الدراسة الممثلة لمجتمع البحث.
تحديد العوامل المستقلة المنوي إخضاعها للتجربة.

146. مزايا المنهج التجريبي وعيوبه
لقد ساعد الأسلوب التجريبي العلوم الطبيعية في التقدم والرفعة في مختلف حقول المعرفة الإنسانية. وأول من استخدم التجريب في علم النفس هو العالم الألماني "فونت" وذلك عام 1879 الذي أسس أول مختبر لعلم النفس ثم انتشر استخدام الأسلوب التجريبي ليشمل كافة حقول المعرفة جميعها ومن أهم مزايا الأسلوب التجريبي ما يلي:
يمكن للباحث المستخدم للأسلوب التجريبي أن يكرر التجربة عبر الزمن، مما يعطي الباحث فرصة التأكد من صدق النتائج وثباتها.
يمكن للباحث التجريبي إيجاد الربط السببي بين متغيرين أو أكثر من خلال التحكم في العوامل الأخرى المؤثرة وعزلها والتحكم في حجم التغير الحاصل في المتغير التجريبي بما يتناسب مع برنامج التجربة، وهذا يعطي الباحث التجريبي قدرة أكبر في الربط بين النتائج وأسبابها.

147. الانتقادات الموجهة للمنهج التجريبي
إالبيئة الاصطناعية عند استخدام المنهج التجريبي في قياس العلاقات بين المتغيرات ربما يدفع الأفراد موضع التجربة إلى تغير سلوكهم لشعورهم بأنهم موضع ملاحظة واختبار
يعتمد المنهج التجريبي على العينة في إجراء التجربة ومن ثم تعميم النتائج على مجتمع الدراسة، ولكن ما يعيب ذلك انه قد لا تمثل العينة مجتمع البحث وبالتالي يصعب معها تعميم النتائج.
دقة النتائج في المنهج التجريبي تعتمد على الأدوات المستخدمة في التجربة كالاختبارات والمقاييس، وبالتالي تطور الأدوات المستخدمة يساعد في التوصل إلى نتائج أكثر دقة. وبذلك يحذر الباحث من الوقوع في أخطاء القياس من خلال التأكد من اختيار أدوات القياس المناسبة والتي تتميز بالصدق والموضوعية والثبات.
يعتمد المنهج التجريبي على استخدام أسلوب الضبط والعزل لكافة العوامل المؤثرة على الظاهرة، ولكن هذا يبدو صعب التحقق في العلوم الاجتماعية والإنسانية لتأثرها بعوامل عديدة متفاعلة يصعب عدلها وتثبيتها. مثال حوادث السير يصعب قياس أثر السرعة على انفراد على حوادث السير، فالحوادث تحدث نتيجة تفاعل العديد من العوامل مثل السرعة، وإهمال السائق، أو سوء حالة الطريق، أو سوء الأحوال الجوية، أو خلل ميكانيكي في السيارة.
يتطلب إجراء التجربة اتخاذ مجموعة من الاجراءات الإدارية المعقدة